الرئيسية - عربي ودولي - كيسنجر.. والانفجار الكبير
كيسنجر.. والانفجار الكبير
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الثورة/متابعات – اثارت تصريحات وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر التي كشف فيها عن وجود مخطط جديد لضرب المنطقة بهدف الاستيلاء عن النفط واشراك اسرائيل في هذا المخطط الذي يقتضي توجيه ضربة عسكرية لايران في بادئ الامر واستعداد الولايات المتحدة لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط جدلا كبيرا وبلبلة فى الاوساط السياسية بدول المنطقة وقامت صحيفة ديلي سكيب الأميركية بنشرها مؤخرا وعنها نقلت العديد من الصحف الأجنبية والعربية خلال الفترة الزمنية الماضية بعض التصريحات الصحفية المثيرة للجدل لوزير الخارجية الأميركية السابق ومستشار الأمن القومي في حكومة ريتشارد نيكسون الباحث السياسي المخضرم وأحد أبرز مهندسي السياسة الخارجية الأميركية في عهد إدارتي كل من الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد ونقصد هنري كيسنجر. ومن أبرز مقتطفات ذلك التصريح الصحفي قوله بحسب الصحيفة سالفة الذكر: لقد أبلغنا الجيش الأميركي أننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط نظرٍا لأهميتها الاستراتيجية لنا خصوصا أنها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى ولم يبق إلا خطوة واحدة وهي ضرب إيران… وعندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتيهما سيكون “الانفجار الكبير” والحرب الكبرى التي لن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي إسرائيل وأميركا وسيكون على إسرائيل القتال بكل ما أوتيت من قوة وسلاح لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط. وأضاف: إن طبول الحرب تدق الآن في الشرق الأوسط وبقوة ومن لا يسمعها فهو بكل تأكيد”أصم”. وأشار كيسنجر إلى أنه إذا سارت الأمور كما ينبغي فسيكون نصف الشرق الأوسط لإسرائيل وقال: لقد تلقى شبابنا في أميركا والغرب تدريبا جيدا في القتال خلال العقد الماضي وعندما يتلقون الأوامر للخروج إلى الشوارع ومحاربة تلك “الذقون المجنونة” فسوف يطيعون الأوامر ويحولونهم إلى رماد. وأوضح كيسنجر أن إيران ستكون المسمار الأخير في النعش الذي تجهزه أميركا وإسرائيل لكل من الصين وروسيا بعد أن تم منحهما الفرصة للتعافي والإحساس الزائف بالقوة وبعدها سيسقطان وللأبد لنبني مجتمعا عالميا جديدا لن يكون إلا لقوة واحدة وحكومة واحدة هي الحكومة العالمية “السوبر باور” وقد حلمت كثيرا بهذه اللحظة التاريخية. المراقبون يحاولون قراءة تلك التصريحات بتفكيك وتركيب وتحليل مصداقيتها الجيوبوليتيكية والجيواستراتيجية وإمكانية تحقيقها على أرض الواقع معتمدين في ذلك على تشريح الجانب اللغوي والنفسي وتأثير العامل الأيديولوجي والثقافة السياسية على شخصية كيسنجر من خلال ذلك التصريح الإعلامي مع مزج كل ذلك في رؤيته الشخصية للتحولات والمتغيرات الدولية الراهنة والتي يراد من خلالها ربط أفكار كيسنجر سالفة الذكر بواقع دولي متأزم يمكن تعريفه بكلمة قصيرة واحدة وهي أنه يعيش تحت رحمة “الفوضى”. وبالرجوع إلى التصريحات فالملاحظ أن كيسنجر حدد بدقة رقعة الشطرنج العالمية التي ستدور فوقها الحرب القادمة والتي أطلق عليها “الانفجار الكبير” أو “الحرب الكبرى” ونقصد الشرق الأوسط وهنا يدور السؤال ما هو الشرق الأوسط ¿ هل قصد به تلك الدول التي تشمل شبه الجزيرة العربية ودول الهلال الخصيب أم يمكن أن تمتد إلى دول البحر الأبيض المتوسط وجزء من أفريقيا خصوصا أن سكانها من العرب والذين ستضطر إسرائيل لقتل أكبر عدد منهم بحسب سيناريو كيسنجر¿! ومن أبرز الملاحظات التي يجب أن يقف عندها التحليل السياسي هي كلمة “مضطرون” والتي نضعها في نفس سياق التساؤلات السابقة أي أنه قصد بها الولايات المتحدة الأميركية أم إسرائيل أم أنه قصد أن كليهما مضطر لخوض هذه الحرب ثم تحديده لمستوى القوة والسلاح الذي يجب أن تستخدمه إسرائيل في هذه الحرب وليس أميركا بقوله “وسيكون على إسرائيل القتال بكل ما أوتيت من قوة وسلاح” فهل قصد كيسنجر بكل ما أوتيت من قوة وسلاح “بالسلاح النووي” أو حربا برية وجوية وبحرية شاملة¿ إذن وبحسب السيناريو الخيالي الذي وضعه كيسنجر فإن مسار الحرب القادمة سيبدأ بضرب إيران التي ستكون المسمار الأخير- بحسب كيسنجر- في النعش الذي تجهزه أميركا وإسرائيل لكل من الصين وروسيا ثم على “افتراض محتمل” أن تقوم أميركا وإسرائيل بالفعل بضرب إيران والذي يفترض كذلك القضاء على النظام السوري وحزب الله اللبناني قبل ذلك في سيناريو “الانفجار الكبير” في ظل وقوف روسيا والصين في موقف “الاراجوز” المتفرج على نهاية آخر حلفائهما في المياه الدافئة! هل يمكن أن نفترض كذلك وقوف إيران وحزب الله وقوف المتفرج¿ ونحن نعلم ضعف العمق الدفاعي والاستراتيجي لإسرائيل¿ وأنه يمكن لصواريخ إيران وحزب الله والتي لا تملك إسرائيل حتى الآن تفاصيل قوتها بدقة أن تصل للعمق الصهيوني برغم جميع الاحتياطات ومظلات الدفاع الصاروخي وخلافه. الخلاصة تكمن في أن هذه التصريحات الصحفية من جهة لا تزيد على كونها رؤية شخصية تحاول استفزاز بعض الدول والقوى الإقليمية في ظل الظروف الدولية الراهنة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط لدفعها لتصرفات تتخذها إسرائيل شماعة لتصرفاتها الاستباقية لاحقا لا مصداقية لجزء كبير وليس كل ما حوته هذه التصريحات من الناحية الجيواستراتيجية خلال الفترة الزمنية القصيرة القادمة كما لا يمكن عقلنتها عسكريا بالدقة التي حددها كيسنجر.