الرئيسية - كــتب - كتـــب السيــر الشعبـــيـــة
كتـــب السيــر الشعبـــيـــة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

خالد الشامي –

في المجتمع الريفي كان الكتاب هو آخر ما يمكن أن يفكر الفلاح في اقتنائه ¡ وبالنسبة لي ربما كان من حسن حظي أن جدي رحمه الله كان معلما للقرآن أو كما كانوا يسمونه – فقيها- لذلك وجدت بعض الكتب التي تركها ¡ وكانت في الغالب تضم سيرا شعبية شهيرة كسيف بن ذي يزن ¡ وعنترة بن شداد ¡ وحمزة البهلولي- إن كان الاسم صحيحا – و تغريبة أبي زيد الهلالي ¡ وكانت هي المفتاح الأول لفتح شهيتي للقراءة ¡ كانت بخيالها وجوها الأسطوري تستولي على كل وجداني وتشكل خيالي . كانت هناك أيضا بعض الكتب التي وجدتها في رفوف جدي لنشوان بن سعيد الحميري وبعض الكتب في الفقه والتفسير وغيرها ¡ لكنها بالطبع لم تكن جاذبة لميولي كسابقتها . بجانب ذلك كان لابن عمي الأستاذ على أحمد الشامي – البرلماني السابق – فضل في تشكيل توجهي القرائي والفكري ¡ حيث كان شديد الاهتمام بالكتب وخصوصا الكتب الدينية ¡ لكن أكثر ما كان يثير اهتمامي بينها هو سيرة ابن هشام . بعدها بدأت بمحاولة جمع الكتب التي تستهويني معتمدا على ذاتي ¡ فكان أن اشتريت كتبا كألف ليلة وليلة ¡ ثم بدأت رغبتي تنحاز إلى الشعر خصوصا والأدب عموما ¡ وكانت أهم القصائد التي أثارت اهتمامي بالشعر بداية هي القصائد الشعبية خصوصا قصائد الشاعر صالح عبدالله السعيدي ¡ والشاعر عبدالعزيز القعشمي ¡ والشاعر عبدالرحيم التويتي. ثم بدأت اهتم بشعراء متأخرين كشوقي والزبيري ¡ ثم البردوني خصوصا وأن دواوين الأخير – وكتبه أيضا- كانت تباع بأثمان زهيدة تمكنني كطالب من شرائها. وإلى جانب كتب الشعر كانت هناك بعض الكتب أثرت تأثيرا كبيرا في توجهي واهتمامي بالأدب ¡ وكان الفضل فيها يعود لأستاذ سوري كان لديه مكتبة غنية بالكتب الأدبية القيمة ¡ وكان يقدر ميولي نحو القراءة عموما وفي الأدب خصوصا ¡ فكان يعيرني كتبا للمنفلوطي مثل (النظرات) و(العبرات) وغيرهما ¡ وبعض كتب طه حسين والعقاد. وهي أهم البدايات التي فتحت أمام عيني نافذة على الثقافة المعاصرة ¡ وعلى الثقافة الأجنبية أيضا ¡ بحكم أن بعضها كان قصصا أجنبية مترجمة أو ممصرة. بعدها تشتت الاهتمامات بين الاطلاع على الصحف والكتب الدراسية والدينية وتلك الكتب التي تثير اهتمام الشباب¡ وذلك قبل أن يفرض التخصص الدراسي نوعية معينة من الكتب ¡ مهما كانت قيمتها لكنها لم تكن بسحر كتب البدايات وذكرياتها.