الرئيسية - تقارير وحوارات - من الاستقطاب إلى الانقلاب .. هكذا احتضنت إيران مشروع الانفصال (موثق)
من الاستقطاب إلى الانقلاب .. هكذا احتضنت إيران مشروع الانفصال (موثق)
الساعة 06:42 مساءً الثورة نت/ تقرير - فؤاد العلوي
  •  قاتل حسين بدر الدين الحوثي  إلى جانب تيار الإنفصال في حرب صيف 94.
  •  في 2010 ظهر للعلن دعم إيران للانفصال من خلال إطلاق قناة عدن لايف.
  •  أمريكا حذرت في 2012 من مخطط إيراني لتسليم صنعاء وعدن للمسلحين.
  •  في 2013 وجهت الحكومة اليمنية لإيران أول اتهام رسمي بدعم الإنفصال.
  •  قيادات في الحراك الجنوبي تعترف بتجنيد إيران وحزب الله لمئات العناصر.
  • - صحيفة مقربة من حزب الله تكشف صلة رئيس المجلس الإنتقالي بالحزب.

 

يقول هاني مسهور - صحفي يمني يساند مشروع الانفصال - في مقال له نشره في صحيفة البيان الإماراتية تحت عنوان إيران في معركة عدن .. قراءة في العمق بتاريخ 23 نوفمبر 2017: "تنبهت إيران مُبكراً للحالة اليمنية، فظهرت من خلال أنصار الله في الشمال، كما ظهرت في الجنوب، بعد أن ظهر الحراك الجنوبي في 2007 م". 

بدأ الحراك الجنوبي كحركة احتجاجية ذات طابع حقوقي قادها عدد من الضباط والعسكريين الجنوبيين بدواعي الإقصاء والتهميش، من قبل حكومة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، سرعان ما تحول إلى حراك انفصالي مطالب بحق تقرير المصير ، دخل فيه لاعبون (قدامى جدد) ، من أبرزهم علي سالم البيض الذي شغل منصب نائب الرئيس عقب تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م.
في العام 2010 بدأت تتكشف ملامح الدعم الإيراني لانفصال الجنوب، مع إطلاق قناة عدن لايف الفضائية من جنوب لبنان الخاضع لسيطرة حزب الله ، حيث أتاحت القناة لعلي سالم البيض وقيادات الحراك الانفصالي مخاطبة الرأي العام الجنوبي.
وفي الثاني من أكتوبر 2013 وجهت الحكومة اليمنية أول اتهام على لسان وزير خارجيتها أبو بكر القربي لإيران وحزب الله بدعم الحراك المطالب بالانفصال.
وقال القربي إن حزب الله وفر لسالم البيض الحماية في بيروت وأن قنواته الفضائية تبث من بيروت وهي مرتبطة بالقنوات الفضائية التابعة لحزب الله، مضيفا: بأن "اليمن أبلغ الحزب امتعاضه من دعم البيض لأن ذلك لا يخدم مصلحة العلاقات بين اليمن ولبنان". 


الدعم العسكري

ورفض وزير الخارجية في ذلك الحين الحديث عما إن كان الدعم الإيراني وصل إلى مرحلة الدعم العسكري، إلا أن الحكومة اليمنية كانت قد أعلنت في 18 يوليو 2012م أنها بصدد القيام بخطوات متشددة إزاء خلية تجسس إيرانية ألقي القبض عليها، تقوم بالتنسيق بين جماعة الحوثي والحراك الجنوبي.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط في 22 يوليو 2012 عن مسؤول يمني وصفته بالرفيع أن "الخلية التي تم ضبطها بواسطة أجهزة الأمن اليمنية كانت تعمل تحت غطاء تجاري، ولها وجود في كل من محافظتي تعز وعدن بالتنسيق مع الحوثيين في محافظة صعدة".
وأضاف للصحيفة: "هناك محاولات للتنسيق بين الفصيل المسلح الذي يقوده قيادي في الحراك الجنوبي والحوثيين، وذلك لتجنيد الشباب وإرسالهم إلى بيروت حيث يتلقون تدريبات قتالية في معسكرات تتبع حزب الله اللبناني التي يشرف عليها مباشرة الحرس الثوري الإيراني، الذي كان رئيس الخلية المضبوطة ضابطا فيه".
وقال: "المعلومات التي لدى الحكومة اليمنية أنه يتم صرف مبالغ تصل إلى خمسة آلاف دولار للفرد الواحد مقابل القيام بأعمال أمنية لزعزعة الاستقرار في البلاد". 

وفي 29 يونيو 2013 نشرت قناة العربية عبر موقعها حديثا صحفياً لمستشار الرئيس هادي لشؤون الدفاع والأمن علي محسن صالح - الذي يشغل حالياً منصب نائب الرئيس - حذر فيه من أن جماعة الحوثي والحراك الجنوبي أرسلوا مئات من المقاتلين إلى إيران للتدريب، منوهاً إلى أن بيد جماعة الحوثي والحراك الجنوبي أسلحة متطورة، بينها صواريخ أرض جو وألغام مضادة للطائرات.

ونقلت القناة عن الأمين العام للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي قاسم عسكر تأكيده ذهاب بعض الشباب في الحراك إلى إيران للتدريب، والبحث عن التمويل والتدريب من أجل مواجهة ماوصفه بالاحتلال الشمالي. 
كما نقلت عن عسكر قوله إن "بعض القادة البارزين في الحراك ذهبوا إلى الحوثيين من أجل السلاح، ونحن حذرناهم بأن يتوقفوا". مؤكداً أن حزب الله قدم بعض التمويل لقيادة الحراك، وحصلوا على التدريب الإعلامي للقناة التلفزيونية (عدن لايف).

محمد علي أحمد القيادي في الحراك الجنوبي ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لأبناء الجنوب، قال هو أيضاً في تصريحات نشرها موقع قناة العربية في يونيو 2013 إن أغلب قيادات الحراك ذهبوا إلى إيران لاستجدائها من أجل تقديم الدعم، وأن إيران تريد تحويل الجنوب إلى ميدان صراع طائفي؛ لافتاً إلى أن المد الإيراني في اليمن لا يتوقف عند دعم الحركة الحوثية الشيعية في شمال اليمن، وأن "إيران طلبت من قيادات الحراك تجنيد وتعليم وتدريب 6500 شاب من الجنوب".

إدراك سعودي مبكر

المملكة العربية السعودية لم تكن بعيدة عن المشهد، فقد أظهرت قلقا مبكراً من الدعم الإيراني لانفصال جنوب اليمن من خلال فضح التحركات الإيرانية عبر إعلامها الموالي، وسعيها لقطع الطريق أمام التقارب الإيراني مع علي سالم البيض.
ففي  يونيو 2015 كشف موقع ويكليكس الشهير وثائق أظهرت قلقاً سعوديا مبكراً من دعم إيران لانفصال جنوب اليمن ، حيث نشر برقية بتاريخ 3 ربيع الأول 1433 صادرة عن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أكد فيها توفر معلومات عن اتصالات مباشرة بين إيران وعلي سالم البيض .. مشيراً إلى نية إيران الدخول على خط الحراك الجنوبي.

كما نشرت مواقع إخبارية نص برقية نشرها ويكليكس موجهة من سفارة المملكة بصنعاء إلى وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل بتاريخ 13 ربيع الأول 1433 الموافق 1 فبراير 2012 جاء فيها إنه: "على ضوء المعلومات المتوفرة عن قيام الرئيس السابق لليمن الجنوبي علي سالم البيض من ارتباطه بإيران والسماح له بالدخول على خط الأزمة الجنوبية في اليمن، فقد يرى سموكم الكريم أنه لا بد من تحرك ضد هذا التوجه ، وأن توجه إليه رسالة قوية على أن هذا خط أحمر بالنسبة للمملكة ، وذلك عن طريق القيادات السياسية مثل رئيس الوزراء السابق حيدر أبوبكر العطاس وعن طريق الرئيس السابق علي ناصر محمد وكذلك الاستعانة بالشخصيات من أصول حضرمية مثل العمودي وبقشان وغيرهم، لأن نتائج توجهه هذا ستؤثر سلباً على مصالح المملكة".
وبعد نحو شهر وتحديداً في 9 ربيع الثاني 1433هـ الموافق 2 مارس 2012 بعثت السفارة السعودية بصنعاء برقية أخرى إلى وزير الخارجية جاء فيها أن "شخصاً أثق به من أعضاء البرلمان التقى في بيروت قبل أسبوع مع علي سالم البيض رئيس اليمن الجنوبي السابق، وقال لي انه وجده قد رمى أحضانه في يد إيران، وإنه ناقش مع الجانب الإيراني تسليح المعارضة الجنوبية، وإنه في محاولة منه لكسب الجانب الإيراني عرض عليهم أنه في حالة تسلمه الحكم سيلغي اتفاقية الحدود مع المملكة التي حسب قوله اقتطعت مساحات شاسعة من الربع الخالي التابعة لليمن الجنوبي السابق. وقال لي هذا المصدر إنه مصعّد للعداء مع المملكة وإنه رمى بجميع أوراقه مع إيران".

 

خطة إسقاط صنعاء وعدن

فضلاً عن ذلك لم تكن مخططات إيران لانفصال الجنوب بعيدة عن عيون الأمريكيين والأوروبيين والخليجيين، فقد كشفت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية في 27 يونيو 2012م عن تلقي الحكومة اليمنية تحذيرات أمريكية أوروبية خليجية بوجود مخطط إيراني يرمي إلى إسقاط صنعاء وعدن بيد الجماعات المسلحة.

واتهم سفير الولايات المتحدة الأمريكية بصنعاء جيرالد فايرستاين خلال مؤتمر صحفي عقده بتاريخ 13 يناير 2013 إيران بدعم تقسيم اليمن، مؤكداً أن هناك براهين على دعم طهران لعناصر متطرفة لإفشال المبادرة الخليجية.
وأكد فايرستاين أن إيران قدمت لعلي سالم البيض الدعم ، بهدف تحقيق مشروعه لفك ارتباط الجنوب عن الشمال، وأن علي سالم البيض يسكن في بيروت ويتلقى دعماً مالياً من إيران.. مضيفا: "ليس لدينا شك في تقديم البيض هذا الدعم للحراك الانفصالي وسيكون مسؤولاً عن ذلك".
وفي أواخر العام 2012 تحدث السفير الأمريكي  عن اتساع ما وصفه بـ"نشاطات إيران العدائية في اليمن"، وتقديمها دعماً عسكريا للحوثيين والقاعدة ومجموعات متطرفة من الحراك الجنوبي.


عيدروس يعقب البيض

"لم تنجح إيران في تمرير مشروعها عبر القيادة التاريخية الجنوبية، والممثلة في علي سالم البيض" بحسب ماذكره هاني مسهور في مقاله المذكور آنفا بسبب إدراك البيض لطبيعة التدخلات الإيرانية المشبوهة. وفق الكاتب.
ومع بداية عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية في مارس 2015 توارى دور علي سالم البيض ، ليعلن في 11 مايو2017 عن إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزبيدي.
صحيفة الأخبار اللبنانية الموالية لحزب الله، وبعد يوم واحد من حادثة مقتل أبو اليمامة بصاروخ حوثي بالتزامن مع تفجير سيارة مفخخة بقسم للشرطة في عدن مطلع أغسطس الحالي نشرت تقريراً تحت عنوان "عهد السعودية في الجنوب: الأولوية ترويض «عملاء» الإمارات" تحدثت فيه عن مخاوف سعودية من خروج تيار الانتقالي عن رأية التحالف العربي بعد انسحاب الإمارات من اليمن.
وألمحت الصحيفة إلى تخوف السعودية من رسائل دبلوماسية من الحوثيين إلى المجلس الانتقالي قد تقود إلى حل القضية الجنوبية بعيداً عن إرادة التحالف. 
الصحيفة ، وفي ذات التقرير كشفت النقاب عن علاقة قيادة المجلس الانتقالي ممثلة في عيدروس الزبيدي بحزب الله ودعم الحوثيين له.
وقالت مانصه: "والجدير ذكره، هنا، أن رئيس «الانتقالي»، عيدروس الزبيدي، كان حليفاً لـ«أنصار الله»، ويُعدّ أحد القادة الجنوبيين الذين تلقوا دعماً من صنعاء، وسهّلوا مرور قواتها إلى الجنوب قبيل اندلاع الحرب السعودية على اليمن".

وفي أكتوبر 2014، أوردت صحيفة الطريق الصادرة في عدن والمغلقة حالياً تصريحاً على لسان عيدروس الزبيدي أكد فيه أن إيران تدعمهم لاستعادة الدولة الجنوبية.
وأوضح أنه وقع على اتفاق مع طهران في بيروت، وشارك بتجنيد أكثر من 400 جنوبي يمني، وتدريبهم هناك.

حسين الحوثي والإنفصال

وتكشف الموسوعة العالمية ويكيبيديا عن علاقة قديمة ربطت حسين بدرالدين الحوثي مؤسس جماعة الحوثي مع تيار المطالبين بالإنفصال في جنوب اليمن، وأكدت الموسوعة أن "موقف حسين الحوثي كان كما هو موقف حزب الحق" الذي كان ينتمي إليه بدر والمعروف بولائه للمذهب الشيعي، وموقفه المساند لانفصال جنوب اليمن.
وقالت إن حسين الحوثي "اتهم بمساندة الانفصال ومناصرة قوات الحزب الاشتراكي اليمني في حرب صيف 1994".

وتذكر صحيفة البيان الإماراتية في تقرير تحت عنوان "اليمن..رحلة الحوثيين من قم إلى صعدة والدعــم الإيراني" بتاريخ 4 مارس 2017 أنه مع نهاية حرب صيف 1994، قرر بدر الدين الحوثي والد حسين بدرالدين الحوثي العودة إلى قم في إيران، بسبب مضايقة نظام علي عبدالله صالح له، بعد اتهامه بالتحالف مع خصومه، وهم تيار الإنفصال في جنوب اليمن.
ومؤخراً ظهر الدعم الإيراني لمليشيا الحوثي إلى العلن بعد استقبال المرشد الإيراني علي خامنئي مطلع هذا الأسبوع وفداً حوثياً برئاسة محمد عبدالسلام، وقبولها فتح سفارة للحوثيين في طهران، رغم نفيها المستمر لدعم مليشيا الحوثي منذ عقدين من الزمن.