أوصت ندوة سياسية نظمها المنبر اليمني للدراسات والإعلام في العاصمة السعودية الرياض بتكثيف التحرك الحكومي والشعبي لتعريف العالم بإرهاب مليشيا الحوثي، ورصد وتوثيق ونشر جرائمها التي لاتتوقف بحق الشعب اليمني، ليدرك العالم مدى بشاعة وإرهاب هذه المليشيا التي فاقت وحشيتها بقية التنظيمات الإرهابية.
وأكدت أوراق عمل الندوة التي أقيمت عبر تطبيق الزوم تحت عنوان (تصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية .. الرؤية الشرعية والأدوار المطلوبة) أن التصنيف الأمريكي لمليشيا الحوثي منظمة إرهابية أجنبية خطوة تأخرت كثيرا، لكنها تمثل موقفا متقدما للولايات المتحدة في ظل تغاضي المجتمع الدولي على جرائم مليشيا الحوثي، تحت ذرائع ومبررات الخوف الوضع الإنساني، الذي كان أحد أبرز أسبابه تغاضي المجتمع الدولي على إرهاب مليشيا الحوثي.
 

لغة المصلحة

وقال سفير اليمن في اليونيسكو الدكتور محمد جميح إن تصنيف ميليشيا الحوثي ضمن قوائم المنظمات الإرهابية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية خطوة إيجابية.. داعيا الحكومة لمخاطبة المجتمع الدولي بلغة المصلحة التي يفهمها، وأن تقول للعالم إن مصالحه لا يمكن أن تتحقق عن طريق ميليشيا وعصابات متمردة وأن الحكومة الشرعية هي التي تضمن للمجتمع الدولي مصالحه.
وطالب جميح في ورقته التي قدمها في الندوة الدول التي تتعامل مع ميليشيا الحوثي عبر قنواتها الرسمية وتسمح بمرور الدعم العسكري واللوجستي بأن تكف عن ذلك، وأن تراجع سياساتها إزاء اليمن.. مشيدا بالدور السعودي الإيجابي والدعم السخي الذي تقدمه المملكة العربية السعودية لليمن في كل المجالات.
من جانبه قدم المحامي محمد المسوري رئيس الفريق الدولي للسلام ورقة تحت عنوان (الواجب اليمني حيال الإرهاب الحوثي بعد التصنيف) مطالبًا الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والشعب اليمني العمل الجاد من أجل تصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية، مؤكدًا أن الميليشيا الحوثية هي من صنفت نفسها جماعة إرهابية بجرائمها وانتهاكاتها وبما اقترفته من جرائم جسيمة.
وحث المحامي المسوري أبناء الشعب اليمني على مواصلة رصد وتوثيق ونشر الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي الإرهابية لكشفها للمجتمع الدولي، مشددًا على أن الدور الشعبي مهم جدًا في توثيق ورصد الجرائم الحوثية؛ فلولا الرقابة الشعبية والرصد الشعبي من الداخل ما عرف الخارج جرائم الحوثي.

60 ألف جريمة

إلى ذلك قدم المحامي عرفات حُمْران رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات ورقة حملت عنوان (جرائم ميليشيا الحوثي الإرهابية .. البراهين الواقعية) أورد فيها أرقامًا وإحصائيات لجرائم وانتهاكات ميليشيا الحوثي الإرهابية.. موضحًا أن جريمة واحدة فقط من جرائم مليشيا الحوثي تكفي لتصنيفها منظمة إرهابية.
وأكد حُمران أنه تم تقديم أكثر من 60 ألف توثيق لجرائم الحوثي للمجتمع الدولي إلا أن ل المجتمع الدولي لم يتعامل معها كما ينبغي .. موضحا أن ميليشيا الحوثي اختطفت أكثر من ١٦٣٠٠ مدنيا، ومات تحت التعذيب في سجون الإرهاب الحوثي ١٣٧ مختطفًا وأن الحوثيين، وضعوا ٧٥١ مختطفًا دروعًا بشريه، في حين بلغ القتلى والجرحى أكثر من60 ألف مدني، وفجروا أكثر من 2000 منزلًا.
وذكر حمران أن ضحايا قناصة الحوثي بلغوا أكثر من 2000 مدنياً أغلبهم نساء وأطفال، إضافة إلى ملايين النازحين وتجنيد 30 ألف طفل وزرع أكثر من 2 مليون لغم. 
وختم أوراق الندوة الشيخ عمار بن ناشر العريقي رئيس رابطة علماء ودعاة عدن عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن بورقته تحت عنوان (جرائم الإرهاب الحوثي من منظور شرعي) مؤكدًا أن للإرهاب آثاراً مدمّرة تطال كل مناحي الحياة الدينية والدنيوية.
وبين الشيخ عمار بن ناشر أن الإسلام كرم النفس البشرية ولم يخص التكريم في القرآن للمسلم فقط بل عم بني آدم (ولقد كرمنا بني آدم).. مؤكدا أن الإرهاب مخالف للطبيعة البشرية ويشكل انتهاكاً لكرامة الانسان.
وأوضح الشيخ عمار أن الحرب في الإسلام عادلة وأخلاقية، فلقد نهى الإسلام عن قطع الشجر المثمر أو تخريب دارٍ عامرٍ ، ونهى عن قتل المرأة والطفل والشيخ والمنقطع بديره ودور عبادته.
وختم الشيخ العريقي ورقته بالقول: إن تصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية خطوة باركها كل المظلومين والشعب اليمني الواقع تحت انتهاكات الميليشيا.. معتبرا الحسم العسكري هو الحل الأنسب مع الحوثي لأن الميليشيا الحوثية لا تؤمن بالسلام ولا تجنح لمتطلباته.