أقامت جامعة إقليم سبأ، اليوم، ندوة بعنوان "الثورة اليمنية: المسارات والتحديات"، تحت شعار "لا إمامة بعد سبتمبر ولا استعمار بعد أكتوبر"، بمشاركة نخبة من القيادات العسكرية والأمنية والأكاديمية.

وفي افتتاح الندوة، رحّب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد حمود القدسي بالحضور من الشخصيات الوطنية والقيادات الرسمية والعلمية، مؤكداً أن محافظة مأرب التي احتضنت الثورة وحمت جمهوريتها، تواصل اليوم رسالتها من قاعات العلم والمعرفة، وفاءً لتضحيات الأحرار وتجديداً للعهد مع مبادئ الثورة التي حررت الإنسان اليمني من الاستبداد والكهنوت والاستعمار.

وأشار إلى أن تنظيم هذه الندوة يأتي امتداداً لدور الجامعة في الإسهام الوطني والعلمي لترسيخ الوعي الثوري وإحياء أهداف 26 سبتمبر و 14 أكتوبر في نفوس الأجيال، وتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم الجمهورية في وجدان المجتمع اليمني.

وتناولت الندوة، التي شملت أربعة محاور فكرية ووطنية، مسارات الثورتين اليمنيتين 26سبتمبر وَ14اكتوبر وأهدافهما في بناء الدولة الحديثة.

ففي محور "سبل تحقيق أهداف الثورتين في بناء الدولة"، أكد وكيل أول وزارة الداخلية اللواء الركن محمد سالم بن عبود أهمية استكمال مشروع الدولة اليمنية الحديثة من خلال ترسيخ مبادئ النظام والقانون، وبناء المؤسستين الأمنية والعسكرية على أسس وطنية ومهنية تضمن حماية النظام الجمهوري وصون سيادة الوطن.

وفي محور "أسباب اندلاع ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر"، استعرض وكيل وزارة الثقافة عبدالرحمن النهاري المقدمات التاريخية والسياسية والاجتماعية للثورتين، مشيراً إلى أنهما مثلتا مشروعاً للتحرر الإنساني والنهوض الوطني، وليس مجرد انتقال في مسار السلطة.

أما وكيل محافظة مأرب للشؤون الإدارية عبدالله الباكري، فقد تناول في محور "متطلبات استدامة النظام الجمهوري" أهمية تجديد الالتزام بمبادئ العدالة والمواطنة المتساوية، وتعزيز كفاءة مؤسسات الدولة، وتحصين النظام الجمهوري من التحديات عبر الإصلاح المؤسسي والتمسك بقيم الثورة والجمهورية كركيزة للهوية الوطنية الجامعة.

وفي محور "دور المجتمع اليمني في حماية ثورتي سبتمبر وأكتوبر"، أكد مدير مكتب رئيس هيئة الأركان العامة العميد الركن أنور سلطان أن الشعب اليمني كان ولا يزال الحارس الأمين للثورة والجمهورية، مشيداً بصمود أبناء الوطن إلى جانب القوات المسلحة في مواجهة مشاريع الإمامة والاستبداد التي تحاول فرضها جماعة الحوثي الإرهابية.

وخرجت الندوة بعدد من التوصيات، أبرزها ضرورة تعزيز الوعي بأهداف الثورتين وترسيخ مبادئهما في التعليم والإعلام والثقافة العامة، وإنشاء مركز وطني للدراسات الثورية يُعنى بحفظ ذاكرة النضال اليمني وتوثيق تضحيات رواده، إضافة إلى تمكين الشباب والمرأة عبر برامج توعوية تسهم في ترسيخ الانتماء الوطني ومناهضة الفكر الرجعي.

كما أوصت بدعم الإعلام الوطني والمجتمع المدني في حماية منجزات الثورة، والمضي في مسار الإصلاح المؤسسي وبناء جيش وطني موحد يحمي النظام الجمهوري ومكتسباته، إلى جانب إقامة فعاليات ثقافية سنوية تُجسّد قيم سبتمبر وأكتوبر وتخلّد رموزهما في الذاكرة الوطنية.