الرئيسية - عربي ودولي - دول الخليج تتحسب لسيناريو فك التحالف مع أميركا
دول الخليج تتحسب لسيناريو فك التحالف مع أميركا
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لندن/وكالات – فك التحالف الأميركي الخليجي لا يبدو وشيكا رغم التقارير عن تبدل المصالح في ظل إمكانية تناقص الحاجة الأميركية للنفط الخليجي. غير أن ذلك لا يمنع الخليجيين من التفكير في تقليل الاعتماد في المجال الدفاعي على الولايات المتحدة¡ والاستعداد لكل السيناريوهات المحتملة¡ حيث لا تتردد واشنطن في التعبير عن التزامها بالحفاظ على تحالفها الحيوي مع بلدان الخليج العربية¡ في الوقت الذي تروج فيه تحليلات بشأن علاقة مصالح عابرة بدأت تتبدل بتبدل تلك المصالح¡ في ظل ما يعرف عن واشنطن من براغماتية. ويدفع الصراع في سوريا والبرنامج النووي الإيراني دول الخليج إلى طلب ردود أميركية جازمة وحازمة بشكل أكبر بشأن وقف البرنامج الإيراني وإرغام الرئيس السوري على التنحي. وذكر محللون أن زيادة استقلال الولايات المتحدة في مجال النفط¡ حرø◌ِكت أسئلة خليجية عما إذا كانت العلاقة مع واشنطن مرهونة بمصالح محدودة في الزمن¡ وذلك وفق رؤية لوزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر عبر عنها في عام 2007م. ولطمأنة حلفائها الخليجيين¡ تتحرك واشنطن للقضاء على كل هذه الشكوك مشيرة إلى أن شراكتها التي تشمل المجال العسكري مع دول الخليج العربية التي تسيطر على ثلث احتياطي العالم النفطي ستظل راسخة حتى إذا جرى تقليصها بخفض الميزانية في الولايات المتحدة. وافاد مسؤول كبير رافق وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل في جولته بالشرق الأوسط الأسبوع الماضي «لن تذهب الولايات المتحدة لأي مكان. انها ملتزمة تماما بأمن كل شركائنا الإقليميين. نتفهم بشكل واضح التهديدات في المنطقة». وكان هاغل قد قام بجولة في المنطقة استمرت أسبوعا وأعقبت إعلان وزارة الدفاع الأميركية أنها تضع اللمسات النهائية على اتفاق أسلحة حجمه عشرة مليارات دولار ستعزز من القدرات العسكرية للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. ويقضي الاتفاق الذي تجري مناقشته منذ أكثر من عام ببيع 25 طائرة من طراز إف 16 ديزرت فالكون قيمتها نحو خمسة مليارات دولار للإمارات. كما ستتمكن الامارات والسعودية أيضا من شراء أسلحة تتمتع بإمكانيات مواجهة واشتباك مع العدو بدقة وعن بعد. وحتى في ظل تقارير الوكالة الدولية للطاقة تتوقع أن يستمر تراجع واردات النفط الأميركية مع تحول أميركا الشمالية إلى مصدر كبير للنفط بحلول 2030م¡ تقريبا ومع تحول الولايات المتحدة إلى شبه اكتفاء ذاتي في الطاقة بحلول 2035م¡ فإن فك التحالف مع دول الخليج يظل مستبعدا لسبب استراتيجي هو أن قوى أخرى صاعدة مثل الصين مستعدة لملء الفراغ في أي مكان تغادره الولايات المتحدة. ولكن الطاقة ليست مثار القلق الوحيد إذ أن التصورات المتعلقة بتراجع الاقتصاد الأميركي وانسحاب القوات الأميركية أولا من العراق والآن من أفغانستان كلها عوامل أدت إلى عدم وضوح صورة العلاقة بالنسبة لدول الخليج. وبالنسبة للوضع في سوريا وإيران والبحرين فإن تأييد واشنطن للحوار يبدو ضعيفا في نظر بعض دول الخليج العربية. غير أن مختلف التطمينات الأميركية للخليجيين لا تمنعهم من انتهاج سبيل عملي تحسبا لكل الطوارئ والتغيرات. وفي هذا السياق يؤكد خبراء أن صفقات التسلح التي أبرمت في السابق¡ وبصدد الإبرام راهنا تهدف إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من الاعتماد على الذات في حماية المجال.ويؤكد الخبراء أن الخليجيين يقتربون عمليا من تأسيس جيوش قوية على درجة عالية من التنظيم وتمتلك أحدث المعدات. كما أنهم يسيرون بخطى ثابتة لإحكام التعاون العسكري والأمني بين دولهم. وفي ديسمبر المنصرم أعلنت قمة لدول مجلس التعاون الخليجي الست خططا لتشكيل قيادة عسكرية موحدة لتعزيز التعاون الدفاعي.