مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن اختتام ورشة تدريبية بسيئون حول تقييم وتحديد الاحتياجات وإعداد وكتابة التقارير البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يواصل برامجه ومبادراته التنموية في مختلف المجالات تأهيل كوادر بمصلحة الجمارك حول الرقابة على السلع الإستراتيجية في قطر شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية
محمد علي السهماني –
طبقاٍ للروايات الكثيرة لدخول الإسلام إلى اليمن.. فإن أول جمعة في رجب تصادف إشراقة هذا الدين السامي على اليمن.. يومَ تشربت فيه أرضاٍ وإنساناٍ بغيث الإسلام الصافي الذي أروى الظمأ المضني جراء عصور الظلام والتمزق.. جاء الإسلام لينير القلوب بضياء الإيمان الوهاج وليأذن لأهل الحكمة الولوج في منارات الهدي واشراقات المعرفة والعبادة الحقة للمولى جل جلاله وعلاوة على أن الإسلام هو الدين الوحيد الخاتم الذي يضمن سير الإنسان في مساره الصحيح باعتقاده بالجهة الاعتقادية السليمة في التعامل مع خالق الخلق ومستحق العبادة وحده.. فإنه (أي الإسلام) حفظ بقدومه إلى اليمن مضي هذا البلد في إشراق تاريخه الناصع من خلال المحافظة على أصوله النابعة من الشورى والحكمة.. مجنبا إياه مزالق التخبط والعشوائية المقيتة في غياهب الجهالة بالعبادات الباطلة والديانات المزرية. ان احتفال اهل اليمن بشهر رجب كمعلم خالد لدخولهم الى الإسلام من العلامات الفارقة في تاريخنا كون هذا الشهر الكريم يمثل نقلة نوعية كاملة المعنى وباهية الجوهر في حياة اليمنيين جميعاٍ.. فكيف لا ينظر إلى الاحتفائية المشروعة بهذه المناسبة بأنها جديرة بالتخليد البهيج كلما حان موعدها ودنت ذكراها وحلت ذكرياتها كونها نقلت الإنسان من الظلام إلى النور ومن الشقاء إلى السعادة ومن الفجور إلى الإيمان ومن جور الأديان وظلمة العيش إلى نور الإسلام ورغد العيش.. فكيف يستسيغ البعض حتى وإن كانوا منا أن يضيقوا على الناس ما يسره الله .. وأن ينالوا من حق الفرحة بهذا العيد مالا يجب أن ينال من مناسبة هي أحق المناسبات في الاحتفال والابتهاج بها لما ننعم به جميعا من ظلالها وفضلها.. تحت ذريعة أن الاحتفال بذكري شهر رجب بدعة يدعي صاحبها أن الله ما أنزل بها من سلطان.. وأعجب مندهشاٍ أن مسلما ينأى بنفسه عن المشاركة مع عموم الأمة في الاحتفاء بهذه المناسبة التي يتقاسم شكرها هذا المعارض مع غيره من الناس.. بل يزيد العجب ونحن في شهر رجب أن الممانع لإقامة هذه المناسبة.. يعتلي مقاما منبريا ليعلن عاليا أن الناس يحيون بدعة والعياذ بالله من مقولة تمجها العقول وتسأمها الألسن وتتنكر لها القلوب السليمة.. والحديث عن العجب إلى حالة الاستغراب من حال هؤلاء المنكرين لمشروعية الاحتفال بشهر رجب.. في صورة من وضعوا أنفسهم في صورة المعارض للمرغوب والممنوع على حد سواء دون إعمال الفكر في مفهوم الاحتفالية المشروعة التي ينبغي أن تعزز ويشجع على إحيائها لا على أنها عاده سنوية فحسب ولكن على أنها شعيرة دينية تذكر الناس أنهم في مثل هذه الساعة من الزمن تحلى أجدادهم بأفضل ما يمكن للإنسان أن يتحلى به في سائر ايام حياته.. وعلي أن هذه الذكرى تذكر صاحبها بأن الله أذن له أن يحوز أعظم ما يملكه الإنسان في حياته وهو الدين.. ألا يدرك كل من يعارض الاحتفال المشروع بشهر رجب أن ذكرى دخول الإسلام اليمن يمثل محطة سنوية يجدد الناس فيها ولاءهم وعهودهم مع الدين وتحصل الأمة في مثل هذا الموعد فرصة لتجديد هويتهم والانتباه كلما حلت الذكرى للمحافظة على هويتهم وانتمائهم لهذا الدين الذي تكاد دعوات التشدد وصيحات البدعة أن تطمس معالمه وروحانيته.. وأن توصد حق الفرحة على الصغار والكبار بلغة الممنوع والمحرم والمكروه والبدعة والضلالة ووو… معتمدة في تعتيم الواقع وتشويه الصورة بمفهوم خاطئ لمسألة جزئية لا تحتمل كل هذا الصخب الهائل الذي يحتكر إصدار الأحكام وأخذ الوصاية بإطلاق الحلال والحرام في وجوه الناس ونعلم جميعا أنه لا وصاية على الدين ومن الجرم الإنكار على مسألة خلافية إن سلمنا هنا أن الاحتفاء بجمعة رجب مسألة خلافية.. وإن كنت أرى فيها غير ذلك لأننا نطلق عليها احتفائية مشروعة والمشروع دائما لاينكر عليه حتى وإن فهم البعض خلاف ذلك فليسوا بحجة في الأخذ منهم ويبدو أن من يصر على خلق مسائل الخلاف والفرقة حتى في المسائل الجزئية .. ينزع إلى الجدل إلى حد الاستخفاف بمشاعر وعواطف الناس حاله حال من استخف ولم يبال قديما بدم الإمام الحسين ليأتي سائلا عن حكم دم البعوض إذا وقع على الثوب أثناء الصلاة.. وهكذا دائما نسمع مرغمين على مثل هذه الأصناف من الناس ولا غرابة في ذلك حتى وإن تقمص البعض جلباب الدين وتعمر بعمامة الدعاة لكن يبقى أن نفهم أن كل قول يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أرسل إلى اليمن العديد من الصحابة الكرام تقديرا لأهلها الذين استجابوا بالفطرة للإسلام ولم يقاوموا أو يعاندوا بل استقبلوا فرحين رسل النبي الكريم ومازالت آثار ومعالم الإمام علي -كرم الله وجهه- الذي قيل إنه أمر ببناء المسجد الكبير في صنعاء والصحابي معاذ بن جبل الذي صح انه قام ببناء جامع الجند وغيرهم من الصحابة الذين أوفدهم رسول الله إلى اليمن كدعاة ومبلغين وولاة.. كل هؤلاء استحقوا من الناس الاحتفاء بهم في حياتهم.. فكيف لانحتفل اليوم بذكراهم علينا.. أم أن البعض يحسدنا في تجديد العهد مع الدين الذي سلم به الأولون عن طواعية واختياراٍ وقناعة دون أن ينصاعوا لنزعات الأنفس المتغطرسة التي كرهت منعت نفسها من نعمة الإسلام وكرهت لغيرها من بني قومها حق الفرحة بالدخول في دين الله افواجا.. وها نحن في زماننا نعاني من الصنف الذي يحرم نفسه من الفرح بفضل الله ورحمته المأمورين بها بنص كتاب الله (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) ويكره لغيره التعبير بالوسيلة المشروعة في إظهار فرحته.. وأدعوا الجميع دون استثناء خاصة الممانعين للاحتفاء بجمعة رجب والوقوف قليلاٍ عند هذه الآية والبحث عن تفسيرها وأسباب نزولها عسى أن تكون لهم شفاءٍ لما تلوكه ألسنتهم وما تبطنه قلوبهم..
والله الهادي وحده للصواب [email protected]