وليد المشيرعي – من أفضل وسائل صلة الرحم¡ التهنئة في الأفراح والمشاركة في المناسبات الطيبة وإدخال السرور على ذوي القربى¡ وكذا مساعدتهم في وقت الشدة ومواساتهم في الأحزان . والإسلام عندما يحث على صلة الأقارب والنسب¡ فإنه يهدف إلى تأكيد مشاعر الأخوة الإسلامية وإزالة بعض ما يقع بينهم من تنافر وشقاق¡ ولهذا حذر من التفاخر والتباهي والتكلف في مظاهر الفرح والحزن¡ وأمر بإدخال السرور حتى بمجرد الابتسامة الحانية والسلام¡ وحث على إجابة الدعوة والتهنئة بعشرات المناسبات الدينية والاجتماعية سواء العامة أو الخاصة¡ كما نهانا عن أن نحول بعض هذه المناسبات إلى وسيلة لارتكاب المخالفات الشرعية أو للتشاجر والتقاطع . فضيلة الشيخ الدكتور / محمد محمد أحمد عويس رئيس بعثة الأزهر الشريف بالجمهورية اليمنية¡ يدعو ذوي الأرحام تحديدا والمسلمين عامة¡ إلى التلاحم النفسي والتعاون على البر والمساعدة والمشاركة المادية والمعنوية . ويقول: من أعظم أساليب المشاركة مسألة التهاني وإدخال الفرح إلى النفوس في المناسبات السعيدة¡ وتقديم التعازي والشد من أزر القريب في المناسبات غير السعيدة . وما أكثر هذه وتلك! ومن الأمور المحزنة التي ألاحظها في علاقات المسلمين الأسرية أن التقاطع والعيش في جزر منعزلة هما السمة الغالبة على علاقات الأقارب وذوي الأرحام¡ وقد يفاجأ الأخ بخطبة شقيقته¡ وقد لا يعرف العم ما نزل بابن أخيه من نازلة إلا بعد بضعة أيام! وفي المقابل¡ فإن بعض هذه المشاركات تكتنفها بدع ومخالفات شرعية تخرج هذه المشاركات عن المقاصد الشرعية لمشاركة الأهل في الأفراح والأتراح . إسعاد الآخرين ويتوقف الدكتور عويس عند حث الإسلام أتباعه على مبدأ المشاركة في إسعاد المسلمين وإدخال السرور على كل خلق الله وعلى رأسهم أهل القربى والعشيرة والرحم . وإدخال السرور قد يكون بالزيارة والسلام وإطعام الطعام¡ وفي حديث مسلم والبخاري أن رسول الله قال عندما س◌ْئل أي الإسلام خير¿ “تطعم الطعام¡ وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف” . وقد يكون بالضحك والتبسم في الوجه¡ وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: “تبسمك في وجه أخيك صدقة” . كما قال: “إن المسلمين إذا التقيا وتصافحا وضحك كل واحد منهما في وجه صاحبه لا يفعلان ذلك إلا لله لم يتفرقا حتى يغفر الله لهما” . وفي حديث الطبراني: “إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم” . وهكذا يصبح إدخال السرور على القريب من الواجبات الشرعية التي يحقق بها المسلم فضيلة الصلة كما يحقق فضيلة إسعاد الآخرين وإدخال الفرح عليهم . ومن الآداب الشرعية في هذا¡ التهنئة بكل المناسبات الاجتماعية السعيدة التي تحدث للإنسان .والنفس الإنسانية بحكم الفطرة مجبولة على الفرح برؤية الأحباب¡ وعلى حب مشاركة الآخرين في مواطن سرورهم¡ فالإنسان لا يشعر بالسعادة وهو حبيس بيته¡ بل سعادته تتسع عندما يجد أقاربه وقد شاركوه فرحته¡ ولهذا رأينا الرسول صلى الله عليه وسلم يسن التهنئة في مختلف مناسبات التهاني ويمارسها مع صحابته . وكان صلى الله عليه وسلم يظهر الفرح والاهتمام بالمناسبة . ففي الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينادي عندما تاب الله تعالى على كعب بن مالك رضي الله عنه بأعلى صوته: “يا كعب بن مالك¡ أبشر” . ويقول الراوي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المسجد ووجهه يبرق من السرور: “أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك” . . وهكذا يسن إظهار الفرح والبشر وإعلانه على الناس .