الرئيسية - الدين والحياة - أبناء يعتدون على أمهاتهم إرضاء◌ٍ لزوجاتهم !!
أبناء يعتدون على أمهاتهم إرضاء◌ٍ لزوجاتهم !!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تحقيق/ أسماء حيدر البزاز – أم يضربها ولدها بالأسلاك وأخرى يسبب لها نزيفاٍ داخلياِ وابن يستغفل والدته لدار المسنين !! تحمل لنا كتب التراث وما نسمعه في الواقع المعاش الكثير من القصص التي تسهب في تصوير حنان الأم وتعظم تضحياتها من أجل أن يكبر أبناؤها ويترعرعون في خير عيش كما تحمل لنا بالمقابل قصصا أخرى عن أبناء قابلوا هذا الحنان بالعقوق وفضلوا زوجاتهم على أمهاتهم وبلغ بهم الأمر إلى حد الإيذاء الجسدي… هذا هو قلب الأم ولكن الغلظة والعتو والعقوق قد تجعل من الولد وحشا كاسرا ينتفض على أمه مقدما زوجته وعش أسرته على من بيدها جنة السماوات والأرض نضع بين أيديكم مآسي استحلت الاعتداء على مقام الأم ونعرض لما يقوله العلماء عن هذه الجريمة . ضرب وإهانة تصوروا أما في الخامسة والستين من العمر قد ضعف حالها وأنهكت قواها وضعف بصرها ولم يعد لها حول ولا قوة ولا ملجأ من عقوق ولدها إلا إلى الله ترفع يد الحال والسؤال والشكوى بنحيب يخفي مأساة ودموعاٍ حرى من جور آلام دامية بشتى أنحاء جسدها ولكن الأدهى والأمر أن ولدها الوحيد المعيل الذي قامت بتربيته وسهرت عليه وانتظرت يوم قوته وريعان شبابه وصبرت ليوم هو فيه مصدر قوتها وملاذها ومأمنها وعزتها بين الناس ليكون اليوم سبب هوانها وذلها ومرضها وآلامها … أم جميل امرأة مسنة تأخذها العبرات كل مأخذ وتعود بها ذكريات زمن ولى وحاضر جاحد وناكر لكل تلك التضحيات اكتفت بقولها: حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا جميل أين ستذهب من عقاب الله لن ينفعك مالك ولا ولدك ولا زوجتك وشهرتك وأنت عاق لأمك شديد العصيان لها. وتابعت أم جميل حديثها: ابني يريد أن يخرجني من حياته إرضاء لزوجته التي تستحقرني وتخلق المشاكل ليطردني ولدي من المنزل وتتأفف من مرضي أمام الناس فما كانت النهاية إلا أن قام ولدي بضربي بأحد الأسلاك وتلفظ علي بأبشع الأقوال وأقبحها وها أنا كما ترون رهينة استرحام الناس وعطفهم من منزل إلى آخر فلا تأمنن يا ولدي من الدنيا وغدرها وقد استبدلت الجنة التي تحت قدمي بجهنم تحت قدم زوجتك من كانت عونا لك على العصيان والعقوق والجحود !! استغفلني إلى دار المسنين !! أما أم عز الدين فقد كانت فاجعتها بولدها من نوع آخر حيث أوضحت قائلة: كانت لي غرفتي هناك في منزل ولدي عبد الله مع أسرته وزوجته كانت بالنسبة لي محرابي وركن عبادتي وجنتي وأنا مع ولدي وأحفاده في منزل واحد رغم قسوة زوجته لي وتضايقها من وجودي معهم ورغم تفضيل ابني لزوجته بإكرامها وإطعامها وهداياه الدائمة لها إلا أن ذلك لا يحز في نفسي أبدا فو الله لو أكلتها لقمة يابسة أهون علي من فراق ولدي لي حتى سمعت يوما زوجته تقنعه خفية بأخذي إلى أقرب دار لرعاية المسنين وتضع له تبريرات وإقناعات مختلفة وبدأوا في اليوم التالي يضايقونني بتصرفاتهم وبعض التعليقات الجارحة ويشمتون بحالي وأضافت أم عز الدين: حتى جاء اليوم الذي طلب فيه ولدي نقلي إلى بيت أخي تحت ذريعة أنهم يريدون إعادة طلاء المنزل فشعرت في قرارة نفسي أنه آن الأوان لترحيلي من المنزل وخروجي من حياتهم وأوصلني بعدها إلى جوار مبنى غريب لا أعرفه قال انتظري هنا وراح يقول لبعض الأشخاص كانوا واقفين أنه فاعل خير فأدركت أن هذا المكان خاص لرعاية المسنين وانهمرت الدموع من عيني وشعرت بأني لن أتمكن من رؤية ولدي مرة أخرى فعاد وقال: يا أماه سأذهب للقاء أحد أصدقائي هنا لدقائق وأعود وهاهي الآن سنين مرت منذ قوله ذلك لم أره ولم أسمع حتى صوته فهل جزاء الإحسان يا بني إلا الإحسان ¿ نزيف داخلي ولكن … أم علي هي الأخرى كانت تبكي وهي تقول من أجل ذهبي يريد أخذه مني بالقوة قائلا: أنتُ عجوز خرفاء ولا يبقى من العمر لي سوى خطوات قليلة إلى القبر ولهذا فالأحرى بي أن أعطي ذهبي لزوجته أو أخرج من البيت فرفضت ذلك واشتد الخلاف بيني وبينه فما كان من ولدي إلا أن دق رأسي على الحائط فأصبت بالإغماء وتم نقلي إلى المستشفى وتبين إني مصابة بنزيف داخلي كاد يودي بحياتي وحال استجوابي عن سبب الإصابة لم يطاوعني قلبي أن أشتكي بولدي الذي تمنى لحظة موتي وقلت لهم لقد سقطت على طوب بالقرب من الدار فهو كلما تمنى لي الموت تمنيت له الحياة !! ارتباطه بزوجته المستشارة الاجتماعية والنفسية يسرى باجبير أوضحت أن معظم الأسباب التي تؤدي إلى ضرب أو اعتداء الأبناء على أمهاتهم من أجل إرضاء زوجاتهم تكون نفسية أكثر منها اجتماعية لأن تنشئة الطفل أو الشاب في جو مليء بالعنف كأن يضرب والده أمه أمامه أو يضرب من قبل أبيه يولد لديه قناعة أو نظرة أو قاعدة مفادها أن الضرب للأضعف مباح هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن احتياجاته الحياتية لزوجته وارتباطه بها يولد لديه شعورا بعدم احتياجه لأمه مما يؤدي إلى إهانتها وضربها لإرضاء وكسب مودة زوجته متناسيا العقوبة الإلهية والنظرة المجتمعية لسوء فعله وجرمه وكأنه يتبع هواه على حساب حقوقه وواجباته الملزمة عليه اجتماعيا ودينيا تجاه أمه. أما أخصائية علم اجتماع الدكتورة نجاة صائم خليل- جامعة صنعاء فقد بينت أنه لا بد على الزوجة أن تكون أكثر وعيا وتقبلا وتفهما في حياتها الزوجية وما يتبعها من احترام وتقدير لأهل الزوج وبالأخص والدته التي لا بد أن تعاملها مثل أمها طاعة واحتراما وتعين زوجها على ذلك لا أن تأخذ بالصورة الفكرية المجتمعية المغلوطة عن أم الزوج وكأنها عدوة وتبدأ علاقتها معها بالهجوم والصراع وتقوم بتأليب زوجها على والدته فتكون سببا في تفجير الصراعات ودافعا لعقوق الابن واعتدائه على أمه. انتقام لما مضى المستشار الأسري والنفسي الدكتور خالد محمد صالح: يرى أن الأبناء هم المرآة الحقيقية لآبائهم بل إن الأبناء يتقمصون شخصيات آبائهم على المدى القريب مع زملائهم وعلى المدى البعيد في حياتهم الزوجية مع أسرهم..وأشار إلى أن الدراسات التربوية والنفسية أثبتت خطورة ظهور الخلافات بين الزوجين على مرأى ومسمع الأبناء حيث يكون لها الأثر الأكبر في نفسيتهم وتكوين شخصياتهم وتغيير سلوكياتهم ضارباٍ المثل بأب يتشاجر مع الأم ويعلو صوته عليها ثم ترد الأم بالمقابل وينسى كل واحد منهما أن هناك من يراقبهما ويتابع تحركاتهما ومن خلال هذه المراقبة والمتابعة تنطبع لدى الابن صورة ذلك الخلاف والشجار حيث يشعر الطفل أن الحياة هي صوت وصمت وضرب وهروب وردود بكلمات لا يفرق فيها بين كبير وصغير أو والد وولد.. ويضيف الدكتور خالد: القسوة الزائدة بدورها تقتل كل شيء إيجابي جميل في نفسية الابن ليحل محلها الأشياء السلبية ومنها العقوق الذي تزداد حدته وتتضاعف بقدر إصرار الوالدين على التمسك بهذه القسوة وعدم التراجع عنها…وتساءل(حاتم) كيف لابن لم يتعود منذ البداية أن يرى اهتمام والديه به وعطفهما عليه والحرص على متطلباته ومحاولة إشباع عواطفه أن تتولد لديه ردود فعل إيجابية حيث لا يوجد لديه مخزون يصرف منه لآبائه الذين غفلوا عنه في صغره¿ فيكبر الأبناء بنفوس صغيرة وربما ذليلة وحقيرة غير قابلة للوضع الذي هم عليه ليكون في النهاية انتقاماٍ ورداٍ قاسياٍ ليشفي غليل أنفسهم التي أرهقها ذل الوالدين اللذين لم يعلما الإبن أن عقوق الوالدين قد يحرم صاحبه من دخول الجنة فيكبر بهذه النفسية ويكون أقرب الناس إليه أمه باعتبارها الكائن الأضعف في هذه المرحلة العمرية فيرد بذلك انتقاما لما تلقاه منذ طفولته مقدما بذلك زوجته أو الآخرين لأنه لم ينشأ على تقديس رسالة الأم المثالية وعظمتها شرعا ونهجا ..ويرى الدكتور أن جرائم عقوق الوالدين والأم بشكل خاص المنتشرة الآن تعد مؤشراٍ لازدياد نسبة العنف في المجتمع وقال: الأسرة هي جزء لا يتجزأ من المجتمع فبصلاحها واستقامتها يصلح المجتمع ويكون قويا متماسكا غير قابل للسقوط مؤكدا أن الابن العاق لأمه من باب أولى أن يكون عاقا لمجتمعه وثائرا عليه واصفا إياه بالمجرم الذي يحاول من خلال استخدام العنف إثبات وجوده بالقوة بعدما فقد الأمل بكونه إنساناٍ له قيمته واحترامه. صور الاعتداء والعقوق الأمومة لها مكانتها في الدين الإسلامي الحنيف حيث يفيدنا العلامة محمد إبراهيم أن صور ومظاهر الاعتداء على مكانة الأمهات من قبل الأبناء لأجل تحقيق سعادة زوجية وهمية إن صح التعبير وإلا ما قيمة الحياة وقد أغضبت من برضائها جنة السماوات والأرض بتصرفات عدة منها: إبكاؤها وتحزينها بالقول أو الفعل- نهرها وزجرها ورفع الصوت عليها- التأفف منها ومن أوامرها- العبوس وتقطيب الجبين أمامها والنظر إليها شزراٍ الأمر عليها- ذمها أمام الناس وشتمها- إثارة المشكلات عليها من قبل الزوجة- تشويه سمعتها- تقديم طاعة الزوجة عليها والتعدي عليها بالضرب- إيداعها دور العجزة- تمني زوالها- قتلها والعياذ بالله- البخل عليها والمنة وتعداد الأيادي واسترسل في حديثه قائلا: ومن اقترف ذلك فقد اقترف كبيراٍ من الكبائر لقوله صلى الله عليه وآله وسلم “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ¿ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين…”وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله عز وجل حرم عليكم عقوق الأمهات ووأúد البنات…” وفي هذا يقول الله عز وجل: (وِقِضِى رِبْكِ أِلا تِعúبْدْوا إلا إيِاهْ وِبالúوِالدِيúن إحúسِاناٍ إمِا يِبúلْغِنِ عنúدِكِ الúكبِرِ أِحِدْهْمِا أِوú كلاهْمِا فِلا تِقْلú لِهْمِا أْفُ وِلا تِنúهِرúهْمِا وِقْلú لِهْمِا قِوúلاٍ كِريماٍ) فانظر كيف نهى عن الإيذاء بالفعل أو بالقول حتى ولو كان كلمة “أفُ” التي تدل على الضجر. ومن جهته أوضح العلامة جبري إبراهيم مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأ وقاف إن عقوق الوالدين بشكل عام ظاهرة خطيرة ينبغي التوعية المكثفة لخطورتها ” فقد جعلت الجنة تحت أقدام الأمهات فلن يدخل الجنة عاقَ لوالديه ففي الحديث: “ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث.وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه ومدمن الخمر والمنان بما أعطى”. وختم الجبري حديثه بعبرة وبيان جمع خلاصة شافية لكل ما طرح أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم شاب يسمى علقمة كان كثير الاجتهاد في طاعة الله في الصلاة والصوم والصدقة فمرض واشتد مرضه فأرسلت امرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن زوجي علقمة في النزاع فأردت أن أعلمك يا رسول الله بحاله .فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم: عماراٍ وصهيباٍ وبلالاٍ وقال: امضوا إليه ولقنوه الشهادة فمضوا إليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزع الأخير فجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله ولسانه لا ينطق بها فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل من أبويه من أحد حي ¿ قيل: يا رسول الله أم كبيرة السن فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للرسول: قل لها إن قدرت على المسير إلي وإلا فقري في المنزل حتى يأتيك .قال: فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: نفسي لنفسه فداء أنا أحق بإتيانه . فتوكأت وقامت على عصا وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلِمت فردِ عليها السلام وقال: يا أم علقمة أصدقيني وإن كذبتيني جاء الوحي من الله تعالى: كيف كان حال ولدك علقمة ¿ قالت: يا رسول الله كثير الصلاة كثير الصيام كثير الصدقة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما حالك ¿ قالت :يا رسول الله أنا عليه ساخطة قال ولمه ¿ قالت: يا رسول الله كان يؤثر علي زوجته ويعصيني فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة ثم قال: يابلال إنطلق واجمع لي حطباٍ كثيراٍ قالت: يارسول الله وماتصنع¿ قال: أحرقه بالنار بين يديك . قالت: يارسول الله ولدي .. لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي قال يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى فإن سرك أن يغفر الله له فارضي عنه فو الذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصيامه ولا بصدقته مادمت عليه ساخطة فقالت: يارسول الله إني أشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن ولدي علقمة فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنطلق يابلال إليه انظر هل يستطيع أن يقول لا إله إلا الله أم لا ¿ فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء مني فانطلق بلال فسمع علقمة من داخل الدار يقول لا إله إلا الله . فدخل بلال وقال: يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وإن رضاها أطلق لسانه ثم مات علقمة من يومه فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه وحضر دفنه . ثم قال: على شفير قبره ( يامعشر المهاجرين والأنصار من فضِل زوجته على أمْه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفاٍ ولا عدلاٍ إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليها ويطلب رضاها. فرضا الله في رضاها وسخط الله في سخطها) صدق رسول الله.