مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن اختتام ورشة تدريبية بسيئون حول تقييم وتحديد الاحتياجات وإعداد وكتابة التقارير البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يواصل برامجه ومبادراته التنموية في مختلف المجالات تأهيل كوادر بمصلحة الجمارك حول الرقابة على السلع الإستراتيجية في قطر شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية
شهاب الدين المحمدي – الحمد لله الذي أسرى بعبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله إلى يوم الدين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الذي رأى من آيات ربه الكبرى ما يثبت فؤاده “ ما كذب الفؤاد ما رأى “ وعلى آله وصحبه الشرفاء . وبعد تمر بنا هذه الأيام ذكرى غالية على كل مسلم هي ذكرى الإسراء والمعراج وقد شاءت إرادة الله أن يجعل مكان هذا الحدث العظيم بيت المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين ومجمع ا لأنبياء ليثبت في يقين الأمة المحمدية ومشاعرها معنى الوحدة بين أرجاء الوطن المسلم ويرمز إلى الرباط الوثيق بين المسلمين أينما كانوا وبين مسرى نبيهم الكريم ومعراجه . – وقد أحسن من قال بأن المعاني التي تتصل بهذا الحدث الخالد توقيته الغريب فقد كان الإسراء والمعراج بعد أن ذهب الرسول إلى ثقيف يعرض عليهم الإسلام وبعد أن صبر على أذى قريش ما يقرب من عشر سنين وظن أنه ربما يجد في الطائف من ينصره بعدما ضاقت به الحال عقب وفاة عمه أبي طالب وزوجه خديجة رضي الله عنها فقابلوه أسوء مقابلة وأغروا به سفهائهم وعبيدهم يرمونه بالحجارة حتى دميت قدماه وبكى ودعا وناجى ربه عليه الصلاة والسلام بقوله “ اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا من أن تنزل بي غضبك أو تحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك “ وحين خذلت ثقيف رسول الله وقع في حيرة من أمره فكان الإسراء والمعراج تثبيتاٍ وطمأنةٍ له إن القدرة الإلهية كلها تقف بجانبه وإن عناية الله أرحم من أن تتركه ضحية للتآمر أو عرضة للإنهيار مهما حدث من عناد المشركين فكانت قدرة الله تخاطبه في رحلته قائلة : يا محمد سوف تجتاز الصعاب والأهوال برعايتنا ورحمتنا كما تتخطى الأرض والسماوات بقدرتنا وعنايتنا . – والمعنى الثاني في الإسراء والمعراج أنه كما حدث القرآن الكريم تمحيصاٍ للمؤمنين وغربلة لضعفاء الإيمان وتنقية للصفوف وهذا هو معنى الفتنة الواردة في الآية الكريمة “ فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ) [ التوبة : 124-125 ] وقد كانت هذه التصفية الربانية لعناصر الضعف في صفوف المؤمنين ضرورية استعدادا لما قدره الله بعدها من بدء مرحلة جديدة في كفاح النبي وحمايته تبدأ بالهجرة وهي أعظم تضحية أقدم عليها المؤمنون جماعة وتثني بالجهاد وتنتهي بالنصر الكامل . “ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا “ [ المائدة : 3 ] – والمعنى الثالث هو ما يمكن أن نفيده من عظة الإسراء والمعراج وأثره في تربية المؤمنين وحسبنا أن نقرأ حديثه في كتاب من كتب السنة لنطالع صورا من الحقيقة ونرى مشاهد من المصير الذي ينتظر كل فرد فينا فمن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها . ومن ذلك ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “ رأيت ليلة أسري بي لما انتهيت إلى السماء السابعة فنظرت فوقي فإذا أنا برعد وبروق وصواعق قال : فأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم فقلت : يا جبريل : من هؤلاء ¿ قال : هؤلاء أكلة الربا “ رواه أحمد هذه الصورة الرهيبة التي صور بها الحديث أكلة الربا فقد ورد مثلها بحق كثيرين من أهل العصيان فالمفطرون في رمضان معلقون بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل دماٍ والزناة منتفخون منتنون كأن ريحهم المراحيض يأتيهم اللهب من أسفل منهم . – حقيقة لقد جسدت لنا ليلة الإسراء والمعراج كل هذه الصور على لسان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قصدا إلى إصلاح المجتمع المسلم ومحاربة الأوضاع الفاسدة فيه ليصبح مجتمعاٍ مثالياٍ يقتدي به كل الناس في سائر المجتمعات ولا ريب أن هذه الصور مستمدة كذلك من تعبير القرآن نفسه الذي حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وصوره أبشع تصوير فالمغتاب يأكل لحم أخيه ميتاٍ والذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم ناراٍ ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاٍ لقد حضرت هذه الصور جميعاٍ أمام النبي عليه الصلاة والسلام ليلة الإسراء والمعراج ليس هذا فحسب فقد فرض علينا خمس صلوات في الأداء وخمسين في الأجر كما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وختاماٍ نقول كما قال الشاعر ا لناصح الأمين : تالله ما نزلت بالعرب نازلة إلا وتفريطهم في دينهم سبب أعزهم ربهم بالدين لو طلبوا في غيره العز ما فازوا وما غلبوا ماذا نقول عن واقعنا اليوم في هذه الذكرى العظيمة الجليلة ¿ أين غضبتنا لله ولرسوله ¿ أين غضبتنا لمقدساتنا وقدسنا ¿ ¿ أين غضبتنا لأقصانا ومسرى نبينا ¿ أين غضبتنا للمحاصرين في غزة وفلسطيننا ¿ فهل من وقفة لله رب العالمين ولإنقاذ المستضعفين وخصوصاٍ في أرض الرباط : العراق وسوريا وفلسطين . فاتقوا الله أيها المسلمون وانتهزوا هذه الأيام المباركة لتقدموا لأنفسكم خيراٍ ولتذكروا أنها كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أيام كفاح لم يذق خلالها طعم الراحة ولا ادخر وسعا في النصح لكم والعمل لإنقاذكم وإسعادكم دعاكم رسول الله وبين دعوته ورسم الطريق وخاض الحرب وغمراتها من أجل أن تصبحوا مسلمين فاحرصوا على إسلامكم لأنه أمل نبيكم وحرروا مقدساتكم والله يتولى توفيقنا إلى الخير وهدايتنا إلى سواء السبيل .