الرئيسية - الدين والحياة - حقوق الإنسان في الإسلام
حقوق الإنسان في الإسلام
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الشيخ / صبحي زكريا علي زايد – الإسلام هو الدين الذي سبق كل المواثيق الدولية في احترام حقوق الإنسان¡ فقبل أن يكون هناك ميثاقا◌ٍ عالميا◌ٍ لحقوق الإنسان الصادرة من الأمم المتحدة عام 1948جاء القرآن الكريم منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام ليتحدث عن الإنسان في آيات كثيرة بل إنك تتعجب في أن الله تعالى جعل سورة كاملة تسمى به سورة الإنسان¡ وكذلك بدأ الله سبحانه وتعالى خطابات كثيرة موجهة إلى الناس فيقول : “يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا◌ٍ كثيرا◌ٍ ونساء◌ٍ ” النساء الآية (11). ثم ينادي على جميع الناس أن لا تمايز بين الناس على أساس من الجنس أو اللون أو حتى الحالة في الغنى أو الفقر فيقول تعالى : “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا◌ٍ وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” ومن أجل ذلك فينطبق حقا◌ٍ على الدين الإسلامي أنه دين الإنسانية فنبينا صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ينادي على الناس جميعا◌ٍ قائلا◌ٍ: “أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في يومكم هذا في بلدكم هذا” من أجل ذلك فإن الدين الإسلامي يدعو إلى إعطاء حق الإنسان من حرمة دمه وماله وعرضه بصرف النظر عن لونه وجنسه ولغته يكفيه أنه إنسان. الإسلام هو الدين الذين ارتضاه الله للبشرية كلها إن الإسلام كدين ليس دينا◌ٍ خاصا◌ٍ بنبي دون نبي ولا رسول دون رسول ولا بقوم دون قوم بل إن الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله تعالى للدنيا بأسرها شرقها وغربها ماضيها وحاضرها وللبشر الذي يسكنون فيها كلهم أبيضهم وأسودهم غنيهم وفقيرهم وقويهم وضعيفهم لأنه الدين الذي يلبي حاجة البشر كلهم لأنه تعاليم الله تعالى والله تعالى هو الذي خلقنا والذي خلق هو الأعلم والأجدر بوصف الدواء الذي يصلح لداء دون داء ولم لا وهو الذي أتقن كل شيء خلقه. قال تعالى” الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين” السجدة. وقال تعالى أيضا◌ٍ : “صنع الله الذي أتقن كل شيء” ومن هنا فإن الإسلام هو دين كل نبي قال تعالى “قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون” هؤلاء الأنبياء كلهم على رسالة الإسلام التي تدعو إلى توحيد الخالق جل وعلا , قال تعالى “وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فأعبدون” ومن هنا تبين لنا أن الإسلام صرح شامخ وضع لبنته الأولى سيدنا آدم وجاء كل نبي ليكمل وليتم ما بدأه السابق عليه حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم وأكمل الله به الدين وأتم به النعمة قال تعالى في آخر ما نزل من القرآن الكريم “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا◌ٍ” ويقول الحبيب صلى الله عليه وسلم ليبين أن خاتم الأنبياء والمرسلين والذي به أكمل الله للبشرية الدين يقول في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة “مثلي ومثل الأنبياء من قبل كمثل رجل بنى بيتا◌ٍ خزينة وجمله إلا موضع لبنة منه فأخذ الناس يطوفون حوله ويقولون ما أزينه وما أجمله لولا موضع هذه اللبنة فأنا اللبنة وأنا خاتم الأنبياء والمرسلين” ومن أجل هذا فإن الله سبحانه وتعالى أرسله كافة للناس بشيرا◌ٍ ونذيرا◌ٍ قال صلى الله عليه وسلم (وبعثت إلى الناس كافة) وخاطبه ربه بقوله “وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا◌ٍ ونذيرا◌ٍ”. من هنا تبين لنا أن الدين الإسلامي هو الدين الصالح لكل مشكلات العصر مهما تقدم العالم وتحضر يظل كالطفل الضال الذي يريد من يأخذ بيديه إلى حالة الاطمئنان والاستقرار النفسي هذا كله نجده في الدين الإسلامي فقال تعالى “الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب”. عضو بعثة الأزهر الشريف في اليمن