الرئيسية - عربي ودولي - مخاوف لبنانية من عدوان إسرائيلي جديد
مخاوف لبنانية من عدوان إسرائيلي جديد
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

بيروت/قنا – تخيم حالة من الخوف والترقب في لبنان من تطورات أمنية محتملة من قبل اسرائيل على ضوء تكثيف خروقاتها للأجواء اللبنانية خلال الأسبوع الجاري والذي تزامن مع تحركات عسكرية مكثفة على الحدود بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة والتي استدعت لبنان وقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” تقديم احتجاج إلى مجلس الأمن الدولي لوقف هذه الانتهاكات. وقد تزايدت وتيرة المخاوف من اعتداء اسرائيلي موسع على لبنان بعد أن عمل الجيش الإسرائيلي قبل يومين على تكثيف حركة دورياته المدرعه بشكل مفاجئ على طول الحدود مع لبنان في ظل تحليق لطائرات استطلاع من دون طيار في أجواء المناطق الحدودية كما شوهدت سيارات عسكرية مدرعة تجوب الخط الحدودي وقامت العناصر الإسرائيلية بأعمال التصوير للجانب اللبناني. وقد أثارت الخروقات الجوية الإسرائيلية المتواصلة بشكل يومي منذ أكثر من أسبوع والتي طالت مناطق في الجنوب اللبناني بشكل خاص وحلقت فوق مختلف المناطق اللبنانية هذا القلق كونها جاءت أيضاٍ بعد أن ألقى الجيش اللبناني الأسبوع الماضي القبض على شخص يحمل الجنسية الإسرائيلية تجاوز السياج التقني والخط الأزرق الفاصل بين الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان ودخل الأراضي اللبنانية إلى الناقورة جنوب لبنان والذي تم تسليمه لاحقاٍ إلى الصليب الأحمر الدولي بعد التحقيق معه من قبل القضاء اللبناني بحضور ضابط من قوات الطوارئ الدولية العاملة بالجنوب “اليونيفيل” لمعرفة ملابسات الموضوع. وفي ظل هذه الاعتداءات من الجانب الإسرائيلي وخوفاٍ من تصعيد أمني كثفت قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب”اليونيفل” من دورياتها على طول الخط الأزرق الفاصل بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة في حين كانت عناصرها تتابع التحركات الإسرائيلية بواسطة المناظير كما قام الجيش اللبناني و”اليونيفل” (المعنيان بالحفاظ على الأمن في الجنوب اللبناني) بدوريات في المنطقة الحدودية لمراقبة التحركات المتصاعدة للقوات الاسرائيلية خاصة بعدما تم نصب بطاريات صواريخ مضادة للصواريخ من القبة الحديدية في شمال إسرائيل. وسط هذه التطورات وجه لبنان رسالة إلى مجلس الأمن الدولي طالبت فيها على ضرورة إجبار إسرائيل على وقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية جواٍ وبحراٍ وبراٍ وتنفيذ جميع التزاماتها بموجب القرار الدولي الصادر عن الأمم المتحدة ” “1701 . كما قامت اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان بتقديم احتجاج لإسرائيل بعدما لاحظت انتهاكات متزايدة للمجال الجوي اللبناني. كما نشطت الاتصالات اللبنانية للتنسيق بين الجهات المعنية عن الحفاظ على الأمن في الجنوب اللبناني حيث بحث الرئيس اللبناني ميشال سليمان الوضع في الجنوب اللبناني مع ديريك بلامبلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان وطرح اللقاء التنسيق القائم مع الجيش اللبناني في المنطقة وعلى الحدود والخط الازرق في ضوء الخروقات الإسرائيلية الجوية الأخيرة. وفي سياق متصل تناول الاجتماع الثلاثي العادي الذي ترأسه القائد العام لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” اللواء باولو سيرا أمس الأول الوضع على طول الخط الأزرق بما في ذلك الانتهاكات البرية والجوية ومسألة انسحاب القوات الإسرائيلية من شمال الغجر إضافة إلى مسائل متعلقة بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 في إطار ولاية اليونيفيل بما في ذلك عملية وضع العلامات المرئية الجارية على الخط الأزرق”. وعلى الرغم من أن هذه التطورات تأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على جنوب لبنان والبقاع الغربي والتي تمثل خرقاٍ للقرار الدولي الصادر عن الأمم المتحدة العام 2006م والذي يتضمن وقف إنهاء العمليات القتالية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله إلا أن المهتمين بالشأن اللبناني اعتبروا ذلك بمثابة انذار لعملية عسكرية محتملة على لبنان كونه تزامن مع قيام إسرائيل بشن غارات جوية على بلد الجوار الإقليمي سوريا قبل أيام حيث نفذت إسرائيل بعضاٍ من الغارات في سوريا لاستهداف ما قالت إنها صواريخ إيرانية كانت مرسلة إلى حزب الله اللبناني (الذي يقاتل إلى جانب نظام بشار الأسد في سوريا). وكانت وزارة الخارجية السورية قد أعلنت في الخامس من شهر مايو الجاري أنها وجهت رسالتين إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أوضحت فيهما أن طائرات حربية إسرائيلية قامت بقصف ثلاثة مواقع للقوات المسلحة السورية تقع في شمال شرق “جمرايا” و “ميسلون” ومطار شراعي بمنطقة “الديماس” في دمشق وريفها مما تسبب بسقوط أعداد من القتلى والجرحى في صفوف المواطنين وتدمير واسع في المواقع المستهدفة والمناطق المدنية القريبة منها. وأكدت الرسالتان أن استمرار إسرائيل بأعمالها العدوانية من شأنه زيادة التوتر في المنطقة وجرها إلى حرب إقليمية واسعة النطاق تهدد السلم والأمن الدوليين في المنطقة. إثر ذلك دان الرئيس اللبناني ميشال سليمان بشدة الاعتداءات الإسرائيلية على مواقع سورية واستباحة أجواء بلاده لتنفيذ هذه الاعتداءات معتبراٍ أن هذا التصرف ليس غريبا على عدو مشترك قامت سياسته على العدوان مستغلاٍ الظروف التي تمر بها سوريا لينفذ اعتداءاته تماماٍ كما كان يتصرف في لبنان أيام محنته. وطالب سليمان المجتمع الدولي مجدداٍ ومجلس الأمن الدولي بنوع خاص باتخاذ التدابير الصارمة بحق إسرائيل لثنيها عن سياسة العدوان واحترام سيادة الدول الأخرى والانصياع للقرارات الدولية والاقتناع بوجوب الانخراط في عملية السلام الشامل والعادل الذي يؤمن الاستقرار لكل دول المنطقة. ومن جانبه أكد نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية أن لبنان يشجب انتهاك إسرائيل للأجواء اللبنانية للاعتداء على سوريا كما حصل قبل أيام بهدف تأجيج الوضع المتأزم أصلا في المنطقة في وقت بدأ الحديث يعود إلى أهمية البحث عن سبل لتفعيل خيار السلام ودفعه نحو الأمام. وأثارت هذه الخروقات الإسرائيلية خشية لدى المسؤولين اللبنانيين حيث حذر عدنان منصور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية قبل يومين من تكثيف الطيران الحربي الإسرائيلي طلعاته الجوية فوق الأجواء اللبنانية خلال الأيام الماضية معتبراٍ أن ذلك يحمل مؤشرات سلبية خاصة أنه ترافق مع مناورات إسرائيلية على حدود لبنان. ورأى الوزير منصور أن إسرائيل تدفع بالأمور في المنطقة نحو المواجهة إلا أن الاتصالات الدولية استطاعت لجمها وتدارك الأمور واصفاٍ الوضع بـ “الهادىء الآن” وداعياٍ إلى “انتظار الأيام المقبلة” مشدداٍ على أن “أي انفجار في المنطقة ستكون له تداعياته على الساحة اللبنانية”. وأشار إلى أن “لبنان لا يمكنه أن يقف ساكتاٍ عما تقوم به إسرائيل من اعتداءات والتي تمثل خرقا فاضحا للقرار 1701 من هنا كانت الشكوى التي تقدم بها لبنان إلى مجلس الأمن”. وعلى الرغم أنها ليست المرة الأولى التي يخشى فيها اللبنانيون من ضربة عسكرية محتملة من قبل اسرائيل بعد آخر عدوان اسرائيلي موسع على لبنان العام 2006م حيث تجددت تلك المخاوف شهر يناير الماضي حين كثفت إسرائيل من خروقاتها الجوية على لبنان والتي تزامنت مع اختراق الطائرات الحربية الإسرائيلية المجال الجوي لسوريا وقصفت بشكل مباشر أحد مراكز البحث العلمي بريف دمشق. كما تخوف اللبنانيون من مغامرة اسرائيلية جديدة على لبنان شهر أبريل الماضي حين عزز الجيش الإسرائيلي استنفار قواته على طول الحدود الجنوبية مع لبنان بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي في الخامس والعشرين من شهر أبريل الماضي عن إسقاط طائرة بلا طيار قادمة من لبنان باتجاه أجواء فلسطين المحتلة واتهم حزب الله بهذه العملية الذي نفى بدوره ارسال أي طائرة بلا طيار. ويبقى السؤال “هل ستواصل اسرائيل خروقاتها الجوية المكثفة الأيام القادمة وتصعد الوضع وتقوم بعملية عسكرية واسعة النطاق ضد لبنان”¿.