الرئيسية - تقارير وحوارات - مليشيا الحوثي تُداهم المطابخ الخيرية وتطالبها بدفع الزكاة
مليشيا الحوثي تُداهم المطابخ الخيرية وتطالبها بدفع الزكاة
صورة ارشيفية-عناصر من مليشيات الحوثي
الساعة 11:03 مساءً الثورة نت../ خاص

داهمت مليشيا الحوثي عددا من المطابخ الخيرية في امانة العاصمة ومحافظة اب وطالبت القائمين عليها بدفع الزكاة عن الأنشطة الخيرية التي تنفذها هذه المطابخ.

وقال ماجد ياسين المشرف على مطبخ عطاء الخيري في محافظة إب ان مسلحين ادعوا انهم محصلين مكتب الواجبات في المحافظة داهموا المطبخ وطالبوهم بدفع الزكاة. واكد ياسين في منشور على صفحته في الفيس بوك ان المسلحين هددوا باعتقاله او اغلاق المطبخ في حال رفض دفع الزكاة وبعد ان تعهد لهم بالقدوم الى مكتب الواجبات طالبوه بدفع اجر النزول الميداني متسائلا في نهاية منشوره "اذا كان تعاملهم معنا بهذه الغلظة ونحن في مطبخ خيري فكيف سيكون تعاملهم مع بقية المحلات التجارية".

في السياق ذاته هاجم مسلحون يتبعون جماعة الحوثي الانقلابية مطبخا خيريا في منطقة وادي احمد شمال العاصمة صنعاء وطالبوا القائمين عليه بدفع الزكاة.

وقال مصدر صحفي لـ"الثورة نت" كان شاهدا على الحادثة ان حشدا من المواطنين المستفيدين من خدمات مطبخ "اخوة" اجبروا المسلحين على الخروج من المطبخ وطردوهم من المنطقة، لكن المسلحين توعدوا بإغلاق المطبخ.

وتجبر جماعة الحوثي الانقلابية التجار والمواطنين على دفع عددا من الاتاوات والجبايات تحت مسميات مختلفة وتضاعف من المبالغ الرمزية التي كانت مفروضة سابقا مثل زكاة الفطر، في الوقت الذي يعاني فيه ملايين المواطنين اليمنيين وضعا اقتصاديا مزريا نتيجة لإيقاف المليشيا مرتبات الموظفين وفرض المزيد من الجبايات.

"يدفعوا مرتباتنا ثم يخصموا 1000 ريال وليس 500 فقط" هكذا علق منير الحيزاني 37 عام وهو موظف حكومي في وزارة الإدارة المحلية على رفع مليشيا الحوثي قيمة زكاة الفطر بنسبة 100% .

وكانت المليشيا قد أصدرت تعميما يقضي فرض 500 ريال على كل مواطن يدفعها للمليشيات تحت مسمى زكاة الفطر بعد ان كان المواطنون مخيرون في دفع هذه الزكاة التي لم تكن تتجاوز 250 ريال للدولة او لمن يرونه مستحقا لها.

وتعد جباية الزكاة والخمس وجمع الأموال من المواطنين تحت مسميات مختلفة احد اهم أولويات المليشيا الحوثية منذ تأسيسها وضمن الأسباب التي دفعت الدولة لمواجهتهم في ستة حروب ابتداء بالحرب الأولى في 2004 التي انتهت بمصرع مؤسس الجماعة حسين الحوثي وحتى الحرب السادسة التي مكنتهم من معظم مناطق محافظة صعدة .

وعلى مدى اكثر من 15 عاما عانى المواطنون في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي من جور الجبايات والاتاوات التي تجبرهم المليشيات على دفعها لهم تحت تهديد السلاح، وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت بيانا في 13 أغسطس 2010 اتهمت الحوثيين بقتل مواطن من مديرية سحار رفض تسليم الزكاة لهم وقالت الوزارة في بيانها الذي نشرته على موقعها _حينها_ على الانترنت ان الحوثيين يقومون باستلام إيرادات المساجد من المشاريع الوقفية التابعة لها في المناطق التي يفرضون سيطرتهم عليها، فيما تظل السلطات عاجزة عن عمل أي شيء.

وبحسب مصدر في السلطة المحلية لمحافظة صعدة _سابقا_ جمعت مليشيا الحوثي خلال شهر رمضان من عام 2012 من المواطنين اكثر من 7.5 مليون دولار كإيرادات زكوية ، ما دفع بالكثير من رؤوس الأموال من أبناء محافظة صعدة الى نقل استثماراتهم ومحلاتهم التجارية الى صنعاء هربا من جبايات الحوثي.

وبعد ان سيطرت المليشيا على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اثر الانقلاب على الشرعية في 21 سبتمبر 2014 عمدت المليشيا الى تعميم سياسة الجبايات على جميع المناطق التي تخضع لسيطرتها، يقول الكاتب حسين الوادعي ان الحوثيين يؤسسوا لنمط اقتصاد حربي يعتمد على الجباية والغنيمة والتبرعات.

وأضاف في منشور على صفحته في الفيس بوك " منذ بداية ظهورهم في صعدة، انشغل الحوثيون بـ"الجباية " وجمع الزكاة بالقوة من المواطنين بدلاً من الدولة، بعد ذلك تم تطوير صناديق أخرى مثل صندوق المجاهدين والتبرعات الإجبارية الأخرى" مشيراً إلى أن تفكير الحوثيين كان يتركز في "الخراج" وليس في "الإنتاج".

وقال الوادعي ان الحوثيين منذ سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر 2014 انتقلوا من "الجباية" إلى "الغنيمة"، بعد ان تحولت صنعاء و"المدن المفتوحة" إلى ساحة غنائم مفتوحة من ميزانية الدولة إلى السلاح والمنازل والوظائف والجبايات النقدية.

وبحسب الكاتب حسين الوادعي فعندما نفذت خزينة الدولة تم الانتقال إلى جيب المواطن عبر الجباية الإجبارية غير المباشرة (الاستقطاعات، ضرائب، المجهود على الخدمات) وغيرها من النشاطات على طريقة "تبرعوا لنا لكي نقتلكم".