الرئيسية - كــتب - معجم البلدان لياقوت الحموي
معجم البلدان لياقوت الحموي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

– الكتاب الذي يحق للإسلام أن يفخر به كل الفخر كما قال (كارøا د◌ْه فو) في كتابه: (مفكرو الإسلام) ويرى كراتشكوفسكي أنه أفضل مصنف لمؤلف عربي في العصور الوسطى¡ وذلك في فصل عقده في كتابه (تاريخ الأدب الجغرافي ج1ص335 ) تكلم فيه عن جهود المستشرقين في التنويه بالكتاب¡ وفي مقدمتهم (فرين) (ت1823). طبع الكتاب لأول مرة في ألمانيا سنة 1866م بعناية وستنفيلد¡ ثم في مصر 1906 بعناية محمد أمين الخانجي¡ وألحق به عام 1907 مستدركا◌ٍ في جديد البلدان بعنوان (منجم العمران) في مجلدين. وقد قدم ياقوت لكتابه بتعريف في تسع صفحات¡ أتبعها بخمسة أبواب تتصل بالجغرافيا¡ اشتملت على التعريف بمصطلحات الكتاب. ورجع فيه كما أفاد الشيخ بكر أبو زيد في كتابه (إتحاف الخلان بمعارف معجم البلدان) إلى (251) كتابا◌ٍ . ويكشف ياقوت عن سبب تأليفه أنه لما كان في مجلس السمعاني بمرو الشاهجان =تركمانستان= سنة 615هـ أنكر عليه أحد الجلساء ضبطه لكلمة: (حباشة) ولم يجد في خزائن مرو العشر كتابا◌ٍ يذكرها¡ وكان في واحدة من هذه الخزائن وهي الخزانة العزيزية اثنا عشر ألف مجلد. قال: (فألقي حينئذ في روعي افتقار العالم إلى كتاب في هذا الشان..ليكون في مثل هذه الظلمة هاديا¡ وإلى ضوء الصواب داعيا) قال: (وأكثر فوائد هذا الكتاب مما جمعته من تلك الخزائن¡ وكان لا يفارق منزلي منها مئتا مجلد. وأقمت فيها ثلاثة أعوام¡ وتركتها سنة 616هـ على أحسن ما يكون.. ولولا ما عراها من الخراب من ورود التتر لما فارقتها إلى الممات) فارق ياقوت مرو إلى خوارزم¡ فلبث فيها شهورا◌ٍ ثم فارقها إلى إربل¡ ولم يطب له المقام فيها¡ فتركها إلى الموصل¡ ومنها بعث برسالته إلى القفطي وزير حلب¡ يستعتبه فيها ويذكر ما لقيه في أسفاره فاستدعاه إليه¡ ووجد عند الوزير الفرصة لإتمام معجم البلدان¡ ففرغ من مسودته يوم 20/ صفر /621هـ وأهداه إلى خزانة الوزير¡ وشرع في تبييضه يوم 21 / محرم 625 ومات أثناء التبييض يوم 20 / رمضان / 626هـ. وفي تعليقات ياقوت على بعض فصول الكتاب ما يكشف عن حمية إسلامية كانت تحدوه في كتابة المعجم¡ انظر مثالا على ذلك كلامه آخر مادة القدوم¡ وسؤاله القارئ أن يشاركه الحيرة. ويلاحظ أنه لم يحج ولم يأت جزيرة العرب¡ وكل ما ذكره عن المعالم الشريفة نقله من كتب الجغرافيين قبله. وقد أتى الجاسر على تصويب الكثير من أخطائه في كتابه: (التصحيف في أسماء المواضع). ووقفت على قصيدة في مقدمة تحقيق كتابه (الخزل والدأل) يفخر فيها بكتابه (معجم البلدان) قال: فكم قد حوى من فضل قول محبر = ومن نثر مصقاع ومن نظم ذي فهم.. ومن خبر حلو طريف جمعته = على قدم الأيام للعرب والعجم.. يرنح أعطافي إذا ما قرأته = كما رنحت شرøابها ابنة الكرم.. ولو أنني أنصفته في محبتي = لجلøدته جلدي وصندقته عظمي.. وهي قصيدة نادرة كما ترى إلا أن محقق (الخزل والدأل) لم يذكر أين عثر عليها ? وانظر التعريف بكتابه (المشترك وضعا والمفترق صقعا).