الرئيسية - محليات - 16 صيادا◌ٍ يمنيا◌ٍ مفقودين منذ عام 2005م
16 صيادا◌ٍ يمنيا◌ٍ مفقودين منذ عام 2005م
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الحديدة/ يحيى كرد – المعاناة والحزن مازالا يخيمان على أسر المفقودين

منذ ثمان سنوات وبضعة أشهر وبالتحديد في مطلع عام 2005م اختفى 18 صيادا يمنيا من أبناء محافظة الحديدة في عرض البحر الأحمر عندما كانوا يقومون بعملية الصيد التقليدي اليومي من أجل توفير لقمة العيش الكريمة لأسرهم متجشمين في سبيل ذلك جميع أنواع المخاطر ولم ينجوا منهم إلا صياد واحد فقط وتوفي آخر فيما 16 صياداٍ لازالوا غائبين. لم يعرف مصيرهم بعد فيما تحول طول غيابهم إلى فاجعة حقيقية مرعبة لأسرهم وجميع أقاربهم بالمحافظة لازالوا يعانون منها حتى اليوم. واستمرت أسرهم في البحث عنهم لعدة أشهر بعد اختفائهم ففشلوا في العثور عليهم الأمر الذي جعلهم يلجأون إلى الجهات المختصة طلبا لعونها في العثور على أولادهم ولكن بدون أي نتيجة والسئوال هنا هل مات هؤلاء الصيادين هل لازالوا على قيد الحياة ومحتجزين في سجون إحدى الدول فهذا السؤال بحاجة إلى إجابة شافية تزيل الهموم عن نفوس اهاليهم الذين لم يتوقفوا عن البحث.

صحيفة (الثورة) من خلال هذا التحقيق تابعت هذه الفاجعة والمأساة الإنسانية بهدف المساهمة في الكشف عن أسرار غياب هؤلاء الصيادين بعد مرور أكثر من ثمان سنوات على اختفائهم من خلال القائها بالناجي الوحيد من الصيادين وأقارب الصيادين المختفين ونقل معاناتهم ومدى تعاون الجهات المختصة معهم في البحث عن ابنائهم فإلى حصيلة هذا التحقيق. ٭ الصياد الناجي الوحيد من الصيادين المختفين هايل خرابيش محمد 30 سنة يقول كان عددنا 18 صيادا عندما انطلقنا من مدينة الحديدة على متن قارب صيد هوري خشبي يسمى أسامة بن زيد إلى عرض البحر بهدف الاصطياد وعندما وصلنا إلى المياه الدولية وبعد مرور سبعة أيام من الاصطياد تمكنا من إملاء خزان القارب بالأسماك وبدأنا بالاستعداد للعودة اثناء ذلك هبت علينا وبصورة مفاجئة رياح شديدة فقلبت القارب الذي نحن على متنه رأساٍ على عقب في المياه الدولية بجوار المياه الإقليمية الارتيرية السودانية فصعدت أنا وصياد آخر يدعى عبدالله باعجربي على متن خزان الأسماك الذي كان يطفوا فوق سطح البحر فيما تجمع 16 صيادا آخرين على ظهر القارب المقلوب أحياءٍ وكنا نشاهدهم ويشاهدوننا والأمواج تسير بنا شمالاٍ واستمرينا على هذا الحال منذ ساعة الحادثة في الواحدة بعد الظهر وحنى الثالثة عصرا تقريبا عقب ذلك جرفتنا الأمواج بسرعة عالية حتى اصبحنا لم نعد نشاهد زملاءنا.

انقذتنا سفينة بريطانية ٭ ويضيف هايل بقوله رغم الأمواج المتلاطمة والسريعة إلا اننا كنا متمسكين بخزان الأسماك بقوة وبقينا على هذا الحال لمدة خمسة أيام بلياليها بدون أكل أو شراب أو نوم فأصيب زميلي عبد الله بإسهال شديد نتيجة شربه لمياه البحر الشديدة الملوحة وهنا توقف هايل عن الحديث معي لدقائق ومن ثم استئناف حديثه ولكن بحزن شديد بقوله لقد مات زميلي أمام عيني ولم أستطع فعل شيء من أجله سوى المحافظة على جثته وأثناء هذه الأيام العصيبة والمخيفة كنا نبحث انا وزميلي قبل وفاته عن بارقة أمل للنجاة أو منقذ ينتشلنا من أنياب الموت وكانت السفن التجارية تمر من جوارنا ونلوح لها بأيدينا ونصيح بأعلى اصواتنا الشاحبة وكان طواقم بعض هذه السفن يرونا ولم يبادروا لإنقاذنا وهكذا كان حالنا مع أكثر من 25 سفينة مرت بجوارنا وفي صباح اليوم الثاني من وفاة زميلي انقذتنا سفينة تجارية بريطانية وأنا في الرمق الأخير وكان معي جثة زميلي . وأشار هايل بأن السفينة البريطانية قدمت له الإسعافات الأولية والأكل والشرب بعد أن كان لا يقوى على الحركة وشبه مغمى عليه واخذتنا مع جثة زميلي إلى سلطنة عمان وهناك تم دفن الجثة عقب ذلك توجهت إلى الغيظة بمحافظة المهرة ومنها إلى صنعاء ومن ثم الحديدة. ٭ ويقول هايل اما فيما يخص بقية زملائي الصيادين الآخرين اعتقد بأنه تم انقاذهم كونهم كانوا متشبثين بظهر القارب بالمجرى الدولي الذي تمر منه السفن التجارية وقوارب الصيد على مدار الساعة وقد تكون الأمواج قذفت بهم إلى السواحل الارتيرية أو السودانية أو السعودية وتم احتجازهم هناك مع قاربهم في واحدة من هذه الدول وهذا هو الاعتقاد أو الاحتمال الراسخ لديه ولدى اسرالمفقودين كون عمليات البحث عنهم لم تسفر عن العثور عليهم أو على القارب أو أجزاء منه أو على جثثهم.

منتظرون رد الوزارة ٭ من جانبه يقول احمد على بطاح الذي فقد في هذه الحادثة شقيقه وابن شقيقه واثنين من أبناء عمه فور حصول الحادثة تحركنا إلى كافة الجهات المختصة بالمحافظة وصنعاء وكان آخر هذه الجهات وزارة الخارجية التي إلى الآن وبعد مرور 8 سنوات من الحادثة ونحن في انتظار الرد منها حول مصير أبناء الصيادين المفقودين بعد أن منحتنا صوراٍ من المذكرات التي أرسلتها إلى سفارات بلادنا لدى الدول المجاورة لمعرفة إذا كان الصيادون محتجزين في أي من هذه الدول وطلبوا منا العودة إلى منازلنا وانها ستتولى عملية البحث والمتابعة وموافاتنا بالرد فور توفير المعلومات بأنهم أحياء أو أموات ومنذ ذلك الوقت ونحن ننتظر بدون جدوى. ويشير البطاح بقوله رغم مرور هذه الفترة الطويلة على الحادثة إلا اننا لم نفقد الأمل بعد وعندي إحساس كبير بأن اهلي المفقودين لازالوا على قيد الحياة كونه لم يصلنا أي بلاغ بأنه تم العثور على جثثهم في عرض البحر أو السواحل أو العثور على قاربهم أو أجزاء منه فكل هذه المعطيات تعطينا أملاٍ بأنهم لازالوا على قيد الحياة.

ابني مفقود ٭ الحاجة فاطمة على عوض والتي فقدت ابنها إبراهيم غالب حسن 36 سنة تقول: فقدت ابني في هذا الحادث وهو العائل الوحيد للأسرة ولديه ثلاثة أطفال أحدهم مريض ولا امتلك شيئاٍ لمعالجته كما أن شقيقته لا تستطيع الذهاب إلى المدرسة لعدم توفر الإمكانيات المادية لها وللأسف لم ترد علينا وزارة الخارجية التي وعدتنا بأنها سترد علينا حول ما إذا كان ابناؤنا أحياء مسجونين أم موتى ولم يصلنا من الخارجية منذ ذلك الوقت أي رد. وتناشد فاطمة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ورئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الذي هو نفسه لازال موجوداٍ في الخارجية منذ حصول الحادث قبل ثمان سنوات ووزير الثروة السمكية بأن يتدخلوا لدى الدول المجاورة وغيرها للتأكد هل أولادنا مسجونون لديهم أم وجدوهم موتى على سواحلهم المهم نريد أي رد لنتأكد بأنهم أحياء أم موتى.

طرقنا كل الأبواب ٭ نفس المعاناة يعيشها أحمد مسيب 55 سنة الذي فقد ولديه عصام وعبده 20 سنة و30 سنة يقول طرقنا كل الأبواب في الحديدة أو صنعاء وكان آخرها وزارة الخارجية التي اعطتنا صوراٍ من شكاوى ومذكرات أرسلتها إلى سفارات بلادنا في ارتيريا والسودان والسعودية وقالت اذهبوا نحن سنتابع وعندما نصل لشيء حول ابنائكم سوف نتصل بكم والى الآن رغم مرور أكثر من ثمان سنوات لم نتلق أي اتصال من الخارجية أو غيرها يطمئنا على أولادنا أحياء أم اموات كوننا نعتقد وبقوة بأنهم لازالوا أحياء. وتقاطع المسيب زوجته أم عصام وعبده لتقول وهي تجهش بالبكاء ثمان سنوات ونحن نتابع وننتظر ونطالب ونناشد دون جدوى من الجهات المختصة بالمحافظة وفي صنعاء فحكومتنا لا تهتم بنا إلا أيام الانتخابات فقط وتصرف لنا أكاذيب سرعان ما تتبخر بعد انتهاء الانتخابات وكأننا لسنا مواطنين يمنيين فماذا نعمل لنعرف مصير أولادنا أحياء أم موتى هذا الذي نريد معرفته فقط.. حيث إلى الآن لا يوجد أي أثر يدل على موتهم سواء من خلال العثور على جثثهم أو أجزاء من القارب الذي كانوا على متنه.

على بعد 20 ميلا بحريا ٭ ويقول المسن أحمد عمر سفيان 70 سنة وهو مهندس وفقد ابنه سليمان البالغ من العمر 35 سنة لدينا معلومات تؤكد بأنهم كانوا على قيد الحياة على بعد 20 ميلا بحريا تقريبا من جزيرة جبل الطير أو كبريت اليمنيتين بالقرب من الحدود السودانية والارتيرية وكانت هناك الكثير من المعلومات تصلنا تقول بأنهم محتجزون في السودان ومعلومات أخرى تقول بأنهم محتجزون في ارتيريا ولكن المعلومات الأكثر رواجا بأنهم محتجزون في السودان. ويشير سفيان بقوله لقد بلغنا كافة الجهات المختصة في الدولة ولكنها لم توافينا بأي رد حتى اليوم ونحن نتوقع بأن يكونوا محتجزين في منطقة تكلان وهي آخر معسكر ارتيري من الجهة الشمالية الشرقية أو الجهة الواقعة بين الحدود الارتيرية السودانية والتي يتواجد بها اعداد كبيرة من قراصنة البحر المتقطعين للصيادين في هذه المنطقة.

لازالت الدموع تنهمر ٭ سفيان وبطاح والمسيب وفاطمة وغيرهم يتعقدون بأن أبناءهم لازالوا على قيد الحياة ويتساءلون بحرقة شديدة والدموع ماتزال تنهمر حزنا على ابنائهم المفقودين والأمل لم ينقطع بأنهم لازالوا على قيد الحياة ولسان حالهم يقول لماذا لم ترد علينا وزارة الخارجية طوال هذه الفترة أو لسناء مواطنين يمنيين ومن حقنا على الدولة أن تهتم بنا وبقضيتنا الإنسانية التي وقفت أمامها عاجزة تماما . ٭ من جانبه يقول إبراهيم موقري مدير عام ميناء الاصطياد و مراكز الانزال السمكي بمحافظة الحديدة بأن دورنا يقتصر في مثل هذه الحوادث على تلقي البلاغات وجمع البيانات المتعلقة بالصيادين المفقودين أو الغرقى عقب ذلك نقوم بمخاطبة كافة الأجهزة الأمنية بالمحافظة وخاصة خفر السواحل لمحاولة الإنقاذ ومن ثم نقوم بإرسال رسائل إلى وزارة الثروة السمكية تحتوي على كافة المعلومات التي جمعناها حول الصيادين المفقودين أو الغرقى لتتولى باقي الإجراءات والتواصل مع الجهات المختصة ومنها الخارجية لمعرفة إذا كانوا محتجزين في إحدى هذه الدول والسعي لإخراجهم من السجون.