الرئيسية - عربي ودولي - الأمم المتحدة تحذر من تحول العنف بالعراق إلى حرب طائفية
الأمم المتحدة تحذر من تحول العنف بالعراق إلى حرب طائفية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

حذرت الأمم المتحدة أمس من جر العنف الدموي الذي يشهده العراق إلى دائرة الصراع الطائفي اثر مقتل وإصابة حوالي 400 عراقي بتفجير 16سيارة مفخخة ضربت مدنا من شمال البلاد إلى جنوبها فيما طالب ائتلاف العراقية المالكي بالتحلي بالشجاعة وتحمل مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية والاعتراف بفشله في إدارة الدولة وتقديم استقالته بشكل فوري إنقاذاٍ للعراق وحقناٍ لأرواح المواطنين . وقال نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق رئيس البعثة الأممية “يونامي” جورجي بوستن أن التفجيرات التي استهدفت بغداد وعدداٍ من المحافظات العراقية السبت والتي راح ضحيتها العشرات تدعو إلى ضرورة العمل لوقف هذا العنف “الدموي الإجرامي” الذي يهدف إلى جر البلاد لصراع طائفي. وقال في بيان صحافي أمس “نعبر عن الصدمة والغضب إزاء سلسلة الهجمات المنسقة التي استهدفت الأسواق والشوارع التجارية والحدائق في بغداد ومناطق أخرى في البلاد بينما كان الناس يحتفلون بانتهاء شهر رمضان المبارك”. وأضاف بوستن أن هذه الهجمات تعكس الجذور الطبيعية غير الإنسانية لمرتكبيها .. مشدداٍ على أنه لا بد لكل العراقيين الصادقين أن يتحدوا لوضع حد لهذا العنف الدموي الإجرامي الذي يهدف إلى جر البلاد إلى دائرة الصراع الطائفي. ومن جهته قال ائتلاف القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي أن استمرار التدهور الأمني المروع الذي يمر به العراق لا يثبت فشل القائد العام للقوات المسلحة والقيادات الأمنية في أداء واجبها فحسب وإنما يعزز الشكوك بوجود تواطؤ بين جزء واسع من هذه الأطراف وقوى الإرهاب الإجرامية المسلحة والميليشيات والتي مكنت الإرهابيين من تنفيذ مخططاتهم الخبيثة بمنتهى السلاسة واليسر والتي أخذت توسع نشاطاتها الإجرامية بسبب انهيار استراتيجيات مكافحة الإرهاب غير المشروعة من دول جوار. وأضاف الائتلاف في بيان صحافي أن استمرار التدهور الأمني بهذا الشكل المروع يؤكد أن هذه الحكومة غير قادرة على انجاز مهمة التحول نحو الاستقرار وإقامة الدولة المدنية التي تستند على العدل والمساواة وسيادة القانون. وأشار إلى أنه بالرغم من كل تحذيراته في السابق وتأكيده على ضرورة رسم سياسات وخطط مدروسة وعلمية لمكافحة الإرهاب من خلال بناء مؤسسات أمنية مهنية ووطنية ودعوتها المتواصلة إلى أهمية تعزيز اللحمة الوطنية لسد الطريق على قوى الإرهاب والجريمة إلا أن القائد العام للقوات المسلحة (نوري المالكي) ضرب كل نصائح الائتلاف عرض الحائط واستمر في اعتماد أجهزة فاشلة لكشف المتفجرات أنفق العراق عليها ملايين الدولارات في عقود مضللة وفاسدة مرت عبرها أطنان من المتفجرات التي استهدفت المواطنين الأبرياء دون أن يحرك القائد العام للقوات المسلحة ساكناٍ أو يرف للقيادات الأمنية جفن. وأضاف ائتلاف العراقية أن الإجراءات التي اعتمدتها القيادات الأمنية أدت إلى المزيد من الممارسات الطائفية السياسية وملاحقة وترويع شركاء العملية السياسية بل وترويع حتى من ارتضى واكتفى بالمشاركة الشكلية في الحكومة الفاشلة الحالية “وبعد كل حادث كبير ومؤلم يظهر علينا القائد العام للقوات المسلحة كل مساء على شاشات التلفزيون في خطب مجلجلة ملها الناس يتفنن من خلالها في البحث عن التبريرات والتنصل عن المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين ولم تسلم منه حتى قيادات دولة القانون التي يترأسها. ولم يكتف القائد العام للقوات المسلحة عند هذا الحد بل راح يسخر أجهزة الدولة وأبواقها الإعلامية للترويج للاستمرار في المنصب لدورة ثالثة ليستمر معه الفشل السياسي والأمني والخدمي في كل مجالات بناء الدولة”. وطالب ائتلاف العراقية المالكي “بالتحلي بالشجاعة وتحمل مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية والاعتراف بفشله في إدارة الدولة وتقديم استقالته بشكل فوري إنقاذاٍ للعراق وحقناٍ لأرواح المواطنين الأبرياء تاركاٍ المجال لمن يمتلك القدرة على إخراج العراق من هذا النفق المظلم”. وأسفرت سلسلة تفجيرات بست عشرة سيارة مفخخة في مدن عراقية شمالية وجنوبية إضافة إلى العاصمة بغداد عن مصرع حوالي 100 عراقي وإصابة 300 آخرين حين استهدفت هذه التفجيرات الأسواق والمطاعم والمتنزهات فيما كان المواطنون يحتفلون بعيد الفطر. وشهد شهر رمضان هذا العام سقوط أكبر عدد من القتلى منذ سنوات مع وقوع تفجيرات سيارات ملغومة بشكل منتظم ومقتل العشرات خاصة في العاصمة. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ألف عراقي قتلوا في تموز (يوليو) الماضي في أعلى معدل للقتلى خلال شهر واحد منذ عام 2008. وتصاعدت التوترات داخل الحكومة القائمة على تقاسم السلطة بين الشيعة والأكراد والسنة كما أن تجدد العنف أشعل مخاوف من العودة إلى العنف الطائفي الذي وصل إلى ذروته عامي 2006 و 2007م.