الرئيسية - كــتب - نزهة في عقل رينزو مانزوني
نزهة في عقل رينزو مانزوني
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

زيد الفقيه* – سئل المأمون من أحد جلسائه : ما أحب الأشياء إليك يا أمير المؤمنين¿ قال: (التنزه في عقول الناس ) . قيل وكيف تتنزه يا مولاي في عقول الناس ¿ قال : (بالقراءة ) . فالقراءة فيما يكتبه الكاتبون هي نزهة ممتعة فيما يفكرون فيه ¡ وكيف يفكرون¿ وفي قراءة كتاب مثل الذي بين أيدينا “اليمن رحلة إلى صنعاء” للرحالة الإيطالي مانزوني إنما نتعرف من خلاله على أحوال بلادنا خلال العامين 1877 و1878م وهما العامان اللذان كانت فيهما رحلة مانزوني من مدينة عدن إلى صنعاء . ـ الكتاب: في ثلاثمئة وستين صفحة. ـ قام بطباعته: الصندوق الاجتماعي للتنمية في اليمن¡وحدة التراث الثقافي. ـ نقله عن الإيطالية : ماسيمو خيرالله . ـ راجعه ل◌ْغويا◌ٍ : محمد لطف غالب . ب◌ْدء الكتاب بمقدمة ضافية لأستاذ الجيل الدكتور/ عبدالعزيز المقالح ¡ تناول فيها أهمية الكتاب للقارئ اليمني والعربي ¡ إذ أننا من خلال قراءته نتعرف على أوضاع اليمن في سنتي رحلة مانزوني التي دوø◌ِن فيها كل شاردة وواردة في طريق رحلته من مدينة عدن حتى صنعاء . وقد أشار إلى أن الكتاب خلى من أهم ما صوره الرحالة في حينه وكانت بمثابة وثائق ¡ خاصة وهو في الأصل قد أتقن فن التصوير الفوتوغرافي ضمن المهارات التي أكتسبها º وقد كانت الكاميرا مرافقة له طوال رحلته ¡ وأشاد المقالح بوصف الرحالة لسكان القرى وتصنيفه لهم إلى قبائل وبدو¡ وكلاهما يتميزان بالبساطة ¡ ويعطيان أهمية◌ٍ بالغة◌ٍ للخبز ¡ إلى درجة أنهما يقرنان حياة الإنسان بالرغيف ¡ ويسميانه العيش¡ وفي حالة مصادفة القبيلي أو البدوي لقطعة رغيف مرمية على الأرض فإنه يرفعها ويقبلها ثلاث مرات ويضعها في مكان لايمكن تدنيسه حتى يأكلها كائن حتى وإن كان كلبا◌ٍ. المرأة في رحلة مانزوني : المرأة لم تفت تدوين مانزوني فقد تحدث عنها بتجرد ووصفها بما رآه فيها ضمن منظومة العائلة القروية¡ فقد تحدث عن الفلاحين وذهابهم لحقولهم باكرا◌ٍ وتناولهم لوجباتهم التي تقوم النساء بتأمينها لهم ¡ وقال :(تتمتع النساء القبيليات بكامل الحرية ولا يلبسن أبدا◌ٍ الحجاب . وعادة◌ٍ ما يتزوج الرجل عندهم بامرأة واحدة ¡ وفي الحالة النادرة التي يستطيع فيها رجل غنيø◌َ أن يتمتع برفاهية الاقتران بزوجتين أو أكثر¡يجب عليه شراء منازل أخرى بحسب عدد الزوجات . فالنساء القبيليات لايحببن تأليف عائلة واحدة مع غيرهن ! وهذا ايضا◌ٍ من نتاج تلك الحرية الكبيرة الم◌ْعطاة له◌ْنø◌ِ ). وقد عرø◌ِج الكاتب على واحدة من العادات اليمنية في الزواج إذ يذكر طقوس تسليم الزوجة إلى زوجها يوم العرس مشيرا◌ٍ إلى عادة فض البكارة عند الفتاة ¡ إلا أنه اعتقد أن فض البكارة تكون عن طريق ابهام العريس بعد أن يغشø◌ِى بمنديل أبيض ويعرض على الأهل والأقارب فيما بعد¡ وهذا خطأ قد وقع فيه الكاتب الذي لم يتحر◌ِ خصوصية هذه المعلومات خاصة وأنه يصف العملية بأنها بربرية ووحشية º وتكون بحضور الأمهات والنساء الحميمات للعائلة ¡ والواقع أن بعض المناطق تقوم بعرض منديل فض البكارة¡ ولكن ليس بإبهام العريس بل بوضع المنديل المشار إليه عند مانزوني تحت العروس عند فض البكارة .ولأسلوب عرض ذلك المنديل طرائق عدة منها رقص قريبات العروس في حفلات الع◌ْرس وهو على رأسهن في مدينة صنعاء مثلا◌ٍ . ويذكر أن العربي ي◌ْعامل زوجاته بكل إجلال فيكرس أجمل واغنى مالديه “للحريم” ¡ لأنه يريد لأم أبنائه السكن الفاخر¡ في الوقت الذي هو فيه بأبسط الغرف.ويذكر أن المرأة العربية تكون في غاية السعادة في خ◌ِلúوتها (محل الحريم)لأنهن ولدن فيه ويكبرن إلى أن يصبحن صبايا¡ ومن ثم يتزوجن وينتقلن إليه في بيت الزوج ¡ ولمكان النساء احترام كبير حتى عند الحرب ¡ فالجندي الذي يستنجد في مكان الحريم لا ي◌ْمس بأذى احتراما لهن. تحدث عن المرأة في المناطق التي مر فيها وعادات وتقاليد هذه المناطق¡ فقد تحدث عن عادات وتقاليد المرأة في المنطقة الوسطى من خلال حديثه عن المرأة في مدينة يريم ¡ فقد أشار إلى أن المرأة في هذه المناطق ت◌ْح◌ِجø◌ِب في الطرقات العامة ¡ ولمجرد دخولها إلى مكان ما مثل السمسرة تقوم بنزع غطاء الوجه حتى وإن كان هناك الكثير من الناس . وهذا الضرب من التصرف الاجتماعي¡ما يزال موجودا◌ٍ في المحافظات الجنوبية حتى اليوم . ولم ينس◌ِ الحديث عن اليهود ونسائهم في المنطقة الوسطى والتعامل الحسن معهم الذي وجده عند أهل هذه المناطق . وكيل الهيئة العامة للكتاب