الرئيسية - محليات - رايتس رادر تكشف جانبا من جريمة إحراق المهاجرين الأفارقة بصنعاء وأعداد المتوفين
رايتس رادر تكشف جانبا من جريمة إحراق المهاجرين الأفارقة بصنعاء وأعداد المتوفين
الساعة 10:25 مساءً الثورة نت/ الأخبار

 

كشفت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان ومقرها أمستردام/هولندا عن ناجين بعضا من تفاصيل جريمة إحراق مئات المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة في مركز احتجاز تابع لجماعة الحوثي المسلحة في العاصمة اليمنية صنعاء، وطالبت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل لإجراء تحقيق دولي جاد وشفاف في هذه القضية.
وأكدت المنظمة في بيان صادر عنها – حصل عليه موقع الثورة نت – أن صفة العَمد بدت واضحة في هذه الجريمة التي تعرض لها مئات المهاجرين الاثيوبيين والأفارقة في أحد معتقلات المليشيا في مقر مصلحة الهجرة والجوازات بشارع خولان في العاصمة صنعاء ظهر يوم 7 آذار/مارس الجاري.
واتهمت المنظمة مليشيا الحوثي بفرض تعتيم مريب على أعداد الضحايا .. مشيرة إلى أن أغلب المصادر أكدت لمنظمة رايتس رادار أن أكثر من 300 مهاجر اثيوبي قضوا حرقاً في مركز الاحتجاز الحوثي بصنعاء، وإصابة مئات آخرين، توفي عدد كبير منهم لاحقا في المستشفيات.
وقالت المنظمة إن الحوثيين رفضوا السماح حتى لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالاطلاع على حالات المصابين في الحريق أو القيام بتوفير الرعاية الصحية لهم. 
وذكر بعض الناجين من المحرقة لراصدي رايتس رادار بصنعاء أنه تم استدعاء عناصر من قوة التدخل السريع تابعة لجماعة الحوثي لإجبار المهاجرين الاثيوبيين المحتجزين على إنهاء إضرابهم عن الطعام والذي كانوا قد بدأوه مؤخرا احتجاجا على احتجازهم التعسفي بسبب رفضهم الانضمام إلى جبهات القتال مع الحوثيين ضد القوات الحكومية.
وأوضحوا أن المهاجرين المحتجزين اشتكوا بشكل متكرر من تكديسهم في غرف احتجاز ضيقة وغير لائقة إنسانياً، وأن كثيراً منهم تعرضوا للتعذيب والامتهان خلال الفترة الماضية، وحين شرعوا في إضراب عام عن الطعام عرض الحوثيون عليهم خيارين، إما دفع فدية تتراوح ما بين 300 إلى 500 دولار أو الذهاب إلى جبهات القتال مع الحوثيين، مقابل الإفراج عنهم، وهو ما رفضه الجميع.
وذكروا ان عناصر من مسلحي جماعة الحوثي اقتحموا مكان الاحتجاز المكتظ بأكثر من 900 مهاجر اثيوبي وحاولوا إجبار المضربين على الطعام بالتوقف عن إضرابهم، مستخدمين العنف الشديد ضدهم، ما اضطر بعض الضحايا الى دفع العناصر الحوثية لإخراجهم من مركز الاحتجاز، وبعد إخراجهم فعلاً قاموا بإغلاق أبواب المعتقل بإحكام ثم أطلقوا قنبلتين، يعتقد أن أحدها حارقة والأخرى مسيّلة للدموع، إلى وسط المهاجرين المحتجزين، حيث قام أحدهم بتغطيتها بإحدى البطانيات، الأمر الذي أدى الى اشتعال النيران بشكل كثيف وسريع عجز معه المحتجزين عن إطفائها لانعدام أي وسيلة لاخماد الحرائق.
وأكدوا أن "الحريق استمر أكثر من ساعة على مرأى ومسمع من القائمين على المعتقل الذين رفضوا حتى فتح الأبواب، وأسفر الحريق عن مقتل وإصابة أكثر من 500 محتجز، جروح أغلبهم خطيرة". 
واطلعت رايتس رادار على صور ومقاطع فيديو تظهر عشرات من الجثث المتفحمة في مشهد مروع ومحزن للمهاجرين الاثيوبيين الذي قضوا في هذه الحادثة. 
واستنكرت المنظمة حالة التعتيم التي فرضتها مليشيا الحوثي لإخفاء معالم الجريمة، ومنعها وصول مندوبي وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام إلى مسرح الجريمة والى المستشفيات للقاء بالضحايا لمعرفة الحقيقة، كما تعد مسارعة جماعة الحوثي في دفن جثث الضحايا وسيلة لإخفاء معالم الجريمة واخفاء الرقم الحقيقي لعدد الضحايا.