الرئيسية - محليات - مدير البحوث الزراعية في سيئون:ظهور سوسة النخيل الحمراء تحديا◌ٍ جديدا◌ٍ يواجه قطاع الزراعة
مدير البحوث الزراعية في سيئون:ظهور سوسة النخيل الحمراء تحديا◌ٍ جديدا◌ٍ يواجه قطاع الزراعة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

سيئون/ أحمد سعيد بزعل – أكد مدير عام محطة البحوث الزراعية في سيئون الدكتور عبدالله سالم علوان أن ظهور حشرة سوسة النخيل الحمراء تعد تحدياٍ جديداٍ يضاف إلى التحديات الأخرى التي تواجه قطاع الزراعة في اليمن مشيرا إلى أن هذه الحشرة تظهر لأول مرة في أحد بساتين النخيل بمديرية القطن في سيئون وهي تحدث أضراراٍ كبيرة على نخيل التمر. وقال: إن اكتشاف هذه الحشرة جاء بعد أن تلقت محطة البحوث الزراعية بسيئون بلاغ من أحد ملاك بساتين النخيل بمنطقة العقاد بمديرية القطن وذلك بظهور أعراض إصابة على نخيل التمر في بستانه وبعد تشكيل فريق بحثي من المختصين لتشخيص المشكلة وبعد الفحص والتحري والتشخيص أكتشف أن الإصابة والأعراض هي نتيجة الإصابة بحشرة النخيل الحمراء وبذلك تم أول تسجيل لهذه الحشرة في اليمن. وأضاف أن البحوث الزراعية في سيئون حددت أن هناك إحدى عشر آفة رئيسية تصيب النخيل والتمور منها تسع حشرات ونوعين من العناكب وذلك ما تم تسجيله حتى تاريخ 26 مايو2013م ومن بين تلك الآفات الموجودة هناك أربع فقط ذات أهمية اقتصادية هي الدوباس دودة البلح الصغرى (الحميرة) حفار العذوق وعنكبوت أما باقي الحشرات والآفات الأخرى وهي : الحشرة القشرية النمل الأبيض دبور البلح الأحمر البق الدقيقي دودة البلح الكبرى (دودة الطلع) الخنفساء ذات الصدر المنشاري والعنكبوت الأحمر. موجودة في البلد في حالة توازن طبيعي ولا تسبب أضراراٍ اقتصادية للنخيل والتمور وبالتالي لا تستدعي المكافحة.

خطة عاجلة ودعا مدير عام البحوث الزراعية إلى ضرورة تضافر الجهود لوضع خطة عاجلة لتحديد وحصر مواقع الإصابة بحشرة سوسة النخيل الحمراء ومنع انتقالها وانتشارها إلى مواقع أخرى من المديرية أو مديريات أخرى بفرض حجز زراعي داخلي فعال مطالبا السلطة المركزية والمحلية بالتدخل السريع والعاجل وقبل فوت الأوان لتقديم الدعم الفني والمادي والمعنوي للجهات المعنية بوادي حضرموت لتوظيفها لمحاصرة ومكافحة الحشرة في مواقع الإصابة الحالية.

الأهمية الاقتصادية والضرر كم جانبه أوضح المهندس/ خالد أحمد الحبشي بقسم وقاية المزروعات المنسق الوطني لمشروع مكافحة سوسة النخيل الحمراء بمحطة البحوث الزراعية بسيئون. إن سوسة النخيل الحمراء تنتشر هذه الحشرة في الهندالباكستان دول جنوب شرق آسيا دول مجلس التعاون الخليجي إيران العراق إسبانيا وجنوب أفريقيا. انتقلت هذه الحشرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1985م وإلى المملكة العربية السعودية في عام 1987م وإلى مصر في عام 1993م وفي 26/5/2013م تم تسجيلها في منطقة العقاد مديرية القطن محافظة حضرموت. وقال اليرقة هي الطور الضار حيث تحفر اليرقات داخل الجذع وتعمل أنفاقاٍ في جميع الاتجاهات وينتج عن التغذية خروج سائل صمغي كريه الرائحة. واليرقات شرهة جداٍ في التغذية على أنسجة الساق فتفرغ الجذع من محتوياته وتسلبه صلابته ويمتلئ قلب النخلة بخليط كريه الرائحة من الأنسجة المتحللة ومخلفات الحشرة مما يؤدي في النهاية إلى سقوط النخلة المصابة . تسببت الحشرة في خسائر كبيرة للنخيل في دول الخليج وخاصة في السعودية والإمارات مما دعي المنظمة العربية للتنمية الزراعية للتدخل بتمويل مشروع للمكافحة المتكاملة للحشرة وبني هذا المشروع مختبرين للمكافحة الحيوية للحشرة أحدهما في الإمارات والآخر في السعودية بعد أن فشلت طرق المكافحة التقليدية بما فيها استعمال المبيدات الحشرية في مكافحة هذه الحشرة والسيطرة على أعدادها والحد من انتشارها . الوصف وتاريخ الحياة وأكد أن الحشرة الكاملة حمراء مسمرة طولها حوالي 3.5 سم لها خرطوم طويل أكثر طولاٍ في الأنثى منه في الذكر ويتميز الذكر عن الأنثى بوجود مجموعة من الشعيرات على السطح العلوي للخرطوم . تضع الأنثى حوالي 300 بيضة فرادى في الحفر التي تعملها في الأنسجة الطرية في النخلة أو في الحفر الناتجة عن حفارات الساق أو تلك الناتجة عن عمليات الخدمة . يفقس البيض بعد حوالي 4 أيام عن يرقات صغيرة عديمة الأرجل لونها أصفر باهت ورأسها أحمر مسمر . وتتغذى اليرقات بشراهة على الأنسجة الطرية للساق وبعد حوالي شهرين تتحول إلى عذارى داخل شرانق تصنعها من ألياف النخلة وبعد حوالي شهر تخرج الحشرات الكاملة لتعيد دورة حياتها من جديد التي تستغرق حوالي ثلاثة أشهر .

المكافحة المتكاملة وذكر المهندس الحبشي أنه بعد فشل طرق المكافحة التقليدية للحشرة بما فيها استعمال المبيدات اتجه الرأي في كل من السعودية والإمارات إلى استخدام المكافحة المتكاملة للحشرة التي تتضمن العناصر التالية : أولاٍ – المكافحة الزراعية وذلك بتنظيف وتكريب الأشجار وإخراج اليرقات والعذارى والحشرات الكاملة منها وقتلها وذلك بتقطيع الشجرة طولياٍ وعرضياٍ وحرقها للتخلص من أطوار الحشرة . ثانياٍ المكافحة الميكانيكية باستخدام المصائد الفيرمونية الكيرمونية والمصائد الضوئية التي تستعمل فقط في جذب حفارات ساق النخيل التي تساعد على الإصابة بالسوسة .. منوها بأن الإجراءات الواجب إتباعها لمكافحة ومنع انتشار الحشرة تتمثل في تفعيل إجراءات الحجر الزراعي الداخلي الخارجي وذلك بمنع دخول أية فسائل نخيل من أي بلد تتواجد به الحشرة ومنع خروج أية فسائل أو أجزاء نباتية من الشجرة من مديرية القطن. وتنفيذ المكافحة الميكانيكية باستعمال المصائد الفيرمونية الكيرمونية في مزارع النخيل المصابة. وأن تعمل وزارة الزراعة والري ممثلة بجهاز الإرشاد الزراعي على توعية المزارعين والمستثمرين في الزراعة بخطورة الحشرة عبر وسائل الإعلام العامة. وعمل ملصقات ونشرات عن الحشرة تبين أهميتها الاقتصادية والأضرار الجسيمة التي تسببها للنخيل بحيث يعلم أصحاب القرار والمهتمين بوقاية المزروعات والمزارعون خطورة الحشرة إضافة إلى ضرورة التعاون مع الدول المجاورة في تبادل المعلومات والاستكشاف المبكر للآفات الحجرية.