–

تعتبر محافظة شبوة من أكثر المحافظات في البلاد الغنية «بالذهب الأسود» والثروات المعدنية والغازية الأخرى التي تمثل مصدرا رافدا للخزينة العامة للدولة ,وتتميز المحافظة ذات الـ17مديرية بالموقع الجغرافي الرائع الذي حباها الله به والذي يميزها عن غير ها من المحافظات , إلا أنه وبالرغم من كل ذلك لم يشفع لها في الحصول على أدنى المتطلبات والوسائل التعليمية « (الفني والمهني) « ولم يحصل أي من أبنائها الشباب الذين امتلى بهم رصيف البطالة على فرص التعليم والتدريب المهني المساعد في تخريج الكوادر القادرة على تلبية متطلبات سوق العمل في القطاعين العام والخاص وشركات النفط الاستثمارية بالمحافظة:

*محافظ شبوة – المعين حديثا- أحمد علي باحاج قام مطلع الشهر الجاري بزيارة تفقدية مفاجئة للمعهد المهني والصناعي الذي تم بناؤه على إحدى التلال الواقعة شمال عتق العاصمة بأكثر من ثلاثة ملايين دولار- عبر خلال الزيارة عن صدمته من عدم تشغيل المعهد وتوفير احتياجاته من الأثاث ولوازم الورش لتشغيله بالرغم من إتمام بنائه وبموصفات حديثة منذ اعوام – ليرأس في وقت لاحق اجتماعا للمكتب التنفيذي أعلن خلاله عن عزمه تشغيل إحدى الورش الصناعية بالمعهد قبل حلول منتصف العام الجاري وتشكيل إدارة مستقلة لإدارة المعهد تحظى باستقلالية تامة تمكنها من تسيير العمل بالصورة المطلوبة , وأكد المحافظ باحاج على الأهمية التي يكتسبها التعليم الفني والتدريب المهني في التخفيف من آثار البطالة من خلال تأهيل وتدريب الشباب وصقل مهاراتهم في مختلف المجالات المهنية والصناعية ودمجهم في سوق العمل .

توزيع كاد الوزارة *وكانت السلطة المحلية بشبوة قد اتخذت قرارا في وقت سابق هددت فيه بإلغاء فرع وزارة التعليم الفني بالمحافظة وتوزيع كادره البالغ نحو(40) موظفا على مكاتب فروع الوزارات –حال لم تلتزم وزارة التعليم الفني بتدشين الدراسة المهنية والفنية خلال فترة أقصاها منتصف العام الجاري إلا أن هذا التحديد لم يحرك ساكناٍ لدى وزارة التعليم الفني والتدريب المهني.

*مدير عام التعليم الفني والتدريب المهني بالمحافظة سالم العنبري تحدث بمرارة عن وضع التعليم الفني والتدريب المهني الذي بدأ منذالعام2002م وحتى اليوم دون أن تفلح كل تلك الجهود والمتابعات في تدريس إي شاب من أبناء المحافظة في المجالين الفني والمهني.

مفاجأة..! ويؤكد « أنه تفاجأ بعدم إدراج مشاريع التعليم الفني في موازنة الوزارة للعام الجاري 2013م والمتمثلة في انشاء3معاهد جديدة بمديريات ميفعة – نصاب- مرخة – وتسوير المعهد الصناعي القائم وتوفير احتياجاته من أدوات التشغيل للورش والأثاث بالإضافة إلى ترميم المعهد التجاري بعتق- *السلطة المحلية بالمحافظة عملت كما -يقول العنبري- على توفير أماكن ومقار مناسبة كانت سابقا مقرا لمؤسسة مواد البناء بعتق ومحطة تأجير الآليات ببيحان على أن يتم «ترميمها وتحويلهما فيما بعد إلى معاهد فنية وصناعية تقوم بالغرض على طريق استكمال البنية التحتية المتكاملة للتعليم الفني بالمحافظة ومضى يقول:المجلس المحلي والأخ المحافظ أعطونا مهلة حتى شهر مايو من العام الحالي وفي حالة أنه لم يبدأ التعليم الفني في المحافظة فإنه سوف يتم إغلاق مكتب الوزارة وتوزيع كوادره على المرافق الأخرى لكون الوزارة لم تعمل شيئاٍ في محافظة شبوة أسوة بالمحافظات الأخرى بالرغم من أن مشاريع المحافظة معتمدة منذ العام2002م والأراضي المناسبة لبناء المعاهد موثقة والسلطة وفرت مبانُ جاهزة والكوادر موجودة والمتابعة والمطالبة مستمرة ولكن بدون جدوى!!!

يا فرحة ماتمت *عبدالله احمد شاب تجاوز العشرين عاما يروي بمرارة معاناته الدراسية في المعهد الصناعي والتقني بحضرموت بعدما تبعثرت أحلامه في الدراسة بمحافظته وبين أسرته. يقول عبدالله «حينما كنت في مقعد الدراسة سمعت من أصدقائي أنه سيتم فتح معهد لتعليم الشباب في مجالات كثيرة بينها النجارة والحدادة والكهرباء وغيرها وفرحت بذلك فرحا شديداٍ لأكمل دراستي بعد تخرجي ولكن يافرحة ماتمت وقد مضى على ذلك اليوم أكثر من عشر سنوات ولم يحصل من ذلك شيء» *خرج عبدالله من الأساسية وانتظر طويلا لافتتاح المعهد المهني بمحافظته لكن طال انتظاره وما لبث حتى غادر إلى المكلا ليدرس الكهرباء مجاله الذي يحلم به منذ الصغر , ليعود يحمل شهادته في مجال كهرباء السيارات ومازالت محافظته «الغنية بمواردها وكوادرها كما كانت حين غادرها أول مرة إلى المكلا التي قصدها للدراسة في تخصصه لم يفتح ولو فصل دراسي واحد في شبوة لتأهيل أقرانه من الشباب المكتظ بهم رصيف الجهل والبطالة» -المئات إن لم يكون ألــوفا يكابدون العناء في الدراسة خارج المحافظة بدءا بالتكاليف الدراسية التي يصعب على الكثير من الشباب توفيرها وانتهاء بالبعد عن الأهل فمتى سيتمكن الشباب من تحقيق حلمهم بتدشين الدراسة بمعاهد التعليم الفني والتدريب المهني ¿¿ سؤال نطرحه بين يدي حكومة الوفاق ممثلة بوزارة التعليم الفني والتدريب المهني وقيادة السلطة المحلية بالمحافظة..

اقتراح *قبل أن نغادر مكتب التعليم الفني والتدريب المهني بشبوة قال المدير العنبري أنه يقترح على السلطة المحلية مخاطبة رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء بالتوجيه وبصورة استثنائية لوزير المالية باعتماد مبلغ لبناء سور المعهد الصناعي والتقني وكذا توصيل الكهرباء , أو أن يتم مطالبة إحدى الشركات النفطية العاملة بالمحافظة القيام بترميم المعهد التجاري وتجهيزه بالأجهزة اللازمة للتشغيل-حسب قوله.

ويبقى القول وفي الأخير يبقى القول: – أن تصل معاهد التدريب والتأهيل المهنية والصناعية لمديريات بعض المحافظات بعد الاكتفاء منها في عواصمها, وتظل محافظة شبوة بلا تعليم فني فهذا أمر معيب على الحكومتين السابقة واللاحقة وعلى السلطة المحلية بالمحافظة التي لم تستطع أن تتبنى مشاريع للتعليم الفني ضمن موازناتها السنوية المتعاقبة.في سبيل الأخذ بأيدي الشباب نحو سوق العمل بعد أن امتلأت بهم أرصفة البطالة.