الرئيسية - محليات - معظم المواقع الأثرية تتعرض للنهب والتخريب على مرأى ومسمع من قيادة المحافظة والجهات المعنية
معظم المواقع الأثرية تتعرض للنهب والتخريب على مرأى ومسمع من قيادة المحافظة والجهات المعنية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

ذمار/ رشاد الجمالي –

,مدينة سمعان من أهم المدن القديمة التي كان لها طريق خاص يربطها بعاصمة الدولة الحميرية

تمتلك محافظة ذمار مقومات أثرية متنوعة حيث توجد الكثير من المواقع الأثرية داخل المحافظة التي تغطي كافة المراحل التاريخية وتتنوع بين مدن حميرية كاملة وسدود ومنشآت زراعية قائمة حتى الوقت الراهن وعدد كبير من المساجد الأثرية وهجر العلم والحصون والقلاع إلا أنه كثر الاعتداء والحفر والتنقيب العشوائي لهذه المواقع الأثرية في مختلف المديريات على مسمع قيادة المحافظة والجهات المعنية التي لم تحرك أي ساكن لاتخاذ إجراءات رادعة أو ضبط المعتدين على الآثار وإحالتهم إلى الجهات المختصة لتسليط الضوء أكثر عن الآثار في ذمار وما تعانيه من مشاكل ومعوقات .. التقينا المهندس علي ضيف الله السنباني –مدير عام مكتب الآثار والمتاحف بالمحافظة- الذي بدأ حديثه بتقديم نبذة عن الآثار فيها قائلاٍ:

– محافظة ذمار تعتبر من المحافظات الهامة أثرياٍ وعليها قامت عدة حضارات من أقدمها حضارات العصر القديم فالحديث فالبرونزي فالحديدي فالحميري والإسلامي. وجميع المخلفات للاستيطان البشرية لازالت شاهدة على أرض الواقع كل مرحلة حضارية لها صفاتها وسماتها المميزة لها فالعصر الحجري القديم لن تجد مخلفاته إلا في طبقات التربة المطمورة حالياٍ ومن خال دراساتنا الطويلة وجدناها في المنطقة الشرقية من قاع جهران أما العصر الحجري الحديث (الهوليوسيني) وهذه آثار الاستيطان البشري منها ستمثل في المخلفات الحجرية من شظايا الزجاج البركاني (أوبسدين) والمواقع بها قليلة في منطقة عنس وميفعة عنس والحدأ شمالاٍ لن تجد بها فخار. وأردف السنباني: أما المرحلة الثالثة فتتمثل في العصر البرونزي الذي يعود إلى تاريخ (3000) قبل الميلاد ومنطقة ذمار بها كثافة عالية بمواقع العصور البرونزية خاصة منطقة المرتفعات التي تستخدم حجر (أوبسدين) كأدوات حربية (مطارق – شظايا – مناجل ….الخ). بالإضافة إلى العصر الحديدي وهناك مواقع كثيرة ومنها ماهو قائم على موقع العصور القديمة والعصر البرونزي والعصري الحجري الحديث وهذه الفترة اعتمدت على الزجاج البركاني كأدوات وآلات إضافة إلى الأدوات المعدنية من حديد وبرونزي ونحاس واعتمد الاقتصاد في هذه العصور على القمح والذرة السكري السوداني وأصولها من السودان وهنالك دراسات قائمة على ذلك لإثبات أصولها وإن كانت من منطقة السودان أو القرن الأفريقي فهذا سيدلل على علاقة قائمة بين منطقة اليمن والقرن الأفريقي وهذه ستجرنا إلى نتائج أخرى كثيرة ومن المحاصيل أيضاٍ المدجنة العنب – السمسم – البلسن – الكتان – البازلا – وغيرها.

عمق الحضارة الحميرية وأضاف: وهنالك حضارة أخرى قامت في ذمار خلال المرحلة الحميرية وأرض ذمار تعتبر العمق الجغرافي للحضارة الحميرية وقد تطور فيها الإنسان وفكره وأدواته ومبانيه بشكل كبير وآليات الري تعود إلى 1500 قبل الميلاد أي إلى فترة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقد أنشأت في تلك الفترة (المرحلة الحميرية) السدود والحواجز بهندسة راقية ومحسوبة وقصور ومعابد ومقابر ووصل فيها إلى مرحلة التحنيط. أما الفترة الإسلامية فهي معروفة ومعلومة لدى اليمنيين كافة وآثارها لازالت شاخصة حتى وقتنا الراهن أهمها المساجد مسجد ذمار الكبير الذي بني في فترة الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم إضافة إلى الأضرحة وهي كثيرة في ذمار منها ضريح الإمام المطهر والأمير الحسين بن القاسم وضريح أخيه الحسن في ضوران آنس وقبة عراف في منطقة وصاب وغيرها الكثير من المساجد والأسواق القديمة والسماسرة والتكية. * وعن المواقع الأثرية الموجودة في ذمار قال السنباني: – توجد في ذمار أكثر من سبعمائة موقع أثري لجميع العصور والمراحل التاريخية آنفة الذكر وآخر عمل علمي ثم مسح لعدد 110 مواقع كان في عام 2005م ويفترض أن يكون موسماٍ بعد موسم خاصة ومنطقة ذمار بها مواقع كثيرة يفترض ألا تمسح إلا عبر فرق وبعثات علمية من متخصصة ومجهزة وذلك لتكوين أو إنجاز خارطة أثرية لكل المواقع الممسوحة أثرياٍ. وفيما يتعلق بالمواقع التي تتعرض للحفر والنهب والسرقة أوضح قائلاٍ: هي كثيرة تلك المواقع التي تتعرض للنهب والسرقة ويعود السبب في ذلك إلى اعتماد ميزانية محترمة تفي بالمهام الواجب على الهيئة العامة للآثار القيام بها وأولها بند الانتقالات الخارجية التي يعتمد فيها مبلغ لا يفي ولا يغطي يوماٍ واحداٍ لأن عملنا كله قائم على الخروج الميداني والخروج الميداني سيكون بواسطة أخصائيين مجهزين بكافة احتياجاتهم أهمها وسيلة الانتقال (سيارة) وإذا قلنا مكتب مثل مكتب ذمار سيتطلب خروجه إلى المواقع الأثرية بمتوسط ثمان بلاغات مقدمة للمكتب والخروج الواحد سيكلف مبلغ 50 ألف ريال والمعتمد لدينا خمسة آلاف ريال ولذلك لا يقول أي شخص أني مقصر في عملي أو رئيس الهيئة مقصر ما لم يتم توفير الإمكانيات المادية. ومن المواقع التي تتعرض للسرقات والنهب المواقع التي تقع بالقرب من قرى لديها الوعي والتعليم منخفض وحيث وجد التعليم المرتفع كانت المواقع الأثرية محمية بأهلها أكثر من المواقع الأخرى. وحول دور الهيئة العامة للآثار في منع الحفريات في المواقع الأثرية أجاب بالقول: يعمل المكتب بكل جهده لمنع التخريب بالمواقع الهامة وعلى سبيل المثال وصلنا بلاغ قبل شهر من منطقة ظلمان وهذه القرية أخذت عليها تعهدات والتزامات بعدم الحفر والتنقيب بالموقع قبل حوالي 25 عاماٍ إلا أنه وللأسف قام أحد أبناء المنطقة مؤخراٍ بالحفر والبناء فوق بركة المسجد القديم لغرض في نفس يعقوب ونحن عاجزون عن إخراج جندي واحد من أمن مديرية عنس لضبط المعتدي كون جهات الضبط غير متعاونة معنا لهذا لا نستطيع عمل أي شيء ولن نستطيع ضبط المواقع إلا بإعطائنا صفة الضبط القضائي أيضاٍ.

متاحف ومدن أثرية * وعن عدد المتاحف الأثرية بالمحافظة قال: يوجد في ذمار ثلاثة متاحف منها المتحف الإقليمي في مدينة ذمار ومتحف بينون ثوبان الحدأ ومتحف أكاديمي خاص بجامعة ذمار كلية الآداب قسم الآثار ودور المتحف الارتقاء بالوعي الآثاري لدى العامة وتعميق وترسيخ الانتماء الوطني لدى كل اليمنيين بتعريفهم بحضارة آبائهم وأجدادهم. وبالإضافة إلى هذه المتاحف لدينا بالمحافظة العديد من المواقع الأثرية منها مواقع بمنطقة مارية بعنس وهذه المواقع تعتبر مدناٍ حميرية (هـ-ج-ر-ن) كمدينة سمعان وهي من أهم المواقع الأثرية وفيها ملامح واضحة للمدينة القديمة من بيوت ومنازل وقصر ومعبد وسوق وقد كانت مربوطة بطريق قديم مرصوف إلى عاصمة الدولة الحميرية ظفار ودرست من قبل البعثة الأمريكية ومسحت ورفعت المدينة رفعاٍ هندسياٍ وتم حماية الحواف بجدران حماية من السيول لضمان عدم تدهورها ونفذ هذا المشروع بواسطة الدكتورة “كرستا لويس” بتمويل الصندوق الاجتماعي للتنمية ولدينا مواقع أثرية –أيضاٍ- في حمة ذياب في مديرية ميفعة عنس جاري فيها دراسة خاصة تنفذ بواسطة فريق من المتخصصين وبتمويل الهيئة العامة للآثار ونفذ فيها موسمين ناجحين. وهذا العام اعتمد الموسم الثالث وأعمال الحفريات تتم على الموقع بمبنى نرجحه أن يكون المعبد وميزة حمة ذياب وملامح المدينة محصورة بالقمة والمباني فيها قائمة على الأساس القديم حوار كل مبنى البرك الخاص به وهنالك مواقع أثرية في هكر في ميفعة عنس منها مدينة قديمة مسكونة إلا الآن وهي مبنية فوق تلة صخرية لازالت المباني على الأساسات القديمة ولازالت محتفظة بملامح المدينة القديمة.

مدينة الملك ثاران إلى جانب المدينة اليمنية القديمة المشهورة مدينة الحمراء بمديرية الحدأ التي كانت مقراٍ لأحد الملوك وتشير معظم الدراسات والمعلومات إلى أن الملك الذي اتخذ من هذه المدينة مقراٍ له هو الملك ثاران يهنعم بن ذمار علي يهبر وفي الحدأ –أيضاٍ- توجد منطقة أثرية هي منطقة بينون وهذه المنطقة الهامة توجد بها ملامح المدينة القديمة شاخصة حتى الآن فيظهر الطريق المرصوف إلى الأعلى والمباني لازالت على ارتفاع كبير ومدينة بينون بها شبكة ري راقية جداٍ بواسطة الأنفاق والسواقي التي تسقي. واختتم المهندس علي السنباني حديثه بالقول: الهيئة العامة للآثار لم تحظ بالاهتمام الكافي من قبل الدولة وآثارنا يعتدي عليها وتنهب أمام أعيننا ونحن واقفون لا حول لنا ولا قوة لذلك ندعو حكومة الوفاق إلى إعادة النظر في وضع الهيئة واحتياجاتها فنحن في مكتب الآثار بذمار لدينا منشأة عملاقة تحلم أي محافظة أن تمتلكها وهذه المنشأة هي المتحف الإقليمي التي بنيت عل نفقة الصندوق الاجتماعي للتنمية بمبلغ 400 مليون ريال وسلمت لنا قبل 8 سنوات وإلى هذه اللحظة مازلنا عاجزين عن تشغيل صالة واحدة من مجموع خمس صالات.