الرئيسية - محليات - الرئيس: يجب بلورة رؤية وفاقية لصنع اليمن الجديد وبناء الدولة الحديثة
الرئيس: يجب بلورة رؤية وفاقية لصنع اليمن الجديد وبناء الدولة الحديثة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

 - 
أكد الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية - رئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي ستجنب شعبنا الدخول في حرب أهلية وصراع مسلح وتدمير شامل لكل مقدراته وآماله.
جاء ذلك في كلمته صنعاء/ سبأ/.. – التغيير أصبح ضرورة .. والبلاد لم تعد تحتمل مزيداٍ من التوتر العالم يدعم اليمن ويثني على تجربته الفريدة في التغيير هناك من لا يريد الحوار ويعمل ضده ويختلق العوائق والمشكلات المسيرات السلمية وسيلة ديمقراطية .. والعصا بدلاٍ عن البندقية لمكافحة الشغب

أكد الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية – رئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي ستجنب شعبنا الدخول في حرب أهلية وصراع مسلح وتدمير شامل لكل مقدراته وآماله. جاء ذلك في كلمته لدى ترؤسه أمس الجلسة الثامنة من الجلسة العامة الاولى للمؤتمر. وعبر الأخ رئيس الجمهورية عن سعادته ليكون مع المشاركين في المؤتمر بعد أكثر من 10 أيام من تدشين أعماله. وقال : لقد تابعت مجريات الجلسات السابقة وردود الفعل الشعبية الايجابية عنها وشعرت بارتياح كبير لسير أعمال المؤتمر. وأضاف : الشعب اليمني كله يعلق آماله عليكم باتجاه مستقبل أفضل وقد كانت جلساتكم المفتوحة والحرة التي تابعها الشعب مباشرة خير مؤشر على امكانية نجاح هذا المؤتمر ووصوله إلى النتائج المرجوة منه “. وتابع الأخ الرئيس قائلا :بالتأكيد كانت اللقاءات الجانبية على هامش المؤتمر مؤشرا هاما ايضا على امكانية تقارب رؤى المشاركين واجتماعهم على طاولة واحدة والآن سندخل المرحلة الثانية من أعمال المؤتمر بتوزيع المشاركين إلى تسع فرق عمل يستمر عملها لمدة شهرين كاملين قبل أن نجتمع مرة أخرى في الجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار”. وأردف :إن آمال الشعب اليمني على نشاط فرق العمل لا تقل عن الآمال المعلقة على الجلسات العامة لمؤتمر الحوار ففرق العمل هي التي ستخوض في جوهر القضايا المعروضة على المؤتمر ولذلك أؤكد عليكم ضرورة الالتزام في الحضور والمشاركة الايجابية فيها والعمل من خلالها على تقريب وجهات النظر وحل المشكلات وليس العكس. ولفت الأخ رئيس الجمهورية الى أهمية ان يدرك الجميع دوما ان هناك من لا يريد الحوار وهناك من يعمل ضده وهناك من يحاول خلق المشكلات والعوائق تجاه استمراره. وقال : وما الأحداث الأخيرة التي حدثت في صنعاء وعدن إلا مؤشر على ذلك ولذلك عندما تدركون ذلك فأنا على يقين أنكم ستحرصون بأن لا تنعكس سلبا على أعمال المؤتمر أية احداث من هذا القبيل في أي محافظة كانت. ووجه الأخ الرئيس الحكومة وأجهزة الأمن في المقابل القيام بواجباتها في ضبط وتوفير الجوانب الأمنية وتوفير الاجواء الصحية من كل الجوانب بما يكفل انجاح هذا المؤتمر المصيري .. مشددا في ذات الوقت على ضرورة ان يتحمل كل حزب وكل تكوين سياسي أو مجتمعي مسؤولياته تجاه اعضائه وأنصاره فالبلاد لم تعد تحتمل مزيدا من التوتر ومن ذلك دعوات العصيان المدني التي تنعكس اضرارها على المواطنين العاديين بينما بالامكان الدعوة إلى مسيرات سلمية غير مسلحة كوسيلة ديمقراطية للتعبير عن الرأي كما هو المعتاد دون الحاجة إلى استخدام القوة والعنف واجبار الناس على المشاركة فيها. وتطرق الاخ الرئيس إلى الاحداث المؤسفة التي شهدتها صنعاء وعدن خلال الاسبوع الماضي . وقال : فيما يخص الحدث الذي وقع في صنعاء والمتمثل بمحاولة اغتيال احد اعضاء مؤتمر الحوار فالجناة معروفون لدى أجهزة الامن وتم التعميم باسمائهم وصورهم على جميع النقاط في امانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية تمهيدا لتعقبهم وضبطهم في اقرب وقت ممكن ان شاء الله تعالى”. وأضاف: وفيما يخص الاحداث التي جرت في عدن فقد وجهنا باتباع أساليب أخرى وليس كما كان معمولا به سابقا وبحيث يكون لدى كل مدير مديرية عدد من شرطة مكافحة الشغب الذين يحملون العصي بدلا عن البندقية”.. داعيا كل القوى السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار إلى أن تحث انصارها في كل المحافظات على التعاون مع أجهزة الامن لترسيخ دعائم الامن والاستقرار لما فيه انجاح هذا المؤتمر خصوصا وأن هناك قوى لا تريد لهذا المؤتمر أن يحقق النجاح المنشود”. وأهاب الاخ الرئيس بجميع المشاركين والمشاركات في مؤتمر الحوار أن يفكروا بمسؤولية إزاء الاحداث والتحولات التي عاشها وشهدها اليمن على مدى خمسة عقود من عمر الثورة اليمنية المباركة (26 سبتمبر و14 أكتوبر). وقال : مر ما يقارب 50 سنة واليوم نحن أمام منعطف سياسي جديد للتغيير وهذا التغيير أصبح ضرورة. وأشار إلى أن أغلب سكان اليمن هم من فئة الشباب فيه موضحا في هذا الصدد أن الذين تقل أعمارهم عن الـ 45 سنة يشكلون 75 % من سكان اليمن وأن الذين تتراوح أعمارهم ما فوق 15 سنة وما دون الـ 28 سنة يبلغ عددهم ستة ملايين شاب . وخاطب المشاركين في المؤتمر قائلا” ينبغي أن تفهموا ذلك وتدركوا حجم التحديات والصعوبات التي تواجهنا.. فلدينا حاليا نحو 600 ألف شاب من خريجي المعاهد والجامعات الذين تخرجوا قبل 8-10 سنوات وحتى الآن لم يحصلوا على عمل وهذه مشكلة أن يظل الشاب بعد تخرجه 10 سنوات دون عمل فبعضهم قد ينتحر والبعض الآخر قد ينحرف ويلتحق بالعناصر الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة الارهابي. وأشار الاخ رئيس الجمهورية إلى ما تحظى به التسوية السياسية التاريخية في اليمن من اشادات واسعة على المستويين الاقليمي والدولي باعتبارها تجربة متفردة من بين دول الربيع العربي.. وقال: كل الزعماء والقادة الذين التقيت بهم في القمة العربية الأخيرة في قطر مندهشون لما شهده اليمن وكل المغتربين اليمنيين سعداء جدا للتحول الذي يجري في وطنهم وأملهم كبير في المشاركين والمشاركات في هذا المؤتمر بأن يتوجوا هذا النجاح ويحققوا النتائج المنشودة من الحوار الذي يرتكز عليه مصير الشعب اليمني وحاضره ومستقبله”. واعتبر الأخ الرئيس أن جميع المشاركين في مؤتمر الحوار أمام امتحان من قبل الشعب اليمني.. وقال:” إما أن نستطيع الخروج بنتائج مثمرة توصلنا إلى بر الامان ونرسم المستقبل الافضل لشعبنا مالم سيسخط علينا الشعب ويضعنا في مزبلة التاريخ”. لافتا إلى ان هذا المؤتمر فرصة تاريخية ينبغي استغلالها كون الفرصة لا تتكرر دائما كونها لحظة تأتي امامنا وعلينا ان نستغلها قبل أن تضيع منا. وأكد الأخ الرئيس أن القضية اليمنية أصبحت محل اهتمام العالم أجمع وأن العالم يقف إلى جانب اليمن من اجل انجاح العملية الانتقالية السلمية وفي المقدمة الامم المتحدة ومجلس الأمن والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الاوروبي ودول الجوار.. وقال : العالم اجمع يدعم اليمن وحريص على مساعدته حتى وإن كان لكل طرف حساباته إلا انهم جميعا يدركون مخاطر انزلاق اليمن إلى حرب أهلية ومدى تأثير ذلك على أمن واستقرار المنطقة والعالم نظرا للموقع الاستراتيجي لليمن والذي يتحكم في الممرات الملاحية الدولية عبر خليج عدن والبحر العربي ومضيق باب المندب. وأضاف : ولذلك فإن الجميع يدرك ان اليمن إذا ذهب إلى حرب أهلية فسيكون تأثيره كبيرا على كل الدول في المنطقة والعالم ولهذا وصل مجلس الأمن إلى اليمن لأول مرة وعقد اجتماعا في صنعاء”. مبينا أن العالم يتابع باهتمام الوضع في اليمن وحريص على انجاح التسوية السياسية في هذا البلد كون التجربة اليمنية تجربة فريدة في المنطقة ومتميزة من بين الدول العربية التي شهدت ثورات الربيع العربي. وأشار إلى أن التجربة اليمنية اتسمت بتحقيق التغيير عبر الطرق السلمية وتم تشكيل حكومة وفاق وطني تمثل الاطراف السياسية المختلفة وسار الجميع في خارطة طريق لمدة سنتين ويتضمنها حوار وطني يعالج مختلف القضايا ويرسم مستقبل اليمن وصياغة دستور جديد للبلاد وصولا الى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة إن شاء الله تعالى . وخاطب الأخ رئيس الجمهورية جميع المشاركين والمشاركات قائلا : نتمنى من الجميع ان يتجنبوا أن نظل نتبارى بالكلمات فيما بيننا البين وكل طرف يكيل التهم ضد الآخر فقد تحدثنا باستفاضة طوال الاسبوعين المنصرمين والآن حان الوقت للنقاش الجاد والمفيد عبر اللجان التسع التي سترسم مستقبل اليمن” آملا من الجميع ان يكون نقاشهم بعقلانية ومنطق في فرق العمل. ولفت إلى أنه سيكون لدى بعض فرق العمل مستشارون من الخبراء الدوليين وخبراء من الاتحاد الاوروبي ليقدموا الاستشارات الفنية في كل ماتطلبه فرق العمل وبما من شأنه الاستفادة من تجاربهم وخبراتهم الكبيرة .. مبينا أهمية الاستفادة من الخبرات والتجارب الدولية بما فيها الخبرات الأوروبية كون اوروبا لم تصل إلى هذا المستوى المتطور إلا بعد قرون من الصراعات وخرجت منها وأسست الأنظمة الديمقراطية المتطورة التي مكنتها إلى الوصول إلى ماهي عليه اليوم . وحث الجميع على التحلي بسعة الصدر وأن يتحمل كل طرف رأي الطرف الآخر ويعمل الجميع بروح الفريق الواحد في سبيل بلورة رؤية وطنية وفاقية إزاء مختلف القضايا لضمان صنع اليمن الجديد وبناء الدولة المدنية الحديثة .. مشددا أن الآمال معقودة على ماسيخرج به هذا المؤتمر من أجل الوصول باليمن إلى محطة تحول جديدة تضعه على عتبة أول درجة من درجات القرن الواحد والعشرين. واستطرد الأخ الرئيس قائلا: انا سعيد أنكم مجتمعون في هذه القاعة بعد أن حققتم انجازا كبيرا عكس عظمة اليمنيين امام المنطقة والعالم والمتمثل بالانتخابات الرئاسية”.. وقال : الانتخابات جرت في فبراير العام الماضي وصنعاء مقسمة الى ثلاثة أقسام وكان الناخبون يمرون من بين المتارس إلى صناديق الاقتراع وهذا عكس بأن الشعب اليمني لا يريد الحرب بل يريد السلم وصنع المستقبل الافضل” . وأضاف : كما تم إيقاف المواجهات المسلحة ورفع المتارس بأسلوب علمي وعقلاني وفي مقدمتها المتارس التي كانت في العاصمة صنعاء “.. كاشفا في هذا الصدد أنه تم جمع لواءين من الأولوية التي كانت تتواجه بالسلاح في صنعاء وإرسالهم الى أبين لمواجهة العناصر الارهابية الأمر الذي أسهم في مساندة الوحدات العسكرية واللجان الشعبية لتتوج تلك الجهود باخراج عناصر القاعدة من أبين وبعض مديريات شبوة. وشدد الأخ الرئيس أنه بالتصميم والارادة وتغليب المصالح العليا للوطن على مادونها من مصالح سينجح الحوار ويخرج بالنتائج المنشودة منه لصنع المستقبل والتأسيس لمرحلة التحول التي يعيشها اليمن والانتقال به إلى مرحلة جديدة تلبي طموحات وآمال الشعب . واختتم الأخ رئيس الجمهورية كلمته قائلا:” هذا ما احببت التأكيد عليه بعد ما يقارب أسبوعين من بدء الحوار الوطني الشامل وها انتم قد ازلتم الكثير من الحواجز النفسية وحدث ما كنا ننشده من تقارب وتفاهم بين مختلف الاطراف ونثق أنكم ستعملون الكثير خلال الفترة القادمة من خلال مشاركتكم الايجابية في فرق العمل وستكون هيئة رئاسة المؤتمر على تواصل دائم معكم ومتابعة مستمرة لأعمالكم فلا تخيبوا آمال شعبكم فيكم ورجاءكم منكم وكونوا على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقكم كما عهدناكم “. وعقب ذلك تواصلت الجلسات برئاسة نائب رئيس المؤتمر الدكتور عبدالكريم الارياني .. حيث جرى استعراض محضر الجلسة السابعة ومن ثم مناقشة جدول أعمال المؤتمر حتى يوم الاربعاء المقبل. بعد ذلك استعرضت هيئة رئاسة المؤتمر هيكلة فرق العمل التسع ومقترح توزيع اسماء المشاركين والمشاركات في كل فرقة عمل على حدة والتي ستناقش محاور المؤتمر والمتمثلة بالقضية الجنوبية قضية صعدة بناء الدولة ودستور جديد والحكم الرشيد والحقوق والحريات والعدالة الاجتماعية والمصالحة الوطنية القضايا البيئية والاجتماعية الخاصة وقضايا ذات بعد وطني التنمية الكاملة والمستدامة وصياغة الدستور.