الرئيسية - محليات - وزير خارجية للأيام البحرينية: لن نسمح بحزب اللـه آخر في صنعاء
وزير خارجية للأيام البحرينية: لن نسمح بحزب اللـه آخر في صنعاء
الساعة 04:27 مساءً الثورة نت/ تقارير وحوارات

البحرين جزءٌ أصيل في دعم الشرعية اليمنية واستعادة الدولة
إذا لم يكن هناك تحرك جاد من الإدارة الأمريكية فإن فرص السلام في اليمن ستتلاشى
الحوثيون مرحّب بهم كجماعة سياسية ولن نقبل بنسخة من «حزب الله» الإرهابي
«مأرب» صمود أسطوري بوجه الهجمات الإرهابية وسط صمت دولي

دعا وزير خارجية الجمهورية اليمنية أحمد عوض بن مبارك المجتمع الدولي لممارسة اقصى الضغوط على ميلشيات الحوثيين المدعومة من إيران، لتعديل سلوكها العدواني ودفعهم الى طاولة المفاوضات، معتبرا انه إذا لم يكن هناك تحرك جاد من قبل الإدارة الأمريكية والمبعوث الاممي لليمن، فإن فرص السلام ستتلاشى.
وقال وزير الخارجية اليمني بن مبارك، في حوار خص به «الأيام»، على هامش جولته الخليجية التي تشكل البحرين المحطة الثالثة فيها، إن الحكومة الشرعية اليمنية لن تقبل باستمرار الوضع على ما هو عليه وهي مكتوفة الايدي، لا سيما في ظل التصعيد العسكري للميلشيات الحوثية الذي يستهدف محافظات يمنية.
وشدد الوزير بن مبارك على ان الموقف الخليجي هو موقف موحد، ويقف مع الثوابت الإنسانية، وإيجاد حل سياسي وفقا للمرجعيات المتوافق عليها محليًا وإقليميًا ودوليًا، مؤكدًا أن الحوثيين مرحب بهم كجماعة سياسية غير مسلحة، وليست منفذة لأجندات دولة أخرى، وان يكونوا جزءا من العملية السياسية أسوة ببقية الأحزاب السياسية، مشددا على رفض بلاده القبول بما وصفه نسخة أخرى من «حزب الله» الإرهابي على أرض اليمن.. وفيما يلي نص المقابلة:

] لنبدأ من زيارتكم إلى مملكة البحرين وأهم ما حملت هذه الزيارة.

- البحرين هي المحطة الثالثة في جولة تشمل جميع دول الخليج العربي، بدأت الى المملكة العربية السعودية، ثم دولة الامارات العربية، والآن في البحرين. أود في البداية أن أشكر مملكة البحرين الشقيقة على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال، حيث تمثل هذه الزيارة الثالثة فرصة للقاء مع وزير الخارجية عبداللطيف بن راشد الزياني لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين،

والتشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى إطلاع الوزير الزياني على آخر التطورات في الشأن اليمني، خصوصا المتعلقة بعملية السلام، وعملية بناء مؤسسات الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار الذي تقوم بها الحكومة منذ عودتها إلى العاصمة المؤقتة عدن، وشرح طبيعية التحديات السياسية والتنموية التي تواجه حكومة الكفاءات وحشد الدعم لهذه الحكومة، كذلك الأعمال الإرهابية التي تقوم بها الميليشيات الحوثية ضد الشعب اليمني، ومحاولاتها المستمرة لزعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي.

فكما تعلمون بأن مملكة البحرين عضو في قوات التحالف العربي لدعم الشرعية، فلهذا ارتينا أهمية الزيارة الى مملكة البحرين لتنسيق المواقف والرؤى السياسية، وإطلاع المجتمع العالمي على موقف الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وتعنتها في استمرار التصعيد العسكري، إذ إن البلدين يعانيان من التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية، ووجب علينا التحرك للتصدي لهذه الأعمال التخريبية والإرهابية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

] كيف ترون المشهد اليوم للوضع اليمني لا سيما بعد قدوم إدارة أمريكية جديدة وضعت في صلب سياستها الخارجية اليوم ملف اليمن، وتحدّثت عن إنهاء الحرب وبدء عملية مفاوضات للسلام؟

- نحن رحبنا بالتوجهات الأمريكية إزاء الملف اليمني وتعيين المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندر كينغ. لا شك هناك اهتمام دولي بالشأن اليمني سواء من الامم المتحدة أو من الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أصبحت اليمن أحد أولويات الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقد طرحت الكثير من الأفكار لإعادة إحياء مسار السلام، وتنفيذ جملة من إجراءات بناء الثقة وصولا الى التشاور الشامل حول صيغة للحل الشامل والدعاوى التي نسمعها من كثير من عواصم العالم، وعلى رأسها واشنطن لتحقيق السلام وإنهاء الصراع في اليمن.

بالطبع نريد إنهاء الحرب، وهذا هدف نشترك مع الإدارة الأمريكية حوله، ونحن حريصون على التفاعل الإيجابي مع جميع الدعوات الأمريكية والدولية لإنهاء الحرب، لكن في المقابل نشهد عمليات تصعيد خطيرة وغير مسبوقة، ففي الوقت الذي تتعالى فيه الدعوات للسلام نشهد تطورًا عسكريًا كبيرًا جدًا في جبهة مأرب من قبل ميليشيا الحوثي، واستهدافا متكررا للأراضي السعودية عبر الصواريخ البالستية والطائرات المفخخة، وهذا يرسل رسائل سلبية جدا لا يُراد بها لعملية السلام ان تتحقق، وهذا ما كنا نقوله مرارًا وتكرارًا من عدم جدية الميليشيات الحوثية في انهاء الحرب والمعاناة الإنسانية،

وبالتالي على المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية ان تتعاطى مع هذه الرسائل السلبية، وان توقف أي شكل من أشكال الدعم الإيراني لهذه الميليشيات، وممارسة أقصى أنواع الضغط على هذه الميليشيات لتعديل سلوكها ودفعها للعودة إلى طاولة المفاوضات والخروج بتسوية منصفة تلبي تطلعات وآمال الشعب اليمني بدولة ديمقراطية مزدهرة، تقوم على المواطنة المتساوية والحكم الرشيد.

] ما هي انطباعاتكم حيال نتائج لقاء الرئيس عبدربه منصور هادي مع المبعوث الأمريكي لليمن تيموثي ليندر كينج؟

- لقد كان لقاء مثمرا، إذ يُعد اللقاء الأول الذي يجمع المبعوث الأمريكي مع الرئيس عبدربة منصور هادي، وقد تم طرح موقف بلادنا تجاه تحقيق السلام والاستقرار وإعادة مؤسسات الدولة الشرعية المخطوفة من قبل الميليشيات الحوثية، كما تم إطلاع المبعوث الأمريكي بالطبيعة الارهابية التي تمارسها الميليشيات المدعومة من إيران على أبناء الشعب اليمني، وانتهاكاتها لحقوق الانسان وحقوق الجوار، وبدوره اتفق المبعوث الأمريكي تيموثي ليندركينغ مع مواقف بلادنا الواضحة والجدية في تحقيق سلام شامل ومستدام يلبي تطلعات الشعب اليمني، ويحقق آماله في العيش الكريم، كما أكد المبعوث الأمريكي دعم الولايات المتحدة للحكومة الشرعية، كذلك الحلفاء في المملكة العربية السعودية تجاه الاعتداءات من قبل الميليشيات الحوثية.

واتفق معنا على وصف الدور السلبي لإيران في اليمن وتقويضها العملية السياسية، ولهذا نأمل للمبعوث الأمريكي نجاح مهمته، والضغط على هذه الميليشيات الإرهابية على خفض التصعيد إذا كانت تهتم باستئناف العملية السياسية والدخول الى طاولة المفاوضات.

] دعني أتوقف عند الإدارة الأمريكية الجديدة، يرى بعض المراقبين أن الإدارة الأمريكية الجديدة ورؤيتها نحو اليمن ما هي إلا طوق نجاة لميليشيات جماعة الحوثي، حيث صعّد الحوثيون هجماتهم العسكرية في محافظة مأرب، كذلك استهدافهم للمدنيين في تعز، والهجمات الإرهابية التي تستهدف السعودية، ما فُسّر بأنه استغلال واضح لتغير الإدارة الأمريكية، وتوجّهها الجديد لليمن، ما تعليقكم؟

- أولا إن خطاب الرئيس جو بايدن الأخير حول اليمن كان متفقا مع موقف الحكومة اليمنية الذي يؤكد أهمية الحل السياسي في اليمن، وأن هذه الحرب التي أشعلتها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران يجب أن تنتهي لينعم الشعب اليمني بالأمن والسلام والاستقرار، وهو ما سينعكس على استقرار المنطقة ككل. نحن نعتقد ان ما يجري في اليمن هو نتاج لأجندات إيرانية، وهناك محاولة لربط الملف اليمني بملف التفاوض الإيراني مع الغرب، لذلك كلما اقتربنا من آفاق حل، لجأت الميلشيات الحوثية إلى التصعيد العسكري، باستهداف محافظات يمنية على رأسها محافظة مأرب التي تشهد هجمات إرهابية فقدنا فيها خيرة رجالنا، ومازلنا نخوض هذه المواجهة في محافظة يمنية تشهد ظروفا قاسية،

حيث تستضيف مأرب ملايين اليمنيين الذين هجروا قسريا بعد أن هربوا من مناطق سيطرة الحوثيين، واليوم مأرب وغيرها من المحافظات اليمنية تستهدف بهجمات صاروخية وطائرات مسيّرة مفخخة، ويتم قصف الأحياء السكنية متسبّبة باستشهاد وإصابة العشرات من الضحايا من المدنيين والأبرياء. وفي ضوء هذا السلوك الإرهابي الرافض للسلام، لا بد من ممارسة أقصى أنواع الضغط على هذه الميليشيات لدفعها للعودة إلى طاولة المفاوضات من قبل المجتمع الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة؛ لأن الميليشيات الحوثية لم تحصل الردع الكافي مستغلة القرار الأمريكي برفع اسمها من قائمة الإرهاب في القيام بالمزيد من الأعمال العدائية.

ما نحاول إيصاله الى المجتمع الدولي هو أن ما يحدث في اليمن هو صناعة جماعة تحمل أيديولوجية شمولية تحاول فرضها على المجتمع اليمني، وتعتقد ان لديها حقا إلهيا في حكم اليمنيين، وتؤمن بخرافة صنعتها نظرية «الاصطفاء الإلهي» وتحاول أن تفرض هذه العقيدة على اليمنيين، وهذا ما فجّر الصراع. لو عدنا الى الماضي، سنجد ان الحوثين كانوا جزءا من النسيج المجتمعي اليمني، وسيبقون كذلك، وهذا ما قامت عليه جميع المبادرات السياسية السابقة التي كانوا يحرصون على إفشالها.

] ألا ترون فرص حقيقية للسلام من خلال توجهات الادارة الامريكية ودعوات المبعوث الاممي لليمن لا سيما ان مفاوضات تبادل الاسرى التي اجريت في الاردن وبإشراف الأمم المتحدة قد فشلت بسبب تعنّت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران؟

- لقد كان هناك فرص حقيقية للسلام، وكان المناخ مهيأ لذلك خاصة بعد اتفاق الرياض وتشكيل حكومة الكفاءات، وعودتها لممارسة اعمالها في العاصمة المؤقتة عدن، ومن ثم نستأنف العملية السياسية مع المليشيات لتحقيق السلام الشامل والعادل، الا ان الاستهداف الارهابي الحوثي على الحكومة اليمنية اثناء وصولها مطار عدن الدولي، وتصعيدها الغير مسبوق في مأرب واستهدافها المتكرر بالصواريخ على اراضي السعودية، وآخرها عرقلة التوصل لاتفاق بشأن إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى والمختطفين والمخفيين قسرًا في سجون المليشيا.

وهذا يفسر مما لا يدعي الى الشك بعدم رغبة المليشيات الى السلام، واستمرارها في الحرب وزيادة معاناة الانسانية فاذا لم يوجد تحرك جاد من قبل الادراة الامريكية والمبعوث الاممي لليمن فان فرص السلام ستتلاشي تنتهي، ولن تقبل الحكومة الشرعية في استمرار الوضع على ما هو عليه الان وهي مكتوفة الايدي، لهذا نطالب ممارسة اقسى الضغوط على المليشيا لتعديل سلوكها العدواني.

] دعني أتوقف عن محافظة مأرب التي تواجه مصاعب إنسانية لاحتوائها على مخيمات اللاجئين مع استمرار هجمات ميليشيا الحوثي. كيف تنظروا لتقاعس المجتمع الدولي عن هذه الماساة وعدم التفاعل الكبير في ادانة سلوك الميليشيا؟

- اليوم مأرب تسطر صمود اسطوري، وما تواجهه مأرب وحد كل اليمنيين، وقد تحملت هذه المحافظة عبئًا كبيرًا، حيث استوعبت اعداد كبيرة من النازحين الفارين من بطش الحوثيين على مدار الأربعة أعوام الماضية، عندما نتحدث عن قرابة مائة الف نازح خلال الشهر الماضي فقط. في ظل حضور ضعيف جدًا للمنظمات الدولية اسوة بمحافظات أخرى، وأعطي مثال، المنظمات الدولية التي صنعت من قضية تحرير الحديدية قضية إنسانية كبرى، لم يعد لها صوت حيال الازمة الإنسانية في مأرب! حتى عندما تصدر ادانات فانها تصدر بلغة مبهمة وكأن الفاعل مجهول، صواريخ بالستية تسقط على مأرب ولا نسمع صوت للمنظمات الدولية والحقوقية.

بلا شك هناك تقاعس كبير من المجتمع المدني تجاه المأساة الانسانية في اليمن، على الرغم من ان الحكومة تدعم الأمم المتحدة وهيئاتها في اليمن للقيام بمهام الإغاثة الإنسانية، ونقدم لهم كل التسهيلات اللازمة لخدمة الشعب اليمني، وفي ظل تواجد معظم المكاتب الرئيسية لتلك المنظمات في صنعاء، فإنها تواجه بالتأكيد الكثير من العوائق والعراقيل والانتهاكات من قبل الميليشيات الحوثية، والتي تؤثر على العمل الإنساني، وقد صرح بذلك الكثير من مسؤولي الأمم المتحدة. نحن دعونا الأمم المتحدة للتخلص من المركزية، وإنشاء مراكز إغاثية مستقلة في مأرب ومناطق أخرى من اليمن ونقل مكاتبها الرئيسية إلى العاصمة المؤقتة عدن.

لكن لا تزال هناك إشكاليات في التدخلات الإنسانية في مأرب وتعز وبعض المناطق الأخرى في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية كمحافظة الحديدة، وسنعمل بالشراكة مع الأمم المتحدة ومنظماتها لإيجاد معالجات لتلك الإشكاليات وضمان فاعلية المساعدات الإنسانية ووصولها إلى مستحقيها، والانتقال من مرحلة المساعدات الطارئة إلى مرحلة مشاريع التنمية والقدرة على الصمود.

إن استمرار القتال وممارسات المليشيات وانتهاكاتها الانسانية في مناطق سيطرتها أدى إلى موجات نزوح عديدة الى المناطق المحررة هربا من بطش الحوثيين، حيث إن نسبة السكان في المناطق المحررة تعدت 42% من إجمالي السكان في اليمن بسبب النزوح الداخلي الناتج عن التصعيد العسكري للمليشيا، حيث إن مارب تضم النسبة الأكبر من النازحين على مستوى اليمن والذين يقدر عددهم بالملايين وفي اخر احصائية حكومية بلغ عدد الاسر النازحة (1517) اسرة، بينما يبلغ عدد الافراد (12005)، فلهذا نطالب المنظمات الانسانية الاممية وعلى راسها الاوتشا اذا هي جادة في القيام بواجباتها المناط لها ان تخصص مبالغ مالية طارئة عاجلة لسد احتياجات النازحين الأساسية، وتحمل مسؤولياتها تجاه النازحين.

] ماذا عن الموقف الخليجي والعربي في الوضع الحالي وفي المستقبل ما اذا بدات مفاوضات جديدة للسلام في اليمن؟

- الموقف الخليجي والعربي هو موقف موحد، ويقف مع الثوابت اليمنية، ويدعم وحدة وامن استقرار اليمن، وإيجاد حل سياسي وفقا للمرجعيات المتوافق عليها محليًا وإقليميًا ودوليًا، والبحرين جزء اصيل من التحالف العربي لدعم الشرعية، واشقاءنا البحرينيين كانوا جانبنًا مع المقاتلين اليمنيين لدعم الشرعية اليمنية، كذلك كل الدول العربية تدعم الشرعية اليمنية بمواقفها الثابتة وكذلك تساعدنا وتقدم لنا كل اشكال العون من اجل التوصل الى حل سياسي، وفي مقدمة ذلك اشقائنا في التحالف العربي.

نحن حريصين على انهاء الحرب في اقرب فرصة واستكمال استعادة الدولة، وإلا ندخل في طي النسيان، ولن نسمح بذلك كقيادة يمنية. اعتقد انه يجب استغلال الفرص المتاحة الان، وإن يكون هناك ضغط دولي على الحوثيين، من اجل الانصياع للمجتمع الدولي، والدخول في مفاوضات جدية مع الحكومة الشرعية.

] إذا كنا نتحدث عن جماعة انسلخت عن جذورها، ومجتمعها، وهويتها الوطنية اليمنية الجامعة، وتدار بـ«الريموت كونترول» من طهران، هذا يقودنا الى السؤال، هل يمكن ان نرى ايران كلاعب اساسي على طاولة عملية السلام المزمعة في اليمن؟ لا سيما ان المبعوث الاممي غريفيث قام بزيارة ايران وكانت اول زيارة له منذ توليه المنصب؟

- نحن نعتقد ان ايران لاعب سيء في الملف اليمني، وما نعيشه الان هو نتاج «أوهام» النظام الإيراني التوسعية، قد علمنا من المبعوث الاممي بنيته الزيارة الى ايران بحجة انه مفوض من الامين العام للامم المتحدة، بلا شك ان هذه الزيارة تدلل على تورط ايران في الملف اليمني، وتدخلها في الشؤون الداخلية عبر ادواتها الحوثية. ما نؤكد عليه هو أهمية فصل الأزمة اليمنية عن الملف النووي الإيراني، لتفادي ربط مصير اليمن بملفٍّ مستعصٍ قد يستمر سنوات طويلة، ولو سُمح بربط الملفين، فإن الأزمة الإنسانية في اليمن ستزداد سوءًا والاقتتال اليمني سيتصاعد، فيما تسعى إيران لاستخدام تورطها في اليمن كورقة مساومة تحمي بها مواقعها الأكثر أهمية لها في الداخل الإيراني وفي العراق وسوريا ولبنان.

] كيف تنظرون لاتفاق الرياض، وهل مازال يسير وفق ما تم الاتفاق حوله؟

- بلا شك ان اتفاق الرياض يعتبر خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح كونه اول اختبار نجح في تشكيل الحكومة وقد كان مخاض صعب، فالتوافق السياسي الذي تحقق بجهود كبيرة جدًا من مختلف التوجهات السياسية بحكمة الرئيس اليمني ودعم منقطع النظير من اشقائنا في التحالف بقيادة المملكة السعودية ودولة الامارات، اعتقد انه انجاز كبير جدًا مجرد تشكيل الحكومة من مختلف الاطياف السياسية وفئات اليمن عدا الحوثي هي بداية مهمة جدًا وخطوة أولى.

هناك تحديات متعلقة بالشق الامني، هناك جزء كبير من اتفاق الرياض بانه يقوم على استكمال توحيد كافة الاجهزة الامنية تحت سيطرة وزارة او تحت مظلة وزارة الداخلية، واستكمال دمج وتنظيم كل الوحدات العسكرية تحت راية وزارة الدفاع، في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة، لذلك هناك تحديات وهناك فرص كبيرة متاحة ايضا ونحن نتعاطى مع تلك التحديات والفرص بشكل يومي.

] ماذا لو تحقق السلام في اليمن؟ ما هو مستقبل جماعة الحوثيين السياسي بعد أن بطشوا ونكّلوا بأهلهم في اليمن لصالح مشاريع وطموحات «طهران»؟

- دائمًا أيدينا ممدوة للسلام، لكن السؤال على أي أساس سيبنى هذا السلام؟ هل هو على أساس فكر يؤسس لطائفية في اليمن، والقبول بجماعة شعارها قائم على كراهية الاخر والتمييز؟ بالطبع لا، الحوثيين كجماعة سياسية غير مسلحة وليس منفذين لاجندات دولة أخرى مرحب بهم ان يكونوا جزءًا من العملية السياسية، واليمنيين قادرين على الصفح، لأننا بالنهاية يجب ان نبني وطننا، ونؤمن مستقبل افضل لأبنائنا.

أما مسألة القبول بنسخة أخرى من ميلشيات «حزب الله» في اليمن، فهذا مرفوض تمامًا، ولا يمكن ان يكون هناك طرف يخطف القرارات لصالح اجندات خارج اليمن. عدا ذلك الحوثيين مرحب بهم اذا قبلوا بالمواطنة المتساوية، والتدوال السلمي للسلطة، ونموذج اتحادي للحكم يضمن لكل مناطق اليمن الشراكة في السلطة.

] اليوم يواجه العالم جائحة قاسية «كوفيد-19»، هل من جهود دولية تبذل لمساعدة اليمن في هذا الاتجاه؟

- بالتأكيد ضعف وهشاشة المراكز الصحية في اليمن يضيف عبأ كبير على التعامل مع جائحة «كوفيد-19»، لكن بلا شك هناك جهود دولية تبذل لمساعدة اليمن في مكافحتها لفيروس كورونا، حيث نسقت الحكومة اليمنية مع المنظمات المانحة وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات والبنك الدولي لتوفير لقاح والذي يتوقع وصولها في أواخر شهر مارس وبداية أبريل القادم تشمل حوالي 2 مليون و316 ألف جرعة، وذلك ضمن 12 مليون جرعة لقاح كورونا ستتلقاها اليمن على دفعات خلال 2021 عبر مبادرة كوفاكس بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تكفي لتطعيم نحو 6 ملايين شخص.
المصدر: حوار - تمام أبوصافي: