مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن اختتام ورشة تدريبية بسيئون حول تقييم وتحديد الاحتياجات وإعداد وكتابة التقارير البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يواصل برامجه ومبادراته التنموية في مختلف المجالات تأهيل كوادر بمصلحة الجمارك حول الرقابة على السلع الإستراتيجية في قطر شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية
عبدالرحمن محمد المروني – ترتبط العبادة ارتباطاٍ وثيقاٍ بالأخلاق فالعبادة لها أثرها الكبير في تزكية نفس المسلم وتوجيه سلوكه وتهذيب أخلاقه وتقويمها. ولو تأملنا النصوص الشرعية والتوجيهات الربانية لاتضح لنا مدى اهتمام الإسلام بتهذيب النفس وتخليصها من أدرانها وذلك من خلال ما تدل عليه تلك النصوص والتوجيهات عدم جدوى العبادة إذا لم يكن لها أثر في تهذيب نفس صاحبها وتوجيه سلوكه فقد دلت تلك النصوص أنه لا تنفع المرء صلاته ولا صيامه ولا أي شيء من عمله الصالح إن كان سيء الخلق لا يكترث بالاعتداء على الناس وإلحاق الأذى بهمº ومن هنا جاء في الحديث الشريف: » المسلمْ مِن سِلمِ المسلمونِ من لسانه ويِده والمهاجرْ مِن هِجِرِ ما نِهى اللهْ عنه « وجاء في الحديث الشريف أيضاٍ أن رجلاٍ قال: يا رسول الله إن فلانة تْذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال صلى الله عليه وآله وسلم: »هي في النار« . قيل: يا رسول الله إن فلانة تْذكر من قلة صيامها وصلاتها وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها قال: » هي في الجنة «.
لقد نهى الإسلام عن كل ما من شأنه الاعتداء على الناس أو إلحاق الضرر بهم في نفوسهم وأعراضهم أو في أموالهم وأهليهم ودلت النصوص الشرعية على أن أذية المسلم والاعتداء عليه أو على ماله أو عرضه يترتب عليه أكبر الخطر وأعظم الضرر ليس على المعتدى عليه وإنما على المعتدي نفسه وذلك لما للاعتداء من أثر في الإفلاس يوم القيامة من الأجور والحسنات وخسران النفس باستحقاق العذاب والخلود في النار والعياذ بالله يقول الله تعالى: (وِالِذينِ يْؤúذْونِ المْؤúمنينِ وِالمْؤúمنِات بغِيúر مِا اكúتِسِبْوا فِقِد احúتِمِلْوا بْهúتِانٍا وِإثúمٍا مْبينٍا) وفي الحديث أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سأل أصحابه يوماٍ فقال: » أتدرون من المفلس¿« قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: » المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار «. وما ورد في النهي عن الاعتداء على نفس المسلم وماله وعرضه يشمل كذلك التعدي على الحق العام والمشاريع العامة الحيوية التي تتعلق بها مصالح الناس ومعايشهم ومن ذلك: الطرق العامة والمستشفيات والمدارس والجامعات ومشاريع الدولة ومؤسساتها الخدمية وغير الخدمية ومنها مشاريع النقل والكهرباء والمياه وأنابيب النفط وناقلاته وما إلى ذلك من المشاريع العامة والمؤسسات التي تقيمها الدولة أو المؤسسات الخيرية أو المنظمات الإنسانية أو التي يقيمها الواقفون وفاعلو الخير والتي تهدف في الغالب إلى خدمة المجتمع ورعاية مصالحه. وما من شك أن الاعتداء على مثل هذه الخدمات والمشاريع هو اعتداء على كل فرد في المجتمع ينتفع بها ويستفيد منها وبالتالي فالاعتداء عليها جريمة من أكبر الجرائم وإثم من أكبر الآثام وذلك لأن مثل هذه الاعتداءات يتضرر منها العدد الكبير الذي لا حصر له من الناس فيتعدد الإثم بتعدد من لحقه الضرر. ولو ضربنا لذلك مثلاٍ ببعض الظواهر السلبية الغريبة عن مجتمعنا وقيمنا ومنها الاعتداءات التي تقع على خطوط الكهرباء فإننا سنلاحظ مدى الأضرار الفادحة التي تلحق بالناس جراء هذا العمل الإجرامي الخبيث ابتداءٍ بحالات الوفاة التي قد تحدث نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وتعذر إنقاذ بعض الحالات بأجهزة التنفس الصناعي أو غيره من الأجهزة الطبية التي تستخدم عادة في أقسام الطوارئ وغرف العمليات وغرف العناية المركزة في المستشفيات والمراكز الطبية وانتهاءٍ بتعرض الكثير من التجار للخسائر الفادحة نتيجة توقف الأجهزة التي تقوم بحفظ ما يحتاج إلى الحفظ كالثلاجات والمكيفات ونحوها و تعطل مصالح الناس -خصوصاٍ أصحاب الأعمال والمهن- نتيجة توقف الآلات التي هي أساس عملهم ومصدر رزقهم كآلات الخياطة وآلات الطباعة والتصوير وغيرها. وقس على ذلك جرائم الاعتداء على الطرق العامة بتخريبها والتقطع فيها وجرائم التقطع لأنابيب وناقلات النفط ومنع وصولها إلى الموانئ والمدن والمحافظات وما قد يحصل نتيجة ذلك من تعطيل لمصالح الناس وإلحاق الخسائر والأضرار الفادحة بالأرواح والممتلكات وهكذا الأمر في سائر المشاريع الحيوية والخدمية المتصلة بحياة الناس ومصالحهم. هذا من ناحية ومن ناحية ثانية فإنه قد تصعب التوبة -إن لم تكن متعذرة- على من يرتكب مثل هذه الجرائم وذلك لأن من شرط التوبة مما يتعلق بحق المخلوقين التحلل من الذنب الذي وقع عليهم إما بإرجاع حقهم أو تعويضهم عما فات من حقهم أو الاعتذار إليهم وطلب السماح منهم وكل هذه الأمور مستحيلة ومتعذرة في مثل هذه الحالات. فهل يعي من يرتكبون مثل هذه الجرائم -ومن يشجعهم ويقف وراءهم- بعظيم ما يرتكبونه من جرم وما يتحملونه من وزر وما يلحقونه من أضرار فادحة بأنفسهم ووطنهم وأبناء جنسهم¿¿ وإذا كان أمثال هؤلاء الحمقى يظنون أنهم قادرون على الإفلات من يد العدالة في الدنيا حيث لا رقيب عليهم ولا حسيب فليعلموا أن الله لهم بالمرصاد وهو الرقيب عليهم والحسيب (وِلِا تِحúسِبِنِ اللهِ غِافلٍا عِمِا يِعúمِلْ الظِالمْونِ ) صدق الله العظيم.