الرئيسية - تقارير وحوارات - توقع انتقالها إلى داخل العائلة الحوثية.. الباحث التاريخي زايد جابر: اجتثاث الحوثي لجناح صنعاء تمهيد لتصفيات ستطال جميع شركاء الانقلاب
توقع انتقالها إلى داخل العائلة الحوثية.. الباحث التاريخي زايد جابر: اجتثاث الحوثي لجناح صنعاء تمهيد لتصفيات ستطال جميع شركاء الانقلاب
الساعة 07:43 مساءً الثورة نت/ خاص
  • جناح صعدة خير من يعبر وينفذ الاجندة الايرانية ومشروعها التدميري.
  • الحوثية كامتداد للإمامة الهادوية سرعان ما تتخلص أولا من الحلفاء.
  • من لايزال يساند زعيم المليشيا عليه أخذ العبرة من مصير من سبقوه

قال الباحث التاريخي ووكيل وزارة الثقافة زايد جابر إن حروب الحوثي الخفية لاجتثاث جناح صنعاء من سلطة الانقلاب ليست سوى مقدمة لحروب وتصفيات قادمة ستطال جميع شركاء الانقلاب، وستنتقل مستقبلا إلى داخل جناح صعدة، والعائلة الحوثية حتى يستفرد زعيم المليشيا وأبنائه بسلطة الانقلاب.
ووصف الباحث التاريخي زايد جابر في حديث مع "الثورة نت" ماقام به زعيم المليشيا من أعمال تصفية وقتل وحروب وتنكيل بشركاء الانقلاب الذين مهدوا له طريق الوصول إلى صنعاء خلال السنوات الماضية بالطبيعي والمتوقع وغير المستغرب.
وقال: "الحوثية كامتداد للإمامة الهادوية حركة سلالية سلطوية تقوم على الفيد والنهب والمغانم ، وهي وإن رفعت في البدء شعار البطنين وشيعتهم وحلفاءهم ، إلا أنها سرعان ما تتخلص أولا من الحلفاء، ثم الشيعة ،ثم سلالة البطنين نفسها لتنحصر في أسرة واحدة ومن يدور في فلكها".
وأكد أن "هذا هو ما فعلته الحركة الحوثية التي تخلصت من حلفائها في الانقلاب، ثم همشت الاسر الهاشمية الامامية في صنعاء، ولا تزال مستمرة في إحكام قبضتها على كل مفاصل السلطة والثروة، وتسابق الزمن للإثراء غير المشروع والتحكم بسلطة الانقلاب".
ورصد تقرير نشره "الثورة نت" مؤخرا حروباً خفية يقودها زعيم مليشيا الحوثي مسنودا بجناح صعدة ودعم إيراني للخلاص من جناح صنعاء المشارك في الإنقلاب، وثق فيه استحواذ جناح صعدة على أكثر من 90 منصبا وموقعا هاما في سلطة الانقلاب بصنعاء منذ تشكيل حكومتهم الانقلابية في 2016.
ومن بين التسعين منصبا التي وثقها التقرير 28 منصبا وموقعا تتقاسمها عائلة زعيم المليشيا، فيما جرى تصفية جناح صنعاء من جميع المواقع والمناصب الهامة سواء في المجلس السياسي – أعلى هرم الانقلاب – أو في حكومة المليشيا.
تنافس تاريخي ودعم إيراني
ووفق الباحث التاريخي زايد جابر فإن هناك تنافس تاريخي بين صعدة وصنعاء إلا أن جناح صنعاء الذي يمثل القوة الناعمة للانقلاب لايستطيع الوقوف في وجه صعدة نظرا للقوة المفرطة التي تستخدمها صعدة لقمع أي محاولة لرفض أو معارضة حروب الاستفراد بالسلطة.
وقال إن جناح صنعاء وأمام حالة التنكيل التي يواجهها من قبل الحوثي وجناح صعدة ليس أمامه سوى الخنوع والصمت، واستخدام اسلوب التملق لزعيم المليشيا وأقاربه للحصول على بعض المصالح والمناصب والاموال التي تم نهبها، وللحفاظ على حياتهم ومالديهم من ممتلكات.
وأكد الوكيل جابر أن جناح صعدة يحظى بدعم وإسناد إيراني للخلاص من شركاء الإنقلاب، فجناح صعدة – وفق جابر -  خير من يعبر وينفذ الاجندة الايرانية ومشروعها التدميري.
وقال: "جناح صعدة مؤدلج في الأغلب ، والكثير من أفراده تلقوا تدريبات ودورات في لبنان وإيران وبالتالي فهو صاحب الحظوة لدى القيادات الايرانية وإن كانت ايران تحاول توسيع دائرة نفوذها والمرتبطين بها لتشمل حتى من لا يتوافقون مع الحوثية بالكامل تحت غطاء أوسع وهو التشيع عموماً او ما يسمونه بمحور المقاومة".
نفسية الحوثي الإستحواذية
وتوقع جابر تصاعد الحروب الحوثية للخلاص من جناح صعدة وشركاء الانقلاب، والسيطرة على المزيد من حصص صنعاء في سلطة الانقلاب، لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة من حروب اجتثاث شركاء الإنقلاب، ستكون مستقبلا داخل جناح صعدة ذاته الذي يساند اليوم زعيم المليشيا على الخلاص من جناح صنعاء.
وأوضح جابر أن نفسية الاستفراد بكعكة الانقلاب طاغية لدى زعيم المليشيا ، فقد استخدم صالح هبرة وعبدالله عيظة الرزامي في حروبه الخمس ثم رمى بهم جانبا، واستغل الصراع السياسي في الصف الجمهوري لإسقاط صنعاء والانقلاب على الدولة ثم قاد حربا شعواء للتخلص من الشريك الأبرز في الانقلاب، ليتجه بعد ذلك إلى قتل المشائخ والوجاهات المشاركة في الانقلاب، والاستحواذ على حصص جناح صنعاء، وإقصائهم من جميع الأماكن المؤثرة في سلطة الانقلاب.
وتابع: "معروف أن زعيم المليشيا يستخدم شركائه حاليا كورقة مؤقتة حتى يتمكن من توزيع كعكة السلطة له ولعائلته ومقربيه، وبعد هذه المرحلة سيبدأ حروباً جديدة للخلاص من شركائه لكن داخل العائلة الحوثية، بهدف تكريس السلطة له ولأبنائه، ولإخوانه الذين يحظون برضاه فقط".
ودعا الباحث التاريخي زايد جابر من لايزال من جناح صنعاء أو جناح صعدة ويساند زعيم المليشيا إلى أخذ العبرة من المصير الذي لاقاه شركاؤهم السابقين، والذين أصبحوا مابين صرعى، ومحاصرين، ومقصيين، وتحت الإقامة الجبرية، والتوقف عن الاستمرار في تمكين زعيم المليشيا حتى لايلاقوا ذات المصير الذي لقاه من سبوهم.
نبذة من الحروب الخفية
ومنذ بدء تشكل سلطة الانقلاب في 28 يوليو 2016 الذي تم فيه تشكيل مايسمى بالمجلس السياسي الأعلى سيطر جناح صعدة على معظم الحصص المواقع التي كانت مخصصة لجناح صنعاء في المجلس وحكومة الانقلاب، مستحوذا حتى اليوم على 93 منصبا وموقعا هاما في سلطة الانقلاب، بخلاف موقع زعيم المليشيا.
وفيما يشغل زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، وصهره مهدي المشاط، وإبن عمه محمد علي الحوثي الثلاثة المواقع الأولى في سلطة الإنقلاب، يسيطر 4 من عائلة الحوثي وجناح صعدة على أبرز الوظائف الهامة فيما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، والذي يشكل أعلى هرم سلطة الانقلاب.
وتبقي مليشيا الحوثي على موقع منتحل صفة رئيس الوزراء عبدالعزيز بن حبتور المنتمي لمحافظة عدن، لإظهار حرصها على عدم الاقصاء، في حين بات جناح صعدة يحتل مواقع سبعة وزراء، وأمين عام مجلس الوزراء، وخمسة نواب وزراء وعشرة وكلاء وزارات، و16 مؤسسة وهيئة إيرادية.
والوزارات التي يسيطر عليها جناح صعدة سواء في منصب الوزير أو النائب أو الوكيل هي: الاتصالات، والشباب والرياضة، والتربية والتعليم، والداخلية، والإعلام، والنقل، وحقيبة وزير دولة، والدفاع، والخارجية ، والكهرباء، والخدمة المدنية، والإدارة المحلية، والأشغال، والاوقاف، ووزارة الزراعة.
كما يستحوذ جناح صعدة على المنصبين الأول والثاني في البنك المركزي اليمني بصنعاء، والموقعين الأول والثاني في بنك التسليف الزراعي، والموقع الأول في بنك الإسكان، وموقع المشرف في مصلحة الضرائب.
ويتجه زعيم مليشيا الحوثي لتضييق دائرة التحكم في سلطة الانقلابيين وحصرها تدريجيًا على نفسه وعائلته، مستبعدا الأقطاب المؤثرة من جناح صعدة، والتي ساهمت إلى جانب الهالك حسين الحوثي في تأسيس المليشيا، أمثال عبدالله عيظة الرزامي، وصالح هبرة، ويوسف الفيشي الغير منتمين للسلالة الهاشمية.
يذكر أنه في20 أكتوبر 2020 نفذ جناح صعدة عملية اغتيال طالت القيادي حسن زيد المحسوب على جناح صنعاء الهاشميين، والذي عينته المليشيا وزيراً للشباب والرياضة، وعينت بدلا عنه وزيرا من صعدة يدعى محمد حسين مجد الدين المؤيدي.

مواضيع ذات علاقة: