الرئيسية - محليات - مؤسسة "يمنيون" الثقافية تدشن فعاليات يوم القهوة اليمنية في ماليزيا برعاية السفارة اليمنية
مؤسسة "يمنيون" الثقافية تدشن فعاليات يوم القهوة اليمنية في ماليزيا برعاية السفارة اليمنية
الساعة 08:25 مساءً الثورة نت/ تغطية

في ذكرى انطلاقتها السابعة دشنت مؤسسة يمنيون الثقافية، فعاليات يوم القهوة اليمنية في جامعة APU والتي تنظمها سنويًا في ماليزيا وبعض الدول المجاورة، بهدف الاحتفاء بالقهوة اليمنية والتعريف بتاريخها الغني وسرديتها الثقافية التي تتبناها وتروج لها المؤسسة.

جاء تدشين فعاليات هذا العام برعاية رسمية من سفارة الجمهورية اليمنية في ماليزيا، إيذانًا بانطلاق سلسلة من الفعاليات التي ستستمر حتى 8 مارس المقبل، بالتنسيق مع الشركاء في القطاع الخاص والمدارس اليمنية، واتحاد الطلبة وفروعه في الجامعات، والجالية اليمنية في ماليزيا.

وفي بداية الحفل، وقف الجميع لقراءة الفاتحة على روح المرحوم عبدالله الصالحي، أحد الشركاء المؤسسين والمنظمين لفعالية يوم القهوة اليمنية على مدار السنوات الماضية، والذي توفي العام الماضي بعد أيام من اختتام فعالية يوم القهوة اليمنية.

وفي الحفل ألقى سفير اليمن لدى ماليزيا وعميد السلك الدبلوماسي العربي، الدكتور عادل باحميد، كلمة مؤثرة استعرض فيها أهمية الهوية اليمنية ودور القهوة كأحد رموزها التاريخية والثقافية.

وأكد باحميد في كلمته أن الهوية اليمنية تمتد عبر الزمان والمكان، مشددًا على أن الدفاع عن هذه الهوية هو جزء لا يتجزأ من الدفاع عن الوطن، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي يواجهها اليمن. وأضاف أن القهوة اليمنية ليست مجرد محصول أو مشروب، بل هي انعكاس لحضارة ضاربة في عمق التاريخ، تتجسد في الأرض والإنسان والانتماء.

وأشار إلى أهمية الجهود المبذولة من قبل مؤسسة يمنيون الثقافية في إبراز الملامح الثقافية لليمن، معبرًا عن امتنانه لهذا العمل النوعي الذي يساهم في ترسيخ الهوية الوطنية. كما أشاد بدور الجالية اليمنية في ماليزيا، بما في ذلك القطاع الخاص والمدارس واتحاد الطلبة واللاجئين، ومختلف شرائح المجتمع، لدعم مثل هذه المبادرات.

وفي حديثه عن الدبلوماسية الثقافية، أوضح باحميد أن هذا النوع من الدبلوماسية قد يحقق ما تعجز عنه السياسة التقليدية، لافتًا إلى أن جلسة قهوة يمنية قد تفتح آفاقًا أوسع مما تفعله الاجتماعات السياسية الرسمية.

وأضاف السفير باحميد في كلمته حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئًا"، للتأكيد على أهمية كل جهد مهما كان بسيطًا في الحفاظ على الهوية اليمنية. كما نوّه بدور السفارة اليمنية في ماليزيا والجهات الرسمية في دعم هذه الفعاليات، مشيرًا إلى أن هذا التكامل بين المجتمع المدني والجهات الرسمية يعكس صورة مشرّفة لليمن في الخارج.

واختتم السفير كلمته بالإشادة بكل من يسهم في زراعة القهوة اليمنية، وترويجها، والغناء لها، معتبرًا أن الجهود المبذولة في هذا المجال تسهم في نقل قيم التسامح والسلام والمحبة، لا سيما للأجيال الناشئة.

وفي الحفل قدم الدكتور فيصل علي، رئيس المؤسسة، سردية القهوة اليمنية بعنوان: "رؤية يمنيون الثقافية: القهوة اليمنية إرث يتجدد". استعرض فيها جذور القهوة في اليمن منذ عهد مملكة سبأ القديمة، مشيرًا إلى أن زراعة البن تعود إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، وأن شجرة البن وُجدت في اليمن وشرق إفريقيا ضمن حدود مملكة سبأ، ما يجعل القهوة جزءًا أصيلًا من التراث اليمني.

وأكد أن استخدام القهوة في اليمن بدأ منذ مئات السنين كمشروب وفي الصناعات الطبية والعطرية، لافتًا إلى أن مصطلح "مقهى" نشأ من كلمة "مقهاية" اليمنية، وأن أصل كلمة "coffee" الإنجليزية يعود إلى اللهجة اليمنية وليس إلى "kahveh" التركية.

وشدد رئيس المؤسسة على يمنية القهوة وانتشارها من المخا إلى العالم عبر التجار اليمنيين والهجرات التاريخية، موضحًا أن لقب "نبيذ الغيوم" الذي أطلقه عليها جاء لزراعتها في مرتفعات شاهقة تمر السحب من تحتها، ما يمنحها مذاقًا فريدًا.

كما تحدث عن ارتباط القهوة بالتصوف اليمني عبر فرقة الشاذلية ونشرها على يد الشيخ علي بن عمر الشاذلي، ودور مدينة المخا في تصديرها إلى أنحاء العالم. وأبرز تفرد القهوة اليمنية من نوع أرابيكا بنكهتها الترابية ورائحتها الزكية، ما جعل العالم يطلق اسم "موكا" على القهوة الممزوجة بالشوكولاتة.

واختتم الدكتور فيصل عرضه بالتأكيد على أن القهوة اليمنية ليست مجرد مشروب، بل رسالة سلام ومحبة وسفير لتراث اليمن، متناولًا دور القوى الاستعمارية في نقل شتلات البن اليمني إلى مستعمراتها، واحتكار اليمنيين لتصدير البن الصافي واستخدام قشوره محليًا، ما عزز مكانة اليمن كمركز عالمي لإنتاج القهوة ذات المذاق المميز.

وفي كلمة ترحيبية قال علي الحسام، مدير التسويق في المؤسسة، إن هذا الحدث السنوي أصبح تقليدًا راسخًا تسعى المؤسسة وشركاؤها إلى تنظيمه منذ أعوام. وأشار الحسام إلى أن يوم القهوة اليمنية يحمل في جوهره عبق التاريخ وملامح الهوية اليمنية ورائحة الأرض الطيبة، مؤكدًا أن القهوة اليمنية ليست مجرد سلعة تجارية، بل رمز للتواصل الحضاري وسفير لليمن إلى العالم عبر العصور.

وأوضح أن فكرة هذا اليوم انطلقت من إيمان المؤسسة بأهمية القهوة اليمنية كحكاية ممتدة من المزارع الجبلية في اليمن إلى مقاهي العالم، محملة بتاريخ عريق وجودة فريدة. وأضاف أن المؤسسة، ملتزمة بتعزيز مكانة القهوة اليمنية عالميًا وإعادتها إلى مكانتها المستحقة.

ودعا الحسام المؤسسات والشركات إلى دعم قطاع القهوة اليمنية، الذي يعد هوية تراثية وقطاعًا اقتصاديًا واعدًا، من خلال العمل معًا لضمان استدامة زراعتها مع الحفاظ على جودتها وأصالتها.

كما وجه الشكر لسفير بلادنا في ماليزيا، على دعمه للفعالية، وللجالية اليمنية واتحاد الطلبة على مساهمتهم الفاعلة. ولم ينسَ شكر شركاء المؤسسة، وفريق العمل الذي يقوم بهذه الفعاليات وشكر "موكا فالي" على تقديم خرائط ومعلومات قيمة حول زراعة البن في اليمن.

واختتم الحسام كلمته بتسليط الضوء على توسع فعاليات يوم القهوة اليمنية خلال الأعوام الماضية، خصوصًا في ماليزيا وشرق آسيا، مشيرًا إلى أن طموح المؤسسة هذا العام أكبر بفضل جهود فرق العمل في ماليزيا واليمن واتحادات الطلبة اليمنيين عالميًا.

وفي حفل التدشين، ألقى الدكتور ماجد السامعي، مقدّم الحفل، أبياتًا بطعم القهوة اليمنية بعنوان "للشاذلية سر"، لقيت ترحيبًا من الجميع.

هذا، وتنظم مؤسسة يمنيون الثقافية يوم القهوة اليمنية كل عام بتاريخ 3 مارس، إلا أنها قدمتها هذا العام عن موعدها نظرًا لتوافق يوم القهوة مع شهر رمضان المبارك.

وفي الحفل، كُرِّمت السفارة اليمنية والملحقية الثقافية والجالية اليمنية والاتحاد كما تم تكريم الشركاء البارزين في أصالة للأغذية، وبوابة حلب، وياهلا جروب، وسدرة للعسل ومدارس جلوبال وخطوات المستقبل، ومطعم وادي حضرموت، مطعم الخير، ومطعم باب اليمن، ومدرسة الجيل العربي الحديث، ومدرسة المعرفة الدولية، والمدرسة اليمنية في سيلانجور، وكلا من شركات أصالة هوليداي، بامخرمة ميديا، وهشام ميديا وATC GROUP.

هذا، وتنظم مؤسسة يمنيون الثقافية يوم القهوة اليمنية كل عام بتاريخ 3 مارس، إلا أنها قدمت فعاليات هذا العام عن موعدها نظرًا لتوافق يوم القهوة مع شهر رمضان المبارك.

حضر الحفل الأستاذ محمد الحاج الصالحي، عضو مجلس النواب، والدكتور أحمد الخضمي، المستشار الثقافي بسفارة الجمهورية اليمنية في ماليزيا، والمهندس مروان المبروك، رئيس الجالية اليمنية في ماليزيا، والدكتور محمد الرضي، رئيس الجالية اليمنية في إندونيسيا، والأستاذ عبد الرحمن النور، رئيس الاتحاد العام للطلبة اليمنيين في ماليزيا، والأستاذ وليد الثلايا، رئيس اتحاد اللاجئين في ماليزيا، والدكتور علي الشاعري، رئيس مؤسسة التواصل، إلى جانب عدد من رجال الأعمال وممثلي القطاع الخاص، ونخبة من الأكاديميين ومديري المدارس اليمنية وقيادات العمل الطلابي ووجهاء الجالية اليمنية في ماليزيا.