الرئيسية - محليات - اعتداءات مارب تكوي أبناء الحديدة وتضاعف من معاناتهم
اعتداءات مارب تكوي أبناء الحديدة وتضاعف من معاناتهم
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الحديدة/ فتحي الطعامي – أصبح وضع محافظة الحديدة مأساويا جراء الانطفاءات المتكررة والطويلة لخدمة الكهرباء خلال الشهرين الماضيين والتي زادت بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية بسبب ما تعرضت له المحطة الغازية في مارب من اعتداءات تخريبية كان ضحيتها في المقام الأول أبناء محافظة الحديدة الذين يكتوون بنيران الطقس الحار ولهيب الانطفاءات الناتجة عن تلك الاعتداءات أو بسبب الشبكة المنهارة والمنتهية والتي باتت غير قادرة على الاستمرار لانتهاء عمرها الافتراضي .. ومع دخول فترة الصيف الحار بل والأشد حرارة على الإطلاق أصبح أبناء محافظة الحديدة في حال ووضع مأساوي فهم لا يستطيعون النوم في الليل ولا العمل في النهار .. ناهيك عن أن العديد من المرضى أصبحوا يعانون جراء تلك الإنطفاءات خاصة أولئك المرضى المصابين بالفشل الكلوي الواقفين في طوابير بمركز الغسيل الكلوي بانتظار موعدهم المؤجل قسرا لأن انقطاع التيار الكهربائي يؤدي إلى توقف مواعيد الغسيل الأمر الذي يتسبب في زيادة معاناة المرضى .. وخلال الأيام القليلة الماضية أصبح المواطنون في محافظة الحديدة يعملون على الخروج إلى الشوارع في أوقات متأخرة من الليل بحثا عن نسمة هواء تخفف عليهم سخونة الجو.

غالبا ما كان أبناء محافظة الحديدة يعانون جراء إطفاءات التيار الكهربائي سواء بسبب خروج محطة مارب الغازية أو بسبب الشبكة المنهارة فهم بين أمرين أحلاهما مر: فما إن تعود الخدمة إلا وتتساقط بعض الكابلات الكهربائية أو يتم تعطل أحد المحولات ليعود المواطنون في حالة انطفاء التيار .. إلا أن المأساة الحقيقة تتمثل في تلك الانطفاءات التي شهدتها الجمهورية اليمنية والحديدة جزء منها بسبب خروج محطة مارب الغازية .. حيث تفاجأ أبناء الحديدة بذلك العمل التخريبي الذي نفذه بعض الأشخاص الخارجين عن القانون غير مكترثين بآثاره خاصة في المحافظات ذات الطقس الحار منها مثل الحديدة والتي تشهد خلال الشهر الحالي حرارة شديدة في الطقس غير مسبوقة .. فالطقس الحار وصل الى ذروته والانطفاءات هي الأخرى تجاوزت 18 ساعة بسبب تلك الاعتداءات التي طالت خطوط الخدمة في محافظة مارب .. الأمر الذي أثر على المواطنين في محافظة الحديدة وخاصة المرضى والأطفال وكبار السن وأصحاب الأعمال التي ترتبط بخدمة الكهرباء وطالبوا الدولة بالقيام بمسئولياتها بتوفير الطاقة الكهربائية لهم .. كما قالوا إن على الدولة إيجاد حلول ناجعة وقطعية تعمل على توفير التيار الكهربائي لمواطنيها خاصة في المحافظات الأشد حرا والعمل على فرض هيبة الدولة تجاه من يقوم بتلك الأعمال التخريبية التي تعد شكلا من أشكال الحرابة وتعمل على الإضرار بالمواطنين وتؤدي الى إزهاق الأرواح والأنفس وتعطل مصالح الناس.

حرارة غير متوقعة غالبا ما يكون شهر مايو أقل حرارة مع أنه يعد شهر بداية الصيف إلا أن هذا العام تغير الحال فالمواطنون يؤكدون أنه شهد ارتفاعاٍ غير متوقع في حرارة الطقس خاصة في الأوقات بين الساعة (10 صباحا وحتى 5 مساء) لتختفي الشمس وبعد ذلك يسود الليل والذي تتوقف فيه حركة الرياح ليصبح أكثر حرارة .. ذلك الوضع مع ارتفاع في حرارة الطقس مع دخول شهره الأول دفع المواطنين في محافظة الحديدة إلى رفع سقف استخدامهم لخدمة الكهرباء والذي سترتفع معه سقف الفواتير الشهرية.

نصف الراتب فواتير > تفاجأ المواطنون في محافظة الحديدة بالانطفاءات الطويلة منذ الأسابيع الماضية والتي تجاوزت الساعات الطوال سواء في فترة النهار أو المساء وأصبحت تزيد من معاناة المواطنين الذين يعانون من حرارة الطقس الحار وارتفاع فواتير الكهرباء والتي تتجاوز في بعض الأحيان نصف الراتب. طالب العديد من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية في المحافظة بضرورة العمل على فصل الحديدة عن التحكم المركزي خاصة وأن المحافظة لديها من الطاقة المستأجرة والمشتراة ما يصل الى 77 ميجا وات .. يمكن الاستفادة منها لولا أن تلك الطاقة تم إدماجها في المنظومة .. ناهيك أن ما تنتجه محطة رأس كثيب بالحديدة يصل إلى ما يقارب 150 ميجا وات وهذه الكمية هي الأخرى لا يتم الاستفادة منها في محافظة الحديدة كونها ضمن الشبكة إضافة إلى أنه وفي حال خروج الغازية عن الخدمة جراء الاعتداء على خطوط الكهرباء حيث يتم توقيف المحطة عن العمل من قبل المؤسسة العامة في صنعاء و التحكم المركزي لمنع الاستفادة منها في الحديدة .. الأمر الذي اعتبره أبناء المحافظة بكل مكوناتهم الرسمية والاجتماعية تعسفاٍ من قبل التحكم والمؤسسة العامة يمارس ضد أبناء المحافظة دون مبرر وغير معقول بخلاف ما يتم في محافظة عدن والتي تستفيد من الطاقة الموجودة لديها في حال خروج منظومة الكهرباء .. إدارة مؤسسة كهرباء الحديدة وجدت نفسها في وضع لا تحسد عليه بسبب ما تعانيه المحافظة جراء تلك الانطفاءات للخدمة والتي تزامنت مع فترة الصيف الحار.

معاناة لا توصف > تحدثنا مع مدير كهرباء الحديدة المهندس مجيب الشعيبي الذي عبر لصحيفة «الثورة» عن تفهمه قائلا: المعاناة التي يعانيها أبناء محافظة الحديدة هذه الأيام لا يمكن أن توصف في الطقس فهذه الأيام شديد الحرارة ونحن نعمل على إصلاح ما يمكن إصلاحه… إلا Žأن الطامة الكبرى أن المحافظة تعيش هذه الأيام في مأساة حقيقية جراء تلك الاعتداءات التي طالت المحطة الغازية وأخرجت المنظومة وللأسف نحن في الحديدة مقيدون بسبب الإجراءات الصارمة التي تمارس علينا من قبل المؤسسة العامة في صنعاء والتي تمنعنا من الاستفادة من الطاقة المشتراة والمستأجرة الموجودة في محافظة الحديدة – والمرتبطة بالشبكة – وهذا ظلم بحق أبناء الحديدة والذين يرون أنهم يمتلكون الطاقة في محافظتهم ولا يستفيدون منها .. وطالب المسئولين في الدولة بالعمل على إيجاد حلول جذرية تتمثل في فصل تلك الطاقة عن الشبكة – المنظومة – في حال خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة .. وفي إطار الجهود الرسمية عقد لقاء موسع ضم ممثلين عن السلطة المحلية بالمحافظة وأحزاب المشترك ومؤسسة الكهرباء لإيجاد حلول سريعة أثناء خروج منظومة الكهرباء عن الخدمة.

خطة للطوارئ > وفي اللقاء الذي حضره أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة العميد/ حسن الهيج ومدير منطقة كهرباء الحديدة وممثل أحزاب المشترك بالمحافظة استمع الحاضرون إلى المشاكل التي تعاني منها كهرباء الحديدة والطاقة التي يمكن الاستفادة منها أثناء خروج المنظومة عن الخدمة. وأقروا القيام بخطة عمل طارئة وتشغيل محطتي الطاقة المشتراة والمستأجرة والتي تقدر بـ77ميجاوات موزعة في منطقة كيلو 4 ومصلى العيد والكورنيش والميناء للتخفيف من معاناة المواطنين خصوصاٍ وأن المحافظة من أشد المحافظات ارتفاعاٍ في درجة الحرارة. من جهته أكد مصدر محلي أن هذا الاجتماع يأتي ضمن اجتماعات لمناقشة فصل الحديدة عن التحكم المركزي بعد الاستهداف الذي لحق بأبراج الكهرباء وأدى إلى انطفاءات متكررة قد تصل إلى أكثر من 10 ساعات . الأمر الذي ضاعف من معاناة المواطنين والمرضى في مراكز الغسيل الكلوي والأطفال خصوصاٍ وأن المحافظة تشهد هذا العام ارتفاعاٍ في درجة الحرارة هو الأول من نوعه ومسيرات منددة وأعمالاٍ احتجاجية . المواطنون في محافظة الحديدة وخاصة في المدينة عاصمة المحافظة عبروا عن استيائهم لاستمرار مسلسل الانطفاءات والتي يتضرر منها مواطنو الحديدة أكثر من أي محافظة أخرى للارتفاع الكبير لدرجة الحرارة.

مطالب شعبية ثمة معاناة حقيقية وكبيرة تتعلق بطلاب المدارس الاساسية والثانوية والذين باتوا تحت رحمة الكهرباء وانطفاءاتها خاصة وأنهم يعيشون هذه الأيام موسم الاختبارات النهائية .. وقال العديد من طلاب المدارس أنهم يلجأون الى المذاكرة على قارعة الطرق بالقرب من المحلات التجارية والتي تعمل على الاستفادة من المولدات الكهربائية .. بالرغم من الضجيج والصوت المزعج لتلك المولدات أو للدراجات النارية .. إلا أن الحال أحسن من الظلمة التي لا يستطيعون بسببها المذاكرة .. وقال الطلاب إن هذا العام هو أسوأ عام دراسي لهم بسبب ما يعانونه من الانقطاع المستمر لخدمة التيار الكهرباء والتي تتجاوز الساعات الطوال .. فلا هم يستطيعون الراحة ولا المذاكرة .. وأبدى الطلاب خشيتهم من النتائج المتدنية في حال استمر مسلسل الانفطاءات للتيار الكهربائي .

الواصل نصف الحاجة!! > مؤسسة الكهرباء بالحديدة باتت عاجزة عن إيجاد حل لتلك الإشكالات المتلاحقة المتعلقة بخدمة الكهرباء .. حيث يقول المسئولون فيها أن مشاكل الكهرباء بالحديدة كثيرة وعديدة .. فالمحافظة وعاصمتها بالتحديد تشكو من انتهاء فترة صلاحية الشبكة في العديد من الحارات والأحياء والمؤسسة حاليا تقوم بالعمل على تغيير تلك الشبكة في تلك الحارات والأحياء .. كما تؤكد إدارة المؤسسة أن مشكلة المستمرة بالكهرباء والناتجة عن تلك الاعتداءات يأتي بسبب أن كل منظومة الكهرباء متربطة بشكل موحد وبالتالي أي اعتداء على خطوط الخدمة يعمل على الإضرار بالطاقة .. وقال مدير الكهرباء أن الحديدة تعاني من عجز بالتيار الكهربائي ما تعظيه المحافظة من الطاقة يصل الى 77 ميجا وات هذا للمدينة وهي كمية أقل من نصف مما تحتاجه مدينة الحديدة .. ناهيك عن العجز فيما يتعلق بالمناطق الريفية .. وقال مدير الكهرباء بالحديدة مجيب الشعيبي: نحن في المؤسسة بدأنا في الاستعداد لفترة الصيف عن طريق تغيير الشبكة الهوائية الآيلة للسقوط واستبدالها بأخرى جديدة .. كما قمنا بتركيب محولات وسطية للتخفيف على المحولات الموجودة .. محلات أغلقت أبوابها وازدهار لسوق المولدات وبسبب هذا الوضع اضطر بعض أصحاب المحلات التجارية والذين يعتمدون في أعمالهم على خدمة الكهرباء على إقفال محلاتهم خاصة أصحاب البوفيات والورش ومحلات الانترنت ومحلات اللحام .. وقال العديد من أصحاب تلك المحلات أنهم تكبدوا خسائر مالية كبيرة جراء توقفهم عن العمل بسبب الانطفاءات الطويلة لخدمة الكهرباء خلال الأيام الماضية . على صعيد آخر شهدت محلات المولدات الكهربائية إقبالا كبيراٍ من قبل المواطنين والذين لجأوا إلى شراء تلك المولدات أملا منهم في تحفيف ما يعانيه أطفالهم جراء حرارة الطقس الساخن وانقطاع تيار الكهرباء وقال بعض المواطنين أنهم اضطروا للاستدانة لمبالغ مالية ليتمكنوا من شراء تلك المولدات والتي دفعوا قيمتها مبالغ مالية تتراوح ما بين 30 – 80 ألف ريال وهي مبالغ تقارب أو تفوق المرتب الشهري الذي يتقاضونه من قبل الدولة .. فيما اضطر بعض المواطنين إلى شراء مراوح وشفافات – تخزن التيار – ليتم تشغيلها في حال تم إطفاء التيار الكهربائي .

سؤال أخير > يتساءل المواطنون في محافظة الحديدة بجميع توجهاتهم وشرائحهم عن سبب إصرار كل الجهات المعنية في وزارة الكهرباء على إبقاء المحافظة مرتبطة بالتحكم المركزي بالرغم من أن ما تنتجه محطة رأس كثيب بالحديدة قد يغطي نسبة كبيرة من احتياج أبناء المحافظة في حال تم الاستفادة منه مباشرة .. إلا أن ذهابه إلى مأرب ليتم بعد ذلك توزيعه عن طريق التحكم المركزي وأثناء عودته يتم الاعتداء عليه لتحرم المحافظة من الطاقة الكهربائية التي تنتج فيها .. فلمن المصلحة ومن المستفيد ¿!