الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - تقارير وحوارات - المأربية ريم بحيبح .. أكاديمية وناشطة تنظم الشعر وتخوض ميادين النضال الوطني (حوار)
المأربية ريم بحيبح .. أكاديمية وناشطة تنظم الشعر وتخوض ميادين النضال الوطني (حوار)
الساعة 06:13 مساءً الثورة نت/ خاص – علي العقبي   

- المرأة المأربية اليوم تعيش وضعا أفضل ومنحت حيزا أكبر من الحرية.

- حين احتاج الوطن لمن يسنده خرجت المرأة المأربية مربية وإعلامية وطبيبة.

- الشعر هواية وللمحيط يد فيه فوالدي وعمي شاعران وأختي الكبرى شاعرة.


 
الأكاديمية والشاعرة والناشطة ريم محمد بحيبح إحدى أبرز النساء المأربيات التي تنشط في العمل المدني في الأوساط النسوية ، وظهرت خلال الفترة الأخيرة على رأس ائتلاف نسوي لمساندة الجيش الوطني في معركة استعادة بقية المحافظات اليمنية من سيطرة مليشيا الحوثي الإنقلابية التابعة لإيران.
تحمل ريم بحيبح شهادة الدكتوراه في مجال الإدارة صادرة عن جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية، وترأس حاليا "الائتلاف النسوي لمساندة حماة الوطن"، وصدر لها ديوانين شعريين الأول (سحايب مجد) في 2013 قدمه الدكتور عبد العزيز المقالح، والثاني ديوان (لأجلكَ أنت) صدر عن دار الآن بعمّان الأردن في 2018.
في هذا الحوار يحاول موقع "الثورة نت" التعرف أكثر من خلال الدكتورة ريم بحيبح على واقع المرأة في مأرب والتحولات التي شهدتها مؤخرا، ودورها في المعركة الوطنية لاستعادة اليمن، وإسناد الجيش الوطني والمقاومة، والأدوار التي يمكن أن تلعبها المرأة في هذا الجانب فإلى الحوار:

-    بداية كيف هو وضع المرأة في مأرب في ظل ما تشهده المحافظة من حراك سياسي ومدني واجتماعي؟
وضع المرأة في مأرب الآن أفضل بكثير من السابق، فقد أُعطيت حيزا كبيرا من الحرية في التعبير عن رأيها وأداء واجبها، وللأمانة فالرجل المأربي كان داعما ومسانداً للمرأة في هذا المجال ومعينا لها لتثبت وجودها وأنها رقم صعب لا يمكن تجاهله في بناء مستقبل هذا الوطن. 
المرأة المأربية اليوم تنافس بقوة للحصول على حقها في التعليم وتأتي من على بعد 100 كيلو متر يوميا لتستمع للمحاضر في الجامعة .. المرأة المأربية اليوم هي معلمة وطبيبة وإدارية، ومحاضرة، وناشطة حقوقية، وقائد في العمل المدني والمجتمعي .. المرأة المأربية اليوم تعمل وتناضل إلى جانب أخيها الرجل في مقاومة المشروع الظلامي الحوثي بكل ما تستطيع.

-    أين تقف المرأة المأربية من دعم وإسناد الجيش الوطني والمقاومة؟
المرأة المأربية هي امرأة نقشت تاريخها منذ القدم بالخط المسماري في جدران معبد الشمس وغيره من المواقع التاريخية، حكمت وأدارت وتولت المهام الصعبة وأثبتت مقدرتها وحكمتها وقوتها فذكرها الله سبحانه وتعالى في قرآن يتلى حتى يوم القيامة..
واليوم وحين اشتدت الشدة واحتاج الوطن لمن يسنده خرجت المرأة المأربية، مربية وإعلامية وطبيبة وأكاديمية ، وحتى الطالبة المأربية شاركت وأصرت على أن لا تقف موقف المتفرج في هذا الوقت وفي هذه المعركة التي هي معركة مصيرية بالنسبة لنا كيمنيين، حيث قامت نساء مأرب بتكوين ( الائتلاف النسوي لمساندة حماة الوطن) كمبادرة مجتمعية لدعم الجيش والمقاومة من خلال أنشطة متنوعة تصب جميعها في خدمة هذا الغرض.

-    مالدور الذي لعبه الإئتلاف النسوي في دعم الجيش الوطني والمعركة؟
الائتلاف النسوي لمساندة حماة الوطن هو كيان تم تكوينه لتحقيق ثلاثة أهداف، تتمثل في توضيح جرائم الحوثي وفضح نهجه الضال، ومواجهة الشائعات والأراجيف التي يعتمدها الحوثي في حربه النفسية، وتقديم الدعم الغذائي للجبهات.
كما يقوم الملتقى بتنفيذ الأنشطة في إطار تحقيق أهدافه، بتنظيم الملتقيات النسوية مديريات المحافظة، والمشاركة في المناسبات العامة، وإقامة المحاضرات التوعوية في مدارس البنات، وتفنيد الشائعات والأراجيف، وجمع التبرعات المالية و شراء مواد غذائية، وصناعة الكعك وإرساله للجبهات، وايصال رسالة الجيش الوطني والمقاومة للمجموعات والقروبات النسوية على الواتسآب والفيسبوك والكثير من الأنشطة في إطار تكامل الدور بين الرجل والمرأة في المعركة الوطنية ضد مليشيا الحوثي الإرهابية.
الحمد لله تم إقامة فعاليات عدة في مختلف مديريات المحافظة للتوعية وتوضيح من هو العدو الحوثي ولماذا نحارب هذا العدو، وما هو دور المرأة في هذه المرحلة، كما تم إرسال حملات كعك متعددة إلى عدة جبهات كنوع من المساندة المجتمعية من المرأة للرجال الذين يدافعون عن الوطن.

-    ماهو دور المرأة المأربية في المعركة الوطنية ومواجهة الانقلاب؟
دور المرأة مهم جداً ومهامها متنوعة في هذه المرحلة فهي تدعم بعلمها وثقافتها لتصنع وعي مجتمعي بخطورة الانقلاب الحوثي على الوطن وعلى الجمهورية والعقيدة والفكر، كذلك تشارك الرجل في النضال وتدعم بتحفيز من في منزلها بالصمود والمقاومة والمشاركة في حماية الجمهورية وحماية الوطن من هذا العدو السلالي الكهنوتي الذي يريدنا أن نعود لقرابة ستة عقود للوراء..
تتعدد أدوار المرأة بتعدد موقعها في المجتمع وفي الأسرة فدور الأم صناعة البطل ودور الزوجة تحفيز البطل وإعانته ودور الأخت التقوية من عزيمته، كثيرة هي الأدوار التي يمكن أن تقدمها المرأة ما دامت مدركة لخطورة الموقف ولأهمية الدور الذي تلعبه في هذا الحاضر العصيب. 


-    من خلال عملك في الإئتلاف كيف وجدتي موقف المرأة المأربية من المعركة الوطنية؟
سأذكر لكم هنا أخت شهيد أرملة ولديها طفلين ولا تملك سوى خمس من الماعز، وعندما قام بعض أبناء منطقتها ( قرية واسط بمديرية الجوبة) بتجهيز حملة غذائية للأبطال في الجبهات تبرعت بأفضل ماعندها من الماعز لإسناد أبطال الجيش الوطني والمقاومة.
المرأة المأربية تدرك خطورة المشروع الحوثي وترى فيه تدميرا للإنسان وللحياة وللتعايش، ولحقوق الإنسان وحقوق المرأة بدرجة رئيسية، لأن هذه المليشيا ضد التعليم بشكل عام وضد تعليم المرأة بشكل خاص، ضد الحياة المدنية، لذا فإن المرأة المأربية لاتتوانى في الوقوف إلى جانب الجيش الوطني والمقاومة من رجال قبائل مأرب وأبناء اليمن الأبطال.
تشارك المرأة المأربية في مختلف القرى بفاعلية في تنفيذ حملات التبرع، وصناعة الكعك والهدايا لرجال الجيش بشكل طوعي رغم شحة الدخل، وتحول معظم النساء إلى معيلات بعد توجه رجالهن للجبهات، ولك أن تتخيل امرأة تأخذ من قوت صغارها لتصنع للأبطال ما يعينهم في صمودهم.
هذا الفعل لا تقوم به إلا نفس عظيمة استشعرت الخطر وتحمل حس المسؤولية وروح المبادرة وهكذا هن نساء مأرب بل ونساء اليمن ككل اللائي واجهن منذ عودة الإمامة الحوثية صنوف المعاناة، من قتل وتشريد ونزوح وحرمان من التعليم، واختطاف، وتحويل آلاف النساء إلى أرامل يعلن أسرهن، وهلم جر من صنوف المعاناة التي كانت في منأى عنها قبل الانقلاب المشؤوم.
عشرات الآلاف من النساء فقدن وظائفهن في المحافظات الخاضعة لمليشيا الحوثي، ومعظم الفتيات لم يعد بمقدورهن مواصلة تعليمهن، ومئات الآلاف من النساء بين نازحات ومشردات فضلن العيش في مخيمات النزوح بعد أن كن يحيين حياة كريمة وآمنة، وكل ذلك يمثل دافعا للمرأة المأربية في أن تناضل وتقوم بدورها في إسناد حماة الوطن الذين يسكبون الدماء من أجل العيش والحياة بكرامة وحرية. 

-    من وجهة نظرك ماهي أبرز التحولات التي تحققت للمرأة المأربية مؤخرا؟
من أبرز التحولات التي يمكن ملاحظتها هو التغير الحاصل في النظرة العامة السائدة عن المجتمع المأربي، فقد كانت النظرة أو الصورة الذهنية المأخوذة عن مأرب أنها محافظة منغلقة على ذاتها وغير قابلة للتطوير وترفض التغيير، لكن الأحداث التي شهدتها اليمن وخصوصا منذ انقلاب مليشيا الحوثي أثبتت عكس ماكان يقال عن مأرب وعن أهلها.
وقد كان لدخول أبناء اليمن من مختلف المحافظات إلى قلب اليمن النابض ( مأرب) وتعاملهم مع أهل مأرب رجالاً ونساءً دورا في تغيير تلك الصورة المغلوطة فقد وجدوا الطبيبة والصحفية والناشطة الاجتماعية والسياسية والحقوقية والأكاديمية، وجدوها تشارك في مختلف المجالات بشكل يليق بحفيدة بلقيس التي تتطلع للمستقبل وتحافظ على الجذور. 

-    رسالتك للمرأة اليمنية في مناطق مليشيا الحوثي؟
كان الله في عون النساء في تلك المناطق فهن يعانين كثيراً، معاناتهن أشد مما نتصور فالأم مهددة بأخذ صغيرها لساحات القتال كقربان للحوثي، والزوجة مهددة في أي لحظة بأن تصبح أرملة إن ذهب زوجها مع الحوثة، أو زوجة مخفي قسراً لا تعرف مصيره إن رفض..
مآسي لا يمكن حصرها عانت منها المرأة اليمنية بسبب سيطرة الحوثي فهو لا يرى  فيها إلا زينبية أو مجندة تستخدم السلاح لإرهاب النساء الأخريات اللواتي لا يصنعن مستقبل ولا يحافظن على نشئ صالح..
رأيناهن يحملن البنادق ويصرخن بصرخة الجنون الحوثية، يهتفن بالحياة لشخص يوردهن موارد التهلكة!
رسالتي للمرأة صاحبة الوعي والتي لسوء حظها وقعت منطقتها تحت سيطرة المليشيات الحوثية الهمجية، إصبري ولا تنهزمي، حصني صغارك بقراءة تاريخ هذه الأرض وتعليمهم ما هي العقيدة الصحيحة، لا تهملي هذا الجانب أبدا فهو المعركة التي في يدك أدواتها.
وهذا الوضع المؤقت لن يستمر بإذن الله سننتصر وسيتحرر الوطن بأكمله من هذا الانقلاب البغيض. 

-    ماذا عن الشعر عند الدكتورة ريم بحيبح؟
الشعر هواية وموهبة منذ الصغر وللمحيط يد فيه فالوالد شاعر والعم شاعر والأخت الكبرى شاعرة لكن ما يميزني عنهم إجادتي لكتابة الشعر العامي والفصيح.
بدأت كتابة الشعر منذ المرحلة الإعدادية بالمدرسة، ونضجت شعرياً خلال سنوات دراسة البكالوريوس بمدينة الإسماعيلية في جمهورية مصر الحبيبة.
أنتجت ديوانين منشورين الأول (سحايب مجد)، وتضمن مجموعة من القصائد الفصيحة والعامية، وقدم له الشاعر والناقد الكبير عبد العزيز المقالح، أصدرته دار عبادي للنشر والتوزيع في صنعاء عام 2013.
أما الديوان ( لأجلكَ أنت) فقد صدر عن دار الآن بالعاصمة الأردنية عمّان نهاية العام 2018، ويتضمن 34 قصيدة فصيحة في 71 صفحة من القطع المتوسط.