وزير الداخلية يؤكد أهمية مضاعفة الجهود في مواجهة التحديات الأمنية الوليدي يرأس إجتماع في عدن لمناقشة أداء الإدارات والبرامج الصحية مجلس الوزراء يقر الخطة الاقتصادية الحكومية للأولويات العاجلة "أمنية حضرموت" تؤكد رفضها التجنيد خارج المؤسستين العسكرية والأمنية ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 45399 شهيداً محافظ تعز يلتقي قيادات الأحزاب السياسية لمناقشة المستجدات بالمحافظة محور طور الباحة يختتم العام التدريبي بتخرج الدفعة الـ 15 مهام خاصة اللواء حيدان يؤكد أهمية تقييم الأعمال المنجزة في تطوير الأداء الأمني اجتماع اللجنة الفنية لتوطين الصناعات الدوائية المحلية بدء إجراءات تحويل مستحقات المبتعثين للربع الثالث لعام 2023
"اكلت الشمس وجهي وانا منتظرة للسلة" حورية مصلح عقبة - 62 عام - تحرص على الحضور الى مركز الوحدة في منطقة شملان شمال صنعاء كلما سمعت عن توزيع مساعدات غذائية لكنها تعود دائما بخفي حنين.
قالت حورية لـ "الثورة نت" انهم يخبرونها كل مرة بان اسمها سقط من كشوفات المستحقين ويوعدونها بإضافته في المرة القادمة لكنهم لا يفعلون، وتتساءل "لماذا يسقط اسمي وحدي من الكشوفات، لماذا لا تسقط أسماء هؤلاء" وتشير باتجاه مجموعة من الرجال يقفون في طابور بانتظار الحصول على حصصهم الغذائية، وتضيف حورية بصوت مليء بالدموع "يسقط اسمي لأنني امرأة بلا سند".
وشهدت عمليات توزيع المساعدات الغذائية خلال العام الماضي 2018 اكبر عملية سرقة وفساد دفعت برنامج الغذاء العالمي في شهر ديسمبر الى اصدار بيان اتهام فيه المليشيا الحوثية بشكل صريح بسرقة الطعام من افواه الجائعين والتسبب في تغيير مسار كميات كبيرة من المواد الاغاثية لتصل الى اطراف غير مستحقة على حساب المستفيدين الحقيقيين.
وهذا ما دفع برنامج الغذاء العالمي الى إعادة النظر في كشوفات المستفيدين ومن ثم الغائها والعمل على إيجاد كشوفات جديدة اكثر واقعية.
حيث يستعد برنامج الغذاء العالمي لإطلاق عملية تسجيل جديدة تشمل المواطنين اليمنيين المستحقين للمساعدات الغذائية في معظم محافظات الجمهورية اليمنية بعد ان تبين للبرنامج عدم سلامة القوائم المعمول بها خلال الفترة الماضية.
وقال مصدر رفيع في البرنامج انهم في صدد الغاء الكشوفات السابقة التي تحتوي أسماء المستفيدين من المساعدات التي يقدمها البرنامج، بسبب مخالفات كثيرة غيرت مسار كمية كبيرة من المساعدات لتصل الى غير مستحقيها.
واكد المصدر في تصريح لـ " الثورة نت " ان عملية التسجيل الجديدة ستبدأ في الأيام القليلة القادمة في صنعاء باعتبارها المدينة التي شهدت اكبر عملية مخالفة وتغيير مسار المساعدات ، مشيرا في الوقت ذاته الى ان توزيع الاغاثة سيستمر بحسب القوائم القديمة حتى يتم الانتهاء من عملية التسجيل الجديدة.
وبحسب المصدر سيشارك المجتمع عبر مندوبين يختارهم المواطنون في عملية التسجيل بالإضافة الى لجان مشتركة بين البرنامج والشريك الداخلي ومندوبين عن الهيئة الوطنية (المشكلة من قبل المليشيا الحوثية) ومندوبين من المكاتب التنفيذية في المديريات، يتبعها عملية تحقق على مرحلتين ومن ثم التسجيل عبر البصمة الإلكترونية التي ستحد من سرقة المساعدات.
وذكر ان البرنامج يعمل الان على تعديل الية الرقابة بما يضمن وصول الإغاثة الى مستحقيها وكشف أي سرقة او مخالفة في حينه وتجاوز التعقيدات والخطورة.
وكان البرنامج قد طالب منذ اكثر من عام بإيقاف الية التناوب بين كشوفات المستفيدين المعمول به في صنعاء مشددين على ضرورة اعتماد قائمة ثابته، مؤكدا ان الالية الجديدة ستحد - بشكل كبير- من المخالفات التي حدثت خلال العام الماضي.
وعلم الـ " الثورة نت " ان برنامج الغذاء أوقف توزيع المساعدات الغذائية في مركز الوحدة بصنعاء التي يشرف عليها القيادي الحوثي عبدالوهاب شرف الدين والذي شهد اكبر عملية سرقة للمواد الاغاثية على مستوى البلد.
وكان برنامج الغذاء العالمي قد هدد بإيقاف نشاطه في اليمن ردا على سرقة المليشيا الحوثية مئات الاطنان من المساعدات الغذائية المخصصة للمحتاجين، واشترط البرنامج على مليشيا الالتزام بتنفيذ أربعة بنود ضمانا لاستئناف عمله في اليمن تعهدت المليشيا بتنفيذها جميعا، حيث اشترط التحقيق في عمليات السرقة التي تمت على مدى عام 2018 ومحاسبة المتسببين ومنع المتاجرة بالمواد الغذائية المقدمة من البرنامج ومصادرة أي كمية يتم رصدها في الأسواق، بالإضافة الى السماح بتنفيذ عملية التسجيل الجديدة للمستفيدين والمتضمنة التسجيل عبر البصمة الالكترونية.
وفي نفس السياق خفض برنامج الغذاء العالمي اعتماده على مشروع التغذية المدرسية كشريك محلي الى 25% من حجم نشاط البرنامج بعد ان كان يعتمد على مشروع التغذية لتوزيع 40% من المساعدات ثم تم التخفيض الى 30% قبل ان يتراجع الى 25%.
الجدير ذكره هنا ان مشروع التغذية المدرسية يتبع وزارة التربية والتعليم التي تسيطر عليها المليشيا و يديرها شقيق زعيم المليشيا يحيى الحوثي، وبحسب رصد الجهات الرقابية فان اكبر عمليات فساد وسرقة تمت عبر مشروع التغذية المدرسية الذي تكفل بالتوزيع المساعدات الاغاثية لموظفي القطاع الحكومي، وبحسب رصد نفذه موقع "الثورة نت" فان ما نسبته 20% من موظفي القطاع الحكومي المسجلين في كشوفات المساعدات حصلوا على سلال غذائية لمرة واحدة فقط، بينما كان مشروع التغذية يرفع كشوفات شهرية الى برنامج الغذاء بأسماء وبصمات المستفيدين .
وذكرت تقارير مرفوعة من جهات رقابية ان مواطنون يركبون سيارات حديثة كانوا يصلون الى مراكز توزيع المساعدات ليحصلوا على حصص من المواد الغذائية بينما لا يحصل المستحقين للمساعدات على أي كمية، وهذا بحسب التقارير بسبب التزوير في عمليات التسجيل و تدخل المليشيات والوجاهات والموظفين الكبار لتسجيل أقارب و موالين وانصار لا يستحقون المساعدات على حساب الفقراء والمحتاجين.
يذكر هنا ان برنامج الغذاء نفذ سبق وان نفذ عملية تسجيل عبر البصمة الالكترونية في مدينة عدن وحصل المستفيدين على البطاقة الذكية التي تمكنهم من الحفاظ على حصصهم الاغاثية وتمنع أي محاولة للاستيلاء عليها و يجري الان استكمال العملية في جميع المحافظات الخاضعة لسيطرة الشرعية .