إصابة امرأة وطفل برصاص وقذائف المليشيات الحوثية في الضالع وتعز رئيس مجلس القيادة يعزي بوفاة الاديب والشاعرالصريمي رئيس مجلس الشورى يعزي بوفاة الشاعر الكبير سلطان الصريمي محافظ حضرموت يشهد مشروع "برق" لسرية المشاة في الهجوم بالذخيرة الحية محافظ تعز يؤكد الاهتمام بمعالجة القضايا المتعلقة بملف الشهداء والجرحى ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 45,541 شهيدا هشلة يثمن دعم الامارات لبرامج التعافي للقطاع الصحي بشبوة شمسان: قيادة تعز ومجتمعها وكل أبناءها تقف إلى جانب الجيش وزارة الثقافة تنعي شاعر اليمن الكبير الدكتور سلطان الصريمي بن ماضي يثمن جهود منظمة رعاية الأطفال الدولية في حضرموت
لعبت محافظة تعز، دورا محورياً في إنجاح ثورة الـ١٤ من أكتوبر عام ١٩٦٣ ضد الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن، وكان لتعز وأبنائها دور كبير في التهيئة لثورة ١٤ أكتوبر باعتبارها المحافظة التي كانت وما تزال قاعدة انطلاق ونهوض لشمال وجنوب اليمن، وهي أيضا الوريد المتدفق منه دماء الثوار ولهيب الثورات التحررية, كما أنها البيئة الحاضنة للمناضلين والثوار والسياسيين من أبناء المحافظات الجنوبية، إلى جانب كونها المكان الذي يتم فيه تدريب طلائع ثورة ١٤ أكتوبر وفصائل الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني إلى حين رحيله في الـ٣٠ من نوفمبر الأغر، فضلا عن أنها كانت منطلقا لإمداد فصائل الكفاح المسلح في عدن ولحج والضالع بالسلاح والمؤن، عبر التهريب من شمال اليمن.
وحسب وثائق التاريخ النضالي للحركة الوطنية اليمنية، فإن تعز معزوفة ثلاثية اللحن الثوري، فلقد شكلت تعز عبر التاريخ النضالي للحركة الوطنية، موطنا للثوار وقبلة للثورات وصوتا جهورا للثورة الأكتوبرية ، إلى تعز تهوى إليها أفئدة الثوار، وتنصرف عنها محملة بشحنات السلاح مهرولة نحو جبهات النضال والانتصار لثورة ١٤ اكتوبر، فكانت أول شحنة أسلحة نُقلت من تعز إلى الثوار في مديرية ردفان بمحافظة لحج جنوب اليمن يوم 9 يونيو عام 1964، كما أرسلت شحنة ثانية في نوفمبر من العام نفسه، وتواردت شحنات الأسلحة والمقاتلين من تعز إلى عدن حتى رحيل آخر جندي بريطاني من جزء غال من وطننا الحبيب اسمه جنوب اليمن.
وأسهم أبناء تعز بشكل لافت في القتال بالسلاح وتقديم الدعم المادي من قبل تجار تعز ونخبها لدعم إخوانهم في المحافظات الجنوبية في ثورة ١٤ أكتوبر، وتحقيق الانتصار لها وإعلان الاستقلال، ورحيل آخر جندي بريطاني في ٣٠ نوفمبر عام ١٩٦٧ .
قبل اندلاع ثورة 14 أكتوبر 1963 ضد الاحتلال البريطاني، كانت تعز بمثابة القِبلة للحركة الوطنية اليمنية الجنوبية، حيث أُسست فيها العديد من الأحزاب والمنظّمات الثورية والجماهيرية التي حشدت المقاتلين والاسناد اللوجستي لثورة 14 أكتوبر أو شاركت فيها.
وبدأت حركة القوميين العرب نشاطها في مدينة تعز عام 1959، وفيها افتتح أول معسكر لتدريب أبطال ثورة 14 أكتوبر وفصائل العمل الفدائي، مطلع عام 1964، وكان يوجد فيها- قبل ذلك- معسكرات عدة للأحرار، تديرها قيادة الجبهة الوطنية، وفيها مكتب جبهة تحرير جنوب اليمن- جبهة التحرير- ومقر القيادة العربية المصرية، التي كانت لها دور كبير ومحوري في انطلاق شرارة ١٤ أكتوبر ١٩٦٣، ومدت ثوار اكتوبر بقيادة راجح بن غالب لبوزة، بأكبر صفة سلاح تم إيصالها إلى جبال ردفان عبر ذي ناعم في البيضاء، اطلق عليها عملية (صلاح الدين).
كانت تعز هي القلب النابض لثورة ١٤ أكتوبر، بإذاعتها التي أنشأت خصيصا لتكن صوتا لثورة ١٤ أكتوبر وأبطالها، فتعز مدينة وإنسان، أسهمت بقوة في دعم هذه الثورة الوليدة والمشاركة فيها، منذ الشرارة الأولى حتى بيان الاستقلال الناجز..
وفي تعز افتتح لاحقا مكتب الجبهة القومية، في 3 يونيو 1964، بحضور الرئيس قحطان الشعبي وسالم ربيع علي وعبود الشرعبي وغيرها من القيادات الأخرى.
ويتطرق معاصرو ثورة ١٤ أكتوبر إلى أن قيادة ثورة 26 سبتمبر في شمال اليمن والقيادة المصرية قد ساعدتا على تبني الأحزاب والقوى السياسية والقومية في إيجاد إطار سياسي لها، لرفع سقف المقاومة للاحتلال البريطاني إلى الكفاح المسلح حتى نيل الاستقلال الناجز ورحيل المستعمر الغاصب.
من خلال انتهاج النضال المسلح كشكل رئيسي في عملية المواجهة، خاصة وأن الجماهير اليمنية في كل مناطق الجنوب اليمني، قد انتقلت بحماس إلى مدينة تعز والعاصمة صنعاء تطالب بحمل السلاح ضد الاحتلال البريطاني وحماية الثورة السبتمبرية من الأعداء الذين تكالبوا عليها في الشمال ومن الاستعمار وعملائه في الجنوب.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل عقدت مؤتمرها الأول في تعز بتاريخ 22 يونيو 1965، وأعلنت فيه موقفها الثابت لمواصلة الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني حتى جلائه عن أرض الوطن، واعلنت الجبهة نفسها الممثل الوحيد لأبناء الجنوب اليمني المحتل، وأقرت في هذا المؤتمر لائحتها الداخلية وميثاقها الوطني.
ويؤكد المناضل الاستاذ على أحمد السلامي في ورقة عمل، أن الإعداد لتفجير ثورة 14 أكتوبر انعكس على الأشكال النضالية المتعاقبة للكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني ودور الأحزاب والتنظيمات الوطنية التي بدأت تتأسس منذ عام 1951، وأبرز هذه التنظيمات الجبهة القومية التي اتخذت من مدينة تعز مقرا لها، وتلقت المساعدة من مصر من خلال الضباط المصريين، وتلتها تشكيلات قتالية في كل المناطق الجنوبية بقيادات منظمة انطلقت عبر محاور تعز وقعطبة والبيضاء وإب لدعم ثورة ١٤ أكتوبر الخالدة.
وكان لاحتضان تعز قيادات الجبهة القومية، وتواجد قيادة القوات المصرية هناك، وبالتعاون مع أبطال ثورة 26 سبتمبر 1962، دور كبير في استمرار إمدادات السلاح إلى أبطال ثورة 14 أكتوبر، وظلت تعز تؤدي دورا محوريا في مساندة الثورة الأكتوبرية، وإمدادها بالمال والسلاح، والمشاركة فيها بقوة، وبرز قادة من تعز كان لهم دور بارز في الدفاع الثورة، وأشهرهم عبود الشرعبي الذي صار اسمه أيقونة للنضال ضد الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن.
المصدر- 26 سبتمبرنت