الرئيسية - محليات - ماهي دلالات الاحتفاء الشعبي الغير مسبوق بذكرى ثورة الـ26 من سبتمبر؟
ماهي دلالات الاحتفاء الشعبي الغير مسبوق بذكرى ثورة الـ26 من سبتمبر؟
الساعة 08:06 مساءً الثورة نت/ الأخبار

 

على نحو غير مسبوق، يظهر اليمنيون اليوم احتفاءً واسعًا بالذكرى السنوية لثورة 26 سبتمبر 1962م؛ التي أنهت حكم الأئمة الزيدية، القائم على التمييز الطبقي والتفريق المناطقي.
وأسست ثورة 26 سبتمبر نظامًا جمهوريا عصريا، يستهدف القضاء على التمييز السلالي، ويحفظ لجميع المواطنين كرامتهم، ويضمن المساواة فيما بينهم.
دوافع الاحتفاء الشعبي
وذكر تقرير لمركز المخا للدراسات، 6 أسباب تدفع غالبية اليمنيين للاحتفاء الواسع بذكرى ثورة 26 سبتمبر. وأولها: الشعور بالخطر الذي يتهدَّد النظام الجمهوري بفعل استمرار سيطرة مليشيا الحوثي على عدد من المناطق، وفرض هدنة سياسية منذ شهر أبريل الماضي. 
وثانيها: ما يلمسه المواطنون من جهود للحوثيين لإلغاء ذكرى ثورة 26 سبتمبر، وتشويهها، والتعريض بها، وسعيها المتواصل لوأد النظام الجمهوري، والتمكين لرؤيتها في الحُكم والقائمة على نظرية (الولاية) التي تمايز بين اليمنيين على اُسس سُلالية.
وثالثها: التذمر الشعبي من استجلاب الحوثيين لمناسبات احتفالية خاصَّة بهم، وتوجيه موارد الدولة وإمكاناتها لحشد الناس للمشاركة فيها؛ وهي في معظمها مناسبات طائفية. 
إضافة إلى أن اليمنيين يعتبرون "الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر شكل من أشكال مقاومة انقلاب الحوثيين، ورفضا لسلطتهم. فضلاً عن كونه "رد شعبي على أسلوب إدارة الحوثيين للدولة، والذي يقوم على تمكين فئة بذاتها (الهاشميين) مِن المواقع القيادية العليا في الدَّولة، ومن مواردها الحيوية، مع تهميش واقصاء غالبية المواطنين.
ومن الأسباب "تحوُّل جماعة الحوثي إلى سلطة جباية تستنزف أموال اليمنيين، وتسيطر على الأوعية المالية في الدَّولة والمجتمع، وترفض في الوقت ذاته تسليم مرتَّبات وأجوار العاملين في الوظائف الحكومية، منذ ما يقارب سبع سنوات".
إضافة إلى ترافق "ذكرى ثورة 26 سبتمبر في العامين الأخيرين مع تنظيم الحوثيين لعرض عسكري يوم 21 سبتمبر، في رسائل توحي بتعاليهم واستمرار اعتمادهم على القوَّة في السيطرة على البلاد، وإدارتها، وهو ما يستفز اليمنيين، ويدفعهم للالتفاف بشكل أكبر حول ثورة الـ26 من سبتمبر والنظام الجمهوري".
دلالات
وذكر التقرير ثلاث دلالات ورسائل سياسية تتضمّنها الاحتفالات الشعبية الواسعة النطاق، بذكرى ثورة 26 سبتمبر.
أولها أن "استنفار غالبية اليمنيين بشكل تلقائي للدفاع عن الثورة، والنظام الجمهوري، والتي باتت تواجه مخاطر كبيرة لا سيَّما وأنَّ الصراع مع جماعة الحوثي لا يقتصر على النزاع حول السلطة، وإنَّما يتعدَّاه للصراع حول هوية النظام السياسي والاجتماعي، والحقوق والحريات العامة والخاصة.
وتشير الدلالة الثانية إلى أن "اتساع مظاهر الاحتفاء عامًا بعد آخر يؤشِّر إلى اتِّساع العزلة الوطنية والسياسية والشعبية التي تعاني مِنها جماعة الحوثي؛ وهو أمر سيكون له حضوره وتداعياته في المرحلة القادمة.
كما يؤشر الاحتفاء الشعبي الواسع إلى أن "الصراع قد ينتقل في المرحلة القادمة إلى مناطق سيطرة الجماعة؛ وأنَّ الممانعة الشعبية لمشروع الحوثي، ورؤيتهم حول السلطة والحكم، وطريقة ممارستهم للسلطة، في تصاعد مستمر، ممَّا يجعل بقاء جماعة الحوثي في السلطة محاطًا بالكثير مِن التحدِّيات والمصاعب".
استنفار شعبي
ولفت التقرير إلى ما شهدته السنوات الأخيرة من تصاعد مطرد في الاهتمام الشعبي بذكرى ثورة 26 سبتمبر. وتزايدت مظاهر الاحتفاء الشعبي بهذه الذكرى عامًا بعد آخر. 
وغالبًا ما يتم ذلك عبر مبادرات فردية وجماعية لا تخلو من الابتكار والإبداع، حاملة الكثير من الرسائل السياسية شديدة الأهمية.
وفي الأغلب، فإن ذلك الاحتفاء تولد بتلقائية وعفوية، ليعكس إلى حد كبير موقف القطاع الأوسع من الشعب اليمني تجاه جماعة الحوثي ومشروعها السياسي.
وأورد التقرير نماذج من مظاهر الاحتفاء الشعبي المتنوعة بذكرى ثورة 26 سبتمبر، من أنشطة ومشاركات الأفراد في الفضاء الإلكتروني أو من خلال مبادرات فردية واحتفالات جماهيرية داخل اليمن وخارجها؛ إلى جانب الاحتفالات والفعاليات الرسمية.