الرئيسية - الدين والحياة - رمضان فرصة لتغيير النفس ومنارة للحب وترابط المجتمع
رمضان فرصة لتغيير النفس ومنارة للحب وترابط المجتمع
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

استطلاع/ امين العبيدي –

إن من أعظم مقاصد رمضان ومن أجل أهدافه أن يؤلف بين القلوب, وأن يجمع بين الصفوف, وأن يوجد الكلمة, وأن يرأب الصدع, وأن يزيل أسباب الخلاف والتدابر والتقاطع, وإذا لم يتم ذلك في واقع المسلمين وفي حياة الأمة, فيجب أن نعلم جميعاٍ أننا ما التزمنا بالإسلام, وما اهتدينا بنور القرآن, وما تشرفنا بالسير على هدي رسول الأنام صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. وفي هذا السياق يقول الدكتور محمد أحمد العزاني إمام وخطيب جامع التقوى ـ تعز: إن من أهم شروط الصوم حفظ اللسان عن الهذيان والكذب والغيبة والنميمة والفحش والجفاء والخصومة والمراء وإلزامه السكوت وشغله بذكر الله سبحانه وتلاوة القرآن وفعل الخير بجميع أنواعه والسعي بين الناس بالصدق النافع لهم لا بالغيبة المفسدة للصوم. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (الصوم أمانة فليحفظ أحدكم أمانته) .. ومن أجل ما تحفظ به الأمانة في الصوم الاهتمام بالمعاني القلبية لهذه العبادة العظيمة وأن تبتعد عن كل ما يشغل القلب ويلهيه فمثلاٍ الإسراف في النظر إلى ما حرم الله يبتعد بالمسلم عن حلاوة الصيام التي يجدها في قلبه والرسول صلى الله عليه وسلم يحذر أيما تحذير ويقول: (النظرة سهم مسموم من سهام إبليس فمن تركها خوفاٍ من الله آتاه الله عز وجل إيماناٍ يجد حلاوته في قلبه).. وأشار العزاني إلى أن بالصوم يعرف الأغنياء ما يعاني الفقراء والمساكين من الجوع وبهذه العبادة يتعلم الإنسان الصبر على الآخرين فقد قال: النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إنما الصوم جنة فإذا كان أحدكم صائماٍ فلا يرفث ولا يجهل وإن أمرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم). وأضاف العزاني أن شهر رمضان فيه الدرجات والحسنات تضاعف وروي عن العلماء أن النافلة تعادل فريضة فلماذا لا تكون لكل شخص خطة حسب وقته يرتبها لاستغلال كل لحظة من لحظات شهر رمضان وقد قيل من لم يخطط فقد خطط ولكن للفشل -أخي الحبيب- أليس لنا من رسول الله أسوة وقدوة حسنة فإن الحبيب كان إذا حظرت أيام رمضان شد إزره وأيقظ أهله ونحن وللأسف نستقبل رمضان بخطة واضحة ومرتبة ومدروسة من جميع أفراد العائلة في أنواع المأكولات والمشروبات إلا من رحم الله”. واختتم حديثه بقوله: رمضان انطلاقة لتجديد العلاقة مع الله وتصفية القلب من كل ما نكت فيه من الذنوب فالشياطين تصفد والجنة تفتح أبوابها فليكن شعارك: لن يسبقني إلى الله أحد. وأما الشيخ عبدالله اليوسفي -خطيب مسجد النور- فيقول: إن رمضان فرصة للإقبال على الله بالطاعات وعلى المسلم أن يستقبل هذا الشهر بقلب بعيد عن البغضاء والحسد والغيبة والنميمة ونوه اليوسفي بأن رمضان يريد أناساٍ صافية قلوبهم مقبلة أرواحهم بعيدة ألسنتهم عن نشر العداوة والبغضاء والشحناء وأن لا يكون الصيام فقط عن الأكل والشرب والجماع وإنما صيام الجوارح بأكملها عن كل ما يغضب الله -عز وجل. وأشار اليوسفي: إلى إن للصوم من الأهمية بمكان في تزكية النفس فمن الشهوات العاتية التي يمكن أن تحرف الإنسان عن طريق الحق شهوتا البطن والفرج والصوم تعويد للنفس على التحكم بهاتين الشهوتين الصوم تعويد النفس على الصبر .. ولذلك ورد في الحديث (الصوم نصف الصبر). وقد جعل الله الصوم من أعظم الوسائل للتحقق بمقام التقوى فقال تعالى: (ياأيها الذين آمنوا كْتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). فيامن انشغل بالدنيا عن الآخرة اعلم أن الله يعتق في كل ليلة من ليالي رمضان مائة ألف عتيق من النار وفي آخر ليلة من رمضان يعتق بعدد ما أعتق في جميع ليالي رمضان. فيامن يريد تطهير نفسه المنادي ينادي (ياباغي الخير أقبل وياباغي الشر أدبر) .. كما أن الجنة تزين في رمضان فهل من مشمر¿ وأشار اليوسفي: إلى أن رمضان منارة شامخة لنشر الحب لكل من هو إنسان, بالحب للآخرين الإسلام يعلمنا ورسوله يرشدنا بقوله: (ما آمن بي من بات شبعاناٍ وجاره جائعاٍ إلى جواره وهو يعلم) أن الصيام تربية وتهذيب وأخلاق قبل أن يكون جوعاٍ وعطشاٍ وقياماٍ وناصباٍ. وأوضح الشيخ مسفر مراد -إمام وخطيب جامع الخنساء- بقوله: إن رحمة الله واسعة وعفوه قد كتب لكل من عاد إليه فيامن قد أسرف على نفسه لقد آن الأوان أن ترجع إلى الله وتتوب إليه فرمضان فرصة والله سبحانه وتعالى يقول: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يْصروا على مافعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين). ويقول عز وجل: (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاٍ إنه هو الغفور الرحيم). اعلم أنه مهما عظم ذنبك فرحمة الله أعظم ونوه مراد بأن رمضان جنة لا يدخلها إلا الصالحون وبستان لا يعرف ثماره الصادقون وهو النهر الذي يغتسل فيه التائبون. وأشار مراد إلى أن المسلم لن ينال رضوان ورحمة وعفو ومغفرة الله إلا بمحبته لأخيه المسلم, وبره ومساعدته فالله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه ومن فرج عن مسلم كْربة فرج الله عليه كْربة من كْرب يوم القيامة.