الرئيسية - محليات - الحديدة ..قلق الامتحانات يضاعف من لهيب الصيف وقهر الكهرباء
الحديدة ..قلق الامتحانات يضاعف من لهيب الصيف وقهر الكهرباء
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الحديدة/فتحي الطعامي – يخوض أبناؤنا الطلاب الامتحانات النهائية بعد عام من الجهد والمثابرة أملاٍ منهم في التحصيل العلمي ونتائج نهائية تنقلهم إلى الصفوف التالية .. ومحافظة الحديدة ومدارسها أيضاٍ تشهد الحراك الامتحاني الذي تشهده معظم محافظات الجمهورية حيث يتقدم عشرات الآلاف في المرحلة الأساسية والثانوية للامتحانات .. يأملون في الحصول على نتائج تشرفهم أمام ذويهم وتكون حصيلة سنة دراسية بذلوا فيها جل ما يستطيعون من مواظبة ومذاكرة واهتمام .. وهي أيضاٍ – السنة الدراسية – بذل خلالها القائمون على العملية التعليمية والتربوية – جهودا كبيرة أملاٍ منهم في إعطاء كل ما لديهم من معلومات لأبنائهم الطلاب بالرغم من الواقع المادي والاقتصادي المتردي الذي يعيشه الكثير من العاملين في السلك التربوي .. ومع ذلك الاستعداد من قبل المسئولين عن العملية التعليمية والطلاب على حد سواء فإن ثمة معوقات لعملية الامتحانات بعضها يتعلق بالبعد الجغرافي للمراكز الامتحانية أو تلك المتعلقة بعدم تعاون الإعلام الرسمي في دعم العملية التعليمية والتربوية ..

■ وبسبب مساحة محافظة الحديدة المترامية الأطراف والمتباعدة والتي تمتد من الخوخة جنوبا وحتى ميدي شمالاٍ كما يحدها العديد من المحافظات ( صنعاء – والمحويت – وحجة – وريمة – وتعز – وإب – وذمار ) فقد انعكس ذلك سلباٍ على العملية التعليمية برمتها . فالعديد من مديريات المحافظة مساحاتها كبيرة تقل مع تلك المساحة المنشآت التعليمية ( من مدارس أساسية وثانوية ) الأمر الذي يضطر الطلاب إلى الدراسة في مدارس بمناطق أخرى تبعد مسافات تصل إلى خمسة كيلو مترات كما هو الحال في مديريات الزهرة واللحية والجبرية والمغلاف .. فمناطقهم وكما يقولون ما تزال محرومة من العملية التعليمية طوال العقود الماضية .. وما ذلك فهم يكابدون من أجل الحصول على تعليم يقيهم التخلف ويحميهم من الأمية .. ومع موسم الامتحانات يتذكر هؤلاء الطلاب الذين يجلسون على كراسي الامتحانات في مناطق وقرى غير مناطقهم المعاناة التي عانوها طوال عام من الدراسة كانوا يقطعون الساعات الطويلة وهم يمشون على أقدامهم أو على الحمير إن توفرت لهم أو الدراجات النارية يتمنى هؤلاء الطلاب وهم في نهاية عامهم الدراسي أن تعمل الدولة على توفير مدراس لهم ولمن في قراهم .. لا أن تظل مناطقهم محرومة من التعليم .. وقال العديد من أولئك الطلاب إن هذا الوضع الذي يعيشونه لا شك بأنه أثر على مستواهم التعليمي والدراسي بسبب ما يلاقونه من مشاق الطريق وبعد المسافة وضياع الوقت في الذهاب والإياب ناهيك عن غياب خدمة الكهرباء وانعدام الدارسين في قراهم ..

اختبارات تحت الشجر ■ ومع توديع العام الدراسي الحالي خصوصاٍ في المديريات الجبلية في محافظة الحديدة مثل مديريات ( برع – وجبل راس والحجيلة ) فإن المتقدمين للعملية الامتحانية من أبناء هذه المديريات ما يزال محدودا بسبب قلة المدارس فيها وتباعد أطرافها كما هو الحال مع مديرية جبل راس والتي يوجد بها ما يربوا على أربعين مدرسة حكومية .. يعاني فيها الطلاب من وعورة الطريق وصعوبة الوصول إلى مدارسهم .. ناهيك أن هذه المدارس تفتقد للكادر التعليمي والتربوي المتخصص وكذا قلة الفصول الدراسية .. فالمدارس التي بنتها الدولة يسودها قلة الفصول الدراسية مما يضطر الطلاب لاستخدام أحواش المدرسة للتدريس والاختبارات فيما يندر وجود الكتاب المدرسي إضافة الى أن هناك العديد من المواد الدراسية لا تدرس نتيجة عدم وجود مدرسين لها في المدارس.

استعداد مبكر ■ مكتب التربية والتعليم في محافظة الحديدة أكد أن المكتب وإدارات التربية والتعليم في المديريات والجهات المعنية قامت بالاستعداد للامتحانات قبل البدء فيها وهي الآن في إطار التنفيذ بالنسبة لطلاب النقل.. وأكد المكتب أنه شرع بتنفيذ العديد من الآليات الكفيلة لإنجاح الامتحانات لهذا العام الدراسي .. وقال الدكتور علي بهلول مدير عام التربية والتعليم في محافظة الحديدة إن المراكز الامتحانية التي سيجري فيها اختبار الطلاب لهذا العام الدراسي 2013م ربما تصل إلى 300 مركز امتحاني. وفي ما يتعلق بامتحانات شهادات النقل قال بهلول إن الجهات المعنية قد عملت على الشروع في الاستعداد لتلك الامتحانات والتي تتعلق بالشهادة الأساسية ( الإعدادية والثانوية) مؤكداٍ أنه سيتم تلافي عملية الغش عن طريق تعدد النماذج الامتحانية التي سيتم توزيعها .. حيث سيتم توزيع 4 أوراق أسئلة مختلفة على الطلاب تلافياٍ لعملية الغش .. وفي ما يتعلق بالمديريات قال الدكتور علي بهلول: إن المكتب ومعه السلطة المحلية بالمحافظة والمديريات قد عملوا على تسهيل العملية الامتحانية لتلك المديريات حيث سيتم امتحان كل طلاب في نفس مدرستهم وفي ما يتعلق بامتحانات الشهادات سيتم اختيار مكان مناسب للطلاب .. وتابع مدير عام التربية والتعليم أن العام الدراسي الموشك على الانتهاء كان أفضل من سابقيه من الأعوام الماضية والتي شابهما العديد من الفوضى والإضرابات ناهيك عن تعثر العملية التعليمية والتربوية خلال العامين 2010- 2011م أثناء فترة الثورة السلمية .. حيث كان الانضباط من قبل المدرسين والطلاب بمستوى أعلى في الإدارات أو في المدارس ناهيك عن أن العام الحالي أقل الأعوام من حيث تنفيذ الإضرابات الخاصة بالنقابات المعنية بالسلك التعليمي والتربوي .. مشيراٍ إلى أن الطلاب كانوا نموذجا في الالتزام متمنيا لأبنائه الطلاب التوفيق والنجاح بدرجات عالية تكون حصيلة تعليمهم للعام الدراسي الحالي.

المنهج بحاجة لمراجعة ■ بالرغم من مضي ما يقارب من عقد ونيف على صياغة المناهج الدراسية الجديدة وتوحيدها إلا أن تلك المناهج لم تخضع لأي دراسة أو استبانات بحسب موجهين ومختصين لمعرفة مدى ملاءمتها مع المستوى العقلي والفكري للطلاب ومستوياتهم الدراسية .. فالمنهج الدراسي الحالي كما يقول الكثير من المعنيين بالعملية التعليمية والتربوية لم يتم إنزال دراسات عليه كما أنه لم يتم تأهيل الكادر التعليمي لفهمه أولا ثم لتبسيطه للطلاب حيث يشكو العديد من العاملين في السلك التعليمي من صعوبته الأمر الذي يشكل صعوبة على الآباء عند إعانة أبنائهم في المذاكرة .. فكثير من الآباء يشتكون من أنهم لا يستطيعون التعامل مع المنهج الدراسي خاصة وأنهم يتفاجأون بوجود أسئلة لا يوجد لها حل داخل تلك المقررات .. وقال العديد من أولياء الأمور أنهم يواجهون صعوبة في فهم المناهج التعليمية ( في صفوفها الأولى ) ولا يستطيعون هضم تلك الدروس والمناهج – كما قالوا – نتيجة صياغتها بطريقة صعبة ومعقدة .. خاصة وأنهم يقضون مع أبنائهم الساعات الطوال حتى يستطيعوا أن يسهلوا المذاكرة لأبنائهم .. مضيفين: إن على الدولة إعادة صياغة تلك المناهج التعليمية أو إخضاعها لدراسة من قبل مختصين لإعادة صياغتها بما يتوافق مع المستويات الفكرية والعقلية للطلاب وبما يحقق الأهداف الوطنية والثقافية للبلد.

تقصير الطلاب ■ ومع الدخول الفعلي لعملية الاختبارات تتبادل الأطراف المعنية اللوم.. لكن الجميع يتفق على أن التركيز على عملية المذاكرة قبيل الامتحانات لا يفيد كثيراٍ خاصة إن لم يكن الطلاب قد ألزموا أنفسهم بجدول مذاكرة وبإرشاد من قبل المدرسة أو المدرسين يتم على أساسه متابعته من قبل والديه أو مقربيه .. فالطالب الذي يظل طوال العام الدراسي غير مكترث بمراجعة دروسه اليومية يجد نفسه قبيل الامتحانات أمام تركة كبيرة – كما يقول المعنيون في التربية والتعليم .. لكن أولياء أمور الطلاب يحملون العاملين في السلك التعليمي ( المدارس ) عما قالوا إنه تقصير من قبل البعض الذين لا يقومون بإلزام الطلاب بالواجبات المنزلية اليومية وإلزامه بحلها ووضع خطة مكتوبة يتم بموجبها إطلاع أولياء الأمور على تلك الواجبات وعلى المراجعة الأسبوعية التي يحددها المدرس .. فيما الكادر التعليمي يرى أن المذاكرة المنزلية ومتابعة حل الواجبات مسئولية أساسية معني بها أولياء الأمور في المنزل وينبغي على الأسرة إلزام أبنائها بوقت محدد بعد عودته من المدرسة يقوم فيه بحل الواجبات المنزلية وكذا عمل خطة مراجعة أسبوعية خاصة لتلك المواد التي يجد الطالب صعوبة فيها .. ومع إتفاق الجميع على أهمية المذاكرة والمراجعة المنزلية فإن ثمة مسئولية يتحملها كل الأطراف المعنيين سواء في المدرسة والكادر الموجود فيها أو الأسرة المعنية بالمتابعة والتدقيق عن وضع ابنها ..

مذاكرة في الظلام ■ وبالرغم من المعاناة الكبيرة التي يعانيها المواطنون في محافظة الحديدة صغارهم وكبارهم إلا أن ثمة معاناة حقيقية وكبيرة تتعلق بطلاب المدارس الأساسية والثانوية والذين باتوا تحت رحمة الكهرباء وانطفاءاتها خاصة وأنهم يعيشون هذه الأيام موسم الاختبارات النهائية .. وقال العديد من طلاب المدارس أنهم يلجأون إلى المذاكرة على قارعة الطرق بالقرب من المحلات التجارية والتي تعمل على المولدات الكهربائية .. بالرغم من الضجيج والصوت المزعج لتلك المولدات أو للدراجات النارية إلا أن الحال أحسن من الظلمة التي لا يستطيعون بسببها المذاكرة .. وقال الطلاب إن هذا العام هو أسوأ عام دراسي لهم بسبب ما يعانونه من الانقطاع المستمر لخدمة التيار الكهرباء والتي تتجاوز الساعات الطوال .. فلا هم يستطيعون الراحة ولا المذاكرة .. مبدين خشيتهم من النتائج المتدنية التي يتوقعونها في حال استمر مسلسل الإطفاءات للتيار الكهرباء ولم تقم الدولة بواجبها لتوفير الخدمة والعمل على وضع الإجراءات الكفيلة لحل المشاكل المتعلقة بالخدمة.

الإعلام دور غائب ■ يستغرب الجميع سواء من المسئولين في التربية والتعليم أو الكادر التعليمي أو حتى من الطلاب وأولياء أمورهم غياب دور الإعلام الرسمي اليمني في دعم العملية التعليمية كما هو الحال في بقية دول العالم ..إلا أن اليمن ما تزال بعيدة عن هذا الهم فالمسئولون وطوال عقود من الزمن سمعنا منهم عن قرب افتتاح القناة التعليمية والتي ستكون رديفاٍ لوزارة التربية والتعليم ولكن لم نر لتلك التصريحات أو الحديث واقعاٍ مسموعاٍ .. وحتى البرامج التعليمية التي كنا نشاهدها فيما مضى في القنوات الفضائية اليمنية لا يعرف أحد لماذا اختفت¿! .. وفي الأخير: يبقى موسم الامتحانات الذي يخوضه أبناؤنا الطلاب هذه الأيام صورة مصغرة يحدد فيها مستوى العملية التعليمية والتربوية بما تنتجه من مخرجات .. وبالتالي يحدد عليه مستقبل البلاد المرهون بتلك الطلائع الشبابية التي يعول عليها بناء الوطن ونهضته.