الرئيسية - عربي ودولي - لم (يصوموا) عن القتل!
لم (يصوموا) عن القتل!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

هاشم عبدالعزيز –

بختامه طوى شهر رمضان المبارك لحظات فرح أيام صيامه. وفي جرد الحساب لما كانت عليه هذه الفريضة الدينية في بلاد العرب خاصة والمسلمين عامة يبدو الحضور طاغيا لأولئك الذين لم يصوموا عن القتل على مدار أيامه. من هذا الشأن كانت بعض الوسائط الإعلامية عنونت تقاريرها عن الوضع بالصومال بـ:(متمردو الصومال (لا يصومون) عن القتال في رمضان) ونقلت عن المتحدث باسم من وصفتهم بالمتمردين يوم الأحد الماضي واسمه عبدالعزيز أو مصعب قوله: بدأنا عملية عسكرية كبيرة في أنحاء مقديشو بعد الغرب وستستمر حتى صباح الاثنين .. ووعد بشن مزيد من الهجمات خلال الأيام القليلة القادمة مع قرب نهاية شهر رمضان. وكانت حركة الشباب أعلنت أواخر الشهر الماضي (أن الزيادة في الهجمات المنسقة التي ينفذها مقاتلوها تشير إلى استمرار قوتها) وحذرت في ذلك الحين من تنفيذ مزيد من الهجمات خلال شهر رمضان. وإذا كانت هذه الجماعة الصومالية جاهرت بأعمالها تلك وتنفيذها خلال شهر رمضان ومنها تلك التي نفذتها الأحد الماضي في العاصمة مقديشو وكانت حصيلتها إصابة امرأتين ونشر الخوف في أوساط الابرياء بالمدينة فإن لهؤلاء أقران من نفس الطيف التي لا تقيم لأرواح الأبرياء أي قيمة والمثل البارز ما كان عليه رمضان في العراق فالتفجيرات الإرهابية في الأسواق المكتظة بالمواطنين.. أو المقاهي أو الجوامع والطرقات وأماكن تواجد وتجمع قوات الجيش والأمن حصدت من الأرواح البريئة ما يفوق الألف وأصيبت أسر بنكبات حين فقدت أعدادا◌ٍ من أفرادها.. وكما في العراق كانت أيام السوريين الرمضانية في زلزال من الموت القائم والقادم والسبحة كانت في امتداد إلى ليبيا وتونس في مذابح واغتيالات وحشية وبقيت باكستان حاضرة في مشهد المذابح الطائفية. يصعب استيعاب هذا الوضع إلا في كونه عن انحدار يراد من ورائه السقوط العربي بالأساس في هاوية سحيقة. هل ثمة أفق للخروج من هذه الدوامة الجهنمية¿ بالقطع نعم إذا ما تحولت مواجهة هذه الأوضاع إلى قضية المجتمع بأسره وفي كل بلد عربي وإسلامي وقضية عالمنا الدولي والإنساني بأسره لأن يبقى الحرب على الإرهاب أقرب إلى مشروع لاستغلال الإرهاب وبالإرهاب نفسه.