الرئيسية - عربي ودولي - مصر أمام فرصة أخيرة للخروج من النفق المظلم
مصر أمام فرصة أخيرة للخروج من النفق المظلم
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تتواصل بوتيرة عالية في العاصمة المصرية القاهرة الجهود الدبلوماسية العربية والغربية لحل الأزمة المصرية بجولات مكوكية يقودها وسطاء من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والخليج العربي للتوسط بين الحكومة المؤقتة وجماعة الإخوان سعيا لاحتواء الأزمة السياسية المتفاقمة هناك الناتجة عن عزل الرئيس محمد مرسي من منصبه وما تلاه من أحداث عنف دامية خلال الأسابيع القليلة الماضية وهو ما أدخل بلاد الكنانة في نفق مظلم لكن الآمال بإيجاد تسوية سياسية تبقى معلقة على جهود الوساطة الدولية وتطورات الأحداث بعد أن أكدت حكومة رئيس الوزراء حازم الببلاوي انفتاحها على الحل السلمي في إطار الالتزام بخارطة الطريق وعدم إقصاء الإخوان في المشاركة في الحياة السياسية.. وتفيد التقارير الواردة بأن القاهرة تشهد تحركات دبلوماسية مكثفة ويشارك فيما وزيرا الخارجية القطري خالد العطية والإماراتي عبد الله بن زايد إلى جانب نائب وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز ومبعوث الاتحاد الأوروبي برناردينو ليون. وأعلن هؤلاء المسؤولون تمديد فترة زيارتهم للقاهرة يوما آخر¡ بعد يوم من المحادثات التي شملت العديد من أطراف الأزمة. وينضم لقائمة المسؤولين الغربيين عضوا مجلس الشيوخ الأميركي جون مكاين وليندساي غراهام. وكان بيرنز عقد على مدار اليومين الماضيين محادثات مع مسؤولي الحكومة وقيادات جماعة الاخوان المسلمين التي تطالب بإعادة الرئيس المعزول محمد مرسي. في هذه الأثناء¡ تضاربت الأنباء في شأن زيارة وليام بيرنز ووزيري خارجية قطر والإمارات وممثل الاتحاد الأوروبي بزيارة نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين خيرت الشاطر بمحبسه بسجن شديد الحراسة بمنطقة سجون طرة. فقد ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط نقلا عن “مصدر مطلع” أن المبعوثين الذين يسعون للتوسط لإنهاء الازمة في مصر حصلوا على إذن من النيابة العامة لزيارة الشاطر.

وسيحاكم خيرت الشاطر¡ الذي يعد من الشخصيات التي تتمتع بنفوذ قوي في الجماعة¡ واحد أهم مموليها¡ اعتبارا من 25 أغسطس مع خمسة قياديين آخرين للاخوان المسلمين¡ بينهم المرشد العام للجماعة محمد بديع ومساعده الثاني رشاد البيومي. وهم متهمون “بالتحريض على القتل” ضد المتظاهرين المعارضين لمرسي في هجومهم على مقر الجماعة في القاهرة في 30 يونيو الماضي يوم بدء التظاهرات الهائلة¡ التي أدت إلى إقالة مرسي من قبل الجيش.

ولم تكشف أي تفاصيل عن مضمون محادثات بيرنز¡ لكن يبدو انه حاول مجددا اقناع الشاطر بتليين موقف جماعة الاخوان المسلمين. ولم يتمكن المسؤول الاميركي السبت من التوصل الى تسوية مع الواجهة السياسية للجماعة حزب الحرية والعدالة¡ الذي ما زال يرفض التفاوض مع السلطات الجديدة التي يعتبرها “غير شرعية”. وقد رأى مراقبون ان الجهود الدبلوماسية تشكل فرصة اخيرة لتفادي وقوع مواجهة بين قوات الامن وآلاف المتظاهرين من انصار الاخوان المسلمين المعتصمين منذ شهر في منطقتي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة للمطالبة بعودة مرسي. ويخشى المجتمع الدولي من فض الاعتصامات بالقوة ما قد يؤدي إلى مجزرة. وقتل أكثر من 250 شخص◌ٍا¡ معظمهم من الإسلاميين¡ منذ نهاية يونيو الفائت في مواجهات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه¡ فيما يؤكد الإخوان المسلمون تصميمهم على مواصلة اعتصامهم حتى يعود مرسي إلى السلطة. وأكد الفريق أول السيسي لقادة إسلاميين أمس الأول انه “ما زالت هناك فرص لحل سلمي”. لكن السلطة الجديدة ضاعفت أخيرا تحذيراتها للمتظاهرين في رابعة العدوية والنهضة مهددة بتفريقهم بالقوة إذا لم يرحلوا “بسرعة”. وتخشى الأسرة الدولية من أن يؤدي تفريق المعتصمين¡ وبينهم نساء وأطفال¡ بالقوة¡ إلى حمام دم. من جانبهم¡ يدعو الإسلاميون بشكل شبه يومي إلى تظاهرات جديدة والى مسيرات “بالملايين” إلى المواقع العسكرية والأمنية. ومنذ عزل الجيش لمرسي في 3 يوليو¡ إثر احتجاجات شعبية غير مسبوقة¡ يكرر الإسلاميون المطالب نفسها. ويحتجز الجيش مرسي في مكان غير معلوم منذ الإطاحة به¡ ويتم التحقيق معه في قضية فراره من السجن في مطلع 2011م خلال الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك.