مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن اختتام ورشة تدريبية بسيئون حول تقييم وتحديد الاحتياجات وإعداد وكتابة التقارير البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يواصل برامجه ومبادراته التنموية في مختلف المجالات تأهيل كوادر بمصلحة الجمارك حول الرقابة على السلع الإستراتيجية في قطر شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية
لقد اهتمت الشريعة الإسلامية بل وكافة الشرائع السماوية بحفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال لأن حياة الناس لا تستقيم ولا تنتظم بدون المحافظة على هذه الضرورات الخمس. والمراد بالدين هو التوحيد الخالص لله تبارك وتعالى. وربنا في القرآن الكريم سمى المال خيراٍ فقال تعالى “وإنه لحب الخير لشديد” “سورة العاديات”. وأشار إلى المال والبنين بزينة الحياة الدنيا في قوله تعالى “المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا” الكهف. ولا ينكر أحد ما للمال من أهمية في حياة الأفراد والأمم لتحقيق وسائل العيش الكريم والرقي إلى مدارج التقدم بعد تحقيق الإيمان بالله تعالى.
وصدق من قال: بالعلم والمال يبني الناس ملكهم لم يبن ملك على جهل وإقلال والإسلام لا ينكر الملكية الخاصة للأفراد بل يحميها ويؤكد أننا سنسأل عن مصدر حصولنا على المال ووجوه إنفاق هذا المال. هذا مادل عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه. وعن جسده فيما أبلاه وعن علمه ماذا عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيمِ أنفقه”. حق جميع أفراد المجتمع في الانتفاع بالمال العام إن المال العام هو ما كانت ملكيته لجميع أفراد الشعب وليست لشخص بعينه. ويدخل في المال العام والملكية العامة المنشآت الكهربائية والنفطية والمؤسسات التعليمية بجميع مراحلها والمستشفيات ودور رعاية اليتامى والمسنين والمرضى والطرق والكباري والجسور والشوارع والموانئ والأراضي المخصصة لمنافع الدولة. ولا يشك عاقل أبداٍ في أن من حق الناس جميعاٍ الانتفاع بالمال العام والمنشآت العامة والاستفادة منها لأنها ملك لجميع أفراد الشعب ويكون الانتفاع والاستفادة منها بحسب الضوابط التي وضعها ولي أمر الدولة في هذا الشأن. وواجبنا جميعاٍ نحن أبناء المجتمع تجاه المنشآت العامة والمال العام المحافظة على هذه المنشآت العامة فلا نتعدى عليها لا بالنهب ولا بالتدمير ولا بالتفجير ولا بالتخريب فنكون أمناء على هذه المؤسسات العامة. فرب العباد تبارك وتعالى حرم التعدي على المال العام وأخذ أي شيء منه بدون حق. قال تعالى “ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة” آل عمران والغلول: الخيانة. وبيِن صلى الله عليه وسلم الخزي والعار لمن يأخذ شيئاٍ من أموال المسلمين العامة بدون حق. عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الغلْول فعظمه وعظم أمره فقال: لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء على رقبته فرس له حِمúحِمه يقول يا رسول الله اغثني فأقول لا أملك لك شيئاٍ قد ابلغتك أو على رقبته صامت فيقول: يا رسول الله اغثني فأقول: لا أملك لك شيئاٍ قد ابلغتك أو على رقبته رقاع تخفق فيقول: يا رسول الله اغثني فأقول: لا أملك لك شيئاٍ قد ابلغتك” أخرجه البخاري ومسلم. الثغاء: صوت الشاة رغاء: صوت البعير صامت: الذهب والفضة رقاع تخفق: ثياب أخذها من الغنيمة أي أخذها بغير حق قبل أن تقسم. ففي الحديث: وعيد شديد لأهل الغلول قد تكون العقوبة حمل البعير وسائل ما غله على رقبته على رؤوس الأشهاد وفضيحته به. وهذا في حق من خان المال العام للمسلمين. وعن خولة الانصارية رضى الله عنها: قالت: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رجالاٍ يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة”. رواه البخاري قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري أي يتصرفون في مال المسلمين بالباطل. الاعتداء على المؤسسات العامة والمال العام ومع اهتمام القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بوجوب المحافظة على المال العام إلا أننا بين فترة وأخرى نرى من يعتدي على المال العام والمؤسسات العامة في اعتقاد البعض منهم بأن هذا المال لا صاحب له فخذ منه ما تشاء في أي وقت تشاء وبأي طريقة كانت ونرى بعضا من الناس يعتدي على الممتلكات العامة فيقوم بتفجير شبكات الكهرباء وخطوط أنابيب النفط وتدمير شبكات وخطوط الاتصالات. ونرى البعض يقوم بسرقة التيار الكهربائي وخطوط الهاتف بحجة أن الدولة ما أعطته حقه ونرى البعض يقوم بتوقيف عداد الكهرباء والمياه من أجل سرقة أموال الدولة. والبعض الآخر يسخر المال العام والمؤسسات العامة لأغراضه الشخصية. أسباب الاعتداء على المال العام إن الاعتداء على المؤسسات العامة بالتفجير والتدمير والتخريب والنهب والاحتيال يرجع إلى أحد هذه العوامل: 1- عدم الوسطية والاعتدال في فهم الدين الإسلامي. 2- سوء الخلق وانعدام المروءة. 3- عدم مراقبة الله تعالى وعدم الخوف منه. 4- ضعف روح الأخوة الإسلامية. 5- عدم تطبيق أحكام ومبادئ دين الله تعالى. حكم الاعتداء على المؤسسات العامة إن الاعتداء على هذه الممتلكات العامة بأي شكل من أشكال الاعتداء من أخطر القضايا التي تهدد الأمن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للوطن. والتعدي على الممتلكات العامة أخطر وأعظم جرما من التعدي على المال الخاص المملوك لآحاد الناس لتعلق حق جميع أفراد المجتمع به. علاوة على أن تخريب وتفجير وتدمير ونهب الممتلكات العامة هو من الإفساد في الأرض. قال تعالى “إن الله لا يصلح عمل المفسدين” “يونس”. وهذه الأعمال الإجرامية فيها ظلم لعامة أفراد المجتمع “والله لا يحب الظالمين”. فمعاناة مريض الكلى جراء انقطاع التيار الكهربائى لا تخفى على أحد ومريض الكبد معاناته لا تخفي أيضا على أحد والأطفال الرضع الصغار في الحاضنات معاناتهم وصراخهم جراء انقطاع التيار الكهربائي ليست بخافية على أحد من الناس. ومعاناة طالب علم من الجنسين لا تخفي على أحد ومعاناة صاحب العمل كالمتجر والمصنع ليست بخافية على كل ذي عقل. ثم معاناة الشيخ الكبير والمرأة العجوز جراء الظلام الحالك لساعات وربما لأيام لا تخفي على أحد ثم حوادث السير التي قد تقع بسبب انقطاع التيار الكهربائي. ثم إن المستهدف بأعمال التفجير والتخريب والتدمير هو الوطن وأمنه والاستقرار في البلاد والخروج على وحدة الأمة ثم إن هذه الممارسات داخل المجتمعات الإسلامية فضلاٍ عن سجونها محكومة بالفشل وعاقبتها إلى خسارة في الدنيا والآخرة فإنها تفتح باب التدخلات من قبل أعداء أمتنا وتشوه صورة الإسلام والمسلمين. ونعمة الأمن على النفس والأهل والولد والمال والعرض من أجل نعم الله علينا بعد توحيده فالأمن مطلب كل أمة وغاية كل دولة. فنعمة الأمن كانت أول دعوة لأبينا الخليل إبراهيم عليه السلام حينما قال »رب اجعل هذا البلد بلداٍ أمنا وارزق أهله من الثمرات« فانظر كيف قدم خليل الرحمن نعمة الأمن على الطعام والشراب. لأن نعمة الأمن لا يستغنى عنها لا حاكم ولا محكوم ولا غني ولا فقير ولا ذكر ولا أنثى ولا صحيح ولا سقيم ولا مسافر ولا مقيم. وبيِن صلى الله عليه وآله وسلم أن نعمة الأمن تشكل مع العافية والرزق الملك الحقيقي للدنيا فعن عبدالله بن محصن الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال »من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها« رواه ابن ماجه والترمذي بإسناد صحيح وحسن الألباني في صحيح الجامع. > ماذا لو تضمن تفجير الممتلكات والمؤسسات العامة الاعتداء على الأنفس¿ - وإذا تضمن الاعتداء الإجرامي على الممتلكات والمؤسسات العامة قتل أحد من الناس فهذه خيانة أخرى أشد جرما وإثما من الاعتداء على المال العام فشريعة الإسلام وكافة الشرائع السماوية اتفقت على حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال ودماء الناس لا يجوز الاعتداء عليها بنص القرآن الكريم قال تعالى »ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما« سورة النساء. وذكر الله تعالى في سورة المائدة أحداث أول جريمة قتل على وجه الأرض حين قتل قابيل أخاه هابيل فقال تعالى: »من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاٍ ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا« المائدة. وقد أكد ذلك رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم يوم النحر في حجة الوداع فعن بن عباس رضي الله عنهما قال »خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم النحر فقال: “يا أيها الناس أي يوم هذا¿ فقالوا: يوم حرام فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أي بلد هذا¿ فقالوا: بلد حرام فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أي شهر هذا¿ فقالوا : شهر حرام فقال صلى الله عليه وآله وسلم »إن دماءِكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا فأعادها مرارا ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: اللهم هل بلغت” قال ابن عباس: فوالذي نفسي بيده إنها لوصيته لأمته فليبلغ الشاهد الغائب لا ترجعوا بعدي كفاراٍ يضرب بعضكم رقاب بعض وعن عبدالله بن عمرو قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطوف بالكعبة وهو يقول: ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفسي بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيراٍ. قال الألباني أخرجه البيهقي في شعب الإيمان من طريقين عن حفص بن عبدالرحمن عن شبل عن ابن ابي نجيح عن ابن عباس قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الكعبة وفي الطريق الأخرى لما نظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الكعبة قال مرحبا بك. وهذا إسناد حسن فبأي مبرر وبأي حجة سوغ القائمون بالتفجيرات لأنفسهم تدمير المنشآت وقتل الأبرياء وإزهاق أرواحهم. ما ذنب رجل الجيش والشرطة عندما ترمل زوجته وييتم أطفاله ما ذنبه ما جريمته عندما تفقد الزوجة زوجها العائل لها بعد الله وعندما يحرم الأطفال من سماع صوت أبيهم مدى الحياة¿ ما ذنب الشيخ الكبير والمرأة العجوزة عندما يفقدان ولدهما العائل لهما بعد الله¿ ماذا يقول القتلة يوم العرض على الله عندما يمسك المقتول بقاتله ودمه ينزف ويقول يا رب سل هذا فيم قتلني¿ أعند هؤلاء جواب يردون به يوم العرض على الله إلا من تاب ورجع إلى الله.. ليراجع هؤلاء أنفسهم وفكرهم وعملهم قبل لقاء الله تعالى. دور العلماء والمجتمع > لعلاج مشكلة تفجير وتدمير وتخريب الممتلكات العامة أيا كانت يجب أن نكون أقوياء وصرحاء في تحريم وتجريم هذه الأعمال ونزع أي غطاء من الشرعية عنها ولعل أصحاب الخطاب الإسلامي من العلماء والدعاة والخطباء أول من يبادر بذلك ويتحمل مسؤوليته خاصة إذا علمنا أن هذه الممارسات »التفجير والتخريب والتدمير والقتل« تحاول أن تتكئ على منطلقات أو دوافع تزعم أنها شرعية فأولى وأنجح من يفندها هم أصحاب الشريعة أنفسهم بنين في مجالس العلم والدروس واللقاءات العامة والخاصة بل والفردية أحياناٍ خطورة القيام بهذه الأعمال وتحريمها وتجريمها بحيث تكون هذه أدبيات يربى عليها الشباب في حلقات العلم واللقاءات الأسرية ويربى عليها كافة أبناء المجتمع بكل أطيافه. ويجب تضافر الجهود الرسمية والشعبية وجميع مؤسسات الدولة في محاربة هذه الأعمال الإجرامية فللإعلام المرئي والمسموع والمقروء دور مهم في هذا الشأن وللجامعة دور أساسي ومهم جدا وللمدارس كذلك دور لا يقل أهمية عن باقي مؤسسات الوطن. وعلى الرياضيين والمثقفين كل من موقع عمله دور في محاربة هذه الأعمال الغريبة الوافدة إلى أمتنا فإذا ما تضافرت هذه الجهود وخلصت النية فإن الله سيجعل لجميع أمة الإسلام مخرجا من هذه الأفكار الضالة والأعمال المحرمة وسيبدل الله حال الأمة من خوف إلى أمن بمشيئته جل وعلا رزق الله بلاد المسلمين الأمن والأمان وصلى الله وبارك على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحابته وسلم. رئيس بعثة الأزهر الشريف باليمن