الرئيسية - تقارير وحوارات - بعد اجتياحها المدينة.. مليشيا الحوثي تهدي حريب، البؤس والظلام والجهل والسوق السوداء 
بعد اجتياحها المدينة.. مليشيا الحوثي تهدي حريب، البؤس والظلام والجهل والسوق السوداء 
الساعة 06:23 مساءً الثورة نت/ خاص

 

منذ ظهور مليشيا الحوثي في جبال صعدة، قبل نحو عقدين من الزمن، لم يسمع اليمنيون عنها سوى ما تقوم به من جرائم النهب والسلب وقطع الطرقات وقتل الجنود، ولاحقاً شاهدوا بأمّ أعينهم هذه العصابة وهي تنشر الموت والخوف والظلام والجوع في كل مدينة يمنية تصل إليها، وتدمّر كل ما يعود بالخير والفائدة للإنسان اليمني.
مدينة حريب جنوب مأرب، واحدة من هذه المدن التي طالها مؤخّراً عبث العصابة الكهنوتية بعد أن كانت قد تخلّصت منها مطلع العام 2016 وانخرطت في عملية بناء وتنمية شاملة لم تتوقف يوماً واحداً، وعاش سكّانها ربيعاً مزهراً في ظل دولة النظام والقانون وحالة الأمن والحرية ووفرت الخدمات. 
أواخر سبتمبر الماضي (2021) سقطت حريب مرّة أخرى في يد العصابة الحوثية التي اجتاحتها بتخطيط ودعم وإسناد مباشر من إيران، والتي حولتها مجدداً إلى مدينة أشباح، لا أمان فيها ولا أمنيات ولا أحلام، ولا صوت يعلو فوق صوت الرصاص وخطابات الموت والطائفية وممارسات الانتقام من المدينة ومن السكّان الذين استحالت إلى جحيم لا يطاق.
يروي مواطنون في حريب ل "الثورة نت" مشاهد البؤس والشقاء التي جلبتها معها مليشيا الحوثي مؤخراً من صنعاء إلى مدينة حريب، وكيف حولها الحوثيون مدينة للبؤس بدل أن كانت مدينة العلم والحراك والنور.
أول مائة ساعة
(ع.أ.م) اضطر إلى مغادرة منزله في مدينة حريب بعد نحو 5 أيام من سيطرة المليشيا الحوثية عليها، روى لـ"الثورة نت" 10 مشاهد من الأيام الخمسة الأولى التي عاشها وعاشتها مدينة حريب بعد اجتياح مليشيا الحوثي لها.
يؤكد أن أول ماقامت به المليشيا  هو قطع الكهرباء، وتعطيل الدراسة، ونشر صور القتلى والشعار، وتحويل مدرسة حريب إلى ثكنة عسكرية ومراكز للتعبئة والتحشيد، واختفاء كل مظاهر الدولة.
ويضيف: "قاموا باقتحام ونهب المؤسسات الحكومية وأجهزتها ومعداتها ونقلها إلى خارج حريب، ومن ذلك المعدات الطبية التابعة لمستشفى حريب، وأوقفوا المحطات ونشروا السوق السوداء، وداهموا المنازل واختطفوا المواطنين".
جرع وجبايات
وطيلة الخمس السنوات الماضية عاشت مدينة حريب تنعم بالكهرباء دون انقطاع إلا أنه ومنذ سبتمبر الماضي انقطعت هذه الخدمة المهمة، وتراجعت من 24 ساعة إلى خمس ساعات موزعة على الليل والنهار.
وبحسب مصادر في حريب فإن المليشيا بدأت بفرض إجراءات لتحويل الكهرباء إلى قطاع استثماري لصالحها، وتحويلها من خدمة حكومية مجانية كانت تقدمها السلطة المحلية للمواطنين والمزارعين في حريب، إلى قطاع خاص لمن يستطيع دفع رسوم إدخال العداد البالغة 60 الف ريال، أو رسوم الكهرباء البالغة 300 ريال للكيلو الواحد.
وذكرت المصادر أن أكثر من 200 مزرعة باتت معرضة للجفاف بسبب توقف الكهرباء كون تلك المزارع كانت تعتمد على الغطاسات في عمليات الري. وكانت السلطة المحلية بمأرب قد وفّرت الكهرباء لهذه المزارع مجانًا ضمن وسائل دعم وتشجيع المزارعين، قبل أن تأتي المليشيا الحوثية وتوقف هذه الامتيازات التي كان يحظى بها المزارعون.
ومن المظاهر التي حملتها معها مليشيا الحوثي الإيرانية إلى حريب قيام المليشيا برفع سعر الغاز المنزلي إلى 15 ألف ريال بعد أن كانت لا تتجاوز 3200 ريال في السابق.
كما رفعت المليشيا سعر البترول صفيحة 20 لتر إلى 16 ألف ريال بعد أن كانت قبل سبتمبر بـ3500 ريال، فيما رفعت سعر الديزل إلى 15 الف ريال، وعادت الأسواق السوداء التي تديرها مليشيا الحوثي إلى الواجهة.
وذكرت المصادر أن مليشيا الحوثي منعت دخول البترول من شركة صافر إلى المحطات في حريب، حتى لا يؤثر على أسعار البترول في السوق السوداء التي تدر على الجماعة أموالاً باهظة. فضلاً عن كون يحول دون تدفق النفط الإيراني الذي تحصل عليه المليشيا مجاناً إلى السوق المحلية وبيعه بأسعار كبيرة.
كما فرضت مليشيا الحوثي جبايات على المحلات التجارية والمزارعين ورجال المال والأعمال في حريب، إلى جانب فرض مواد عينية على مختلف القطاعات لدعم الحرب التي تشنّها على بقية المديرية في مارب.
مدينة أشباح
ووفق سكان مدينة حريب الذين تحدثوا لـ "الثورة نت" أن حريب اليوم غير ما كانت عليه بالأمس القريب، وأنها باتت "مدينة أشباح لا ماء فيها ولا كهرباء ولا محروقات ولا تعليم ولا صحّة.
ووفق السكان فإن المؤسسات الخدمية حوّلتها المليشيا الحوثية إلى مراكز تقدّم الدعم اللوجستي لحروبها على مأرب، فيما حوّلت مستشفى حريب العام إلى مراكز ميدانية لتقديم الخدمات الاسعافية لجرحاها الذين يتوافدون إليها باستمرار من جبهات القتال المحيطة بحريب.
وكانت جامعة إقليم سبأ قد أعلنت أن اجتياح المليشيا الحوثية لمدينة حريب تسببت في حرمان المئات من طلاب وطالبات المديرية من الاستمرار في التعليم بالجامعة وخصوصاً الطالبات التي كانت الجامعة قد خصصت لهن باصات نقل جماعي تنقلهن يومياً ذهاباً وإياباً.