الرئيسية - كــتب - الإسلام بعيون مسيحية
الإسلام بعيون مسيحية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عادل مداحش – بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر 2001م التي استهدفت نيويورك وواشنطن¡ وضع الإسلام (كدين) في قفص الاتهام وأدين في الإعلام وفي الأدبيات الغربية بالإرهاب ومعاداة الحضارة¡. كما وصم زورا◌ٍ وبهتانا◌ٍ – أيضا◌ِ – بعدم احترام حقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة¡ وباللاديمقراطية وبرفض الليبرالية¡ واتهم فوق ذلك بأنه السبب الكامن وراء التخلف الذي يعصف بالعالم الإسلامي دولا◌ٍ ومجتمعات وبسبب هذه الأحداث اتسعت الهوة الثقافية بين العالم الإسلامي والغرب¡ ومن ثم بين الإسلام والمسيحية¡ والديانتان براء من ذلك. ومن هنا كان للمثقفين دور بارز في توضيح ما أبهم عن الإسلام وأنه ليس كما يعتقد الغربيون (دين التطرف والإرهاب) ومن ضمن الدور الذي اضطلع به المثقفون الدعوة إلى الحوار بين الأديان. وبين أيدينا كتاب ينحو في هذا المنحنى وهو كتاب غاية في الأهمية لفهم الآخر ومعرفة ما يفكر به. الكتاب عنوانه (الإسلام بعيون مسيحية) ويقع في 286 صفحة يقول عنه مؤلفه الأستاذ لطفي حداد: إنه كتاب مهم في موضوعه الآن أكثر من أي وقت مضى¡ لأن كل ما تظهره وسائل الإعلام وأغلبية الكتب والمجلات والصحف يدل بشكل مباشر أو غير مباشر على الصدام المحتدم والدموي أحيانا◌ٍ بين العالمين المسيحي والإسلامي وليس من السهل اكتشاف جمال التعددية والتنوع في زمن الخوف من الآخر.. الخوف الذي دخل بيوتنا وعلاقتنا. فالجار الذي بدا يربي لحيته منذ أشهر يمكن أن يكون قد انضم إلى جماعة إرهابية قد تفجر بيتي وعملي وأولادي¡ وكذلك قد يكون ذلك العالم المستشرق المهتم بدين آخر عميلا◌ٍ لدول غربية ستحتل بلدي باسم الحرية. احتوى الكتاب على أحد عشر بابا◌ٍ¡ قسم المؤلف الباب الأول إلى ثلاثة أقسام¡ القسم الأول أفرده للبحث في القرآن الكريم عن الآيات التي تتكلم عن المسيحية وحرية الإيمان والانفتاح على الآخرين واحترامهم ومحبتهم. وذكر المؤلف في هذا القسم أهم الآيات التي يجد فيها المسيحي ساحة لقاء مع المسلم¡ وتذكر المسلم بوجود انفتاحه على المسيحيين وتقديره لهم¡ اعتمد المؤلف – خصوصا◌ٍ – على الأجزاء الأربعة لتفسير القرآن لابن كثير الصادرة عن دار الفيحاء – دمشق ودار السلام – الرياض طبعة أولى 1994م. وفي القسم الثاني من هذا الباب أورد بعض الأسماء الحسنى وما يقابلها في الكتاب المقدس بعهديه القديم (اليهودي) والجديد (المسيحي)¡ وقد شعر المؤلف – حسب رأيه – بالاندهاش الشديد للتوافق بين الأديان الإبراهيمية التوحيدية بما يخص الله سبحانه. أما القسم الثالث فيسلط بعض الضوء على الكتاب المقدس¡ والقرآن الكريم وأركان الدين الإسلامي ومذاهبه. وفي نهاية الباب يستعرض المؤلف ملاحظات هامة منها: تتكرر آية (يهدي الله لنوره من يشاء) عشرات المرات.. وهذه نقطة مهمة وتعني أن العلاقة الروحية بين الله والإنسان ترتكز على الحرية والمجانية والخصوصية¡ أي أن الله عليم بما في قلوب الناس وهو الذي يفيض نوره وحبه والإيمان به على قلب الإنسان.. فالله نور السموات والأرض هو المعطي والمبادر والإنسان هو المتلقي والشاكر والمستقبل¡ وهذه العلاقة خاصة عميقة ليس لنا أن نتدخل فيها بعنف!! تتكرر صفات (الرحمة والرأفة والصبر والعلم والحكمة والمعرفة والغفران).. عشرات المرات¡ وهي من أسماء الله الحسنى.. وهي تدل علسى الشمولية والإيجابية والاستقبال والاستمرار والدعم والفرح لعباد الله الذين تنهمر عليهم مراحمه بدون حساب وبتدقيق وللجميع!! المشركون والكافرون: كلمات تتردد كثيرا◌ٍ ومن الواضح أنها تعني الأشخاص الوثنيين الذين كانوا يحيطون بالدعوة الإسلامية في شبه الجزيرة آنذاك وليس اتباع الأديان الإبراهيمية فإبراهيم النبي الذي يكرمه القرآن هو الجد الأكبر للإيمان بالله الواحد بالنسبة لليهودية والمسيحية والإسلام¡ ¡وهو المثال الإنساني الذي يلهم اتباع الأديان الثلاثة كيفية العبادة لإله واحد.