الرئيسية - محليات - مليشيا الحوثي تجبر فئات "المهمشين" على ارسال ابناءهم الى الجبهات
مليشيا الحوثي تجبر فئات "المهمشين" على ارسال ابناءهم الى الجبهات
صورة ارشيفية-عناصر من مليشيات الحوثي
الساعة 09:42 مساءً الثورة نت../ خاص

تزوجت يوم مصرع الامام يحيى حميد الدين ولكنها لم تعد تتذكر كم كانت تبلغ من العمر حينها "لم اكن اعرف معنى الزواجة" تقول الجدة فازعة مسعود التي تسكن حي الخرائب في منطقة مذبح شمال غرب العاصمة صنعاء انها عايشت الكثير من الاحداث لكنها لم تعاني هي وعائلتها من الجوع والفقر كما تعيشه الان، خاصة بعد ان فقدت حفيدها مفرح في صفوف مليشيا جماعة الحوثي المدعومة من ايران.

 

قتل مفرح في شهر شوال قبل عامين بعد شهر فقط من التحاقه بالمليشيات تاركا زوجته وطفليه محمود 6 سنوات ومريم 8 سنوات وجدته لوالدته دون عائل في مواجهة مباشرة مع الفقر والحاجة.

 

تقول فازعة ان "الحوثيين" جلبوا معهم مواد غذائية يوم دفن حفيدها و وعدوهم بصرف مرتب شهري لكنهم على مدى اكثر من عامين لم يحصلوا على شي "نتصل على رقم المشرف ابو صالح مقفل".

وبينما دفن مفرح تحت التراب واقفل مشرفه الحوثي تلقونه ولم تحصل عائلته سوى على وعود يقطعها مشرفين اخرين لهم بنزق وتأفف، كثفت مليشيا الحوثي من نشاطها التعبوي والتجنيدي في اوساط الفئات المهمشة والاشد فقرا في العاصمة صنعاء خلال الفترة الحالية، مستغلة حاجة هذه الاسر الى المساعدات الانسانية ليتمكنوا من البقاء احياء.

اكد مصدر في "محوى" الخرائب لـ"الثورة نت" ان المشرفين الحوثيين يجبرون شباب المحوى على حضور الاجتماعات في باحة المسجد والاستماع للمحاضرات التي يلقونها مرتين في الاسبوع بعد صلاة العشاء يومي الاحد والاربعاء.

 

وبحسب المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لدواعي امنية تركز المحاضرات الحوثية على الدعم النفسي ورفع معنويات الشباب من خلال خطاب الحرية والمساواة وانه "لا فرق بينهم وغيرهم من ابناء القبائل" وضرورة مشاركتهم في "صناعة المستقبل ورفض الظلم" .

 

واوضح المصدر ان المليشيات نجحت في استقطاب العشرات من ابناء الحي "بعضهم اطفال" الى صفوفها واستخدمتهم في النقاط الامنية على مداخل العاصمة صنعاء ثم دفعت بهم الى الجبهات.

 

واضاف المصدر ان المشرفيين الحوثيين تولوا مؤخرا عملية استلام المساعدات الغذائية من المنظمات وتوزيعها على الاهالي، وهذا ما ساهم في رضوخ المواطنين وتلبية مطالب الجماعة، منوها الى ان المنظمة سبق وان مارست نشاطها في المنطقة بمفردها.

 

وقال ان هناك بعض الاسر حرمها المشرفون الحوثيون من المساعدات التي كانوا يحصلون عليها بسبب رفض ابنائهم حضور الاجتماعات والاستماع للمحاضرات، مؤكدا بان احدهم تعرض للتهديد من قبل قيادي حوثي واتهمه بـ"الداعشية" لأنه لم يحضر الاجتماع ولم يسمح لإخوانه بالحضور.

 

تستغل المليشيا الحوثية الاوضاع الاقتصادية المتردية لهذه الفئة في الحصول على المجندين الجدد مقابل تقديم المساعدات لاهاليهم ومنح المجندين مبالغ شهرية زهيدة يتم قطعها عند مقتل المجند.

 

وفي هذا السياق تشير احصائية صادرة عن جمعية احفاد بلال الى ان المليشيا استقطبت خلال الاربع السنوات الماضية اكثر من 800 مجند من تجمعات سعوان والخرائب في منطقة مذبح وتجمعي الربوعي والرماح في الحصبة معظمهم من المراهقين والاطفال.

 

وبينما لم تتمكن الجمعية المتخصصة بتنمية وحماية الفئات المهمشة والاشد فقرا من احصاء عدد القتلى في صفوف المليشيات من ابناء هذه التجمعات، اكد مصدر في الجمعية لـ"الثورة نت" ان المئات من المجندين فروا من الجبهات "بعضهم عاد الى صنعاء واخرين فروا الى الاراضي الخاضعة لسلطة الشرعية" خوفا من اعتقالهم او اجبارهم على العودة الى الجبهات.

 

و افاد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان العشرات من المجندين العائدين من الجبهات يعانون من امراض نفسية وصف بعضها بانها "جنان خالص" موضحا بان  متخصصين نفسيين اطلعوا على بعض الامراض _بمساهمة من الجمعية_ قالوا ان هذه الحالات تعرضت لمشاهد صادمة وعاشت اوضاع امنية "صعبة للغاية" ما افقدتهم الثقة بكل شي من حولهم وجعلتهم في حالة خوف مستمر، وانهم بحاجة الى علاج لفترة طويلة ليتمكنوا من العودة الى حياتهم الطبيعية.

 

وتلجئ المليشيات الى استقطاب المقاتلين من ابناء الفئات المهمشة والضعيفة والاشد فقرا بعد ان عزفت معظم القبائل اليمنية عن ارسال ابنائها للقتال في صفوف المليشيات رغم استغلال الجماعة الانقلابية لكل وسائل الاعلام ومنابر المساجد وبعض مراكز القوى لاستقطاب المقاتلين الا انها فشلت في حشد المجاميع المطلوبة.

 

كما عملت جماعة الحوثي الانقلابية على استغلال العملية التعليمية وسيطرتها على المدارس في الترويج للفكر الشيعي وتجنيد الطلاب من الفئات العمرية المختلفة، بالإضافة الى صرف مليارات الريالات على المراكز الصيفية التي اقامتها المليشيا هذا العام والتي حولتها من مراكز صيفية الى معسكرات تجنيد.