قال فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي في تقريره السنوي بشأن اليمن للعام 2021، إن الاستخدام العشوائي للألغام الأرضية والأجهزة اليدوية الصنع والذخائر غير المنفجرة من قبل مليشيا الحوثي المتمرّدة المدعومة من إيران هو "استخدام متوطن ومنهجي".
وأشار إلى أن تحقيقات الفريق أثبتت استمرار زراعة الألغام بكثافة من قبل مليشيا الحوثي في أنحاء البلاد، وشملت القرى والمدارس وخزانات المياه وعلى الطرق المؤدية إليها.. مؤكداً أنها تسببت في زيادة أعداد الضحايا المدنيين وتهجيرهم وأعاقت عودت الكثير منهم إلى منازلهم.
وقال إن الفريق وثّق منذ عام 2016، الأثر "المدمّر" لهذه الألغام على المدنيين في اليمن، وأنه جمع خلال الفترة المشمولة بالتقرير السنوي للعام 2021، أدلة هامة بشأن هذه المسألة، ولا سيما أثناء زيارته للساحل الغربي في أغسطس.
وذكر أن مناطق الساحل الغربي "هي إحدى أكثر المناطق تضرراً" بالألغام الحوثية في اليمن.
القرى والمدارس
وفي تقرير الخبراء للعام 2020، الفقرة (140) قال الفريق إنه تلقّى معلومات عن استخدام الحوثيين للألغام الأرضية في القرى والمدارس، وبالقرب من إمدادات المياه وعلى الطرق المؤدية إلى القرى بمحافظة مارب.
وفي شمال باب المندب على الساحل الغربي، قال الفريق إن هناك العديد من الشواطئ والقرى التي جرى تلغيمها بكثافة من قبل مليشيا الحوثي.
وقال إنه "منذ يوليو 2018، نزع مشروع مسام 2335 لغماً أرضياً مضاداً للأفراد، و57570 لغماً مضاداً للمركبات، و126816 قطعة من الذخائر غير المنفجرة، و2756 جهازاً متفجّراً يدوي الصنع".
وأشار إلى أن زرع الألغام الأرضية على نطاق واسع في اليمن ساهم في "تشريد المدنيين وقتلهم وجرحهم". 
تزايد أعداد الضحايا
وفي تقريره للعام 2019، قال فريق الخبراء في الفقرة (115) إنه تلقّى معلومات تفيد بأن عدد ضحايا الذخائر المتفجّرة، بما في ذلك الألغام الأرضية، يتزايد باستمرار.
وفي الفقرة (116) قال إنه وثّق 23 حالة محددة لضحايا ألغم من المدنيين، من بينها حالات 7 أطفال أصيبوا، وحالات رجل واحد، و7 أطفال قتلوا. ووقعت الحوادث في البيضاء، والحديدة، وشبوة، وتعز. وسقط معظم الضحايا، أي 11 حالة، في الحديدة، لا سيما في مديرية الدريهمي، وفي حيس والتحيتا، وسقط 5 ضحايا في تعز.
وقال الفريق إنه تلقّى أدلة على أن مليشيا الحوثي "نشرت عدداً كبيراً من الألغام الأرضية على طول الساحل الغربي، لا سيما ذباب وشمال الخوخة، في محافظة تعز. 
وعلى سبيل المثال، ذكر الفريق أن المليشيا الحوثية نشرت في "قرية رويس مئات الألغام الأرضية، وعلى الرغم من عمليات إزالة الألغام، لا تزال ألغام كثيرة موجود فيها، وهو ما يعوّق عودة المدنيين المشردين سابقًا من جانب مليشيا الحوثي".
وكشف فريق الخبراء الدوليين مصدر التقنيات والمكونات التي تستخدمها المليشيا الحوثية في صناعة الألغام ونشرها في البر والبحر لقتل اليمنيين وتهديد خطوط الملاحة الدولية.
وقال تقرير الخبراء للعام 2019، إن الفريق عرض أدلة على أن مليشيا الحوثي "تستورد مكونات لصنع الألغام الأرضية". دون أن يشير إلى أساليب تهريب هذه المكوّنات والجهات الدولية التي تزوّدها بذلك.
وفي هذا السياق، أوصى فريق الخبراء مجلس الأمن بأن يدعو مليشيا الحوثي لوقف الاستخدام العشوائي للألغام الأرضية، وتسجيل مواضع زرعها، وإزالة الألغام الأرضية الموجودة من المناطق المدنية الخاضعة لسيطرتها.

ذات صلة: 

* انتهاكات طالت المنظمات والعاملين والمستفيدين.. تقرير الخبراء يكشف سجل الحوثيين الأسود في ملف الإغاثة

* مقتل 562 طفل معهم خلال 2021.. تقرير الخبراء يوثق اغتصاب الحوثيين للأطفال في معسكرات التدريب

* تقرير الخبراء: قطاع الاتصالات مصدر رئيسي لإيرادات الحوثيين وأداة لمراقبة اليمنيينخلال شهرين 

* فقط من العام 2021.. خبراء مجلس الأمن حقق في 17 هجوم حوثي على مخيمات النازحين بمأرب

* تقرير الخبراء يؤكد ارتكاب مليشيا الحوثي جرائم ممنهجة في تعز ومأرب أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات

* تقرير الخبراء: الحوثيون يخلقون ندرة مصطنعة للوقود لإجبار التجار على بيعه في السوق السوداء