الرئيسية - محليات - طالبات الريف .. رحلة شاقة في الحصول على الشهادة الجامعية
طالبات الريف .. رحلة شاقة في الحصول على الشهادة الجامعية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

استطلاع / مطهر هزبر – تعجز كثير من الفتيات الريفيات عن مواصلة التعليم الجامعي نتيجة ظروف اجتماعية واقتصادية وغيرها من الظروف التي تتسبب في حرمان تلك الفتيات من تحقيق أحلامهن في الحصول على الشهادة الجامعة . هناك الكثير من الفتيات استسلمن لواقعهن واكتفين بالشهادة الثانوية وبالمقابل فإن هناك فتيات تغلبن على هذه الظروف بمزيد من العزيمة والإصرار فكان لهن ما أردن . ففي جبل صبربمحافظة تعز على سبيل المثال تواجه طالبات الجامعة مشكلة كبيرة تتمثل في ارتفاع أسعار أجور المواصلات بشكل كبير جداٍ وهو ما أسهم في عزوف كثير من الطالبات خاصة عن الالتحاق بالجامعة فيما تمكنت بعض الطالبات من الالتحاق بالجامعة. في الاستطلاع التالي نسلط الضوء على معاناة الطالبات في سبيل الحصول على الشهادة الجامعية .

(ظروف صعبة) أمل طالبة في المستوى الثالث بكلية التربية بجامعة تعز تصحو كل يوم قبل صلاة الفجر تصلي الفجر وتستعد على عجل وتذهب باتجاه منزل زميلتها أحلام التي تكون هي الأخرى على أهبة الاستعداد لبدء يومهما الدراسي المليء بالمصاعب والمشقة . أمل وأحلام طالبتان جامعيتان تقطنان مديريتي مشرعة وحدنان بجبل صبر محافظة تعز تعانيان مثلهما مثل كثير من الطلبة من أبناء المديرية التي تبعد عن المدينة مسافة ربع ساعة بالسيارة فقط من ارتفاع أجرة السياره من الجبل إلى المدينه والتي تصل إلى 1200 ريال يوميا ذهابا وإيابا وهو مبلغ كبير جدا لاتستطيع كثير من الأسر توفيره لأبنائها الطلبة لتمكينهم من الدراسة الجامعية ناهيك عن مصروفات التسجيل والكتب والملازم الدراسية الأمر الذي تسبب في عزوف كثير من الطلبة من استكمال دراستهم الجامعية وبخاصة الطالبات . أمل وأحلام قررتا كغيرهما من طلاب وطالبات جبل صبر التغلب على هذه المشكلة من خلال السير على الأقدام من المنزل إلى الجامعة والعكس بشكل يومي رغم مشقة الرحلة . تقول أمل: منذ أن التحقت بالجامعة انقلبت حياتي رأسا على عقب لا أعرف الراحة إلا يوم الجمعة والتي تمر علي كلمح البصر أصبحت أنام مبكراٍ جدا أصلي العشاء واتنأول العشاء مع العائلة واخلد بعدها للنوم لأني أعرف أنني سوف أصحو باكرا وسابدأ رحلة شاقة تبدأ مع مطلع الفجر وتنتهي قبيل المغرب وأحيانا يؤذن المغرب ونحن لانزال في طريق العودة إلى المنزل . (السبيل الوحيد) وتسترسل أمل في سرد معاناتها ومعاناة زملائها الطلاب والطالبات بشكل أقرب إلى الدراما تقول: رغم التعب والارهاق والاجهاد البدني والنفسي إلا أننا عزمنا على أن لاندع للإحباط سبيلاٍ إلى نفوسنا لأننا نعلم جيدا أننا إذا لم نتحل بالصبر والعزيمة لن نستطيع أن نكمل دراستنا الجامعية وأن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق أحلامنا خصوصا أن ظروف أسرنا صعبة وليس بإمكانها أن توفر لنا أجرة المواصلات بشكل يومي والتي قد تصل إلى أكثر من 30 ألف ريال شهريا إضافة إلى مصاريف التسجيل والرسوم الدراسية والمنهج وغيرها كما أنه من غير الممكن أن نستقر في المدينة لأسباب كثيرة . (معاناة جماعية) هذه المعاناة التي تواجهها الطالبات الجامعيات في مديريتي مشرعة وحدنان بجبل صبر يشترك فيها كثير من مواطني المديرية نتيجة ارتفاع أجرة المواصلات رغم أن الطريق الذي يربط المديرية بالمدينة لم يعد بتلك الوعورة التي كانت منذ سنوات طويلة حيث أن العمل جار في شق وتعبيد الطريق وقد بدأت عملية سفلتة الطريق منذ اسابيع وهو أمر أن تم وفق المخطط سيكون بمثابة إنجاز كبير لأبناء المديرية الذين لطالما حلموا بأن تعبد الطريق كغيرها من الطرق الريفية في كثير من المحافظات خصوصا وأن المديرية تقع على مشارف المدينة وهو ماقد يسهم في التخفيف عن كاهل الطلبة والمواطنين بشكل عام فيما يخص أجرة المواصلات وانهاء معاناة أبناء المديرية الذين لم يجدوا خلال السنوات الماضية أي حلول من الجهات المعنية في المديرية سواء المجلس المحلي أو إدارة المرور أو مكتب النقل وغيرها من الجهات المختصة التي غاب دورها في التخفيف من هذه المعاناة والحد من استغلال مالكي السيارات الذين يبالغون في رفع أسعار المواصلات من وإلى المدينة رغم أن معظم سياراتهم قد عفا عليها الزمن وأصبحت أشبه بالخردة إلى جانب غياب الصيانة المستمرة لهذه السيارات التي تعمل في الطريق البالغ طوله حوالي 14كيلومتراٍ والتي نتج عنها العديد من الحوادث المرورية تسببت في وفاة وإصابة العديد من المواطنين وكل هذا يحصل دون أي دور يذكر للجهات المعنية في المديرية بل أن كل جهة من هذه الجهات تتنصل عن مسوؤلياتها ودورها وتحيله إلى جهة اخرى . وتبقى معاناة المواطنين والطلبة من أبناء المديرية قائمة إلى أجل غير مسمى . وبرغم أن محافظ محافظة تعز شوقي أحمد هائل كان قد وجه خلال لقائة عدداٍ من الطلبة والطالبات من أبناء المديرية منذ أشهر بتوفير عدد من السيارات العاملة بالفرزة بنقل هؤلاء الطلاب باسعار مخفضة ومع ذلك لاتزال هذه الأسعار المخفظة تشكل عبئاٍ ثقيلاٍ على أسر هؤلاء الطلاب ولم يكتب لهذه الخطوه النجاح . (لاوقت للمذاكرة) الرحلة اليومية لطلاب وطالبات الجامعة من أبناء مديريتي مشرعة وحدنان بجبل صبر بحثا عن العلم والتحصيل العلمي أرهقت كثيراٍ من الطلبة بدنيا ونفسيا وفي هذا الصدد تقول الطالبة أحلام وهي طالبة في المستوى الأول بكلية العلوم الإدارية بجامعة تعز : أشعر أن يومي بالكامل يمر في الطريق حتى وأنا داخل المحاضرات يظل تركيزي وتفكيري باتجاه رحلة العودة إلى المنزل وبالتحديد عندما تكون لدينا محاضرات متأخرة تستمر إلى فترة ما بعد العصر وغالبا ما نفوت هذه المحاضرات خشية أن يداهمنا الظلام في طريق عودتنا إلى منازلنا . وتضيف أحلام: الطالب بحاجة إلى الراحة النفسية وتهيئة الأجواء المناسبة ليتمكن من التحصيل العلمي داخل الجامعة وخارجها كي يتمكن من المذاكرة ومتابعة المقررات الدراسية والمحاضرات اليومية والقيام بالأبحاث والتكاليف الجامعية التي يلزمنا بها بعض من أساتذة الجامعة ونحن للأسف لانستطيع القيام بهذه المتطلبات لأننا ببساطة لانجد الوقت الكافي لأن معظم أوقاتنا تمر في نزول الجبل وطلوعه منذ ماقبل الفجر وحتى المغرب (تفاؤل بالمستقبل) كل ماتفكر به أمل وأحلام وغيرهما من الطلاب هو إنهاء دراستهم الجامعية رغم الاجهاد النفسي والبدني في رحلة طلب العلم وتدركان جيد أن لا أحد يمكن أن ينهي معاناتهما ومعاناة زملائهما على المدى القريب لكنهما متفائلتان بأن هذه المعاناة قد تنتهي خلال السنوات القريبة القادمة خصوصا إذا تم الانتهاء من أعمال مشروع شق وسفلتة الطريق خصوصاٍ إذا بدأت حافلات النقل (الدبابات) بالعمل في الخط وبأسعار رمزية كتلك التي تدفع في مناطق مماثلة كما هو الحال في طريق صبر الموادم خصوصا أن المسافة قريبة جدا بين المديرية والمدينة وتعتبر إحدى نواحي المدينة .