وفد اليمن في مؤتمر المناخ يبحث مع نائب وزير الصحة الاذربيجاني تعزيز أوجه التعاون المستشار العسكري للمبعوث الأممي يطلع على نشاط مشروع مسام بمأرب اللواء ثوابة: المليشيات الحوثية تهدم أي مبادرات لإنهاء الحرب وإحلال السلام قوات الجيش تفشل هجوم لميليشيا الحوثي على قطاع الكدحة غرب تعز الأغذية العالمي: نحتاج الى 16.9 مليار دولار لمعالجة أزمة الجوع العالمية "موديز" ترفع تصنيف السعودية الائتماني عند "aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة رئيس الامارات يبحث مع الرئيس الاندونيسي العلاقات بين البلدين وشراكتهما الاقتصادية فريق طبي يؤكد استقرار حالة جدري الماء في ميناء نشطون بالمهرة مأرب تحتفي باليوم العالمي للطفولة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 44,176 شهيدا و104,473 مصابا
صدر مؤخراً عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر، القاهرة، كتاب "الصراع في النقد الأدبي الحديث في اليمن، أبعاده وآلياته، للأكاديمي اليمني الدكتور يحيى أحمد الأحمدي.
قسَّم الدكتور الأحمدي، كتابه إلى أربعة فصول، إضافة إلى مقدمة وتمهيد وخاتمة. تناول الفصل الأول قضية الانتحال ونشأة النقد الأدبي الحديث في اليمن، متناولاً الانتحال الذي أثاره الأديب والناقد المصري طه حسين، وأثر ذلك على حركة النقد في اليمن؛ متوقفاً عند بواكير الصراع في النقد الأدبي الحديث باليمن.
وعرض الباحث في الفصل الثاني الصراع حول الخصوصية المحلية وظهور النقد الجمالي، مستحضرًا الخصوصية المحلية في العمل الأدبي، الذي انقسم النقاد بشأنه إلى فريقين: الأول يرى بأهمية استحضار المكان وفي الوقت ذاته ينفي توفره في الأدب اليمني خلال فترة زمنية معينة. والثاني يرفض الاتهام ويثبت توافره في الأدب اليمني، وفي ذات الوقت يقلل من أهميته في الشعر.
واختص الفصل الثالث بدراسة النقد الفني من خلال الصراع حول القديم والجديد، مخصصاً المبحث الأول لدراسة القصيدة العمودية، وما دار حولها من صراع، وما فيها من صور ومعان. فيما درس المبحث الثاني الصراع بين أنصار القصيدة العمودية وأنصار قصيدة التفعيلة. وعني المبحث الثالث بدراسة قصيدة النثر من حيث القبول والرفض.
وأما الفصل الرابع فتناول أثر الصراع في المنهجية النقدية والإبداع الأدبي، مستعرضاً في المبحث الأول أبرز الآثار التي خلفتها الصراعات في منهجية النقد وطريقة التأليف وانعكاس ذلك في منهجية النقد. فيما اختص المحور الثاني بالأثر الذي تركه الصراع في الإبداع الأدبي.
وخلص الأحمدي، في دراسته إلى أن "النقد الأدبي الحديث في اليمن بدت ملامحه أقرب إلى الصراع، فقد جاءت البواكير النقدية منذ الوهلة الأولى مسكونة بهاجس الرد على المشككين في صحة الشعر الجاهلي المنسوب إلى اليمن. وقال إن تلك المحاولات استطاعت أن تثبت بالأدلة القاطعة أن لليمن حظًا وافرًا من نصوص الشعر الجاهلي، وبرهنت على أن لغة اليمنيين في العصر الجاهلي كانت اللغة الفصيحة.
ووفق الباحث، فإن العزلة التي عاشها الجزء الشمالي من اليمن في ظل حكم الإمامة لم تحل دون الحصول على الجديد الفكري والأدبي؛ فقد كان للأفكار والمطبوعات التي تسربت إلى اليمن أثرًا مباشرًا في ترسيخ أسس النقد الأدبي في اليمن ومفاهيمه، وتنشيط الحركة النقدية. موضحاً أن هذا التأثر لم يكن مجرد تقليد أو محاكاة عمياء بقدر ما كان معبرًا عن خصوصية اليمن ولكن في إطارها العربي.
وأظهرت الدراسة مدى الظلم الذي لحق بالأدب اليمني قديماً وحديثاً حتى من أولئك الثائرين في وجه طه حسين، الذين تصدوا لكل شبهاته، إلا أنهم تجاهلوا ما لحق باليمن من تجن وتجاوز، فلم يحظ منهم بأي اعتناء؛ الأمر الذي أثار استغراب النقاد في اليمن وزاد من حماستهم في سد ذلك الفراغ، ورفع الظلم الذي لحق بتراثهم الأدبي.
مؤكدة أن الصراع بين القديم والجديد في اليمن لا يمكن دراسته إلا في إطار دراسة الصراع في النقد العربي الحديث، باعتبار أن الصراع في اليمن جزءاً لا يتجزأ من حركة الصراع في النقد العربي.
وتوصلت الدراسة إلى أن الصراع ترك أثراً بارزاً في المنهجية النقدية؛ تتجلى في التزام النقاد مناهج نقدية كالمنهج التاريخي والبيئي والاجتماعي، وفي طريقة التأليف، من خلال خروج بعض النقاد عن مربع الأدب والنقد، وسُخر الصراع لأغراض سياسية أو شخصية أو فكرية، وتم إخضاعه للأمزجة والأهواء.
وبيّنت الدراسة الأثر الذي تركه الصراع في الإبداع الأدبي، من خلال عرض النصوص الشعرية التي كانت أداة مهمة في أدوار الصراع، حيث رافق الشعر كل قضايا الصراع وكان أداة مهمة في الرد والرد المضاد.
وإجمالاً، فتح الأحمدي بهذه الدراسة المجال أمام الباحثين للتوسع في قضايا لا تزال قابلة للبحث، ومنها أثر الصراعات السياسية في الأدب شعرًا ونقدًا، وانعكاس ذلك على الإنتاج الشعري الذي تعرض للعبث والابتزاز والتشويه نتيجة لتلك الصراعات.