الرئيسية - فنون - الساحة الوطنية والفنية تودع أستاذ لأغنية اليمنية ورائدها
الساحة الوطنية والفنية تودع أستاذ لأغنية اليمنية ورائدها
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

ياسر الشوافي – المرشدي‮ ..‬ رحيل بعد عطاء زاخر وفريد على المستوى المحلي‮ ‬والعربي

‮> ‬انتقل إلى رحمة الله تعالى‮ ‬يوم أمس فنان اليمن الكبير المناضل الأستاذ محمد مرشد ناجي‮ ‬عضو مجلس النواب سابقا الذي‮ ‬توفي‮ ‬في‮ ‬منزله بمدينة عدن عن عمر ناهز الثمانين عاما قضاها في‮ ‬خدمة وطنه اليمن ووطنه العربي‮ ‬الكبير أيضا‮ ‬نعم فقد كان الأستاذ المرشدي‮ ‬رحمه الله وأسكنه فسيح جناته من المناضلين الوطنيين الكبار ممن لعبوا دورا كبيرا فنيا وسياسيا وأدبيا في‮ ‬إنجاح ثورتي‮ ‬26‮ ‬سبتمبر و14‮ ‬أكتوبر المجيدتين وانضم مبكرا لحركة القوميين العرب‮ ‬كما ساهم في‮ ‬انجاح الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وتغنى بهما وغنى لهما أيضا وغنى للثورات العربية المختلفة ثورة مصر والجزائر والعراق وغيرها‮.‬ كما كان الأستاذ المرشدي‮ ‬رحمه الله أستاذا عملاقا بالفنون اليمنية بأنواعها وبالموسيقى والغناء والطرب كان أستاذا بالأدب كأديب وكاتب فريد الأدب والشعر والصحافة ولاعب رياضي‮ ‬كبير مشهور وأستاذ في‮ ‬السياسة والنضال الوطني‮ ‬ايضا‮.‬

فقد كان رحمه الله أول فنان‮ ‬يمني‮ ‬في‮ ‬الشطرين الشمالي‮ ‬والجنوبي‮ ‬يقدم الأغنية الوطنية أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات أي‮ ‬قبل قيام الثورتين فترة طويلة حيث‮ ‬غنى ضد المستعمر الغاصب في‮ ‬الشطر الجنوبي‮ ‬من الوطن مثل‮ (‬اتحاد‮) ‬و‮(‬يا ظالم‮) ‬وبعدها‮ (‬يذي‮ ‬عشت في‮ ‬نارين‮) (‬جاء دورك‮ ‬يا بن الجنوب‮) ‬و‮(‬يا شاكي‮ ‬السلاح‮) ‬وغيرها الكثير من الأعمال التي‮ ‬أقلقت وزعزعت عرش المستعمر البريطاني‮ ‬حينها وتعرض المرشدي‮ ‬للكثير من المضايقات بسببها ولا ننسى أنشودة قائد الجيش البريطاني‮ (‬مسكين ارتبش‮) ‬أيضاٍ‮ ‬وغيرها الكثير لا‮ ‬يتسع المجال الآن لذكرها أيضاٍ‮.‬ وغنى لثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر أيضاٍ‮ ‬الكثير كان أولها‮ (‬أنا الشعب زلزلة عاتية‮) ‬التي‮ ‬ما أن سمع بقيام ثورة سبتمبر حتى سجلها بجهاز تسجيل عادي‮ ‬أثناء جلسة المقيل وأرسلها إلى إذاعتي‮ ‬تعز وصنعاء لبثها وبعدها‮ (‬صوت المذيع‮) ‬و(شعبي‮ ‬ثار اليوم‮) ‬و(إلا المحبوب في‮ ‬صنعاء‮) ‬وغيرها الكثير‮..‬ كانت قضية الوحدة الوطنية شغله الشاغل رحمه الله وارتأى أن‮ ‬يكون للفن الأكبر في‮ ‬تحقيق هذا الهدف الغالي‮ ‬النبيل ونشر الوعي‮ ‬الوطني‮ ‬الوحدوي‮ ‬الأكبر فإلى جانب مشاركته الفنية الغنائية في‮ ‬الثورتين كانت أغانيه الوطنية لا تخلو من التأكيد على وحدة اليمن أرضاٍ‮ ‬وإنساناٍ‮ ‬وعدم تأثير الحدود الوهمية المصطنعة بين الشطرين فإلى جانب مشاركته الفعلية في‮ ‬احتفالات ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر كل عام ابتداء من عام‮ ‬1963م العيد الأول للثورة السبتمبرية والذي‮ ‬كانت مشاركته فيه بدعوة رسمية من الرئيس الراحل عبدالله السلال فقد كانت أغانيه الوطنية مثل‮ (‬هنا صنعاء العتيدة‮ – ‬هنا عدن المجيدة‮) ‬من الروائع الثورية الوحدوية بنفس الوقت وأغنية‮ (‬إلى المحبوب في‮ ‬صنعاء‮) ‬و(الوحدة الكبرى‮) ‬و‮(‬يا ثورة سبتمبر‮) ‬و(صنعاء الكروم‮) ‬وغيرها الكثير‮.‬ ولا ننسى رائعته الوحدوية العظيمة التي‮ ‬تغنى من خلالها باليمن وبالأقطار العربية عامة وهي‮ (‬يا بلادي‮).‬ وهناك الكثير والكثير من ابداعات وروائع وأعمال ومواقف هذا الفنان العملاق الذي‮ ‬كان إحدى القامات اليمنية الشامخة كشموخ جبال شمسان وعيبان ولا‮ ‬يتسع المجال لهذه العجالة وهذه المساحة البسيطة لذكرها وستتابعونها في‮ ‬الأعداد القادمة من صحيفة الثورة الغراء‮.‬ وقد توالت الاتصالات والأحاديث والتعازي‮ ‬عن هذا الفنان العملاق والتي‮ ‬انهالت على فنون الثورة منذ انتشار خبر وفاته‮ ‬يوم أمس من كبار المسؤولين والفنانين والشعراء والأدباء والسياسيين أيضاٍ‮.. ‬والذي‮ ‬سننشر أحاديثهم بهذه الواحة ابتداء من عدد الغد إن شاء الله‮.‬ ويمثل المرشدي‮ ‬اسماٍ‮ ‬كبيراٍ‮ ‬في‮ ‬تاريخ الأغنية اليمنية برز من خلال تجربته الفنية الكبيرة التي‮ ‬تمتد إلى أكثر من ستة عقود‮ ‬نسيج لوحده‮ ‬أسهم بدور ريادي‮ ‬في‮ ‬إثراء وتطوير الأغنية اليمنية‮ ‬وساهم بدور هام في‮ ‬إحياء ونشر التراث الغنائي‮ ‬اليمني‮ ‬الغزير والمتنوع على مستوى اليمن والجزيرة العربية‮ ‬وهو مؤرخ موسيقي‮ ‬وملحن‮ ‬ومطرب‮ ‬‮ ‬وتفرد بأداء خاص ومتميز في‮ ‬أغانيه‮ ‬فضلا عن توثيقه للتراث الغنائي‮ ‬اليمني‮ ‬الغزير والمتنوع بعدد من الإصدارات والمؤلفات القيمة من بينها‮ «‬أغنيات شعبية‮» ‬و»الغناء اليمني‮ ‬ومشاهيره‮» ‬و»صفحات من الذكريات‮» ‬و‮ «‬أغنيات وحكايات‮».‬ ويعد واحداٍ‮ ‬من أبرز الفنانين اليمنيين‮ ‬ولعب دوراٍ‮ ‬هاماٍ‮ ‬في‮ ‬إحياء ونشر التراث الغنائي‮ ‬اليمني‮ ‬ليس على مستوى اليمن فحسب بل على مستوى الجزيرة‮ ‬العربية والخليج‮.‬ وقدم أول أغنية له أواخر الأربعينيات‮ ‬اسمها‮ «‬هي‮ ‬وقفة‮»‬‮ ‬كلمات‮ ‬الشاعر الكبير محمد سعيد جرادة‮. ‬وقدم خلال مشواره الفني‮ ‬الحافل بالعطاء‮ ‬طيفاٍ‮ ‬واسعاٍ‮ ‬من ألوان الغناء اليمني‮ ‬اللحجي‮ ‬والعدني‮ ‬والصنعاني‮ ‬وغيرها‮ ‘‬وتفرد بأداء خاص ومتميز في‮ ‬أغانيه‮ ‬وأدى بتفوق جميع ألوان الأغنية اليمنية‮ ‬منها‮: ‬الحضرمية واللحجية‮ ‬ويعتبره بعض النقاد أكبر مساهم‮ ‬في‮ ‬إخراج الأغنية الصنعانية من نطاقها الضيق‮ ‬وأول‮ ‬من‮ ‬غنى الأغنية التهامية‮.‬ ساهمت إذاعة عدن التي‮ ‬تأسست عام‮ ‬1954‮ ‬في‮ ‬تقديمه للجمهور‮ ‬ومع منتصف‮ ‬الستينيات تجاوز انتشاره اليمن من خلال مشاركاته‮ ‬الفنية في‮ ‬عدد من دول الخليج العربية‮. ‬تعاون مع كثير‮ ‬من الفنانين الخليجيين وغنى له الكثير من الفنانين‮ ‬ومن‮ ‬أبرزهم‮: ‬الفنان الكبير محمد عبده واللبناني‮ ‬فهد بلان‮.‬ وشغل‮ ‬عدة مواقع‮ ‬منها‮: ‬عضوية البرلمان طوال ثمانينيات‮ ‬القرن الماضي‮ ‬ورئاسة اتحاد الفنانين اليمنيين‮ ‬وبعد‮ ‬قيام الوحدة اليمنية عام‮ ‬1990‮ ‬أصبح مستشاراٍ‮ ‬لوزير‮ ‬الثقافة‮ ‬وانتخب عام‮ ‬1997‮ ‬عضواٍ‮ ‬في‮ ‬مجلس النواب‮ ‬حتى‮ ‬2003م‮. ‬ نال العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام الفنون من‮ ‬الدرجة الأولى من الرئيس علي‮ ‬عبد الله صالح عام‮ ‬1982‮ ‬وسام‮ ‬30‮ ‬نوفمبر من الرئيس القائد عام‮ ‬1997‮ ‬تكريم وزارة التراث والثقافة‮ ‬سلطنة عْمان عام‮ ‬2001‮ ‬تكريم في‮ ‬مملكة البحرين كواحد من رواد الأغنية‮ ‬العربية عام‮ ‬2001‮ ‬جائزة الأغنية المتكاملة ـمهرجان‮ «‬أبها‮» ‬في‮ ‬المملكة العربية السعودية عام‮ ‬2002‮ ‬وتكريم‮ ‬المعهد العربي‮ ‬في‮ ‬باريس عام2003‮ ‬تكريم درع اتحاد‮ ‬الأدباء والكْتاب اليمنيين‮ ‬وجائزة عمر الجاوي‮ ‬للإبداع‮ ‬عام‮ ‬2004‮ ‬تكريم وزارة الثقافة بتذكار صنعاء عاصمة‮ ‬الثقافة العربية‮ ‬2004º تقديرا لدوره الريادي‮ ‬المتميز في‮ ‬الحفاظ على الموروث الغنائي‮ ‬الأصيل ووحدة تماسكه‮ ‬وإسهاماته التجديدية الرائعة في‮ ‬النغمة التراثية والأدب‮ ‬الغنائي‮ ‬اليمني‮ ‬والقضايا الوطنية‮ ‬وتكريم منتدى‮ ‬يحيى عمر للدور الفاعل في‮ ‬الحفاظ على الأغنية اليمنية‮ ‬الأصيلة‮ ‬واللون‮ «‬اليافعي‮» ‬خاصة‮. ‬وتكريم مهرجان‮ ‬وملتقى الرواد والمبدعين العرب في‮ ‬دورته الثالثة التي‮ ‬عقدت بالعاصمة السورية دمشق في‮ ‬ديسمبر‮ ‬2008‮ ‬تقديراٍ‮ ‬وعرفاناٍ‮ ‬لدوره الرائد في‮ ‬تطوير الأغنية اليمنية‮ ‬والعربية على مدى مشواره الفني‮ ‬الحافل والطويل الذي‮ ‬يمتد لأكثر من نصف قرن من الزمان‮. ‬مْنح الكثير من‮ ‬الشهادات التقديرية من مختلف الاتحادات الأدبية‮ ‬والجامعية والشعبية داخل الوطن وخارجه‮.‬ ولد محمد مرشد ناجي‮ ‬في‮ ‬السادس من‮ ‬نوفمبر عام‮ ‬1929م‮ ‬في‮ ‬مدينة الشيخ عثمان بعدن‮ ‬وتلقى تعليمه في‮ ‬الكتِاب‮ (‬المعلامه‮)‬وذلك على‮ ‬يد الفقيه احمد الجبلي‮. ‬وكانت هذه المعلامه في‮ ‬حافة القحم في‮ ‬مدينة الشيخ عثمان وقد ختم القرآن الكريم في‮ ‬سن مبكرة مما جعل والده‮ ‬يحتفي‮ ‬به واقام له الحفلات احتفاءٍ‮ ‬بختمه القرآن في‮ ‬هذه السن المبكرة‮.‬ دخل إلى المدرسة الابتدائية الحكومية في‮ ‬مدينة الشيخ عثمان واستمر إلى أن أتم الصف السابع وقد كان خلالها قد تعرف على الكثير من زملاء الدراسة والمدرسين‮ ‬وتعتبر هذه الفترة من أجمل الأيام التي‮ ‬قضاها في‮ ‬عمره فقد كانت أمه تغمره بحنانها وتلبي‮ ‬له جميع المتطلبات الحياتية والمدرسية وكان هذا الحنان هو المصباح الذي‮ ‬انار له الطريق في‮ ‬تلك الفترة‮.‬ بعد اتمام المرحلة الابتدائية بتفوق لم‮ ‬يتم له الالتحاق بالمدرسة المتوسطة بكريتر وكانت هذه المدرسة تسمى‮ (‬ريسدنسي‮) ‬تستقبل الطلاب الأوائل من اربع مدن هي‮ ‬كريتر‮ ‬الشيخ عثمان‮ ‬المعلا والتواهي‮ ‬وحيث انه قد كبر في‮ ‬السن قليلا وعدم وجود الواسطات لديه فقد تعذر قبوله رغم تفوقه الدراسي‮ ‬في‮ ‬المرحلة الابتدائية عندها بدأ الحزن‮ ‬يخيم على وجهه وهو‮ ‬يجد نفسه لم‮ ‬يكمل المرحلة المتوسطة لكنه اصر على مواصلة تعليمه ودخل المدرسة التبشيرية في‮ ‬الشيخ عثمان وكانت هذه المدرسة تستقبل الطلبة الفقراء والطلاب المطرودين من المدارس الحكومية‮.‬ ولكن فرحته لم تدم طويلا حيث اعلنت المدرسة افلاسها وعلى الطلاب مغادرتها وقد كانت امنيته أن‮ ‬يصبح كاتبا في‮ ‬أي‮ ‬إدارة حكومية حيث أن الكاتب في‮ ‬تلك الفترة من الزمن كانت تعني‮ ‬الشيء الكثير‮ ‬ترك المدرسة وبدأ‮ ‬يبحث عن مدرسة‮ ‬يلتحق بها مجددا‮.. ‬التحق بالمدرسة التبشيرية في‮ ‬كريتر والمعروفة باسم‮ (‬مدرسة البادري‮) ‬وفي‮ ‬أثناء الدراسة كان‮ ‬يهتم كثيرا بالرياضة حتى أن لقب المرشدي‮ ‬حصل عليه من رياضة الكرة وظل كذلك إلى أن جاء‮ ‬يوما وأْنهكت قواه من الذهاب والمجيء فترك مدرسة البادري‮.‬ اتجه إلى الكتاتيب مرة أخرى فالتحق‮ ‬يكتاب السيد صالح حسن تركي‮ ‬لتعليم اللغة الإنجليزية وكان هذا الرجل مؤلف أغان ومغنياٍ‮ ‬وعازفا على ألة الكمان وفي‮ ‬أثناء الدراسة تناقل بينهم خبر مفاده ان مستشفى الجيش الهندي‮ ‬بحاجة إلى ممرضين من مواليد عدن وسوف تقام دورات تدريبية للمقبولين وتم قبوله في‮ ‬المستشفى وعين مترجم بين الطبيب والمريض‮.‬ في‮ ‬أحد الأيام وعند عودته من المدرسة الابتدائية فوجىء بخبر نزل عليه كالصاعقة انه خبر وفاة أمه التي‮ ‬كانت تعاني‮ ‬من آلام في‮ ‬ساقها فقد كانت تصارع المرض إلى أن لاقت ربها فعندما سمع بالخبر اسودت الدنيا في‮ ‬وجهه ومضى مغشيا عليه فاقداٍ‮ ‬للوعي‮. ‬لقد لازمه حزنه على وفاة أمه فترة طويله‮.‬ كانت بدايته الغنائية من البيت حيث كان والده‮ ‬يجيد الغناء لأنه‮ ‬يتمتع بصوت جميل وقد كان‮ ‬يمارس الغناء بصفة‮ ‬يومية لهذا وجد نفسه مشدوداٍ‮ ‬إلى ابيه ويتعلم منه حتى تأثر به كثيرا وأصبحت ألحان والده واضحة في‮ ‬الحانه التي‮ ‬تحمل النغمة الحجريِة‮ ‬إضافة إلى ذلك فقد كان اخيه أحمد عازفا على آلة السمسمية‮.‬ كان فنانا‮ ‬يمارس الغناء من المرحلة الابتدائية فقد قوبل بالتشجيع من مدرسيه وبعض اصدقائه ومن ضمنهم الأستاذ أحمد حسن عبد اللطيف‮ ‬وكان‮ ‬يغني‮ ‬في‮ ‬المخادر‮ (‬حفلات الأعراس‮) ‬حيث كان‮ ‬يعزف له المطرب وهو‮ ‬يغني‮ ‬لأنه لا‮ ‬يجيد العزف على العود ولكن اهتمامه بالغناء جعله‮ ‬يفكر بالعزف على ألة العود وبدأ‮ ‬يتعلم العزف على العود حتى أصبح مشهورا في‮ ‬الوسط الفني‮ ‬آنذاك وقد عرض عليه أحد أصدقائه وهو الشاعر المعروف إدريس حنبله الانضمام إلى الندوة الموسيقية العدنية وهذه الندوة تهتم بالهاوين للأغنية العدنية فرحب بالفكرة وانضم إلى تلك الندوة التي‮ ‬كان مقرها كريتر وأحد أعمدتها الفنان خليل محمد خليل‮ ‬ذهب إلى الندوة وغنى من محفوظاته من الأغاني‮ ‬المحلية والمصرية وقوبل بالترحيب من أعضاء الندوة وتوطدت علاقته بجميع من فيها وفي‮ ‬ذات‮ ‬يوم زار الندوة الشاعر المرحوم محمد سعيد جرادة وبدأ المرشدي‮ ‬يغني‮ ‬لقد تفاجأ الشاعر جرادة بذلك الصوت الشجي‮ ‬فقال له لم لا تقم بالتلحين‮. ‬فكتب له قصيدة بعنوان‮ (‬وقفة‮) ‬فأخذها المرشدي‮ ‬منه واعتبرها كتشجيع من الشاعر له لقد قام بصياغة لحن لهذه القصيدة من أجمل ما لحن المرشدي‮ ‬وكانت باكورة أغانيه ومن أنجحها‮.‬ يعد الفنان الكبير محمد مرشد ناجي‮ ‬واحدا من أهم دعائم وركائز‮ «‬الغناء التجديدي‮ ‬الحديث‮»‬‮ ‬بالإضافة لدوره البارز والهام والمؤثر بتقديم الموروث والفلكلور الغنائي‮ ‬اليمني‮ ‬بكل تلاوينه وإيقاعاته المختلفة والمتعددة بأسلوب رائع أخإذ ومقدرة فائقة أعادت إليه الروح والحياة بعد حالة الإهمال والنسيان‮ .‬ ولعل‮ «‬المرشدي‮» ‬من الفنانين القلائل الذين تمكنوا ببراعة من تقديم عطاءات ونتاجات إبداعية استندت على محاكاة التراث اليمني‮ ‬برؤيته المستقلة وبمنظوره ومنهاجه ومدرسته المتميزة معتمدا بذلك على جمال وعذوبة ورقة صوته الذهبي‮ ‬وسلاسة وسلامة مخارج الألفاظ والقدرة الهائلة على التغيير والتنويع بخلق جمل موسيقية ومقامات لحنيه وإيقاعات‮ ‬يمنية مصحوبة بثراء في‮ ‬العاطفة والشجن المتدفق المرتبط بجذور وأصول التربة اليمنية المعطاة‮.‬ نجح الفنان محمد مرشد ناجي‮ ‬بشكل لافت مبهر في‮ ‬تحقيق كل تلك القيم والمفاهيم التي‮ ‬تحمل بمضامينها ماهية ووظيفة الفن ودور الفنان المثقف الملتزم باشتغالاته الغنائية والموسيقية المبتكرة الحديثة وأستطاع في‮ ‬نفس الوقت أن‮ ‬يتعامل ويتعاطى مع التراث والفلكلور اليمني‮ (‬برؤى ومعالجة فنية حداثية‮) ‬ليجعله محتفظا بأصالته وهويته ومحببا لأذن المستمع والمتلقي‮ ‬في‮ ‬داخل الوطن وخارجه‮ ‬فتمكن‮ (‬المرشدي‮) ‬من خلال أحاسيسه ومشاعره الصادقة أن‮ ‬يمر على كل جبال وهضاب وسهول ووديان اليمن بكل تضاريسها ومناخاتها الساحرة الخلابة‮ ‬وجعلنا أيضا نطوف ونحلق مع أعماله الرائعة التي‮ ‬قدمها‮ (‬حديثا‮) ‬والتي‮ ‬أعاد صياغتها‮ ‬غنائيا وموسيقيا بصوته المخملي‮ ‬الدافئ والحنون الممتلئ بالخيالات المتوهجة المعبرة‮.‬ قدم المرشدي‮ ‬إضافات‮ ‬غنائية تميز بها عن‮ ‬غيره من زملائه‮ ‬وحسبت له في‮ ‬مسار تطور الأغنية اليمنية الحديثة‮ ‬فللمرشدي‮ ‬وثبات فنية مبتكرة ذات أبعاد جمالية ورؤى فنية مدعمة باشتغالات إبداعية بالغة التميز والخصوصية‮ ‬تتمحور في‮ ‬تراكيب وصياغات بناء الجملة اللحنية النغمية والموسيقية بطريقته وبأسلوبه ومنهاجه الذي‮ ‬يعتمد على‮ «‬شقين‮»‬‮ ‬الجملة الموسيقية التي‮ ‬تستند على الثبات والركوز في‮ ‬صياغة القوالب اللحنية والجمل الموسيقية‮ ‬وبالتالي‮ ‬يرتكز قوامها ويستقيم على رصانة ووضوح مخارج الألفاظ وسلامة المفردات ومعاني‮ ‬الكلمات‮ ‬بالإضافة إلى حالة التدفق النغمي‮ ‬الوجداني‮ ‬والروحي‮ ‬الممزوج مع القصيدة بشكل لافت وقوي‮ ‬يضيف ويضفي‮ ‬للقصيدة والنص الشعري‮ ‬الذي‮ ‬يتعاطاه‮ (‬المرشد‮) ‬كثيرا من الصور والدلالات والرؤى الفنية الموسيقية والنغمية بالإضافة إلى الأعمال الجميلة والمتفردة التي‮ ‬تؤكد عبقرية المرشدي‮ ‬وإسهاماته الهامة في‮ ‬تطوير الأغنية اليمنية‮ ‬بالاضافة الى تجربته في‮ «‬فن التلحين وطرائقه المختلفة‮»‬‮ ‬فيعتمد على الجملة الموسيقية القصيرة التي‮ ‬تستند على الحركة والإيقاع‮ ‬ويمكننا أن نطلق عليها أسلوب‮ «‬السهل الممتنع‮».‬ للفنان الكبير المرشدي‮ ‬احد عشر من الابناء خمسة اولاد وست بنات‮.‬