الرئيسية - عربي ودولي - السبسي يترشح لرئاسة تونس ويربك النهضة والدستور
السبسي يترشح لرئاسة تونس ويربك النهضة والدستور
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تونس/ – أعلن السياسي التونسي الم◌ْخضرم الباجي قائد السبسي¡ الذي يرأس حزب «حركة نداء تونس» الم◌ْعارض¡ رسميا◌ٍ عن ترشحه للانتخابات الرئاسية الم◌ْقبلة¡ وذلك في خطوة و◌ْصفت بالاستباقية الهدف منها إرباك حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في البلاد. وقال السبسي (86 عاما◌ٍ): «رأيت أن الوضع في البلاد يقتضي ذلك¡ لذلك أعلن ترشحي للانتخابات الرئاسية المقبلة¡ لأن استمرارية الدولة قبل المصالح الشخصية». وأضاف: إن هذا الترشح هو «لخدمة تونس¡ وهذا واجب»¡ وأكد في الوقت نفسه أن قراره هذا لم يتم بحثه إلى حد الآن داخل الائتلاف الحزبي (الاتحاد من أجل تونس) الذي يضم حزبه (حركة نداء تونس)¡ إلى جانب الحزب الجمهوري¡ وحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي¡ والحزب الاشتراكي¡ وحزب العمل الوطني الديمقراطي. ويقول مراقبون محليون إن خطة السبسي ستربك شركاءه في «الاتحاد من أجل تونس»¡ وخاصة القيادي بالحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي الذي سبق أن عبøر عن رغبته في الترشح في مناسبات سابقة. يشار إلى أن تقارير سابقة قد تحدثت عن بداية برود بين الشابي والسبسي خاصة بخصوص الموقف من مبادرة الحوار التي طرحها الرئيس الحالي المنصف المرزوقي¡ حيث تحمس لها الشابي بينما حضر السبسي اللقاء الأول وقاطع بقية الجلسات ليؤكد دعمه لجلسات حوار يرعاه اتحاد الشغل (العمال). ويأتي قرار السبسي بالترشح قبل الأوان لانتخابات¡ لم يتحدد موعدها بعد¡ في الوقت الذي يستعد فيه المجلس الوطني التأسيسي لمناقشة مشروع قانون يحمل اسم «تحصين الثورة»¡ وهو قانون يتعلق بالعزل السياسي للوجوه التي نشطت في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي¡ وينطبق على الباجي قائد السبسي. وي◌ْعتبر حزب حركة نداء تونس وأحزاب أخرى ظهرت من رحم حزب التجمع الدستوري المنحل¡ من الأحزاب المستهدفة من قانون تحصين الثورة. وكان حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الشريك في الائتلاف الحاكم قد اقترح تمرير قانون تحصين الثورة الذي يلقى أيضا تأييدا من حزب حركة النهضة الإسلامية الذي يملك الأغلبية في المجلس التأسيسي إلى جانب حزب حركة وفاء. ويقول مؤيدو القانون إنه يهدف إلى قطع الطريق على عودة رموز النظام السابق للحكم بينما يعتبره معارضوه تجسيدا للإقصاء المنظم. كما يأتي ترشح الباجي أيضا◌ٍ في الوقت الذي لم يتم فيه بعد حسم مسألة السن القصوى بالنسبة للمترشحين للانتخابات الرئاسية في الدستور التونسي الجديد¡ حيث هناك توجه بأن يضبط بـ75 عاما◌ٍ¡ بحيث لن يكون بمقدور السبسي الترشح¡ وهو الذي يقارب عمره التسعين. غير أن السبسي اعتبر في حديثه التلفزيوني¡ أنه من واجب كل تونسي أن ي◌ْساهم في بناء تونس¡ قائلا: إن «السن ليس مشكلتي¡ كما أن الإقصاء هو مشكلتهم هم»¡ وذلك في إشارة إلى قانون «تحصين الثورة»¡ ومسألة تحديد السن. ودفع هذا الموقف بعض المراقبين إلى القول إن السبسي أراد بذلك إرباك حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم¡ باعتبارها تدعم مشروع قانون «تحصين الثورة»¡ وما فتئت تقول: إن السبسي تجاوزه الزمن. ي◌ْشار إلى أن الباجي قائد السبسي ي◌ْعتبر من السياسيين التونسيين البارزين¡ حيث تولى العديد من المسؤوليات الوزارية خلال الفترة ما بين عامي 1963م و1991م¡ منها وزارات الداخلية والخارجية والدفاع. وفي نهاية شهر فبراير من العام2011م¡ أي بعد شهر من سقوط نظام الرئيس التونسي السابق بن علي¡ ترأس السبسي الحكومة التونسية التي نظمت انتخابات 23 أكتوبر 2011م التي أوصلت حركة النهضة الإسلامية إلى الحكم.