دبي/وكالات –

هاجم أحمد الطيب شيخ الأزهر القنوات الدينية التي تحث على التشدد¡ وورد هذا الموقف خلال كلمة له في منتدى الإعلام العربي بدبي. وأشار شيخ الأزهر إلى أن “هناك عشرات من القنوات الفضائية الدينية والتي تبث الفتاوى الشاذة تخصصت فى زرع الفتنة بين المسلمين أنفسهم وبذر بذور الشقاق والصراع بين أبناء الدين الواحد”. وأبدى قلقه من الفتاوى التي تصدر فيها¡ قائلا: “برامج فوضى الفتاوى الشاذة والجدال في الدين بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير تثير قلقنا جميعا◌ٍ”¡ وأشار شيخ الأزهر إلى أن “صورة الإسلام والشخصية العربية تتعرضان لتشويه ممنهج”. ودعا إلى “ممارسة حرية الكلمة وحرية التعبير مع التقيد بمراعاة تقاليد ثقافتنا وثوابت مجتمعاتنا وعدم الإساءة للآخرين”. وتحتل الفضائيات الدينية المرتبة الأولى في شبكتي القمر الصناعي “نايل سات” و”العرب سات”¡ وتحظى بنسبة مشاهدة عالية معتمدة على خطاب ديني متشدد يركز على استقطاب الشباب والنساء والطبقات الفقيرة والأمية. ويتفنن شيوخ الفضائيات في أساليب الخطابة ليجلبوا إليهم الأنظار خاصة عبر تصنع البكاء في الدعاء للإيهام بالغيرة على الدين¡ ويعملون على حفظ الغريب من الأحاديث ليصدموا السامع. وتعيد دراسات اجتماعية ظاهرة التطرف التي تعم المنطقة العربية إلى تأثير هذه الفضائيات التي تمول بأموال مجهولة وببذخ كبير في ظل غياب فضائيات دينية تقوم على الحوار العقلاني وتستدعي الشيوخ المتخرجين من الأزهر بمصر¡ أو بمنارات دينية أخرى مثل الزيتونة بتونس. وشهدت تونس خلال الأشهر الأخيرة جدلا كبيرا بسبب زيارات متكررة لشيوخ من المشرق اشتهروا في هذه الفضائيات ويحملون أفكارا سلفية متشددة تتناقض مع الثقافة الدينية بالبلاد القائمة على التسامح والاعتدال¡ خاصة في ظل انتشار المجموعات المتشددة التي تعتبر هؤلاء الشيوخ مراجع دينية وعلمية. وتروج الفضائيات الدينية المتشددة لفتاوى غريبة لا يصدقها عقل مثل فتوى إرضاع الكبير¡ أو منع البنت من الجلوس في مكان واحد مع أبيها¡ أو فرض النقاب على المرأة¡ أو التداوي ببول البعير وغيرها. كما تركز هذه الفضائيات على إثارة الخلاف القديم بين الشيعة والسنة بشكل يثير الريبة حول الجهات التي تحركها. وتعد مؤسسة الأزهر مرجعا للمسلمين السنة في العالم وتتبعها جامعة يدرس بها عشرات الالاف من الطلاب الفقه والشريعة باللإضافة إلى العلوم المدنية في كليات منها الهندسة والطب والصيدلة والقانون. وعرف عن شيخ الأزهر وفقا للعديد من المختصين والباحثين باعتداله ووسطيته وجرأته في رفض أي محاولة لابتلاع مؤسسة الأزهر و”أخونتها” في ظل حكم الرئيس محمد مرسي¡ كما اشتهر بموقفه الجريء حين التقى الرئيس الإيراني وطالبه بوقف موجة التشيع في العالم الإسلامي.