الرئيسية - محليات - أطفالكم أكبادكم..حصنوهم ضد شلل الأطفال
أطفالكم أكبادكم..حصنوهم ضد شلل الأطفال
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

اعداد/قحطان حاجب –

أسمى غاية.. أغلى أمنية وأروع منظر تراه أعين الأبوين المحبة مشهد طفلهما يكبر ويترعرع يوماٍ بعد يوم.. سليماٍ معافى من كل سوء. فيا لها من سعادة ولسان حالهما يقول كلما حاول صغيرهما من الوهلة الأولى تحدي قيود وضعف الصبا.. ها هو غادر فراشه إنه يتقلب من جنب إلى جنب. يا للروعة.. لقد تمكن من الجلوس بنفسه دون مساعدة… وبعدها بأسابيع أو أشهر قليلة تسلب فرحة الأبوين لبيهما سعادة وغبطة وهما يريان طفلهما يحاول الوقوف مستنداٍ على المساند أو الجدار وما أروعه من مشهد عند تمكنه من المشي مترنحاٍ ثم شيئاٍ فشيئاٍ يقوى أكثر وأكثر على المشي بحول الله وعنايته.. وهنا يتجسد قول الشاعر: وكأنما أطفالنا.. أكبادنا تمشي على الأرض”. إن تلك اللحظات من حياة الطفل يعرفها المحبون لأطفالهم التواقون لعيشهم سالمين معافين فأول خطوة يخطوها الطفل تنم عن اجتيازه مرحلة فارقة في حياة محفوفة بتحديات وصعاب جمة لكنها تتسع لأمنيات والديه ورغبتهما التواقة لرؤية طفلهما ينمو نمواٍ طبيعياٍ ويترعرع ويتعلم في كنفهما وهو بكامل صحته البدنية والعقلية حتى يصير رجلاٍ قوياٍ ناجحاٍ وسنداٍ لهما عند الكبر يعينهما في معيشتهما ويدفع عنهما خطوب الدهر ومتاعبه. لكن ماذا لو انهارت الأمنيات وصارت إلى زوال¿ ماذا لو طال انتظار هذا الطفل ولم يمش على قدميه لمرض أصابه وأقعده عن المشي كشلل الأطفال¿ وكيف حال الوالدين- حينها- وهم يرون طفلهما يمشي على عكازين أو يحمل على كرسي متحرك بدلاٍ من أن يمشي على قدميه!! لا شك أن نظرات المتعة والغبطة والسرور ستتبدل لتحل محلها نظرات الأسى والشفقة وقلوب منكسرة تعسة تملؤها الحسرة والألم حزناٍ على حال صغيرهما ولا تنفك الأوجاع تلاحقهما كلما شاهدا طفلاٍ يمشي على قدميه أمام طفلهما.. فلماذا الممانعون المتصدون للتحصين الحارمون أطفالهم منه يصرون على ترك أطفلهم منالا لهذه المكارة التي لا يرضى بها الله وقد وفق العلماء- وإن لم يكونوا من المسلمين- لاختراع لقاح طيب رحمة بالبشرية وإنقاذاٍ للملايين من الأطفال من الإصابة بفيروس شلل الأطفال. فالعلم ليس حكراٍ على أمة لم تأخذ بأسبابه ولم تسع لتجنيب الطفولة من مرض مروع كشلل الأطفال. لعل الكثيرين يحملون القدر متبرئين من أفعالهم النكراء وقد حرموا أطفالهم من حقهم في التحصين رغم كل التحذيرات التي سمعوها والمناشدات التي ترامت إلى مسامعهم من مغبة ترك أطفالهم دون تطعيمهم مرراٍ ضد داء الشلل وكأنما عند وقوع أطفالهم أسيري المرض لا حيلة لهم بما اكتسبته أيديهم وصنائعهم غير المقبولة عنوة وعناداٍ!! فهذه والله فرية وأكذوبة أشبه بما جاء في المثل:”عذر أقبح من ذنب”!! لا شك أن الأقدار لا مفر منها ولا اعتراض عليها فالله هو الخالق وله الأمر ونحن خلقه يصنع بنا كيفما يشاء. غير أن الله الرحيم الرحمن وكذلك رسوله المصطفى العدنان قد حثانا على الأخذ بالأسباب وأخذ الحيطة والحذر من كل ما يضرنا قال تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) ويقول رسوله (صلى الله عليه وسلم) محذراٍ من أمراض خطيرة كالملاريا وحمى الضنك: ” غطوا الإناء وأوكنوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر على إناء ليس عليه غطاء ولا سقاء ليس فيه وكاء إلا أصابه من ذلك الوباء”. وقياس على مرض شلل الأطفال فالتحصين غطاء وحصن حصين للطفولة يقيهم شرور الإصابة بالأمراض الخطيرة والقاتلة ومن بينها مرض شلل الأطفال المروع وفيه من المضاعفات الخطيرة ما يبعث على المخاوف كتيبس وتشوه العمود الفقري وكذلك الأطراف ( الرجلين واليدين ) وشلها عن الحركة لاسيما الطرفين السفليين من الجسم بما يعيق قدرة الطفل على المشي مدى الحياة. وفي أسوأ الأحوال قد تسبب فيروسات الشلل الوفاة عندما تصيب العضلات المسؤولة عن التنفس بالشلل معطلة قدرة الطفل المصاب عن التنفس ليموت اختناقاٍ. وحيال ذلك على الوالدين المحبين لأطفالهما الحريصين على سلامتهم من كل ما يؤثر على صحتهم البدنية والذهنية والنفسية أن يبادرا ولا يتوانيا عن تطعيمهم باللقاحات التي تحميهم من أمراض الطفولة القاتلة سواء بجرعات التطعيم الروتيني كاملة في المرافق الصحية من بعد ولادتهم وحتى بلوغهم العام والنصف من العمر أو خلال حملات التحصين ضد شلل الأطفال التي تصل إلى منازلهم مستهدفة جميع الأطفال دون سن الخامسة. حتى وإن لم تكن الحملات تصل باللقاحات من منزل لتحصين الأطفال المستهدفين فلإن يحملوا اليوم في أحضان والديهم ويذهبوا بهم إلى أقرب مرفق صحي لتطعيمهم خيراٍ من أن يحملوا طوال حياتهم على عكازين أو على كرسي متحرك وهم عاجزين عن المشي. والخير كل الخير في أن ينعم الأطفال بصحتهم وقوتهم وينشأون معاقين أقوياء بعيداٍ عن الإعاقة وقيودها الأليمة. وليكن الجميع بأمانة العاصمة ومحافظات (عدن أبين لحج الحديدة حجة المهرة عمران مارب صعدة) اعتبارا من تاريخ (2-4 يونيو 2013م) متأهبين لتطعيم جميع أطفالهم دون سن الخامسة خلال حملة التحصين الاحترازية ضد شلل الأطفال التي تستهدف هذه المحافظات سواء بانتظار قدوم فرق التحصين خلال الحملة لتطعيم أطفالهم من منزل إلى منزل أو بالذهاب بهم إلى أقرب مرفق صحي أو موقع مؤقت للتطعيم مع العلم بأن محافظة (صعدة) مستهدفة بحملة التحصين فقط عبر مرافق التطعيم ومواقعه المؤقتة ومن خلال الفرق المتنقلة بين القرى. فيا أيها الوالد والوالدة إنما التحصين ضد الشلل مجرد قطرات فيها المنفعة والوقاية لفلذات أكبادكم فامنحوهم حقهم في نيلها مراراٍ وتكراراٍ ليعيشوا حياة كريمة أصحاء معافين فمن الحب أن يبادر الأبوان إلى تحصين أطفالهما حناناٍ ورأفة بهم ومنعاٍ لما يهدد سلامتهم.