الرئيسية - محليات - ‬ إب‮.. آسرة القلوب وموطن السحر والجمال تستغيث
‬ إب‮.. آسرة القلوب وموطن السحر والجمال تستغيث
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إب‮ / ‬محمد الرعوي‮ ‬ – محافظة إب فؤاد اليمن النابض بالأصالة والجمال‮ ‬‮ ‬تمتلك من أسرار السحر والجمال ما‮ ‬يجعل المرء شغوفاٍ‮ ‬ليضعها في‮ ‬سويداء قلبه‮ ‬‮ ‬من جمالها الأخاذ‮ ‬ينبثق العشق والهيام‮ .. ‬ومن مروجها الخضراء ترتسم أجمل اللوحات الربانية التي‮ ‬تأسر القلوب‮ .. ‬من أين ما أردت الوصول إليها ترافقك أسرار الجمال وفي‮ ‬مستقرها تجد نفسك في‮ ‬رحابة المكان ويستهويك النظر إلى جمال محياها فلا‮ ‬يسع روحك وأنت تتجول في‮ ‬ربوعها الغناء إلا أن تخضر بأخضرارها وترفرف مع أنسامها التي‮ ‬تداعب الزهر كأنها أنفاس الأحبة وبأهازيج طيورها وزهو فراشاتها على زهرة المكان الموشى بخلد الأخضرار‮ ‬يجعل منها سيمفونية عذبة تعزف الطبيعة على أوتارها ثنائية الزرع والمطر‮.‬ ‮> ‬ينتظر العديد من أبناء محافظة إب بفارغ‮ ‬الصبر تتويج محافظتهم بوسام الحسن والجمال وإعلانها رسمياٍ‮ ‬عاصمة للسياحة‮ ‬وفي‮ ‬خضم مشاعرهم الفياضة وحباٍ‮ ‬وعشقاٍ‮ ‬لهذه المحافظة تراودهم مشاعر القلق المصحوبة بالحسرة مما تكابده المحافظة من موت سريري‮ ‬أنشب أظافره في‮ ‬جسدها الموشى بالحسن والدلال ليجعلها تعيش في‮ ‬وحل العشوائية والعبث والإهمال أمام صمت مريب من قيادة المحافظة التي‮ ‬لم تعد تكلف نفسها بذل أدنى جهد في‮ ‬خدمة المحافظة أو تفقد أحوالها‮.‬ وكان‮ ‬يفترض بقيادة المحافظة أن لا تفوت فرصة إعلان محافظة إب عاصمة سياحية في‮ ‬استثمار كافة الموارد والإمكانات والدعم لتجعل من المحافظة ورشة عمل مفتوحة وشعلة متقدة من العمل الدؤوب في‮ ‬إعادة ترميم البنية التحتية المندثرة في‮ ‬المحافظة في‮ ‬سبيل إعادة الروح للخدمات العامة وإيجاد الخدمات السياحية والبيئية المعدومة من طرقات وحدائق ومتنفسات وخدمات إيوائية وفندقية وخدمات مياه وصرف صحي‮ ‬وكهرباء وزراعية وغيرها من المشاريع الخدمية التي‮ ‬تجعل من إب أهلاٍ‮ ‬لحمل راية السياحة‮ .‬ لكن قيادة محافظة إب رغم كل تلك الفرضيات والأولويات التي‮ ‬يتوجب أن تكون ضمن قائمة مهامها فإنها تغط في‮ ‬سبات عميق جاعلة من هذه المحافظة المغلوب على أمرها مرتعاٍ‮ ‬للعبث والعشوائية والتشويه الذي‮ ‬طال محافظة إب تاريخاٍ‮ ‬وخضرة‮. ‬

تحديات جديرة بالاهتمام ‮> ‬من المؤكد أن الجميع‮ ‬يدرك أن المحافظة تواجه العديد من التحديات وتقف أمامها العديد من الهموم والقضايا الملحة المتعلقة ببنيتها ومشاريعها التي‮ ‬شهدت العديد من العثرات بالإضافة إلى تدني‮ ‬مستوى الخدمات الأساسية التي‮ ‬تقف حجر عثرة أمام المستقبل السياحي‮ ‬المجهول لهذه المحافظة‮ ‬وهذا‮ ‬يؤكد وبما لا‮ ‬يدع مجالاٍ‮ ‬للشك أن قيادة المحافظة تواجه العديد من التحديات التي‮ ‬تتطلب العمل الجاد والمخلص لما من شأنه خلق بنية استثمارية وسياحية واعدة تؤهل المحافظة للحاق بركب المحافظات التي‮ ‬شهدت قفزات تنموية زائدة ومشاريع واعدة في‮ ‬مختلف المجالات الحياتية‮ .‬ ويقيناٍ‮ ‬منا بأنه لا زال في‮ ‬الوقت متسع وأن الأمل لا زال‮ ‬يحدونا بتفاعل قيادة المحافظة والجهات المختصة مع ما‮ ‬يطرح من آراء ووجهات نظر أو ملاحظات جديرة بالاهتمام لخدمة المحافظة وأبنائها كان لزاماٍ‮ ‬علينا أن نستعرض بعضاٍ‮ ‬من الهموم والمشاكل والنقائض التي‮ ‬تعيشها المحافظة في‮ ‬خضم استعدادها لتتوج رسمياٍ‮ ‬بلقب عاصمة السياحة اليمنية‮ .‬

علامة استفهام ‮> ‬هنا تبرز العديد من التساؤلات إزاء مستقبل هذه المدينة الفاتنة التي‮ ‬بفضل عواملها الطبيعية وظروفها المناخية ووفرة أسباب استقرار الإنسان وروعة الحياة فهي‮ ‬لا تزال أرضاٍ‮ ‬بكراٍ‮ ‬قابلة لكل أصناف الاستثمار إلا أنها لم تنل من الاهتمام والترويج والعمل بقدر ما‮ ‬يطالها من التدمير والإهمال والعشوائية في‮ ‬بيئتها الزراعية والسياحية والخدمية التي‮ ‬ستؤهلها لتكون قبلة للسياحة ومأوى لأفئدة المغرمين بحبها‮. ‬وحتى لا‮ ‬يفوتني‮ ‬التنويه إلى ما كانت تطرحه قيادة المحافظة وتغني‮ ‬على ديدنه من مظاهر الترويج للمكنون السياحي‮ ‬والاستثماري‮ ‬لهذه المحافظة الولادة من خلال إقامة المهرجانات السياحية السنوية التي‮ ‬كانت تقليداٍ‮ ‬سنوياٍ‮ ‬تقيمه المحافظة في‮ ‬كل عام وكان آخر مهرجان هو المهرجان السياحي‮ ‬السابع في‮ ‬أغسطس من العام‮ ‬2009م ثم دون سابق إنذار توقفت قيادة المحافظة عن الاستمرار في‮ ‬إقامة المهرجانات السياحية‮ .‬ حيث أكدت قيادة المحافظة أن المهرجانات قد تتوقف بعد المهرجان السياحي‮ ‬السابع نظراٍ‮ ‬لعدم وجود اعتمادات مالية وشركاء ومساهمين لإقامة هذه الفعالية السياحية كونها تعلب دوراٍِ‮ ‬هاماٍ‮ ‬في‮ ‬الترويج للموروث السياحي‮ ‬والمخزون التاريخي‮ ‬الذي‮ ‬تعج به المحافظة‮ ‬‮ ‬وأن هذه التظاهرة السياحية كانت تمثل بوابة للعبور إلى رحابة التطلعات التي‮ ‬ينشدها أبناء المحافظة كنواة أولى لتأسيس بنية تحتية للسياحة والاستثمار‮ ‬‮ ‬وبما‮ ‬يكفل النهوض بالخدمات السياحية والفندقية والإيوائية‮ .‬ وفي‮ ‬أول بادرة بقيادة المحافظ تم إلغاء الأوبريت الغنائي‮ ‬وما‮ ‬يصاحبه من فقرات وفعاليات أو الحد منها وتقنين الاعتمادات المالية المرصودة لذلك استشعاراٍ‮ ‬منه بعدم جدوى الأوبريت والفعاليات الأخرى التي‮ ‬تلتهم العديد من الملايين الممكن تسخيرها في‮ ‬جوانب أخرى من شأنها خدمة البنية التحتية والاستثمارية والسياحية في‮ ‬المحافظة‮ ‬‮ ‬إلا أن العديد من أبناء محافظة إب‮ ‬يتساءلون‮: ‬ماذا قدمت المهرجانات السياحية التي‮ ‬كانت تقيمها المحافظة خلال سبعة أعوام من عمر المهرجانات¿ مؤكدين أنها لم تكن موسماٍ‮ ‬للترويج السياحي‮ ‬للمحافظة بقدر ما كانت تمثل محطة سنوية للاسترزاق واستنزاف الملايين التي‮ ‬ذهبت أدراج الرياح‮ ‬‮ ‬متسائلين أين ذهبت وعود قيادة المحافظة في‮ ‬تسخير الملايين التي‮ ‬كانت تنفق في‮ ‬المهرجانات السياحية لخدمة المحافظة وأبنائها في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬تشهد فيه المحافظة تراجعاٍ‮ ‬وتقهقراٍ‮ ‬ملحوظاٍ‮ ‬في‮ ‬مختلف الجوانب الخدمية والسياحية‮ .‬

الزحف العمراني‮ ‬يخدش محياها الأخضر ‮> ‬من المؤكد أن‮ ‬غياب المحافظ وتواريه عن الأنظار إلا ما ندر أضفى شرعية زائدة على ما تشهده‮ ‬المحافظة من تسيب وإهمال وتجاهل من قبل بقية قيادة المحافظة المرابطين في‮ ‬وظائفهم ومناصبهم منذ سنوات‮ ‬وهذا ما جعل الأمر‮ ‬يزداد سواءٍ‮ ‬فالمحافظة الآن بحاجة ماسة لعدد من الجهود لإنعاش ما تبقى فيها من روح وحتى تستعيد ألقها السياحي‮ ‬والتاريخي‮ ‬فمن أولوياتها بعد خدمات البنية التحتية أنها بحاجة إلى وقفة جادة لوقف الزحف العمراني‮ ‬العشوائي‮ ‬الذي‮ ‬أهلك الحرث والنسل وقضى على مروجها الخضراء‮.. ‬ذلك هو ما تتعرض له الأرض الزراعية المتبقية من احتياج البناء العشوائي‮ ‬والزحف العمراني‮ ‬الذي‮ ‬شوه وجهها الجميل وخدش محياها الأخضر‮ ‬متناسين أن هذه الأرض كانت حاضرة الزراعة والرافد الاقتصادي‮ ‬لليمن منذ القدم ما جعل أجدادنا الأوائل‮ ‬يطلقون عليها لقب‮ “‬سلة الحبوب لليمن‮ “.‬ وهنا أستطيع أن أؤكد أن مستقبل المدينة وضواحيها مرهون بين أمرين‮ : ‬إما وقفة جادة من قيادة المحافظة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من هذا العبث والعشوائية مع الأخذ بعين الاعتبار عمل المخططات المناسبة في‮ ‬مناطق المرتفعات التي‮ ‬تراعي‮ ‬جوانب الحفاظ على البيئة الزراعية وكل أساليب التخطيط الحضري‮ ‬السليم المعمول به في‮ ‬كل بلدان العالم‮ ‬‮ ‬وإما أن ننتظر الغد القريب حتى تلفظ إب الخضراء أنفاسها الأخيرة تحت وطأة النشوة العشوائية والكتل الخرسانية المبعثرة في‮ ‬كل حدب وصوب‮ .‬ كل ذلك فيما لا‮ ‬يزال في‮ ‬المدينة متسع مهيئ للتوسع العمراني‮ ‬في‮ ‬العديد من الضواحي‮ ‬والمرتفعات المطلة على مدينة إب من مختلف الاتجاهات‮ ‬‮ ‬وبانتظار لفتة كريمة من عيون القيادة لإنزال مخططات حفرية وعمرانية في‮ ‬ما‮ ‬يسمى بوحدات الجوار في‮ ‬تلك المناطق الأخرى التي‮ ‬يفترض أن تؤهل لتصير مناطق سكنية واستثمارية ذات تخطيط حضري‮ ‬قبل أن تشهد هي‮ ‬الأخرى كما هو الحاصل الآن من تراكم وتزاحم العشوائيات في‮ ‬هذه المناطق نظراٍ‮ ‬لبعدها عن عيون الجهات المختصة وخصوصاٍ‮ ‬مكتب الأشغال العامة والطرق‮ .‬ وهذا الصمت المريب والتجاهل المقصود لعدد من المناطق مثل مناطق مشورة ومناطق السبل ومناطق عيقرة وجوبلة والحمامي‮ ‬وغيرها من المناطق المجاورة لخط الثلاثين والتي‮ ‬لم تصلها المخططات والطرق والخدمات إلى الآن‮ ‬يمثل عاملاٍ‮ ‬مساعداٍ‮ ‬للاستيلاء على الجبال والتباب والمرتفعات من قبل كبار القوم وعتاولة الأراضي‮ ‬وهذا الأمر ليس ضرباٍ‮ ‬من الخيال بل هو حقيقة واقعة تعيشها المدينة وتسبب هذا الأمر بالعديد من المشكلات وانتشار القتل والاعتداءات بسبب الأراضي‮ ‬والأغرب من ذلك أن العديد من الجبال والتباب التابعة لبعض مسئولي‮ ‬المحافظة دخلت ضمن المخططات الحضرية ووصلت إليها الشوارع الاسفلتية رغم أنها لا تزال جبالاٍ‮ ‬مقفرة وخالية من السكن والسكان‮ ‬بل لا تزال بعيدة عن مركز المحافظة أكثر من‮ ‬غيرها من المناطق والقرى السكنية المجاورة التي‮ ‬لا تزال تعيش أزماناٍ‮ ‬غابرة دون أي‮ ‬خدمات تذكر من مياه أو طرقات أو إنارة إلا ما ندر‮ .‬

خدمات البنية التحتية‮ ‬ ‮> ‬الحديث في‮ ‬هذا الموضوع ذو شجون فقد بحت أصوات المنادين برد اعتبار المدينة ولكنها لا تجد سوى آذان صماء وأعين عمياء فأين من‮ ‬يؤنبهم الضمير وتهز مشاعرهم الآهات التي‮ ‬تنبعث من أوساط حفريات الشوارع وركام بقايا الأسفلت المبعثر في‮ ‬عدد من شوارع المحافظة‮ ‬‮ ‬وغير بعيد عن ذلك لا تجد وأنت تطوف أرجاء المكان متنفساٍ‮ ‬أو حديقة أو حمامات عامة خصوصاٍ‮ ‬داخل مركز المحافظة في‮ ‬حين تكاد تكون الخدمات في‮ ‬عدد من المناطق السياحية والأثرية والتاريخية معدومة تماماٍ‮ ‬وخير شاهد على ذلك أن وادي‮ ‬الدور ووادي‮ ‬عنة ووادي‮ ‬بناء ومنطقة ظفار وحصن حب والتعكر وقلعة سمارة وحصن جبل العود وحصن المرايم وقلعة باب المناخ في‮ ‬يريم والحمامات الطبيعية كحمام الشعراني‮ ‬وحمام الأسلوم في‮ ‬العدين وغيرها الكثير والكثير من العناوين السياحية البارزة تفتقر لأدنى الخدمات من طرقات أو مطاعم أو حمامات عامة أو خدمات فندقية وإيوائية تؤهلها لأن تكون مرتعاٍ‮ ‬ومتنفساٍ‮ ‬يجد فيه السائح أو الزائر بغيته‮ .‬