الرئيسية - الدين والحياة - إجماع على الوسطية والاعتدال بعيدا◌ٍ عن السياسة والحزبية
إجماع على الوسطية والاعتدال بعيدا◌ٍ عن السياسة والحزبية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تحقيق / أسماء حيدر البزاز –

في شهر رمضان المبارك تمتلئ المساجد ودور القرآن بمجالس الذكر والعلم وتزهو بحلقات الدروس الدينية والفقهية التي يحييها عدد من العلماء تكون في الغالب من بعد صلاة العصر وبعد صلاة التراويح ,, ونرى الحفاظ والدعاة والعلماء وبعض مراكز التحفيظ كل له خطة رمضانية لإحياء ليالي رمضان بمنهج ينأى عن بؤر الفتن والضلالات ووسائل أنواع الانحراف والضياع والتخبط وبما يجعل من هذا الشهر الفضيل التزود بالقيم الروحية السامية للدين الحنيف بعيدا عن  التطرف والطمس والتشويه ومناسبة أيضاٍ لإبراز مبادرات إنسانية خيرية فعالة للمجتمع ككل ..

  « ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينةوغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» هذا هو شعار  تلك الفعاليات الرمضانية ,, وفي هذا تقول الأخت فاطمة حميد المشرفة على حلقة تحفيظ القرآن بمنطقة دارس بأمانة العاصمة أهم الأعمال والبرامج الجاري تنفيذها في شهر رمضان الكريم ومنها : توزيع المعونات الغذائية من تمر وأكياس أرز ودقيق وزيت  وغيرها في متطلبات الشهر الفضيل وكذا – عقد مسابقات قرآنية لفئة الثلاثين جزءاٍ والعشرين وفئة العشرة والخمسة أجزاء – تحديد ثلاث ليالي من ليالُ عشر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران واستقطاب محاضرات دينيات لتثقيف النساء في أمور دينهن وطرح الأسئلة الفقهية – توزيع منشورات لمختلف الأدعية والأذكار المستحب قولها عند الإفطار والسحور  وعند الصيام والمعاملات اليومية – دروس في الأخلاق تعدها وتلقيها عدد من الداعيات – وجبة إفطار رمضانية جماعية في المسجد لتعزيز أواصر الأخوة والمحبة – وجبة إفطار جماعية للفقراء والمساكين والمحتاجين كباب من أبواب الخير  – إجراء مسابقات دينية ثقافية وجوائز نوعية للتثقيف الديني للنشء لتشجيعهم على الإطلاع والقراءة والمعرفة بأسلوب جديد وشيق – تكثيف النشاطات الدينية في العشر الأواخر من رمضان للظفر والفوز بالليلة القدر إن شاء الله .  بكت عليه الأرض وأما المرشدة بشرى النظاري  فقد أوضحت قائلة  :” ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله إلا نادهم مناد من السماء قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات ويقول الر ب تعالى يوم القيامة: “سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم فقيل ومن أهل الكرم يا رسول الله¿ قال: مجالس الذكر في المساجد.” فأي فضل سيجنيه هؤلاء  الذين اجتمعوا على ذكر الله وتفرقوا على طاعته في هذا الشهر المبارك والفضيل فإذا كانت الحسنة بعشرة أمثالها فما بالكم في شهر رمضان أضعاف أضعاف ذلك , بل أنه إذا مات بكى عليه من الأرض الموضع الذي يصلي ويذكر الله فيه ونادت بقاع الأرض  عبدالله المؤمن مات فتبكي عليه الأرض والسماء فيقول الرحمن: ما يبكيكما على عبدي¿ فيقولون: ربنا لم يمش في ناحية منا فقط إلا وهو يذكرك!! بل إن الذاكرين في تلك الحلقات هم الجلساء الذين لا يشقى بهم جليسهم ونكتفي بقول الذي دعانا أن نلزمهم وأن نكون من الذين يذكرون الله آناء الليل وأطراف النهار: “واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي”. حلقات للنشء الداعية أبو بكر الورافي  من جهته تحدث لنا عن برنامجه الرمضاني في التوعية الدينية قائلا : افتتحنا حلقات قرآنية للنشء لن هم دون  15 عاما لتعليمهم القرآن الكريم وعلومه وآدابه بما يتناسب مع أعمارهم إضافة إلى تعليمهم أحكام التجويد وتحفة الأطفال والجزرية وبعض الأحاديث النووية, فهذا له دوره الكبير والفعال في حفظ أبنائنا من الضلالات والانحرافات التي تصدعت بها أمتنا اليوم, ولو تأملنا لحال شباب أمتنا اليوم لوجدناهم يعانون من التخبط والبطالة والفتن بشتى أنواعها ولا مخرج لهم من هذه الدوامات إلا بالعودة الصادقة لكتاب الله بفهمه وتدبره وتطبيق أوامره واجتناب نواهيه والاقتداء بالسنة النبوية والسير على خطاها ليصلح حالهم وتصلح على إثر ذلك حال الأمة جمعاء وليكونوا بمنأى عن الاستغلال والاستدراج من قبل من يدعون التفقه في الدين مستغلين بذلك قلة فهمهم للآيات لجرهم إلى أعمال العنف والتطرف والإرهاب باسم الدين وهم بعيدون كل البعد عن قيمه وأخلاقه وشرائعه .  ويورد الورافي في سياق حديثه قول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : “إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة¿ قال: حلقات الذكر.”.  فهي رياض السكينة والاتزان النفسي والفكري وبها تكمن الأخوة ومعاني التوحد الإيماني الذي لا تشوبه أعراق طائفية أو دعوات حزبية.  ويوافقه بذلك  العلامة إبراهيم العلفي  مستشهدا بقول رسولنا الكريم عليه وعلى آله أزكى الصلاة والتسليم : إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع وما حل مصدق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو الدليل وخير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل وهو الفصل ليس بالهزل.”.       فما أعظم أن تمتلئ السماوات بأصداء أصواتنا الذاكرة لله في شهر أنزل القرآن فيه ? شِهúرْ رِمِضِانِ الِذي أْنúزلِ فيه الúقْرúآنْ هْدٍى للنِاس وِبِينِاتُ منِ الúهْدِى وِالúفْرúقِان ?  و روي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – من غير وجه فروى الحاكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: “أْنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا وكان بمواقع النجوم وكان الله ينزله على رسوله – صلى الله عليه وسلم – بعضه في إثر بعض “. هو ذكر يدعو للوسطية والاعتدال ويمثل الرسالة السمحة التي جاء بها الإسلام ويحث على عمل وقول وفعل الخير (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراٍ وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور).  بعيداٍ عن التسييس الشيخ عبدالله الشامي يقول:  يجب على العلماء والدعاة والمرشدين تكثيف نشاطاتهم الدعوية في هذا الشهر الكريم لكون الناس أكثر إقبالا على الطاعات وحب التغيير الإيجابي والتوبة عما مضى  ويتوقون لاستغلال أيامه ولياليه فيما ينفعهم من أعمال تقربهم إلى الله من الواجبات والسنن والنوافل , قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه.  مضيفا : وكم هو عظيم أن تكون المنابر والمجالس وحلقات الذكر  منبرا للدعوة إلى التوحد بعيدا عن المعاداة الطائفية والحزبية والمناطقية  لتطرح القضايا المصيرية ومناقشتها وعلاجها بشكل شفاف ووسطي حتى تحد من الصراعات المذهبية والحزبية القائمة اليوم بين أبناء مجتمعنا والتي تفرق ولا تجمع تهدم ولا تبني  وتزيد من مواطن الضلال وتصد الناس عن طريق الحق والهداية لكون الناس تؤمن بصوت المنبر والشيخ والعالم أكثر من أي شخص آخر مهما بلغت مكانته أو وجاهته الاجتماعية.  ولا هم يحزنون إيمان النجدي – داعية تحدثت من جهتها عن فضل مجالس الذكر من القرآن والسنة خاصة في هذا الشهر الفضيل مستهلة بقوله تعالى : [ الِذينِ آمِنْواú وِتِطúمِئنْ قْلْوبْهْم بذكúر الله أِلاِ بذكúر الله تِطúمِئنْ الúقْلْوبْ ] وقوله تعالى : [ وِمِنú أِعúرِضِ عِنú ذكúري فِإنِ لِهْ مِعيشِةٍ ضِنúكٍا وِنِحúشْرْهْ يِوúمِ الúقيِامِة أِعúمِى? ] وكما قال سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلامه : « وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» وأضافت : وفي الأثر فإن فوائد مجالس الذكر  :  إنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره –  إنه يرضي الرحمن عز وجل – إنه يزيل الهم والغم عن القلب –  إنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط –  إنه يقوي القلب والبدن –  إنه ينور الوجه والقلب –  إنه يجلب الرزق. – إنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة –  أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام –  إنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان –  إنه يورثه ذكر الله تعالى له كما قال تعالى: ( فِاذúكْرْوني أِذúكْرúكْمú )   كوادر متميزة وفي شهر رمضان ترى أن همم الشباب تنطلق في التسابق على أعمال الخير والتطوع والانضمام إلى مجالس الذكر  والمشاركات الخيرية الفعالة , وبهذا أكدت دراسة حديثة إن للمشاركات والمبادرات الخيرية  أثر و فوائد متنوعة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي فنجد أنه  يمكن أن ينتج عنها تكوين مجموعات من الأفراد لها نفس الاهتمامات وتعمل معاٍ مما يدعم العادات والتقاليد ويقوي الإحساس بالمسئولية لدى هؤلاء المجموعات نحو مجتمعاتهم وبالإضافة إلى هذا البعد الاجتماعي فإن لها  بعد اقتصادي على المجتمع كما هو على الأفراد المتطوعين والمشاركين في أفعال الخير  ذاتهم إذ أن الأعمال والأنشطة التطوعية التي يشاركون بها تضيف الكثير لخبراتهم وتصقل مهاراتهم كما أنها تعرفهم بفرص العمل المتاحة في المجتمع وتزيد من ثقتهم بأنفسهم وإيمانهم بقدراتهم مما يخلق كوادر متميزة من الأفراد فينعكس ذلك إيجابياٍ على البعد الاقتصادي. .