مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن اختتام ورشة تدريبية بسيئون حول تقييم وتحديد الاحتياجات وإعداد وكتابة التقارير البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يواصل برامجه ومبادراته التنموية في مختلف المجالات تأهيل كوادر بمصلحة الجمارك حول الرقابة على السلع الإستراتيجية في قطر شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية
الشيخ د./ صلاح السيد محمد – الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين¡ ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعه إلى يوم الدين¡ أما بعد .. حينما بعث سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – بالدين الإسلامي الحنيف ¡ كان الناس في فترة وصل التفرق والتشتت فيها بالناس مبلغا◌ٍ عظيما◌ٍ¡ لم يكن الناس يجمعهم دين واحد ¡ ولا منهج واحد ¡ وإنما كانت تجمعهم بعض العصبيات التي كانت تجعل من الناس قبائل كثيرة¡ وطوائف متعددة. لقد جاء الإسلام بمبدأ التوحيد بين بني البشر جميعا◌ٍ¡ وأنه لا يتفاضل أحد على أحد إلا بمدى قربه من الله – تعالى- وتقواه لله عز وجل ¡ قال تعالى “يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا◌ٍ وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير” الحجرات (13). والنبي – صلى الله عليه وسلم – يؤكد على هذا المبدأ فيقول “ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى ” بهذا المبدأ ساوى الإسلام بين الناس من حيث أصل الخلقة¡ والمكانة عند الله – تعالى – ودعا الناس جمعيا◌ٍ إلى أن يجتمعوا على ما يقربهم من الله – تعالى- لأن جميع الناس في حاجة إلى ذلك ¡ بل جعل اجتماع الناس وتوحدهم وترابطهم نعمة من الله – تعالى – تستوجب من الناس جميعا◌ٍ الشكر لله تعالى¡ قال سبحانه “واعتصموا بحبل الله جميعا◌ٍ ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا◌ٍ ” آل عمران (103) ¡ فكان الله تعالى يذكر الناس بهذه النعمة التي انعم الله بها علينا بالدين الذي وحد بين الناس جميعا◌ٍ¡ وفي آية أخرى يذكر الله – تعالى – رسوله محمدا◌ٍ – صلى الله عليه وسلم – بأن الله هو الذي وحد الناس وألف بين قلوبهم قال تعالى “هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا◌ٍ ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم” الأنفال (62-63). إذن فالتوحد والتقارب والترابط بين الناس نعمة مø◌ِن الله بها على الناس ¡ يجب علينا أن نشكر الله عليها ¡ وأن نلتزم بكل ما يقوي هذه العلاقة فيما بيننا ¡ لا أن نبحث عن أسباب التفرق والتشتت ¡ التي تضعف الأمة¡ ويجعلها بعيدة عن أسباب النصر والتمكين في الأرض . ومن رحمة الله – تعالى- بالمسلمين¡ أن جعل تعاليم الدين مشتملة على أمور تجمع الأمة وتوحدها من هذه الأمور مثلا◌ٍ. أولا◌ٍ : عبادة الصلاة التي فرضها الله تعالى على المسلمين وجعلها ركنا◌ٍ من أركان الإسلام¡ هذه العبادة تجمع بين المسلمين وتوحد بينهم وتسوى بينهم فيقف الغني بجوار الفقير في الصلاة أمام الله تعالى ¡ والقوي بجوار الضعيف ¡ في مشهد يذيب كل دواعي الشقاق والتفرق بين الناس¡ بل إن من الصلوات صلاة لا تصح إلا في جماعة وهي صلاة الجمعة. ثانيا◌ٍ : عبادة الصيام التي هي أيضا◌ٍ ركن من أركان الإسلام¡ والتي فرضها الله تعالى شهرا◌ٍ واحدا◌ٍ في العام¡ هذا الشهر يصومه كل المسلمين في كل بقاع الأرض¡ ومن أن يتخذ كل جماعة من المسلمين لأنفسهم شهرا◌ٍ معينا◌ٍ يصومونه غير شهر رمضان¡ بل إن الله تعالى فرض الصيام ¡ وحدد أيضا◌ٍ الزمن الذي يقع فيه هذا الفعل¡ في مشهد أيضا◌ٍ يوحد بين المسلمين ويجميع بينهم. ثالثا◌ٍ : عبادة الحج التي تعتبر أبلغ مشهد صادق يدل على توحيد المسلمين لا في الفعل فقط ¡ بل في الفعل وفي زمانه وفي مكانه¡ وفي كيفيته ¡ مشهد عظيم يعبر أصدق تعبيرا◌ٍ عن وحدة المسلمين مهما تباعدت أقطارهم وبلادهم وتنوعت أشكالهم ولغاتهم. إذن فالإسلام يدعو إلى التوحد والترابط بين المسلمين جمعيا◌ٍ¡ ويدعم هذه الدعوة بما يقويها من عبادات وشعارات دينية تجمع المسلمين على كلمة سواء¡ وهذه الوحدة الإسلامية لو تحققت ترهب أعداء الإسلام في كل زمان ومكان¡ ولذلك يسعى هؤلاء الأعداء دائما◌ٍ إلى زرع أسباب التفرق والاختلاف بين أبناء الأمة الإسلامية حتى لا يتحدوا ولا يترابطوا ولا يتقاربوا¡ فيستطيع هؤلاء الأعداء أن يفعلوا بالأمة الإسلامية ما يشاءون تنفيذا◌ٍ للمبدأ الذي يسيرون عليه (فرق تسد). فعلينا أيها المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ¡ أن ننتبه لما يراد بنا ¡ وأن نعي جيدا◌ٍ أن الله أراد للأمة الإسلامية أن تكون أمة واحدة مترابطة متماسكة متألفة ¡ فعلينا أن نبحث عن ما يقرب بيننا – وما أكثره – فنتمسك به ¡ ونبتعد عن كل ما يفرق بين الأمة ويباعد بين أبنائها¡ حتى تصبح كما أرادها الله – تعالى – أمة واحدة¡ قال تعالى “وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون” المؤمنون (52). نسأل الله – تعالى – أن يجمع بين قلوب المؤمنين ويوحد بين صفوف المسلمين¡ وأن يجمع الأمة على كلمة سواء في كل بقاع الأرض. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عضو بعثة الأزهر الشريف بالجمهورية اليمنية