شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية وفد عسكري يطلع على سير العمليات العسكرية في محور علب بصعدة الارياني يرحب بإعلان حكومة نيوزيلندا تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية نيوزيلندا تصنف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية الارياني: استمرار تجاهل التهديد الحوثي وعدم التعامل معه بحزم، سيؤدي لمزيد من زعزعة الامن والاستقرار المكتب التنفيذي لأمانة العاصمة يناقش انتهاكات الحوثي وتحديات النازحين
تحقيق/ وليد المشيرعي – باكرا هذا العام اغلقت وكالات الحج والعمرة أبوابها في وجوه المواطنين الراغبين في التسجيل لديها لأداء فريضة معتذرة بقرار السلطات السعودية تخفيض حصة اليمن من الحجاج بنسبة »20٪« وكذلك الحال لبقية الدول الإسلامية التي يسري عليها قرار مؤتمر القمة الإسلامية بشأن تحديد حصة كل دولة من الحجاج بواقع واحد من كل ألف نسمة وأمام الأبواب الموصد بقي آلاف المواطنين اليمنيين بلا أي فرصة للفوز بتأدية الفريضة هذا العام ومن وكالة إلى وكالة تحملهم أقدامهم واصرارهم إلى بوابة قطاع الحج والعمرة بوزارة الاوقاف والإرشاد حيث لا يجدون لدى المسؤولين حلا أو ردا يشفي صدورهم حول فقدان الأمل بتحقيق حلمهم في الحج والزيارة قبل أن يوافيهم الأجل. وتسمع بين صفوف هؤلاء الكثير من الهمس حول قيام بعض الوكالات بالادعاء أنها أكملت حصتها لتقوم ببيع برامج الحج التي بحوزتها بالأسعار التي تروق لها وتحقق لأصحابها المزيد من الأرباح ولو على حساب الحاج المتلهف لتأدية الفريضة في ما اقتصرت بقية الفرص المتاحة للحج في المستويين الأول والثاني وبأسعار باهظة. »الثورة« وضعت عددا من التساؤلات حول هذه القضية ونقلتها للمسؤولين وأصحاب الوكالات فكانت الحصيلة التالية: مفاجأة > في البداية تناول الأخ منير محمد دبوان الوكيل المساعد بوزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع الحج والعمر أسباب الأزمة الحاصلة فقال: ليست أزمة بالمعنى الحرفي للكلمة لكن يمكن أن نطلق عليها وضع استثنائي فقد كانت مساعي الوزارة تتجه نحو رفع حصة اليمن من الحجاج إلى أكثر من الحصة الحالية 24 ألف حاج لتواكب الزيادة السكانية لبلادنا حيث يبلغ عدد السكان الآن وبحسب معدل النمو السنوي 30 مليون نسمة وهو ما يقتضي بحسب مقررات القمة الإسلامية للعام 2004م أن تكون حصة اليمن ثلاثين ألف حاج نسبة حاج من كل ألف نسمة. لكننا فوجئنا بقرار السلطات المختصة بشئون الحج في المملكة العربية السعودية الشقيقة تخفيض الحصة الحالية لبلادنا بنسبة 20٪ كما هو الحال لبقية الدول الإسلامية وذلك نتيجة لأعمال الهدم المصاحبة لإنشاء التوسعة الجديدة للحرم المكي الشريف الأمر الذي يعي أن حصة اليمن من الحجاج لهذا العام ستكون 19 ألف حاج فقط. والحقيقة أن هذا التخفيض أدى إلى زيادة الطلب على العرض وبالتالي حرمان 5 آلاف مواطن من الحج هذا العام. الأمل موجود > وأضاف نحن حتى الآن لم نفقد الأمل في زيادة الحصة لتصل إلى النسبة المفترضة حسب عدد السكان الحقيقي لليمن الذي تؤكد الاحصاءات وصوله إلى ثلاثين مليون نسمة في ضوء معدل النمو السنوي البالغ 3.2٪ من السكان. وحول الراغبين في أداء الفريضة هذا العام والذين أصبح عددهم يفوق الحصة المتاحة وما هي أولويات الحصول على فرصة الحج يقول دبوان: كما تحدثت سابقا أن هذا التخفيض جاء مفاجئا وفي الوقت الذي كنا نسعى فيه للحصول على زيادة الحصة لذلك فإن الحلول المطروحة محدودة بحكم ضيق الوقت وباعتبار أن هذا التخفيض مؤقت ومرتبط بأعمال الانشاءات في التوسعة الجديدة للحرم المكي الشريف. وفي اعتقادي أن استثناء الذين تمكنوا من أداء الفريضة خلال أحد الأعوام الثلاثة السابقة قد خفف نوعا ما من نسبة المتقدمين للحج هذا العام. آلية القرعة > وحول اعتماد نظام القرعة بين المتقدمين للحج كآلية للحصول على فرصة لأداء الفريضة وهو النظام المتبع في مختلف الدول الإسلامية التي يزيد فيها عدد المتقدمين للحج على الحصة المتاحة للبلد يشير دبوان إلى استبعاد هذا النظام وأنه ليس من الخيارات المطروحة للبحث على الأقل هذا العام ويؤكد بقوله: نظام القرعة معتمد في الدول التي يزيد فيها عدد الراغبين في الحج على الحصة المتاحة لها بنسبة كبيرة وفي بلادنا جاءت الزيادة هذا العام فقط بنسبة كبيرة خلافا لما كانت عليه في الأعوام الماضية وكما قلت مسبقا هذا الوضع استثنائي ومرتبط بظروف التوسعة. وأضاف: سمعنا العديد من المقولات عن قيام بعض الوكالات بزيادة الأسعار على برامج الحج الممنوحة لها بموجب التوزيع الكلي لحصة اليمن من الحجاج لكن حتى الآن لم تثبت حالة واحدة لدينا من هذا النوع. خسائر فادحة > وحول وجهة نظر الاتحاد اليمني للسياحة في هذه المسألة ومدى امكانية اعتماد نظام القرعة في مواجهة زيادة الطلب على الحصة المحدودة والتي تم تخفيضها مؤخرا تحدث مسؤول الأنشطة والعلاقات بقطاع الحج والعمرة بالاتحاد الأخ ناصر الكاهلي مشيرا إلى أن هذا التخفيض قد انعكس بشكل مباشر على حصص الوكالات التي تقوم بالتفويج وبنفس النسبة بما يعني المزيد من الخسائر لها حيث وأن حصة كل منها قد خفضت بنسبة »20٪« وهذا التأثير السلبي يضاف إلى الأعباء والخسائر التي منيت بها الوكالات خلال الفترة الماضية. وتوقف أعمالها لموسم العمرة العام الماضي بعد اغلاق القنصلية السعودية بصنعاء وعدن نتيجة للأوضاع الأمنية آنذاك. وتابع الكاهلي قائلا: رغم كل هذه الأعباء التي تتحملها الوكالات فقد حرصنا وبالتنسيق مع وزارة الأوقاف والإرشاد ممثلة بالوزير الأستاذ حمود عباد ومسؤولي قطاع الحج والعمرة على تخفيض تأثيرات ذلك على الحاج اليمني خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة. ونتمنى أن يتم تقدير هذه الظروف من قبل الأخوة الحجاج وقبل ذلك ندعو الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا فنحن نعتبر أنفسنا خداما للحجاج وطالبي العمرة في مهنتنا المقدسة التي أكرمنا الله بها. وحول نظام القرعة يقول الكاهلي مبتسما القرعة على وزن »جرعة« وهي أمر لا نعتبره مناسبا من كافة الوجوه خصوصا في ظل الظروف غير المستقرة التي يعيشها البلد والاختلالات الأمنية التي لا نضمن معها حدوث ردات فعل عنيفة من الذين سيتم استثناؤهم من القرعة. فضلا عن ذلك فإن هذا التخفيض سيكون لفترة زمنية محدودة ربما خلال العامين 1434و1435هـ على أبعد تقدير حتى تكتمل أعمال الإنشاءات المحيطة بصرح المسجد الحرام. معالجات وحلول > ويرى الكاهلي أن هناك العديد من الحلول الممكن مناقشتها لمعالجة ما قد يترتب على تخفيض حصة اليمن من الحجاج ومن ذلك على سبيل المثال يقول الكاهلي: اسثناء المواطنين الذين تمكنوا من أداء الفريضة منذ ثلاث سنوات أو أقل. واختتم الكاهلي بالقول: نتمنى في جميع الأحوال أن تتوفق وزارة الأوقاف والإرشاد ممثلة بقيادة الوزير الأستاذ حمود محمد عباد ومسؤولي قطاع الحج والعمرة بالوزارة أن نتوفق جهودهم لرفع الحصة وبما يمكن جميع الراغبين في الحج من أداء ما عليهم من فريضة والله الموفق. تخفيض مبرر > مدير وكالة سمر التنفيذي منصور خالد أدلى بدلوه في مناقشة هذه القضية مؤكدا أن تخفيض عدد الحجاج يأتي مبررا وموضوعيا نظرا للزحام الشديد في ساحة الطواف حول الكعبة المشرفة وذلك بعد إزالة جانب كبير في مبنى الحرم المكي الشريف والذي كان يستخدم للطواف من قبل نسبة كبيرة من الحجاج وهذا ما تأكد منه يقول خالد العديد من الاخوة الذين وقفهم الله بالعمرة هذه الأيام والذين عاينوا الزحام الشديد خلال الطواف بالكعبة المشرفة وحول ما يراه من حلول لمعالجة زيادة الطلب على العرض في عملية التسجيل للحجاج والتي انتهت باكرا جدا يقول خالد الحقيقة أن هذه المسألة تخضع لآلية العرض والطلب والأولوية فيها حاليا هي لمن قدموا جوازاتهم ووثائق التسجيل الخاصة بهم إلى الوكالات منذ وقت مبكر وبعضهم من شهرين من الآن. وبالنسبة لمن فاتهم التسجيل هذا العام نحن ندعوا الله لهم أن يتوفقوا العام القادم في أداء الفريضة ونحن ليس بأيدينا شيء غير الدعاء لهم ففي جميع الأحوال وكما يحدث سنويا فإن حصة اليمن من الحجاج غير كافية حتى قبل تخفيضها كما حصل مؤخرا وكنا جميعا نأمل زيادتها هذا العام لمواجهة زيادة الطلب الحاصل في طلبات الحج. ويضيف بقوله: إن أعمال التوسعة مؤقتة ربما لثلاث سنوات وهذا لا يستدعي لإيجاد آليات ربما تزيد الأمور تعقيدا. لكن ذلك كما يقول خالد لا يعني الاستسلام والقبول بالواقع فلا بد من مواصلة الجهود التي تقوم بها وزارة الأوقاف والإرشاد لإقناع الاشقاء بالسعودية لرفع الحصة بحسب التقديرات للنمو السكاني ومن ثم اجراء التخفيض على الحصة المفترضة وهي ثلاثون ألف حاج وهذه دعوة منا لجميع الجهات في الأوقاف والإرشاد والتخطيط لكي تتضافر جهودها وتنجح مساعيها لتحقيق هذا الهدف. مشكلة مؤقتة > مدير عام شركة اليمامة طاهر عبدالواسع أشار إلى هذه المشكلة بقوله: لا يمكننا أن نتناول مسألة تخفيض حصة اليمن من الحجاج هذا العام بمنأى عن تناول زيادة طلب الحاصلة في هذا الجانب حتى قبل التخفيض الأخير. وكنا نتمنى أن تنجح وزارة الأوقاف والإرشاد في مساعيها لدى الجهات المختصة بشئون الحج في المملكة العربية السعودية الشقيقة لرفع الحصة الأصلية المعتمدة سنويا إلى ثلاثين ألف حاج بحسب عدد السكان المفترض وذلك لإتاحة الفرصة أمام المواطنين الراغبين في أداء هذه الفريضة التي تمثل الركن الخامس من أركان الإسلام الحنيف وهذا هو أملنا القائم والذي لا سبيل غيره لمعالجة هذه المسألة ولو جزئيا. وبالنسبة للمعالجات التي نراها في حال استمرار الحصة على ما هي عليه بعد التخفيض الأخير اعتقد أنه وطالما صار عدد الحجاج محدودا بهذا الشكل فيفترض أن تكون الخدمات المقدمة للحجاج مواكبة لزيادة الإقبال وبحيث يكون بمقدور من يتمكنون من الحصول على فرصة الحج اختيار المستوى الأول أو الثاني بحسب امكانياتهم المادية. وبالإضافة إلى ذلك فإن تحديد شريحة عمرية للحجاج إضافة إلى استثناء الذين قاموا بأداء الفريضة خلال السنوات الثلاث الماضية من عملية التسجيل سيكفل الحد من عملية الإقبال على التسجيل وزيادة الطلب الموجود حاليا ويختتم طاهر بقوله: ندعو الأخوة في وزارة الأوقاف والإرشاد وفي مقدمتهم الوزير حمود عباد ومسؤولي قطاع الحج والعمرة بالوزارة إلى تكثيف جهودهم في جانب التوصل إلى اتفاق مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية لزيادة حصة اليمن من الحجاج بالشكل الذي يخفف من هذه المشكلة على الأقل للمواسم القادمة. خاتمة > أثناء خروجي من مبنى قطاع الحج والعمرة التابع لوزارة الأوقاف والإرشاد لفت انتباهي أحد المسنين وهو يسعى لمقابلة وكيل الوزارة بهدف الحصول على فرصة للتسجيل في أي وكالة ضمن حجاج هذا العام كانت بيده ورقة سألته عن مضمونها فأراني اياها لأ كتشف أنها رسالة من شخصية اعتبارية »وساطة« كان يأمل أن تشفع له في قبول طلبه للحج. حاولت اقناعه بأن ذلك ليس مجديا لكنه نظر إلي بحزن وقال : يا ولدي أشتي أحج هذه السنة ما عاد في العمر بقية فهل لمعاناة هذا المواطن وغيره من ينصرها في هذا الزمان.